"الفصل التاسع عشر"
"قبل الأخير"ألقيتُ نظرة خاطفة على ذلك النائم بثباتٍ يُقهِر قلبي النابض بِاسمهِ ، وعُدتُ أنظر لچون بقلة حيلة وتساؤل
_ إياس إي علاقته ؟ كل حاجة جت ورا بعضها ومش عارفة أجمّع أي حاجة .تنهدَ وقال _ دائب مدخلش طريق الناس دي بقصد منه زي ما قالك ، كل الحكاية إنه حَب يعمل حاجة لنفسه من صغره وبكبّر اسمه و اسم العيلة من تاني ، وفعلا اشتغل ليل ونهار وكنا احنا كمان جنبه وإياس من ضمننا ، ولسوء الحظ أبوكِ اتصل بيه في يوم كان معانا واستنجد بيه ، كلنا روحنا من غير كلمة واحدة كان المهم بالنسبالنا نلحقه من حاجة احنا مش فاهمينها اصلا ، كان اشتباك كبير وصل لضرب النار ومجرد ماوصلنا خلصنا كل حاجه وخدنا ابوكِ ورجعنا ، اتجمعنا في مكتبه علشان نفهم منه حصل اي بس مقالش غير انه كان بيشرف بنفسه على شحنة حديد هتتورد لروسيا وحصل سوء تفاهم بين الطرفين وخلص الكلام على كدة ساعتها ..بعدها بشهر دائب طلب اننا نتجمع في الشركة . وعرض علينا بكل صراحة إنه هيبدأ يشتغل مع الماڤيا الروسية ، واللي اتفاجئنا أصلا إن أبوكِ شغال معاهم ، وسوء التفاهم اللي حصل يومها كان اعتراض منه على قرارهم بإنضمام دائب ليهم بعد ظهوره في الصورة بشكل أكبر في الفترة دي ، ولما أبوكِ رفض علشان ميكنش سبب في أذية دائب حَبوا يلوا دراعه بيكِ بس لحق نفسه وقرر يضحى بـ اللي هيقدر يواجه وهو دائب ياصبا .
كان حديثه جمرات تحرق كل إنشٍ بداخلي ، ولم يكن بمخيلتي بتاتاً الاستماع لمثل هذا الحديث ، تابع قوله
_ على فكرة أبوكِ اتخدع هو كمان ، سبب دخوله للطريق دة إنه كان شريك لرجل أعمال مشهور في روسيا كان ضمن الناس دي وابوكِ ميعرفش وطبعا مرة ورا التانية كان بيتم تهريب ممنوعات كتير سواء سلاح او مخدرات او أعضاء وحاجات دماغك استحالة تتخيلها ، ولما عرف مكنش يقدر حتى يعترض خوفا عليكم .بعد ما دائب عرض علينا كنا مصدومين لأن محدش فينا كان طريقه شمال ابدا ياصبا ، كلنا كنا على نهج واحد هو النجاح في مجالنا وبس ، طبعا مكنش حد فينا هيسيبه يغامر لوحده ووقفنا معاه ودخلنا سوا حتى إياس مكنش مستوعب اللي بيحصل ، من طريق كله تحديات شريفة ونجاح وصعوبات بنتخطاها بذكاء لطريق كله قتل وسرقة ونهب وتدمير حياة ناس .. فرق شاسع دائب لاحظه ومقدرش يستحمل فبدأ يلوم ابوكِ على كل حاجه في كل وقت بطريقة شديدة ، كان بيقتله كل مرة بكلامه .
وجه وقت ان ابوكِ يحس بذنب كبير أول مرة يحس بيه كأن ضميره مش بس صحي لا دة كأنه شاف نهايته قدام عينه ، قال كفاية كدة ووقف قدام أناتولي بنفسه من غير حتى مايقول لحد فينا على خطوته دي ، بس فات الآوان وروحنا لاقينا ابوكِ سايح في دمه ، جسم من غير راس ، ودة ابشع عقاب وتهديد في نفس الوقت .
مكانتش حادثة ولا حاجة لما عرفتوا ، ومكنش ينفع نقول غير انها حادثة مأسوية بشعة وقضاء وقدر ،، إياس حمّل مسؤولية اللي حصل كله لدائب وكان في نظره هو المذنب الوحيد والسبب في موت جوز عمته ، وقرر ياخد مسار مختلف بإنه يتودد ليهم اكتر واكتر علشان يقدر يتمكّن وياخد حقهم مع الوقت لما يكون مصدر ثقة ليهم ، بس العكس والغير متوقع ان أناتولي عمل حادثة كبيرة كانت سبب في عدم حركته لمدة كبيرة وأول واحد كان جنبه هو دائب ، اتفاجئنا من رد فعله بس فهمنا فيما بعد غرضه ، إنه هيمشي على نفس طريق إياس بس بذكاء أكتر عكس تهوّر التاني ، وحصل وكسب ثقة الكل مش بس اناتولي ، في نفس الوقت اللي كان بيحاول يخلص من كل القرف اللي بيحصل دة واللي كانت إحدى وسائلها هي صوفيا . كل اللي نعرفه انها مكانتش اكتر من مجرد وسيلة لتحقيق هدف دائب في البُعد عن الطريق دة بدون اي أذى خصوصا ليكِ .
YOU ARE READING
دائب الصبا ❤
Romance_ ألقى قذائف كلِماته على قلب هَش دون وعي ، وكان الآخر بين الكلمة وقسوتها يضع حواجز بمسمى الأعذار ، أما العقل فـ على علم تام بأنه داء ... يعلم إصابته بداء التناقض المُذري لكل جوارح أنثى مالت لهواه ، بعد ألف قسَم بألا تميل ! صارت تسأل عن كفارة القسم...