"الفصل التاسع"
خاب ظنّي بتكذيبه لهم أو مايجوب بعقلي وينهش به ،، صدحت ضحكتهم مرة اخرى ولم تتغير معالم وجهه فتقدمت تلك اللعينة من ذراعه قائلة
_ السابق ، والآتي ، والآن ، ولكلِ وقتٍ ياعزيزي أنتَ زعيمنا .لم أكن على قوة كافية بهذا الوقت لنزع يداها أو بترها حقاً ، تركت من يفعل يفعل ولا شأن لي ...اقترب إياس حتى صار أمامي مباشرة وأمسك بيدي قائلا
_ باين عليكِ خايفة ...متخافيش دول عيلتنا الوفية ياصبا هتبقي فر...قطع حديثه وأفلت ذراعي من قبضته بقوة ونظر له بغضب
_مازلت بتعامل معاك إنك أخويا ، متخلنيش أعاملك شغل ...مش هتستحمل.عاد خطوة للخلف وصمت فاقترب طارق منه بسرعة _ دائب ، الناس هتتفرج علينا ، مينفعش كدة .
أمسك بيِ وسار لأحد الممرات حتى وصلنا لغرفة بابها الخشبي كبير بدرجة كبيرة فقبض عليه ودلفنا للداخل فلا يوجد غيرنا بالغرفة الكبيرة ، وكأنها مجلس مخصص من طاولتها المستديرة والكبيرة بحجمها والمقاعد الملتفّة حولها ،، كان وضعه لا ينذر بالخير فاقتربت منه بصمت التمس وجهه فنظر لي بدمعة هوت على وجنته عنوة فقال بصوت منخفض يصل إليّ فقط وأوشك على البكاء
_ مش قادر أواجه ، مش قادر أصارحك وأفهمك كل حاجة ، خوفي عليكِ أكبر من إني أواجه أو حتى اشرحلك ياصبا...سامحيني .
ماذا تفعل يادائب ، ما الذي عليّ أن أفعله معكَ ؟! ، يسعِك صدري عند ضيق كل الطُرق ، يَحتويك ويغمُرك حناني ، أربت عليكَ وعلى قلبك كي تُمحى آلامك ..ما بوسعي لأفعله أكثر ؟ أنتشل كل ما يؤلم قلبك ويُشكّل عبء كبير على عاتقك ؟ تالله فعلت ..
ضممتُ رأسه لصدري وربتتُ عليهِ بحنان ، طفلي المدلل ، ترفضه الاماكن والعالم أجمع ولا يقبله سواي ،...تشبث بي أكثر وأخذ يشهق بقوة ولا أعلمُ ما أفعل سوى أن أحتضن وجهه وانظر له ببسمة هادئة لتهدّأ من روعه فرفعتُ أناملي أمسح على وجهه وقلتُ بتيهٍ
_ أنا جنبك ، مش بعمل حاجة غير إني جنبك وبس .ضغط على يدي بقوة قائلا برجاء _ صعب عليكِ أنا عارف ، بس أوعدك ..أوعدك ياصبا بعد النهاردة كله هيتغير بس انتِ خليكِ جنبي .
تبعثرت كلمات المواساة ، ولم أعرف ما عليّ فعله الان ، شتات لا علم لي به متى ينتهى ...قرّبت نفسي إليهِ بضعف وأنفاس إختلّت وتيرتها أحتضن فاه ، بكيتُ فامتزجت ملوحة العبَرات بحلوِ قُربهِ ومرارة واقعي ...كان خليطاً من الآلام والشغف والضعف والتيهِ ...ابتعدتُ عنه حتى استجمعت قواي قائلة بذلك الوضع
_ من الواضح إني هعرف حاجات تصدمني فيك ،، لو الوقت يسمح أحب أعرفها منك قبل ما أعرفها من حد تاني .تحرك للمقعد وجلس عليه واضعاً يداه على وجهه يُخفيه عني ،، مسكين ..فقد انكشف علي قلبي قلباً وقالباً ولا يعٍ ذلك حتى الآن !..لنستمع إلى ما يؤدي بنا للجحيم يادائب ، لتفجعني بمرارة واقع جاهدتُ بالفرار منه ولم أسلم من عواقب...كنت أنتَ أكبرها.
YOU ARE READING
دائب الصبا ❤
Romance_ ألقى قذائف كلِماته على قلب هَش دون وعي ، وكان الآخر بين الكلمة وقسوتها يضع حواجز بمسمى الأعذار ، أما العقل فـ على علم تام بأنه داء ... يعلم إصابته بداء التناقض المُذري لكل جوارح أنثى مالت لهواه ، بعد ألف قسَم بألا تميل ! صارت تسأل عن كفارة القسم...