#الحلقة٢
"وتبقى هي في قلبي نبضه "
شحب وجهها فارة الدماء من عليه متسعة العينين ، عيناها المهتزة ببريق الدمع رأت توحش عين المُلثم، اثر صراخ " كوثر " المستغيث أسرع المعتدي خائفا من قدوم أحد ، فأصاب ذراع " وجد " ثم دفعها بقسوة تسقطت ارضا بينما هو لاز بالفرار بعد قفزه من الحائط الترابي مغادرا المنزل.
هرعت " كوثر " بملامح شاحبة نحو " وجد " التي بدت كأنها انفصلت عن العالم من جزعها، سالت دموعها بصدر يعلو ويهبط وكل ما تراه الدماء المتدفقة كالنافورة من تلك الجثة في كابوسها.
_ وجد، وجد إنتِ كويسه ؟
هزتها بحدة مع تمليس وجهها الغارق بدمعه، لحظات أخرى حتي سمعتا طرقات علي باب المنزل مع تداخل الاصوات التي تسأل عن ماهية الصراخ الذي صدح من المنزل، فأسرعت " كوثر " تفتح لهم تاركة " وجد " مع ارتجاف يديها وخفقات قلبها التي أصمت اذنيها.
******
لا يعلم " غيث " كم مضى من الوقت وهو شارد في نقطة رحيلها، أو كيف جلس علي أقرب صخرة علي طرف الطريق يحاول الهدوء ربما تفعل المثل نبضاته الثائرة بجنون، مال برأسه يضع عليه راحتا يديه التي تهتزان قليلا يأخذ شهيق قوي فخرج مذبذب شاخص بصره للأمام.
تحامل علي جسده متجاهل رنين جواله في جيب بنطاله الخلفي.
طرق الباب عدة مرات فاستجابت والدته مرحبة به، لم ينطق بشيء عدا تلك البسمة المهتزة التي ظهرت علي وجهه ، وعينيه بقت أسيرة وقت رؤية " وجد "، أما باقي حواسه فتخدرت كأنها توقف الزمن علي تلك اللحظة.
_ " غيث " انت سامعني مالك في شنو سرحان كدا.
_ ها
التفت ينظر لوالدته باستنكار فنفى يسألها من جديد بعد مسحه براحة يده وجهه
_ لا بس شارد في الشغل، كنتِ بتقولي شنو؟
تقدمت منه تربت علي كتفه، ثم أعادت طرح سؤالها
_ " عسجد " جاتك مكتبك مش كدا، قبل تمشي ليك جات هنا وسألت عنك.
أخذ شهيق عميق ثم أجاب ببعض الهدوء ثابتا مناقض لدواخله
_ أيوا يا أمي، أجرت ليها تاكسي ومشت، بس تاني لو سمحتي يا امي ما تخليها تجي مكتبي عارفة ان دا غلط كونها تجي وتقعد معاي وانا براي في المكتب.
سارعت تنفي بسرعة موضحة له وشارحة ما حدث ، وحينها دخل " ماجد " يجلس صامتا متابع الحوار الدائر
_ انا فعلا قلت ليها كدا بس أصرت وأتحرجت اتدخل اكتر يا " غيث " انت عارف إن " عسجد " دي بت صحبتي المقربة.
اومأ بشرود ثم دخل غرفته بعد عدة كلمات طيبت خاطرها، بينما " ماجد " ضّيق عينه علي ولده .
أنت تقرأ
أشواك ناعمة
Roman d'amourكل ما يقال أن حبه لها كبير وهي لا تره بل وتبغضه لسبب لا يعنيه فما الحل لنيلها والفوز بمن أصابت قلبه بمرض عشقها الخبيث .
