" الفصل السابع "
باليوم التالي وفي صباحه ، كانت دفعة من النشاط تجتاحني ، وأُخرى عارمة من الإشتياق لأحضان أمي وإياس ،، وأحضانُك يا دائب .. أفتقدها ..كما أنني أفتقدك كاملاً ....ها أنا هنا أنتظر عودتك من جديد ، ليهدأ ضجيج قلبي المُتعالي لا أعلم كيف ومتى ؟! ولكني أعلم أنه مازال يُريدك ، على عكس كل ما يفعله إلا أنه يوّد الإرتماء بين ذراعيكَ والمكوث طِيلة حياتهِ....
مكثتُ لوهلة على الفراش أنظر باستغراب لأرجاء الغرفة ، كما انا منذُ البارحة ، من الواضح أنه لم يأتِ لينظر عليّ كما إعتاد أن يفعل ظناً منه أنني لستُ أشعر بهِ ، ..لم يأتِ حتى ليوقظ نومي ، غريب بالفعل شيء غريب منه ، أيكون قرر بدء لُعبة التجاهل ؟!!!! .
نهضتُ وعقلي مُنشغل به ، أنهيتُ حالي على عَجل وخرجتُ من الغرفة أبحثُ عنه بالمنزل فلم أجده ، ألم يأتِ للمنزل منذُ البارحة ؟ ، دعكِ من كم الاسئلة تلك ياصبا الأن ولنرى ما أصاب مُعذبنا قائم مقام..
لم يبقى ليِ سوى غرفته !
بقلب مرتجف دلفتُ ، ولا أثر له بالفعل حتى هنا أيضاً..،، مرّت ساعة تلتها الأخرى فالأخرى حتى أوشك الليل بحلوله وأقف بالتراس فى الأعلى وسط الثلوج والهواء الشديد أنتظر قدومه ،، دقائق وكانت سيارته تقف أمام بوابة المنزل وخرج منها وكأنه لا يرى أمامه من الغضب البادي على وجهه حتى دلف للداخل ودوت صفعة الباب بقوة.،،،، عُدتُ لغرفتي خائفة منه ، ومن أن يكون كل هذا الغضب بسببي أنا ولا يقع إلا عليّ وأنا هنا بمفردي دون إياس أو أمي..
عمّ صوت ضجيج وصراخه القوي من الخارج ولكن ليس عليّ او خارج غرفتي بل على بُعد ،، وعلى عكس ما بداخلي من رعب وتوتر من حاله ، إلا أنني خرجت ارى ما به.الآن أتجردُ من كل قواعد الأخلاق والمُثل العُليا التي نبتت بيِ على يدهِ ، أتخلى عن صبا التي شبّت مُحاطة بحصون دائب المنيعة وقواعده الغير قابلة للتعدي ، فأتعداها أنا وامامكَ يا دائب .
فتحتُ باب الغُرفة دون إذن ودلفت أنظر لأرجائها خوفاً من الماضي وتكراره ليُصعقني ،، ولكن ما كان بقدر ما رأيته من ذلك المنظر والذي حتماً يدل على معركة قد حدثت به ،، عشوائية كل شيء ، ملابسه مُلقاه بفوضى على الأرض والتي كانت متناثر عليها دماء !! وعلى قميصه ِ ، المزهرية مهشمة و ورود مسكينة قُطعت أنفاسها ، والمرآه كـحالِ المزهرية ، لم يبقى بها قطعة سليمة ، كنتُ انظر بدهشة للمنظر حتى فُتح باب المرحاض وخرج هو منه .لم يكن حاله بالهيّن ، خصلاته مشعثة ووجه عابث بغضب من الظاهر كبير للحد، وكف يده عليهِ ضماد طبي كبير ،، أكلتُ الأرض بخطوة أو اثنين أقف أمامه بخوف عليهِ أتفحصه غير عابئة بالماء الذي يملأ جسده .
_ انت كويس ؟! حصل إي ؟ رد عليا_ محصلش حاجة .
رفعتُ يدي أضعها على وجهه بحنو _ دائب الله يخليك قولي مالك وإي سبب المنظر دة ؟!
تنهد ، ونظر ليِ بهدوء فدمعت عيناي حتى وضعت يدي على يده وذهبت به للفراش كي يجلس عليه ، كان مُنصاع لما أفعله ولا يعارضني لشيء ، كَثُرت أثقالُك يا عزيز القلب فَـ والله ليتلقاها قلبي بصدرٍ رحب عنك لتهدأ وتطمئن .
YOU ARE READING
دائب الصبا ❤
Romance_ ألقى قذائف كلِماته على قلب هَش دون وعي ، وكان الآخر بين الكلمة وقسوتها يضع حواجز بمسمى الأعذار ، أما العقل فـ على علم تام بأنه داء ... يعلم إصابته بداء التناقض المُذري لكل جوارح أنثى مالت لهواه ، بعد ألف قسَم بألا تميل ! صارت تسأل عن كفارة القسم...