البارت 03🍂🍁أنت كلي وبعضي

9.9K 172 17
                                    

طرق أدهم باب غرفة وعد، لكنه لم تجبه، فدخل هو إليها، ليجدها تلف نفسها داخل بطانيتها، لا يسمع منها إلا صوت شهقاتها، فجلس على السرير إلى جانبها.

ـ صغيرتي

ماإن سمعت صوته حتى إبتعدت عنه بزعل، وإنهارت بالبكاء أكثر، فأخرجها من داخل البطانية وضمها إليه وهو يشعر بقلبه يتقطع على هذه الصغيرة.

ــ أنا آسف ياصغيرتي ماكان يجب أن تعرفي بهذا الآن

كانت تدفعه عنها وهي تبكي بحرقة وشهقاتها تتعالى.

ــ إبتعد عني أنت كاذب، قلت أن والداي وإخوتي الأربعة سيعودون، لكنهم ماتو، هم لن يعودوا يوما، يعني لم يعد لدي أب ولا أم ولا إخوة، حتى أنت لن تعود أخي مجددا.

بكى أدهم لبكائها بصمت دون أن يمنعها من الكلام وسط نحيبها وبكلماتها المتقطعة.

ــ أنا يتيمة ووحيدة، ليست لدي أي عائلة، وحتى أنتم لستم عائلتي، وأنت لست أخي بعد اليوم، لا أحد يحبني، لا أنت ولا روسيل، لقد سمعتكما.

ــ وهل سمعتني أقول أنني لا أحبك!؟

واصلت كلامها الذي يخرج متقطعا بين شهقاتها

ــ أنت قلت لروسيل أن وعد لا تملك أي أحد في هذا العالم، وأنت تهتم بي فقط لأنني يتيمة، ليس لأنك تحبني، فلا أحد يحب فتاة يتيمة هكذا أخبرتني صديقتي بالمدرسة.

ــ لكنك لست يتيمة، لديك عائلة، نور روسيل أمي أبي، و... لديك أنا، ألا أكفيك، بالنسبة لي انت كل شيء جميل بحياتي، وانا ساكون كذلك بالنسبة لك، ساكون والدك وأخوك وصديقك وامك ان تطلب، وكل شيء، أنت لست وحيدة أنت لديك عائلتين بدل العائلة الواحدة.

زاد نحيبها أكثر فأكثر وهي تخبئ وجهها الصغير بحضنه وتبكي بحرقة وتنفي كلامه برأسها، وكل العائلة تقف بالخارج يبكون لبكائها حتى روسيل.

ــ لدي فكرة، هل تريدين أن أروي لك قصة إسمك

أماءت برأسها وهي لا تزال داخل حضنه، فراح يروي لها القصة

ــ عندما رأيتك لأول مرة كان عمرك بضع ساعات، كان والدي يحملك بين ذراعية كاللعبة الصغيرة، كنت أول من رأى وجهك الجميل وحملك بعد والدي، كنت طفلة جميلة، هادئة، بيضاء البشرة، ذات رموش طويلة، كنت نائمة حينها، وعندما حملتك بين ذراعي أمسكتي إصبعي بيدك الصغيرة، ولم تتركيه، خلعت معطف البيجاما الذي كنت أرتديه وغطيتك به فإنكمشت داخل حضني لحظتها، في تلك اللحظة وعدت نفسي بالإهتمام بك وبحبك و بأنك ستكونين مسؤوليتي من اليوم فصاعدا، وبينما كان أبي وأمي يتناقشان حول إسمك، كنت قد إخترت لك إسمك بالفعل، وكنت أداعبك بإسمك الجديد «وعد» وأنت تضحكين لي بوجهك الملائكي، ومن يومها وأنت وعدي أنا، أسميتك وعد حتى أتذكر وعدي لك ولنفسي، أنت وعد الأدهم، إبنتي وأختي وصديقتي وحبيبتي وبعضي وكلي.

وعد الأدهم _ بقلم الكاتبة حموش نور الهدى بلقرونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن