الفصل العشرون (الأخير)🥀

99 1 0
                                    

" الفصل العشرون"
"الأخير"

تململتُ بنومةٍ دامت لساعات طويلة بين أحضانهِ ، أنا التي كانت تتودد للسماء راجية لمسة يداه ، الآن أتشبّع من دِفئ أحضانهِ ويغمرني حنانهِ ، تفتحت عيناي كما تتفتح الأزهار في الربيع ، دوما أطالعه بنظرة إنتصار ، إنتصرت به على أيامي ، وعلى الزمان وخباياه التي سَلبت مني السلام ، حتى ظهر ليِ ، فعلمت كَيف يكون السلام بوجود رَجل تَسعني أحضانهِ ، والآمان عند النظر لعيناه والشعور بأنفاسهِ حَولي ، علمت كيف أن تسكُن الروح بعد شتات ، و أن تهدأ النفس بعد إضطراب ، و أن تصمت الأفكار بعد صخب ، وأن يَعود السلام باحثاً عني على يدِ رَجُل لا يَبُث ليِ إلا السلام كلما إلتقيتُ بعيناه .

إلتفتتُ ابحث عن شيء أضعه على جسدي حتى وقع نظري على المأزر المتروك بإهمال على المقعد ، عُدت انظر إليهِ بغفوتهِ ونهضت من جانبهِ بحذر وإلتقطته سريعاً ، أحكمت رِباطه واتجهت للباب الزجاجي بنهاية الغرفة وما كان سوى باب للشُرفة الكبيرة التي تُطل على النَعيم بالخارج ، ما إن دلفت بها حتى رأيت كُرات الثلج المتناثرة بالهواء وغيوم مائلة للرمادي الفاتح تملأ السماء وفراغ واسع تغمره الاشجار الكثيفة الذي طغى عليها بياض الثلوج بدلاً عن خضرتِها .
كان محق ، اللون الأبيض راحة نفسية دَفينة ، لون البداية ، شردتُ طويلا بجمال وبراعة الصُنع الإلهي .

_ بتهربي من حضني ليه ؟!

بسمة تلقائية إرتسمت على محياي فور استماعي لنبرته التي تُذيب حصوني أمامه ، نبرة رجولية فاقت حدود تحملي ، تُخملني ، لم يمهلني فرصة لأراه حتى اقترب يحاصرني بين ذراعه ويستند برأسه على كتفي ، شددتُ على يديهِ وهتفت بصوتٍ بالكاد خرج من فمي بسبب تأثيره الشديد عليّ
_أهرب إزاي وأنا ماليش ملجأ غير حضنك ؟!

_ تؤتؤ ، طول عمرك وانتِ اللي ملجأ ليا ، بر أمان ووصول بعد توهة كبيرة ، إزاي كل مرة أبص في عينك قادرة تحركي فيا كل حاجة ياصبا كأنها أول مرة ؟!

عدّلت من وضعي لأكن مقابلته وعيناي تحتضن خاصته لوقتٍ طويل إلى حدٍ ما وتأخرت كلماتي بالبوح عما بداخلي حتى خرجت بعد صعوبة بالغة بجمعها

_ لو بتدور على إجابة معينة فَ انا مش هعرف أجاوب ، لأن أنا نفسي إتخليت عن فكرة البحث ورا سبب واحد على الأقل لحبي ليك ، لاقيت إني هتعب لو فضلت أدوّر ، وأيقنت إن حُبك مزروع جوايا ، بيجري في عروقي .

ابتسم فتابعت _ خليك جنبي ، أوعي تبعدني عن حضنك أبدا .

انهيت حديثي وقرّبت نفسي إليهِ أكثر وأدفن رأسي بتجاويف عنقه الدافئ وكأنني أخترقه فزاد من ضمي له بحفاوة حتى شعرت بأنني بين ذراعه ولا ألمس الأرض فقال بحنان زلزل قلبي من فِرط تأثيره عليّ
_ من هنا ورايح مش هخليكِ تخرجي منه .

دلف بيِ للداخل مرة أخرى وجلس على طرف الفِراش ومازِلت على فخذيهِ اطوقه بذراعاي فرفع وجهي له بلطفٍ حتى تقابلت بعيناه فقال ببسمة زادت من حالة التِيه التي تتملك مني بحضرتهِ
_ قوليلي نفسك في ايه وهنفذه حالا ، وكل اللي يجي على بالك قوليه ، عاوز نقضي ايامنا سوا زي زمان وأحققلك كل طل......

دائب الصبا ❤Where stories live. Discover now