"الفصل الحادي عشر"
مِثلما كنتُ صاحبة الصُدف التي تأتي بكَ إليّ ، كانت ذاتها التي أخذتكَ مِني على حين غُرة ، و إنتشلتني أقداري من براثين حُبك الزائف ، وحالفني الحظ بالهروب من فخِ الزمان ومكرِ الأيام عليّ التي ألقتك على دَربي الخالي من معاني الحُب ...حمداً كثيراً لتدابير الواحد الأحد وعلى خفايا أقدارهِ الحسنة لكشفِ المستتر على قلبي وظاهر جلياً للأعيُن..
تركت يده بصدمة من قولهِ ، ثم تداركت الأمر سريعاً وجفّفت دمعي وانتبهت لعينه التي بدأت بالرؤية الطفيفة على مهلٍ ، اقتربت منه عنوة عني ودون شعور أضع كفّ يدي أسفل رأسه بحنان أحثه على النهوض بجهل مني لمرضه الذي أشهده لأول مرة من هذا الصلب المتعالي بكل شؤون حياته حتى في أوقات مرضه ..لم يستجب لحركتي له وفتح عيناه ببطء ومازال يهذي بكلماته فمن الواضح انه ليس بوعيه ..جذبت المنشفة من فوق جبهته وجددتُ مياهها الباردة مرة أخرى ووضعتها ، عدّلت غطاءه جيداً وخرجت من الغرفة قاصدة المطبخ ..
أعددتُ طعاماً ساخناً كي يتسلل الدِفء لصدره ، و آخر مشروباً خليط من الأعشاب التي وجدتها وقُمت بصنعها له على أمل تهدأته ....صعدت إليه بما فعلت واقتربت من الفراش وكان قد غفل ،، اتجهت أرتدي ملابسي بدلاً من ذلك المأزر حتى لا تتبدل الأدوار وأكن موضعهِ وأرقد لأيامٍ بهذه الأجواء التي تشتد على غير عادة صقيعها الطبيعي ..بعد دقائق كنت بجانبه اتحسس بأناملي بشرته وقد هدأت حرارته لدرجة تُعقل ، وهدأ قلبي وروعي من شدة قلقي عليه.
_ دائب ! ...دائب اصحى يلا.
لم يستجب لنبرتي الهادئة فزفرت بهدوء وأكملت بنبرة رغماً عني تجلّى بها الحنان _ حبيبي يلا متسبنيش خايفة كدة .!
فتح عينه بهدوء فاحتويت وجهه بحنان اتحسسه ببسمة لم أدري بها ودمعت عيني
_ سلامتك ياحبيبي ، سلامتك من كل أذى يصيبني فيك .شبح ابتسامة مرّ على محياه وحاول النهوض فعاونته بلُطفٍ
_ على مهلك ، متتعبش نفسك بالحركة الكتير علشان خاطري .نظر إليّ بصمت ثم حاول يعتدل بنومتهِ فاستند على ساعداي ووضعت خلف ظهره الوسادة ليستريح قليلاً ،
جلست بجانبه وقريبة بشدة من موضعه وأنظر له فامتدت أنامله تحتوي خاصتي بهدوء فشعرت بحرارتهِ قد عادت زيادتها ، رفعت يدي على جبهته بقلق فقال بوهن حاول إخفاءه
_ أنا كويس ، متتعبيش نفسك ._ كويس إزاي انت حراراتك زادت تاني بعد ما قلّت !!
جددت المنشفة ووضعتها على جبتهه ثم جذبت الطعام وبقيت أمامه مباشرة فقال بتعب ظاهر وبدأ جسده يرتعش
_ انا برداننظرت له بحزن على حالتهِ وتقدمت أضع عليه غطاء تلو الاخر حتى حاصرته بهم من كثرتهم وعدلت من نظام التدفئة بالمنزل وعدتُ له ،فقلتُ بحنان ووضعت يدي على وجهه بحنان بعدما دثرته
_ دلوقت هتاكل وتتدفى .
YOU ARE READING
دائب الصبا ❤
Romance_ ألقى قذائف كلِماته على قلب هَش دون وعي ، وكان الآخر بين الكلمة وقسوتها يضع حواجز بمسمى الأعذار ، أما العقل فـ على علم تام بأنه داء ... يعلم إصابته بداء التناقض المُذري لكل جوارح أنثى مالت لهواه ، بعد ألف قسَم بألا تميل ! صارت تسأل عن كفارة القسم...