منقذي من عذابي الازلي~

~~ انت منقذي ~~

بعد شهر

كان يجلس على السرير ويضع امامه ملابسها و جميع اغراضها .
امسك زجاجة عطرها التي كانت معها قبل ان يحضرها لقصره . كانت تستعمل ذلك العطر دائما اي ان جميع ملابسها كانت معطرة به .
بعد ان يستنشقه لا يتذكر سوها .
اما بعد ان يستنشقه من ملابسها يشعر بها معه ، يشعر بوجودها .
عطر جسمها الطبيعي مختلط بعطرها الصناعي يعطيه شعور لا مثيل له .
منذ موتها لم يستطع ان يعيش يوما بدون كوكايين و كحول و لا يوم بدون ان يرش عطرها باي مكان ليستنشقه .
لم يستطع ان ينام ابدا بدون ان يعانق مخدة ما ويضع قطعة من ملابسها بقرب منه .
وشم اسمها على اسفل اذنه بمكان نبض اوردته بالظبط بشكل افقي وتاريخ ولادتها ووفاتها على صدره

طال شعره وقام بحلقه من اسفل الاذنه وتركه فوق اذنه كما هو .

ازداد ظلاما لم يعد يبتسم بدا . ذبل تماما.
فكر في الانتحار وطبق ذلك لكن روبرت (افغار) منعه قبل ان يقوم بذلك ، مبيننا له انه لا يجب ان يموت قبل ان يجد من فعل ذلك بمهبيكار وينتقم منه .
لم يستطع اخباره انها انتحرت ، انتحرت بسببه هو .
اكتفى بصمت وعيش المه لوحده .

امسك فستان من فساتينها ووضعه على انفه يشمه بقوة كبيره كانما يشم تلك الرائحة لاول مرة في حياته واخر مرة .

ماثيو بهدوء : اااه مهبيكار ياليتك معي .

حمل غيره ووضعه على انفه مجددا يشمه .
استغرق الوقت مدة طويلة وهو ياخذ منه شهيقا قويا .
قلبه بين يديه يشمه اكثر بكل ادمان .
وصل لجيوبه وادخل يديه بيهم يفتشهم لو كانت تحتويا شئ يذكره بها اكثر .

وجد رباط شعرها . كان عاديا بدون زينة .كان اسود اللون .

امسكه بيه بيده بهدوء .
مد يده وازال رباط شعره هو من راسه لتسقط خصلات شعره السوداء التي تصل الى نصف اذنه .
امسك رباط شعرها هي وجمع بين يديه خصلات شعره بهدوء وربطها به .

اتت مجددا ، منذ موت مهبيكار وهي تاتي كل يوم متكلم معه .
شعر بها تضع يدها على كتفه .
لتفت لها لتقول .
مهبيكار : لما تضع رباط شعري .
ماثيو بهدوء: هل تمانعين بذلك ؟
مهبيكار : كلا . لكن لما تقوم بذلك .
ماثيو : لاتذكرك ، عندما اضعه ساتذكرك دائما وسيبقى جزء منك معي .
مهبيكار: هل ان وضعته لن تنساني ابدا .
ماثيو : اساسا انا لا انساك مهبيكار ، انا اتذكرك اكثر من تذكر حياتي . لقد اشتقت لك مهبيكار . لما تركتني ؟
مهبيكار : انت من قتلتني . لم تكن تحبني . جعلتني اتالم ثم قتلتني لو احببتني حقا لما فعلت بي هاكذا.
ماثيو: ل ل لكن لكنني لم اقتلك ابدا ، اا ااا ا ا انا انا لا استطيع بدا انا لا استطيع قتلك .
مهبيكار : لقد قتلتني ماثيو ، لا تكذب ، انا لم انتحر او يقتلني احد اخر .
ماثيو بدا بالبكاء : كلا كلا لم اقتلك . لم اقتلك ابدا ، انا لست السبب لا تكذبي انت . انا لم اقتلك لم اقتلك .
مهبيكار : بلا فعلت .
ماثيو بحزن وهو يمسح دموعه: انت ستذهبين مجددا اليس كذلك؟
مهبيكار : لا يمكنني البقاء معك .
ماثيو : ارجوك مهبيكار انا اترجاك لا تذهبي. ابقي معي انا اخاف .
مهبيكار : انا ايضا كنت اخاف هنا . كنت تعذبني وتسجنني هنا . كنت تظن انني بدون مشاعر او بدون قلب .
ماثيو ببكاء : ارجوك سامحيني فقط انا اشعر بالندم حقا على كل ما قمت به .
بدا طيفها يختفي من الغرفة ليصرخ هو
ماثيو : م مم مهبيكااار مهبييكار لا لا مهبيكار لا تذهبي انتظري لااا .
لم يجدها بعد ذلك ككل مرة . انها تاتي لاكنها تختفي . ارادها ان تظل معه . حتى وهو يعلم انها ليست هي . يعلم انه طيفها فقط وانها قد ماتت .
جلس على السرير مجددا وبدا بالبكاء مجددا . ظل يبكي لمدة طويلة وشهق . تمنى لو لم تمت . تمنى لو كانت لا تزال حية . سوف يجعلها تذهب اين تريد . ويكتفي بمشاهدتها من بعيد فقط .
استلقى على السرير بضعف و اقرب ملابسها منه يستنشقها ويضمها اليه .
استمر بالبكاء اكثر الى ان غفى و نام .

.........
افغار : الان اغلقي قبضة يدك
اغلقتها بصعوبة وهي تضغط بيدها الاخرى على كفه .
اظهر عدم تالمه ليقول .
افغار : جيد جيد يمكنك ترك يدي .
مهبيكار ببتسامة وهي تحرك اصابعها ببطئ : وااو ههه انا استطيع تحريكهم .
انظر كيف تتحرك .
ابتسم لها واردف : اجل لقد رايت ذلك . انها تتحسن بشكل جيد .
عانقته بقوة بعد جملته وهي تقول .
مهبيكار : اشكرك افغار . اشكرك حقا .
ضمها بدراعه بهدوء ويده الاخرى تمسح على شعرها عدة مرات.
ابتعدت عنه وهي لا تزال تبتسم .
مهبيكار : بفضل افغار . انا ممتنة لك حقا . لم اعتقد يوما انني ساعيش شهرا بدون الم . لم اعتقد انني سأرى وجهي بدون ضرب . لم اعتقد انني سابتسم لكنك فعلت ذلك . انت انقذتني افغار . ان قدمت لك العالم لن اوفي بحقك .
بتسم لها
افغار : لاداعي لان تشكريني ابدا . لا احد منا يستحق ان يعيش حياة كتلك بدون سبب.
ابتسمت له هي ايضا بهدوء .
مهبيكار : هل ياترى قترب موعد ذهابي .
تذكر ذلك ، كيف وعدها بان تتحرر وهو يريد ان يعيدها لماثيو .
افغار : لا اعتقد ذلك
مهبيكار : لما؟؟!!
افغار : ماثيو لم ينساك حتى الان . لقد اصبح اكثر اختلالا . السبوع الماضي قتل صاحب محل عطور لانه لم يجد عطرك بذلك المحل .
لقد اصبح مدمنا على المخدرات بشكل كبير . خصوصا الكوكايين و حقن الكينين و الهيرويين .
الامر خطر على ما اظن .
اختفت ابتسامتها لتظهر عليها علامات الحزن و الغضب الطفيف
مهبيكار : هل سيظل هذا اللعين عالق بحياتي . حقن المخدرات تقتل فور اخذها . لما لم يمت ؟؟ لما لم ينتحر او يدعسه قطار او شاحنة ؟؟ لما لا يازل حيا لماااا ؟؟؟
افغار : اهدئي مهبيكار ! مابك ؟ الاهم انك ستتخلصين منه . لم يبقى الكثير .
تكلمت بحزن : مذا ان لم يحدث ذلك ؟ مذا لو امسكني ؟؟
صمت قليلا ثم اردف .
افغار: لاتخافي . لن يأذيك مجددا . حتى وان امسكك مستحيل ان يعيد نفس الشيء معك .
حركت راسها نافية بسرعة
مهبيكار بخوف : لا لا مستحيل. مستحيل ان اعود لماثيو لا استطيع لايمكنني لا . حتى وان لم يضربني . وجهه يذكرني بتلك الايام يذكرني بقتل اخي. انا من المستحيل ان اعيش مع ماثيو مستحيل.
امسك وجهها بين يديه ليقول بهدوء .
افغار : حسنا . لا تحزني لن يحدث اي من هذا ابدا .
مهبيكار : تعدني .
صمت قليلا ثم اردف.
افغار : لن يحدث ما تخشيه ابدا . سوف تعيشين بعيدة عن ماثيو .
اومات له بهدوء.
ابتسم لها وجذبها بهدوء لحتضانه .
ظل يمرر كفه على كتفها و ظهرها بهدوء .
هل سيتركها لماثيو؟؟
ماثيو قد يعيد ضربها وتعذيبها .
هو لا يستطيع ان يكون سببا في تالمها لكن في نفس الوقت بجب ان يضحي بها . من اجل انتقامه .
كيف سيفعل ذلك ؟؟ ان اعادها لماثيو سوف تتالم . علم حقا ان ماثيو انسان حقير جدا . لم يصدق كيف له ان يحزن بهذا الشكل لموتها بينما هو كان يقتلها كل يوم بدون رحمة .
شعر بها تنزل دموع عزيرة من زرقاوتيها مع شهقات خفيفة .
هو حزين لاجلها حقا . لاتستحق ما حدث لها ابدا . العيش بدون والدين الضرب الاسر قتل اخيها امامها.... لا يعلم كيف استطاعت اكمال حياتها .
و الان سيكون هو الشرير الثالث بحياتها . هو سيكون سبب عذابها مرة اخرى باعادتها لماثيو .
وجد نفسه بين خيار صعب . هل يعطي مهبيكار لماثيو اتباعا لاوامر المنظمة من اجل تحقيق انتقامه . ام يحميها ويهربها من ماثيو
' لقد انقذتني افغار ' تلك الجملة تتكرر بذهنه ، هو بهذا سيخون تقتها به .
ستتعذب بسببه مجددا .

لذا قرر من كل هذا قرار واحدا .
سيعطي مهبيكار لماثيو اتباعا للمنظمة . ثم سيختطفها مجددا بهوية مجهولة ويهربها .
هذا الحل الوحيد . مع انه اكثر خطورة .