~~ندم كبير~~

23 2 16
                                    


يوم جديد ، بداية يوم بدون مهبيكار .
دون ان يراها او لمسها .
هكذا استيقظ ماثيو على هذه الفكرة .
لايعلم حتى ما الذي جعله يستيقظ لانه من المستحيل ان يكون الضوء فالحياة اصبحت مظلمة بالنسبة له .
اسوء شعور هو ان تستيقظ من تلك النومة التي نمتها بعد موت انسان قريب منك .
لاكنه يستحق . يستحق ان يتعذب
هذا ما كان يشعر به ماثيو حاليا . يشعر بانه يستحق ان يكون وحيدا و تائها .
لايستحقها ابدا .
ولا يستحق اي انثى غيرها ، فقط الحيوانات تتعامل بالضرب .
لكنه اراد حل مشاكله بذلك . طريقته بالحب كانت خاطئة جدا ، مهبيكار حتى وان كانت احبته لم تكن لتحبه بصدق .
المشاعر الصادقة تعطى ولا تاخذ غصبا . و تخرج من اعماق القلب لا ان تفرض بالضرب .
هل من العادي ان تعنف من تحب ؟؟!!!
و تفرض عليه ان يهبك الحب ؟؟
الحب هو الاحساس الانقى و الافضل .
من احب بصدق سيريد سعادة محبوبه قبل سعادته هو . ولكن ماثيو فضل سعادته عن سعادتها هي .
لم يهمهم ان كانت تتعذب او تتالم . همه امره افقط ، اراد ان يكون سعيدا ولو على حزنها هي .
اعترف لنفسه الان . وكل مرة يقول بها
*انا لا استطيع العيش بدونها *
حتى موتها لم يهمه وفكر بشعوره فقط .
لم يحزن كما يحزن الباقي على فقدان احد فيقولون *للاسف مات وهو بسن صغير* او *للاسف لم يعش حياته مرتاحا والان ها هو يموت بينما لم يعش اي لحظات سعيدة*
ماثيو حتى بمماتها لم يشفق عليها . نفس الحال عندما كان يضربها .
لذا ان كان شخص ما يتالم حقا . او مظلوم من هذه الحياة فهو مهبيكار . لا هو .

نهض من مكانه ببطئ يتوجه نحو الحمام .
رئ حوض الحمام تذكر ذلك اليوم .
عندما كان يقوم باغراقها و سط الماء بين محاولاتها الضعيفة للنجاة .
حتى محاولاتها لم يوليها اهتماما . فتاة في مثل عمرها كانت قوتها لتكون اكبر .
كانت محطمة كليا . صحتها النفسية و الجسدية ، قلبها ، مشاعرها ، ملامحها
كانت حطام يمشي على الارض.

فتح المياه و غسل وجهه .
خرج من الغرفة ليرى عمال التصليح والصباغة بداو بالعمل .
مر من جانب الخدم الذين كانو مجتمعين بعد ان انهو اشغالهم .
خرج و صعد سيارته و نطلق .

الخادمة 1 : انظري كيف اصبح ، يبدو شاحبا للغاية و بائس .
الخادمة 2 : اجل صحيح . اشفقت عليه حقا .
الخادمة 3 : اشفقت عليه ؟؟!! الم تتري ما كان يفعل بها ؟؟ في حياتي لن انسى ذلك المنظر البشع وهو يقوم بتسخين قطعة حديد طويلة و يضعها على ظهر يدها .
اقسم ان الجلد التصق بها
الخادمة 1 وهي تكمش ملامحها دليلا على اشفاقها : عيب وعار ان يفعل ذلك بها . اقسم انني بكيت عدة مرات لحالها .
كيف كان يقسو عليها وهو يحبها ؟؟
الخادمة 2 بصوت منخفض: هل تعلمون مذا حدث الامس عندما عاد بها ؟؟!
اومات لها الخادمتان بمعنى لا لتقول .
الخادمة 2 : لقد امرني ان انقل اغراضها الى الجناح الاخر . الغرفة مرعبة تماما . مخدة في الارض مليئة بالدم و بقع دم على الارض . هذا بستثناء وجه المسكينة . كان منتفخا من كثرة الضرب و جله ملطخا بالدم .
المسكينة لم تقوى حتى على قول اريد الماء بشكل مرتب
الخادمة 1 : ليس عدلا حقا . الفتاة اية في الجمال و اللطف ، مذا فعلت لكي تعيش هاكذا و تموت هاكذا .
الخادمة 3 : معك حق . ولكن بنظركم من قد يكون سببا بالاحتراق ؟؟!
الخادمة 3 : على الارجح انها هي من انتحرت . لانه بالامس عندما تحدث معها اخبرته بانها سوف تنتحر . لذا على ما اظن انها حتى لو لم تمت بسبب الحريق من الممكن ان تكون انتحرت و احترقت .
الخادمة 1 : يال للاسف حقا .
الخادمة 2 : اليس من الممكن ان تكون هربت ؟!
الخادمة 3 : من اين هربت ؟؟! بعيني رايتع وهو يقفل النافذة بقفل و الباب ايضا . من سابع المستحيلات ان تكون هربت . ثم و انها ان هربت . الجثة لمن ؟؟
الخادمة 1 : صحيح . الجثة لمن ؟ لم يمت ولا واحد من الحرس او الخدم . عددنا مكتمل لاننا لم نكن هناك .
الخدامة 3 : في النهاية سوف نعلم بنتائج الفحص . طبيب من المستحيل ان يزور النتائج بدون سبب . وبالخصوص مع ماثيو .
الخادمة 1 : ولاكن من اين سيجلبون العينة للفحص عليها؟
الخادمة 2 : ام اقل لك انه امرني ان انقل اغراضها للجناح الاخر . على الارجح سوف يقومون بذلك من مشطها او فرشات اسنانها .
الخادمة 3 : كم اتمنى ان تكون المسكينة لا تزال حية . لاتستحق ان تموت هاكذا .
الخادمة 1 : انا عكسك . ان كانت ماتت فلقد ارتاحت حقا . فماثيو بمجرد ان يعلم انها ليست هي الجثة سوف يبدا بالبحث عنها . ولن يتوقف الا بعد ام يجدها وان كانت باخر العالم .
الخادمة 2 : ياليته هو من احترق في هذا الحريق و ليست هي
الخادمة 1 بصوت منخفض: اشششش هل جننتي ؟؟! هل تريد ان يصل له هذا الكلام فيقوم بقتلنا نحن ؟!!
الخادمة 2 : حسنا حسنا لم اقصد ذلك.
دخل روبرت رئيس الحرس و الخدم لتتفرق الخادمات .
اتجه نحو احداهم قائلا
روبرت : اي ماثيو
الخادمة : لا اعلم لقد ركب سيارته وذهب
روبرت : حسنا شكرا .
خرج بعد ذلك و صعد سيارته .
اتصل الى ماثيو ليجيب ماثيو بنبرة منكسرة : نعم روبرت .
روبرت : اين انت ؟
ماثيو : انني بالمشفى ، انتظر خروج الاتحاليل لاستلمها بنفسي .
روبرت : اها ، حسنا .
هل تريد مني ان اتي لاكون برفقتك ؟
ماثيو : كلا . ساهتم باموري . اشكرك
روبرت : حسنا . وداعا
قالها ليغلق الخط و يتوجه لمنزله .

..
خرج الطبيب وبيده نتائج الفحص .
امسكها ماثيو وهو يرتجف يرجو ان لا تكون هي من ماتت .
فتحها ونظر لها بحذر
[نتائج فحص DNA . العينتين متطابقتين بنسبة 99.9% ]
الطبيب : هي صاحبة الجثة . العمر لك سيدي
لم يجبه وظل ينظر للورقة بصدمة .
اخر خيط امل تبقى له تبخر الان . الان هو تاكد من انها ماتت 100% .
شعر بوغز قوي في قلبه من شدة الالم
اجتمعت بعينيه الدموع ليقول للطبيب بنبرة مرتجفة : رجاء دعني اراها وان كانت مشوهة .
الطبيب : حسنا فل تدخل من هنا .
دخل مع الطبيب لتلك الغرفة الباردة التي تحتوي على جثة المفقودين و المنتحرين الى ان ياتي اقربائهم .
فتح احد الصناديق ليقول وهو ينظر لماثيو
الطبيب : هل انت متاكد ؟
اومئ له ماثيو ليزيل الطبيب الثوب الابيض من على وجهها .
نظر لها ماثيو وشعر ان قلبه انضغط بقوة
لازال يظهر منها القليل من الملامح على الرغم من انها بكاملها محترقة . شعرها احترق جله الى القليل من الاخلف .
نفس شعرها تماما . خصلة طويلة بنفس طول شعرها و بلون بني غامق قريب من السواد بنفس لون شعرها .
تاكد انها هي وليست احدى الخادمات .
فكلهن يمتلكن شعر اشقر .
هي التي ماتت ليست احداهم . تاكد انها ذهبت بدون عودة .

لقد ذهبت ولن تعود ابدا . مهبيكار ارتاحت منه و من عذابه . كان منقذها هو الموت على الارجح . هو الذي انقذها . الموت كان ارحما من ماثيو .
على الارجح انقذها من عذابها الذي ظنته سرمديا بينما كان ازليا فقط .
الموت من جعله ازليا .

عاد للقصر سيرا ببطئ من شدة المصيبة .
كان يمشي وهو يبكي طوال الطريق بينما جميع المارة في الطريق نظرو له .
بكى و شهق كما لم يفعل رجل من قبل .
ماثيو ببكاء وهو يخاطب نفسه : اناا انا سبب كل ما حدث انا . لو لم افعل ذلك لما كانت قد ماتت ، لما حدث كل هذا .
لقد ماتت بسببي انتحرت ، بسببي انا هي الان ميتة .
وصل لبوابة الاقصر ليسقط على قدميه في الارض
اخذ يبكي بقوة وهو لا يردد الا اسمها .
ندم اشد اندم حيث لاينفع الندم .
حتى وان ندم و عتذر هي لن تعود له .
لن تحيى ابدا .

................

منقذي من عذابي الازلي~ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن