الفصل العاشر🥀

88 3 0
                                    

"الفصل العاشر"

كنتُ أسير معه خالية من الشعور ، فارغة بكل ماتحمله الكلمة من معنى ..وصلنا لغرفتنا ..عُذراً ، أقصد لغرفته ..فقد ضمّتني لأيامٍ معدودة فقط لا أكثر مِثلي مثل أي شيءٍ تحويه و يُلبّي مَطلبه لوقتٍ حتى يَكفّ عنه مللاً ..
ما إن دلفنا حتى دفعني بقوة للداخل و أوصد الباب بمفتاحهِ ، صاح عالياً
_ يلا ، سمّعيني اللي قولتيه تاني .

طالعته بسخرية وألم دون حديث ، واتجهت للمقعد أسفل الشُرفة وجلست عليه فقال
_ ردي عليا ياصبا .

_ أرد أقول إي ؟ أنت عارف كل حاجة ومستخسر تفّهمني حتى ..سايبني على عمايا ...من الطبيعي أقول كدة يمكن تحس بيا .

حاولت أخذ تفكيره لنقطة تبعد كل البعد عن صديقه چون ، حاولت ألا أثير شكوكه نحوه وأن أنعطف بحديثي إليهِ على صفة شخصية وجانب أنثوي قليلاً كي ألتمس منه صِحة القول ..نهضتُ ثانيةً واتجهتُ إليه بضعف وجذبتُ يدهِ أضعها على موضع قلبي وسال دمعي
_ متعملش فيا كدة ، لو سيبتني لدماغي هخسر كل حاجة أنت أولهم ..متسيبنيش لنفسي ولتفكيري علشان بوصل لنتيجة صعبة بناءاً عليها بيكون رد فعلي وكلامي يادائب ، أهون عليك أنا وقلبي نتوجع منك تاني ؟!!

بكيتُ بحرقة ، مازال حديث چون يتردد على مسمعي ، و رحيل أبي عني الذي لم يكن على خاطري بتاتاً بأن يكون وراءه سبب ما غير طبيعة البشر الأزلية ،
أُحدّثه بأمل تكذيب تلك الأحاديث والأفكار التي تنهشُ بعقلي تُقضي عليهِ ،، احتضن كفّ يدي وقبّله بحنوٍ ثم فتح ذراعيهِ بتمهّل يحثني على المكوث بهِ ..شيّعته بنظرات العتاب والألم لعلّه يشعر ويوقِظ ضميره النائم وارتميتُ بأحضانهِ وبدأ نحيبي وشهقاتي تزداد مرةً أخرى ..على ما آل أمري به لأصارعهِ ويَكن ضمن وحشةَ أيامي ،

حاول تهدأتي ، ظل يهمس بأُذني يُشعرني بوجوده كي أطمئن ، ولا يَدري أنني ألآن ينتابني الرعب والرهبة جِواره
_ عاوزك تهدي علشان أحكيلك ياصبا ، مافيش حاجة مستاهلة الخوف دة كله ياحبيبتي انا جنبك.

ابتعدتُ عنه برفقٍ حتى استطع محو تلك المخاوف ، لعلّني أقدر على ذلك ،، فَـ أكبر مخاوفي تَسكُن قلبي ...نظر لعيناي بمعنى لم أفهمه وقال

_ لو حكيتلك هتصدقيني صح ؟

زادت ضربات قلبي بقوة وتنفستُ بصعوبة فحرّكتُ رأسي بهدوء ليسترسل حديثه قائلاً بتساؤل
_ وهتسامحيني على حاجات مكنش ليا ذنب فيها ؟

بربّك يادائب ، إلى أي مدى تزداد وقاحتك ؟!! ما الذي تقوله وتمتلك جُرأة للبوح به ؟!! فعلت مرةً أخرى لأهاوده وليس أكثر فجذب يدي واتجه بي للفِراش يُجلسني عليهِ وانتقل يأتي بمقعد ليبقى أمامي وعاد يحتضن يداي وبدأ حديثه .

_ قبل أي حاجة أنا بحبك ياصبا ، انتِ الوحيدة اللي أعمل علشانها أي حاجة ، بحبك حب أعمى أكتر من روحي ...أنا مش بكدب عليكِ ولا وحش زي مانتِ شيفاني كدة ، كل الحكاية إن أنا مشيت في طريق يخليني قوي ومش ضعيف ، طريق صعب على أي حد يمشي فيه بس أنا إختارته بمزاجي محدش فرضه عليا ...اللي أنا هقوله دة صعب تصدقيه مني بسهولة بس ابوكِ هو السبب .
المصانع بتاعة أبوكِ دي مش للحديد زي مانتِ و والدتك وكل الناس عارفة ..كان بيصنّع وبيتاجر في السلاح ياصبا .

دائب الصبا ❤Where stories live. Discover now