"الفصل الخامس عشر "
انقطعت أحبالي من مناداته وسط الصخب ولم يأتِ إليّ ،، من بكاء الخوف لبكاء الفقد والخوف من رحيله عني ..ثوانٍ وشعرت بيداه تتضمني إليهِ بخوفٍ ظهر جلياً عليهِ فضحكت فور رؤيته سالماً أمامي ، حمداً كثيراً على ملاذي بين ذراعيكَ يادائب ، وموضع رأسي على صدرك الحنون الذي يحتوي شتات أفكاري جِوارك ...تشبثت بقميصه بقوة وأخذ يحوي رأسي بيداه يمنع صخب الطلقات عني .
_ متخافيش أنا جنبك ، محدش هيأذيكِ ياحبيبتي .
شددت قبضتي عليهِ فقال
_ هو انتِ عقلك مش بيغيب غير وقت المصايب بس ؟!!
قالها ساخراً وينظر لي فوصل مغزى جملته إليَّ ولم أعقب عليها ولكنني ضحكت بداخلي على هذا التناقض الملازم ليِ ، هدأ الصوت أو إختفى تماماً ، فنهض وساعدني بذراعيهِ وأتكئ عليهِ وكل أوصالي ترتعد من الخوف فاحتوي وجهي بكفهِ يتفحصني بقلق
_ متخافيش ، إهدي أنا جنبك .
_ ماهي المصيبة إن أنت جنبي ...دي لوحدها سبب الكوارث اللي بتحصلي .
أردفتُ بها بعدما ابتعدت عنه بغضب فزفر بحنق _ يوووه علينا !!
طالعته بذهول قائلة من وقاحته _ هو انت مش بتحس ؟!! عاوزني أخدك بوس وأحضان ؟!! أفضل أتلزق فيك كدة عادي ؟!! تقريبا انت ناسي حاجة مهمة ..انك قتلت أهلي اللي هما أهلك بردو ....أنت بسببك مات أمي وأبويا ، ومش فارقلك غير طريقتي معاك ؟!! أنت فعلا إنسان بارد مش بيحس ، ومن دقايق كنت هبقى ضمن الضحايا بتاعتك ..ولسة اللي جاي كمان واللي هواجهه بسبب إني مراتك ودة أبشع شيء في الدنيا صدقني .
جاءت قذائف كلماتي دفعة واحدة عليهِ ألجمتهُ فنظر لي بصمت وحزن رأيته داخل عيناه تعمدت تجاهله وتابعت
_ مش قادرة استوعب إزاي واحد كان سبب في موت أبوه وأمه وعيلته كلها ومع ذلك لسة صامد قدامي أو قدام نفسه على الأقل ..؟!!
اقتربت منه أكثر ووضعت إصبعي على موضع قلبه اوغزه بغضب _ أزاي دة مش حاسس بندم أو حزن أو حتى حنين وإشتياق ليهم ؟!! إزاااي دة قاادر يتعايش مع حقيقة بشاعة صاااحبه كدة عادي ويتأقلم على أذى الناااس وأقربهم ليه ؟!!! إزاي قادر تبص في عين نفسك قبل ماتبص في عيني طيب قوولي ؟!! مش بيجيلك وقت بينك وبين نفسك ضميرك يأنبك ؟!! بس ازاي فعلا يأنبك او حتى يكون عندك ضمير وانت قتلت أبويا ؟ مش جديد عليك فعلا .
قبض على رسغي بقوة قائلا من بين أسنانهِ بغضب _ لو فاكرة بكلامك العبيط دة هتخليني أعيط بدل الدموع دم تبقى فعلا عبيطة ..أو إنك كدة بتحركي قلبي وأقلبها مناحة عياط قدامك واحلفلك قد إي إني راجل اتكسر بموت أهله قدام عينه وغصب عنه ، وإني بيتغدر بيا ودة عواقب طريق غلط كنت ماشي فيه ونقضيها مساهرة للصبح في قد إي انا عانيت من العواقب دي ...انتِ عمرك ماهتحسي باللي أنا فيه .
YOU ARE READING
دائب الصبا ❤
Romance_ ألقى قذائف كلِماته على قلب هَش دون وعي ، وكان الآخر بين الكلمة وقسوتها يضع حواجز بمسمى الأعذار ، أما العقل فـ على علم تام بأنه داء ... يعلم إصابته بداء التناقض المُذري لكل جوارح أنثى مالت لهواه ، بعد ألف قسَم بألا تميل ! صارت تسأل عن كفارة القسم...
