"الفصل السادس عشر"
كانت جملته ثَقيلة بالدرجة التي لم يستوعبها عقلي ، فَكيف ؟
_ أنا مش فاهمة حاجة ._ فاكرة يوم الحفلة لما حكيتلك حقيقة دائب ؟
حرّكت رأسي بموافقة فتابع قوله _ ساعتها شككت في موت والدك ، كان عمد مني أخليكِ تبقي متأكدة إن وفاة والدك بسبب دائب ، بنفسه .. إياس كلمني قبل مايوصل روسيا وإتفق معايا أظهر في الصورة قدامك بقصد وأحاول أحكيلك حقيقة دائب كاملة ودة كان حقيقة فعلا مكدبتش عليكِ في كلمة عليه ،،، إلا وفاة والدك ، دائب ملهوش علاقة صدقيني وصدقيه هو كمان .
ظلّت كلماته تردد على مسمعي وكأنني بعالم غير العالم ، نظرت له بألم شديد يعصف بقلبي و وغزات قوية فتحاملت ونطقت بجملتي الهاشة وكأنني أبحث أملاً عن ثغرة لتخليصه من هذا
_ وإياس لي عمل كدة ؟!! وموت بابا علاقته إي بالناس دي كلها أنا مش مستوعبة حاجة ....دائب مقتلهوش ؟!!نفى مكرراً حديثه بإصرار _ دائب يعمل أي حاجة تتخيليها ، لكن ميغدرش بحد أبداً ..دائب مش بيكدب لو على رقبته سيف .
لم أنتبه له أكثر من ذلك وبدأت الأفكار تعصف بيِ ، صوت قويّ أصدرته تلك السيارة السوداء الضخمة التي وقفت أمام البوابة بسرعة وصوت إحتكاك إطارها بشدة قبض قلبي ، وثب خارجها صديقه الاخر (طارق) بخطوات سريعة تجاه المنزل !! ما الذي جمع بينهم بهذا الوقت لتجتمع عليّ المصائب مرة واحدة.
نظر لچون بذهول فقال
_ انت بتعمل اي هنا ؟!! احنا بندور عليك وانت هنا ؟!!!نطق بلكنة روسية _ كان عليّ إنهاء أمرا ما .
صاح به طارق وأنا أمامهما صامتة _ أنت كدة هتبقى بَطل يعني؟!! ..أوعى كدة.
وجهه حديثه ليِ _ مافيش وقت ياصبا اتحركي معايا حالا لو سمحتِ .
صرخت بهم جميعاً بغضب _ انتوا بتعملوا اييي ؟!! كفاية انت وهو واتفضلوا امشوا من هنا ولما يجي دائب هيبقاله تصرف تاني معاكم ..
_ صبا ، دائب اللي باعتني ليكِ علشان نروحله هو محتاجك والبيت مش أمان عليكِ خالص دلوقت ..لو سمحتِ امشي معايا خليني أوصلك بالسلامة .
_ قولتلك مش هتحرك من هنا من غيره ، امشي لو سمحت .
قطع حديثُنا صوت طلقات نارية وأصوات سيارات بالقُرب فجذب يدي بسرعة وساعده چون وخرج كِلاهما ويصطحباني بالسيارة التي صعدت بها عنوةً عني ووسط إعتراضي الشديد وإنطلقت بنا حيثُ لا أعلم من الطُرق ..
إلتفتتُ للخلف بذعر وعاودت النظر لهم قائلة بغضب
_ هو في ايي ، مين دول واي اللي بيحصل دة ،، انتوا واخديني على فين بقولك رد علياا ؟!!!_ممكن تهدي شوية ؟ مش خاطفينك إحنا رايحين لدائب لأن هو اللي قالي كدة ..
صمتت ، وانكمشتُ على نفسي بالمقعد أنظر للطريق الذي بدت سماؤه يحلُّ عليها النهار ،، بعد وقتٍ طويل وقفت السيارة بطريقٍ تملأه الأشجار الكثيفة والثلوج والضباب يُخيّم على الاجواء وبرد قارص ، زاد خوفي من المنظر فتقدم طارق يفتح الباب لي وطلب مني الخروج وفعلت وقلبي يرتعد من الخوف فكاد يخرج من قفصي الصدري .
YOU ARE READING
دائب الصبا ❤
Romance_ ألقى قذائف كلِماته على قلب هَش دون وعي ، وكان الآخر بين الكلمة وقسوتها يضع حواجز بمسمى الأعذار ، أما العقل فـ على علم تام بأنه داء ... يعلم إصابته بداء التناقض المُذري لكل جوارح أنثى مالت لهواه ، بعد ألف قسَم بألا تميل ! صارت تسأل عن كفارة القسم...