الفصل الخامس والثلاثون "إني اقترفتك".

1.5K 86 2
                                    

#إنّي_اقترفتُكِ
" الفصل الخامس والثلاثون ".
_ لعبة السر _
-------------------------------------------------------------

التفتت حولها بخوف مُفجع، قاربت على اجتياز تلك المرحلة اللعينة والتي بدأت حالما هاجرت مع والدها إلى أمريكا هربًا من الحرب والدمار في سوريا، توفي والدها بعد عام من وصولهما والذي عمل كساعٍ بريد يتنقل بين الأحياء والبنايات سعيًا عن رزقه، وبعد وفاته تبدلت الأمور وأصبحت محط أنظار بعض رجال العصابات الذين يحكمون البلدة التي تعيش فيها، شعرت بخطر مُحدق في طريقها والأمان قد تسرب من حولها، كانت غريبة في بلد غريب وقتها حدث ما توقعتهُ فعلًا حينما تهجم على بيتها مجموعة من المسلحين واختطفوها حتى بناية نائية عن العمران لتتفاجأ بوقوعها تحت قبضة (مافيا أمريكية) من الدرجة الأولى، أعجبتهم فكرة كونها لاجئة لا أهل لها ولا مكان هنا فأصبحت صالحة لإشباع مصالحهم وخاصةً كونها من أصل عربي. أخبروها لرغباتهم دون مواربة وأنهم ذو شأن كبير في مجتمعهم ولا فرار من قدرها، خطتهم توحي بأن المؤامرة المطلوبة منها تجسسية من الدرجة الأولى ولكنها أدركت بتطور الأمور لديهم. فهم أفرادٌ تُقدس المواجهة، عليها أن تستدرج أحد الضباط المصريين وأن توقعه في حُبها وتُقنعه بالذهاب إلى أمريكا لرؤية أهلها بينما تتولى المافيا أمر الباقي من إقناع وتجنيد الضباط لمصالحهم الشخصية.

لم تكُن تفهم لِمَ ضابط مصري الجنسية بالتحديد؟! أم أن الأمر يتعلق بالبلد نفسها!! رفضت وبشدة أن تستسلم لهم، إما حياة كريمة بينهم أو القتل في بلد غريب دون أن يلتفت لموتها أحد!. استقبلت كافة المعلومات عن ذاك الضابط المنشود وما عمله مع هؤلاء القتلى! بدأت تجمع الأمورَ عنه وعن حياته فوقع أمامه الحساب الشخصي لشقيقه على مواقع التواصل الاجتماعي. بدأت خطتها فعلًا ولكنها خطة تختلف عن المرسومة لها، صادقتهُ لبعض الوقت بإيميل مُزيف، أخبرها بأنه قد حصل على بعثة في تركيا  فقررت أن تُخبرهم بالأمر وأن خطة اصطياده ستكون أسهل إن بدأت من ناحية شقيقه. قامت بالسفر المُرتب له إلى تركيا وذلك بصُحبة مرافق أمريكي والذي هو أحد أفراد العصابة، وهناك تمكنت من رؤية شقيقه وأنها تؤدي تطوعًا فيما يخص مرافقة السائحين وتعريفهم بالأثار التركية إلى جوار الترجمة. توطدت الصداقة بينهما فدعاها إلى زيارة مصر وتسهيلًا للأمور وافقت على الفور!

هذه المرة لم يكن معها مرافقًا فهي الآن قد نالت  ثقتهم ووصلت إلى الخطوة الأخيرة من خطتهم، وفي الأونة الأخيرة كانت تُبدي لهم مدى ارتياحها بالعمل معهم، وما وطأت قدماها أرض مصر وخرجت من باب المطار إلى الشوارع حتى تلفتت حولها بهلع وراحت تستقل سيارة أُجرة حيث المكان الذي أخبرها به يوسف بينما أخبرت العصابة بعنوان آخر عُدَ الجزء الشرقي من غرب عنوانها فلا يمكنهم الوصول لها أبدًا، التقته على خير دون خسائر حتى جاءت لحظة التفائها بذاك المنشود والذي كان سببًا كافيًا في انقلاب حياتها رأسًا على عقب!

إنّي اقترفتُكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن