عشاق حي الجنون

الفصل السادس عشر

عشاق_حي_الجنون.
#غرور_وعناد.
#الفصل_السادس_عشر.
#Engy_Mohamed.

"صلوا على نبي الرحمة♤"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تخطت درجات السُلم بسرعة فائقة كمن تسابق الزمن؛ حتى وصلت إلى سطح البناية، أخذت نفس عميق كمن لم تتنفس منذ قرن، لم تكن يومًا البرودة عدوٌ لها بل هي صديقها الدائم منذُ أن كانت بعمر العاشرة، العمر الذي ودعت به دفء كل شيء، دفء العائلة، دفء الأصدقاء، دفء المنزل، دفء الضحكات السعيدة، حتى دفء الحزن، العمر الذي توقفت لديه حياتها، آسيا ماهي غير قناع لتلك الصغيرة من الماضي.

جلست بجانب الجدار وسندت رأسها عليه، ودمعاتها تأخذ مسارها على وجنتيها، تنعي حزنها وما تكنه بداخلها من أنين ندبات يصعب أن تُشفى قبل أن تقتص إليها.

لاحت على مخيلتها مشهد إلى تلك الطفلة الصغيرة بجانب أخوتها بليلة مماثلة لهذه وكانت الأخيرة معهم...

•••
نفخت تلك الصغيرة ذات الخصلات الذهبية والعينان المذهبة بغابة أشجار الصنوبر البراقة، وجنتيها بتذمر طفولي هاتفة:

_ملوكي خلي زياد يجيب توم وجيري أو الفيلم بتاعي، احنا مش كبار علشان نسمع فيلم رعب.

صاح بالمقابل المشاكس زياد:

_اتكلمي عن نفسك يا صغيرة كلنا كبار وعايزين نسمعه.

_لا مش هنسمعه، ما تقولي حاجة يا مليكة.

_أنا عايزة اسمعه يا چي.

كما أكد الجميع ذلك، لوت شفتيها بحنق شديد ونظرت بعيدًا عنهم بحزن، قد تخلى عنها الجميع مقابل فيلم خيالي أحضره الأحمق زياد.

استمعت إلى صوت صياحهم المتذمر بتعجب، نظرة إليهم لتجد أخيها الحبيب يقف امامها بعدما أحضر إليها الفيلم الذي تفضله، وقدم إليها جهاز التحكم مردد بحنان لم تخفيه نبرته الباردة:

_خلي ده معاكِ علشان محدش يغير تاني، واسمعي إللي أنتِ عيزاه.

انشقت شفتيها بابتسامة واسعة وفرحة شديدة تود لو تضمه الأن ولكن غير مسموح لذا اكتفت بشكره بلطف كعادتها:

_شكرًا يا أبو الفهود، ربنا بيحبك علشان أنتَ طيوب وهما أشرار.

ابتسم بيأس على مجاكرتها هي وزياد طوال الوقت.

وقضوا ليلتهم بين تذمرهم من مشاكستها واغاظتها إليهم تحت حماية فهد.
•••