"الفصل الثاني عشر"
اتخذ طريق العودة مسارات عديدة بتلك الساعات ، والتي لم يقع عاتقها إلا على قلبي الهاش حتى آل أمرى بالرضوخ لخائنهِ والمضي قدماً دون النظر لأفعالهِ !
كعادتي كان حضنه هو المأوى وكتفه مسند رأسي يُزيل أوجاعي ويُلقي بأفكاري الجامحة إلا المنتهى كي لا يكون لها أثر ..لم أشعر بشيء سوى الإرتياح منذ وصولي للديار ، ودِفء الديار وإستقبالها الحافل الذي ملأني بالسَكينة والهدوء ،، وصلنا لمطار برج العرب كما غادرناه من قبل ، نظرتُ للأرجاء ببسمة أمان وتركت كف يدهِ بتلقائية وتقدمت بخطوات للأمام استنشق الهواء .
_ مش بقولك بقيتِ قاسية !
ابتسمت سِراً ساخرة على جملته وإلتفتتُ إليهِ قائلة بهدوء _ وياترى أنهي بيوجع أكتر ؟ القساوة ولا الخيانة ؟!!
ملأ صدره بالهواء بقوة ثم أطلق زفيره وسحب يدي متجهاً للسيارة التي ستوصلنا للمنزل .....ساعة أخرى وكُنا ندلف من بوابة المنزل ، وصلنا وبعد مشقة لا وصف لها من كل الجهات ..تلقائياً إرتسمت البسمة على محياي بإشتياق جارف لملاذي الآمن ومنبع الحنان ، تلهفتُ بخطواتي التي سبقته للداخل فلحق بي وقال من بين أسنانهِ
_ خِفي ، المفروض راجعين من شهر العسل قدامهم على الأقل .
_ مش وقتك خالص ، أنت بتتصنع ..أنا لأ .
صدح صوتي بمرح وهتاف عليها _ ماما، ماما ! انتِ فين ياست انتِ .
أتي خالي من أعلى فزادت بسمتي وهرولت إليهِ أرتمي بأحضانه فاستقبلني بلهفة كبيرة وشدد من ضمي إليه دون حديث فتسآلت
_ وحشتوني كلكم ياخالو ،، ماما فين ؟ هي رجعت القاهرة ؟_ إديني فرصة أسلم عليكِ وعلى دائب ياحبيبتي ، وأقول حتى حمدلله على سلامتكم ياولاد ...متقلقيش هي كويسة .
لم أفهم حديثه في حين اقترب الاخر يعانقه بحب وأنظر لهم فكررت
_ ايوة كويسة هي فين يعني ؟طالعني بنظرة مترددة ثم إلى ولده فقال _ ماما فوق ياحبيبة خالو بس هي دايخة شوية تعا....
لم أنتظر تكملة حديثه واتجهت للدرجات آكلها بسرعة حتى وصلت لغرفتها ودلفت دون أي إذن فوجدتها ترقد بالفراش دون حراك حتى إلتقت بعيناي فحاولت النهوض ، اسرعت إليها بلهفة ودموع متجاهلة اللذين حولها
_ مالك ياماما ، فيكِ إي ؟ مالك_ أنا بقيت كويسة لما شوفتك ياعيون ماما ، متخافيش ياحبيبتي أنا الحمدلله كويسة .
طالعتها بشك فهدأتني نظرتها الحانية فقالت _ اتطمني ياحبيبتي ، وحشتيني أوي ياصبا طمنيني عنك عاملة إي مع دائب ؟
قطع حديثنا دلوفه وجملته التي قالها ضاحكاً بود لها واقترب يقبّل جبهتها ثم من والدته.
_ اتطمني ياست الكل ، أنا معايا كنز لا يُقدر بثمن ، جوهرة غالية أوعدك إنها في عنيا طول منا عايش .
YOU ARE READING
دائب الصبا ❤
Romans_ ألقى قذائف كلِماته على قلب هَش دون وعي ، وكان الآخر بين الكلمة وقسوتها يضع حواجز بمسمى الأعذار ، أما العقل فـ على علم تام بأنه داء ... يعلم إصابته بداء التناقض المُذري لكل جوارح أنثى مالت لهواه ، بعد ألف قسَم بألا تميل ! صارت تسأل عن كفارة القسم...