الفصل الرابع عشر🥀

58 2 0
                                    

"الفصل الرابع عشر"

قضيتُ يومي وحيدة بغرفتها ، ويوما آخر يصطحب آخر وأنا أمكث على فِراشها ، كل محاولة جاهدتُ أن تُصيب وتنجح بأن تصل بأي طريقة إلى درجة الاستيعاب لذهني ولكنني أخفقتُ ، كل شيء يرفض هذه التراهات والواقع المرير هذا ، لعله كابوساً داخل آخر ..فَ دوماً تُلاحقني الكوابيس المريبة تلك وأتلهف بالاستيقاظ حتي اتفاجئ بأنني داخل آخر فأفيقُ للمرة الأخيرة على لمستها الحانية وصوتها العذب تُرتل آيات الذِكر الحكيم على مَسمعي كعادتها وتُهدّأ رَوعي بذِكر الله ،،، تالله أعتصر حُزناً وألماً مجرد مرور الفكرة عليَّ.. بَكيتُ بحُرقة وندم على جهلي بوداعها الأبدي .

طُرقات خفيفة على الباب أعادتني لواقعي الذي أجاهد بالفرار منه ، لم أجيب فوجدته يدلف للغرفة واقترب من الفراش وجلس على طرفهِ المقابل ليِ بهدوء ومازلت بوضعيتي المنكمشة على جانبيَّ ورأسي تتوسط وسادتها بعبقها العزيزُ عليّ ، يسيل دمعي بصمت ونظراته معلقة عليّ .

_ اتكلمي ،، أنا عاوزك تتكلمي ياصبا متفضليش ساكتة ، شهر مسمعتش صوتك ولا كلمة منك ، قومي زعقي وصوتي واخربي الدنيا وانا هسمعك للآخر ..أنا هنا جنبك ياصبا .

لأخر كلمة إنبعثت من فاهه زاد بكائي ، أنتُ هُنا بالفعل بمحاذاتي ماتفعل سوى جَرحي ، تَصُب العذاب على قلبي صَبّاً يادائب بقُربك هذا ...

_ انتِ كرهتي حتى تسمعي اسمعي ، بقيت مصدر أذى ليكِ في نظرك وفي كل خطوة بتقدمها لتصليح حاجة بتقابلني قصادها ملايين الخطوات اللي تهدم بيني وبينك ،، بقيت وَحش ، قاسي وخاين في عينك ياصبا مع مرور الوقت اللي أثبتلك دة بجهل مني ...بس أنا بحبك ، واللي بيحب مش بيأذي ياصبا .

اعتدلت بجلستي ببطء شديد حتى آل أمري أمامه مباشرة يفصل بيننا مسافة كادت تُعدم ، نظرتُ له بتيهٍ وضياع ، وصمت طال لدقائق كثيرة ، فالأحرُف في فَمي لا تقوى على الخروج ، هَزيلة وتملّك مني المرض الشديد الذي أصاب قلبي ونفسي حتى أدرك كل شيء بداخلي أن لا جدوى من الحديث أو الصراع .
نطقت ببحة خفيضة اصطحبتها دموعي التي تأبى الوقوف ، وأشرتُ على موضع قلبي لعلها المرة الاخيرة التي أجازف فيها بالفرار من حصاره والتملّك من إيقاظ ضميره الغافي عما يصير

_ قلبي واجعني ،، حُبك إتبدل لكُره جوّاه خلاص ،، واللي كان بيصبّرني عليك راح ، كله راح مبقاش في أي حاجه أبقى عليها معاك .

_ حُبي ماليكِ ياصبا ، غرقانة فيه وانتِ على عِلم بـ دة وظاهر في عينك اللي مش بتلمع غير ليا أنا وبس ،، ظروفنا اللي بنمر بيها هي الغشاء اللي محطوط على عينك دلوقت مخليكِ فاكرة إنك بطلتي تحبيني .

ضحكت ، ضحكت بقوة وسط بكائي القوي ، ساخرة من حديثهِ الفِظ هذا ، ظلّت عيناي معلقة عليه بصمت بعد نوبة الضحك تلك ، صمتت ، تراهاته تدفعني للصمت لا الحديث من عدم فائدته أمامه ...بعد كل شيء مازال يُحدثني عن الحُب ..!!

دائب الصبا ❤Where stories live. Discover now