#إنّي_اقترفتُكِ
[[ الفصل العاشر ]]
_ أنين _
----------------------------------------------------------سارت " مريم " صوب الباب بحركة وئيدة فهي لا تتوقع رد فعل الأخرى رغم أن ملامحها الغاضبة تشي بما هو قادم، اِفتر ثغرها عن ابتسامة متوترة ثم نظرت إلى والدتها وهي تقول بهدوء:
_" ليه بتتكلموا على الباب يا ماما؟ إتفضلي يا طنط؟! ".قالت جملتها الأخيرة وهي تنظُر ناحية أُلفت ثانية، بينما رفعت الأخرى أحد حاجبيها ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها وبنبرة ساخرة قالت:
_" أنا مش جاية أتضايف يا بنت زينب، ولا كُنت ناوية أعتب من عتبة بيتكم دا، بس لو الموضوع ولادي، فهم ومن بعدهم الطوفان، إبعدي عن ابني يا مريم ولا إنتِ ما صدقتي لقيتي طرف راجل يقبلك على عيبك فإتشعبطتي فيه؟؟ ".
رمشت مريم بعينيها عدة مرات وابتسامة بلهاء تحتل شفتيها الصغيرتين وكأنه يستعصي عليها فَهم ما تُشير إليه هذه السيدة سطحية التفكير .. تعمدت مريم الوقوف أمامها مُباشرة وبنبرة ثابتة قالت:
_" عيبي؟ أنهي عيب دا؟! ".رمقتها أُلفت بأنفة واستنكار بطرف عينها ثم تابعت بنبرة غاضبة للغاية:
_" على أساس إنك مش فاهمة أنا أقصد أيه؟ واحدة زيّك أرملة ما تفكرش غير في تربية ابنها، سيبي الفرح والفساتين البيضا للبنات اللي لسه ما دخلوش دنيا .. ولا إنتِ ما صدقتي يقابلك راجل من غير تجارب .. فقولتي فرصة ومش هضيعها"تشنجت أسارير وجه زينب وهي تستهجن أقوالها، لتصرخ بنبرة حازمة وهي تبعد ابنتها قليلًا كي تقف مكانها:
_" عيب يا أُلفت اللي إنتِ بتقوليه دا، أنا بنتي مش معيوبة في حاجة، لسه بشبابها وألف من يتمناها ومش هتدفن نفسها بالحيا ثم إننا ما طلبناش رأيك فيها، وابنك اللي عايزها وإحنا قولنا ما نكسرش بخاطره طالما رايدها .. أنا بنتي ست البنات .. تقعد مكانها ويتمناها مليون واحد زيّ ابنك وأحسن .. بس إحنا وافقنا على آصف علشان إبن أصول لأبوه .. أما إنتِ ست قليلة الأصل وقبل ما تتهجمي على بيوت الناس، ما كانش لازم تنسي إن ليكِ بنت عندنا وأنا لو مش بتقي ربنا فيها كان زمانها مُطلقة وواحدة ماعندهاش ضمير .. تفكيرها يشبه لتفكيرك .. جاية وبتقول لك نفس الكلمتين دول ".
جدحتها أُلفت باستنكار ثم تابعت وهي ترتفع بنبرة صوتها أكثر:
_" وإنتِ يا زينب لسه ما شوفتيش قلة أصلي، أبعدي بنتك قتالة القُتلة دي عن طريق ابني، أنا ابني هياخد ست البنات واحدة ما أتلمستش، أما بنتك تروح تشوف لها واحد أرمل زيها، علشان ابني مش هيبقى صيدة سهلة ليها .. ".أخذت مريم تتقهقر من مكانها للوراء ثم وضعت كفيها على أذنيها بألم احتك بجدار قلبها فأصابه ببعض الخدوش، أجهشت في البكاء بصورة صامتة ما لبث أن تحول بكائها لصرخات هادرة وجسدها يصطدم بالحائط قائلة:
_" كفاية .. كفاية .. مشيها يا ماما .. مش عايزة أسمع حاجة تاني .. أنا ما قتلتش حد .. أنا كُنت بدافع عن نفسي .. كفاية ".
أنت تقرأ
إنّي اقترفتُكِ
Actionكان دائمًا يُخبرني بأنني قضيتهُ وسيعافر مليًا كي يفوز بها .. والآن أنا أعظم خسائرهُ .. حُكم بالغياب المؤبد .. لم يكُن ببارعٍ في المعافرة؛ هو فقط يأتي بأدلة غير مُسندة على حُب وبأنفاس تميل إلى الاختناق أكثر منها إلى القسوة يهتف: _ إنّي اقترفتُكِ !! ي...