بارت 3

5.3K 52 2
                                    

ب ان الطلاق تم من ذاك الوقّت لان بنظرَها مافيه اي شيّء يُجبر زوجها على بقاء بنت اخذها رأفه على ذمتُه
ل ترجَع لشقتّها القديمه ذاتها ...الشقه المُقابلَة للجارّ الليي اشتعلّ ب لحيتُه الشيّب و
الشقه المُقابلَة للجارّ الليي اشتعلّ ب لحيتُه الشيّب و انتصرَت خصلات شعره البيضاء على خُصلاته السودَاء و صارَت هي المسؤولة عن نفسَها
وهي من تصرف على حالّها من  وظيفتَها هذي الليي اغلبية من حولها الجُهلاء يستنكرونَها ...
نزلَت من السيارَة وبيدّها شنطتَها و هي تقفَل طرف عبايتّها حتى ماتفضَح فُستانّها اللامِع ...دخلت شقتّها و اقفلَت الباب على نفسّها و تاكدَت من قفل كل الشبابيِك
لتتخلّص بعدها من كل الزينَة المنتشرَة على ملامحها و جسدّها و ترمِي ب نفسها على السريِر و تدخُل ب علاقة قويّة مع النوّم العميق نتيجة الانهَاك الشديِد بعَد ليلَة طويلَة اخذَت من وقتها و جهدها و طاقتها الكثيير ... اليُوم الثانِي : قصرّ الجد مهنّا ...« الصباح » ...
-
-
كانَت من سابِع المُستحيّلات تتوانَى
وتتخلَى عن عادتّها الصباحيّه هذي ...و تكاثفَت هالعاده ب الفتره الاخيرَه ...بالفترَه اللي سكنَت فيها اختها عندهُم بعد مارجعّت و تطلقَت من زوجها الليي مافيه مثلّه ب عيون الكُل و اللي ابشَع انسان ب نظرّها ...
دخلّت للغرفَه المقابله للدرَج تماماً ... غرف ّتها تفسها قبل ماتتزوج و بقيت على حالها حتى رجعَت لها بعد الانفصَال ...
طرقَت الباب ل ثلاّث مرات لتدخُل بعدها و يحتضِن عينّها الانثويّه الفاتنَة اللون الابيض المنتشر ب كُل الغرفه ... للحظه من الزمَن تحِس ب أن هالغرفَه المفترض تكون غرفة ب مُستشفى ف هناك هو مكانها الأنسب ... لكِن استحاله تنسى وسواس اختّها بالنظافَه ...
" خفُوق " أختَها اللي اللون الابيض استحالَه يفارقّها سواء قبل زواجَها او بعدُه ... لانها تعيِش بوسواس نظافه مرضِي ... ف بنظرها اللون الابيض فضّاح ل كل ماحولها يعني عندها فرصَه ل شوفّة البُقع و كُل شيء مضادّ للنظافَه ...
ارتفعت انظارَها للجسّد الانثوي اليافِع المتوسّط السريِر ... ب خُصلات ليّل طويلَه و كأنها ب هالخُصلات تتحدّى الليل ب طولُه و سوادُه ...مع وجّه دائرِي قمرّي يتفجرّ الحُزن منه سوّاء عن طريق الملامِح الذابله الحزينَه ...او عن طريق دمعات عينها الحزينَه الليي جرّحت وجنتَها ...
كانت خفُوق عباره عن نُسخة مصغرّة من عمتّها رحمَه
ف هِي الثانيَه زوجها المريِض ذاكّ اخَذ اولادها الاثنين الصغارّ منها ... " عبدالله و عبد الرحمَن " ... ف خفُوق اختها خسرّت حضانَة عيالَها من قدرّ زوجها " عبّاس " بانه يثبّت ب المحكمَة ب أنّها ماهِيي كفّو ل اخذ حضانَة الاولاد نتيجَة للضررّ القوي
اللي صاب اولادها وقت طاحُوا من " السيكّل " قبل ثلاثة أشهر ... ل ذا السبب صارَت حضانة الاولاد ل ذا السبب صارَت حضانة الاولاد
عند أبوهم اللي حلَف يمين عظيّم ب  أن عيالُه راح يكونون معاه ...
و صار اتفاق ودّي بين ابوها و اخوها و بين عباس
ب أن ايام الاسبُوع يكونون عندُه و ب عطلة الاسبوع يكونون عند أمهم
و فعلاً تمّت الموافقَه من عبّاس تحت شرُوط طويلَة عريضَه و نفّذ بعدها عباس وعدُه الا انه ب اخر اسبوعِين انحرمَت خفُوق من شوفة أولادَها ل ذا السبب اعتزلّت غُرفتها و دخلّت ب موجات بُكاء طويلَة عريضه من مالقت اي استجابَه من عبّاس لَها و الواضِح ب أنه تراجَع عن وعدُه هذا ...
اتجهَت شدَا لها والتفت ذراعّها وسط ليونّة ه الأم الذابلَة المحترقة على شوفَة أولادّها ومهما حاولَت تخفِي هالشيء ماتقدّر تخفيه عن " شدَا"
اللي تمتمت ب نبرتها الحزينَة و ملامحها المدللله صابّها الزعّل على حال اختها اليومِي هذا :" و انتِي من نورّ الصبّح لين مايسوّد الليل و انتي هذا حالِك ؟. وش سوّت لك نفسِك لجل تزعلينها هالكِثر ياخفُوق ؟."
هذِي الأم اللي احترق جوفها على شوفّة اطفالَها و تعرّقت الصور اللي بيدّها ل شدَة قبضتّها عليّها و بكامل ودّها يكونون عيالَها بين يديها بدالّ هالصور اللي تحرق القلّب
ل ترُد بنبرة هشّة حاولّت تقويّها عبث
:" خلينِي ب حالِي و رُوحِيي ل جامعتِك ..."
شدَا اللي بشتى الطُرق حاولت ب روحها المرحّة تزيّح حزنها هذا الا انها فشلَت :" و انتي ماعندِك غير هالجملة تقولينها لي ب كُل صبّح ؟. ماهو سنّع هذا انك دافنة روحك ب غرفتك و مقضيّه يومِك كله بكاء
و نُوح و هم و غمّ ؟. خلاَص آدم قال لِك راح يشوف لك حلّ مع هاللي مايتسمّى ...بس تكفِين اطلعِي لنا انزلي تحت عند جدتي و حريم اعمامِي ...ردي على خالده مثل قبِل ...سولفي مع كيَان ترا مسكينه اشتاقت لك حِيل ...شوفي علوم العايلَة ... ماهو ب حال هذا ياخفُوق ..."
ماكان فيه أي ردّ من خفُوق اللي من مالقتّ شدا اي ردّ منها انسحبت من غرفتها ب خيبتها كالعادَه ل تدخل خفُوق بعدها النسخة المصغرّة من عمتها رحمه ب موجة بكاء حادّه و الاكيد المؤكد ان سبايب هالدُموع متمحور حول اولادها ... ب جهة ثانيه
..« مجلس الرجال اللي يتوسط الحديقه » ...الظُهر ...
- آدم
كان للتُو مُتجه ل ناحيَة الحديقَه و هذي هي جيتُه من عند طليِق اختّه خفوق طليقها
الصعّب ذاك " عبَاس " بعد مادار بينهم حوار عمِيق ما خرّج اي احد منهم ب أي فايدة منه ...
كل الرجّال كانُوا ب مجلس الحديقه نتيجة جمال الجوّ و برودتُه رُغم ان الوقت حالياً الظُهر ... الكُل كان موجود ماعدَا الجد مهنّا اللي اكيد انه ب مجلس النساء حالياً ... اعمامُه الاربعه " بدر و خالِد و علّي و مروَان " بالاضافه ل ضامِي و أمِير و سهَل
و للتو كان بيرمِي السلاّم الا يسمَع جملّة شبه مسموعَه من أمِير كان موجهها ل ضامِي اللي كان مِستمع له و مُبتسِم :"
" واحد من اصاحِبي يشتكِي من اخوه ...يقُول ان امّه مدلعته ب زياده و كل شيء ب هالدنيا يخاف منّه ... قلت له حق من ودى اخوك عند نسايّ يعلمه المراجِل و يرجعّه محد يعرف يعّلم المرجلة غير نسايّ والله يرجعه رجّال مضبوط .."
تورّمت ملامحُه دليّل الاحمرار الحارِق الليي سيطر عليِه و السبب ذكر اسم " نسايّ .."
ليتمتم ل أمير الهدُوء : " أتفقنا مايجي طاري هالمغضوب بمجلس من مجالسنا .. تفهم أنت الحكي ولا لا؟"ماكان عندُه اي مشكلة مع أمِير لكن ينسى كل حدودُه وقت ينذكر اسم نسايّ
ليصيبُه رد ضامِي اللي كان مزيِج من الغضّب الحاد الممزُوج ب توازُن ماله مثيّل لانه يعرف نهاية هالحوار اللي ب كل مره يعيد فيه نفس ردُه و كلامه
:" " سيّرة نسايّ لا تنجاب بالشيّنة
قدامي .. تقضب لسانك وتسكت عن سيرته بالشينة في مجالسنا .. ولو تبي تنبّح برى المجلس فالساحة لك "
ب هاللحظَه كل اللي بالمجلِس كان لهم نصيبهم من هالحدَث اللي فهموا انه بسبب ذكر اسم " نسايّ "ل يرُد سهلّ اللي كان ب اخر الجلسَة و حرارَه تخرج من جسدُه نتيجة عصبيتُه :" " تشبه ولد عمك بالكلب يا قليّل الرجولة ؟ وتدافع عن قتّال أبوك ؟ والله إنك رخمة ويبي من يربيك "
ضامِي اللِيي توجهت حناجرّ عيونُه ل سهلّ اللي استحاله يكون فيه أحد بالعائلة حاقد على نسايّ كثرُه ل يرُد :" " هذاك قلتها .. وأبوي مات بهالحريّق ولا شلت بالخاطر على ولد العم .. لأنه كان صغير .. توه طايِش ...مُراهق ...مايفقه .. حتى أبوه مات بالحريّق يا سهلّ .. حتى هو تغربل يكفي ماجاه
أمِير اللِيي بالمعنى الحرفي تعّب من هالحوار اللي ترد الف مره قدامُه و بسببُه هو والادهى من كذا انُه مايقدّر يراددهُم لان اغلبيتهم و اولهم سهلّ هو بالنسبَه لهم من برّا العايلة ف ماراح يسمعون له
ل يرُد عمُه علّي الليي كان هو
واخوانُه الثلاثه موجهيّن كرههم ل نسايّ ب شكِل خرافّيي و اكثرهم هو و اخوه بدِر :" " ودامك تدري إن الخليقة كلها ماتت بسببّه .. ليه تدافع عنه قدامنا ..؟
ضامِي اللي حرّك يدُه ك علامة ل قلّة الحيله منهم و من جدالهم الميّت هذا ل ينظر ب أمير اللي همّس له بشكل غير مُلاحظ :" لو تقول اللي تقوله ماراح تقدر تسكتهّم ...تجاهَل ..."ل يختّم ضامِي كلامُه نتيجة همس أمير بقولُه :" " انتم لاتجيبون طاريه قدامِي ب الشينه لجل انا ما اجيب طاريه بعد لا بمديح وولا بمذمّه .."
وتقفلّت الافوَاه من جملّة ضامِي هذي اللي كانت مثل السوّط القاطِع اللي انهم فيه الحوار ل يجلِس وهو متجاهل تماماً همسات الحكِي من هاللي حولُه ... وهو عارِف أشد المعرفه لو الجدّ مهنّا موجود محد قدَر يتفوّه ب حرَف عن نسايّ ...
- _
ب نفس الوقت .. داخل القصر ...غُرفة شدَا ..
-
تكوّن ب اعلى مراحِل السعّد من توافِق أم صديقتها المُقربة " شادِن " على ان بنتها شادِن تجّي كم ساعه عندَها ...
الكُل يعتبِر ب أن شادن صديقة " شدَا" وحده من اهل البيت ...ف الجدَه ذهّب و كيان و خفُوق كلهم يودونّها بشكّل
كبير جداً ...وماينلامون أبداً ف شادِن لها وجه مريّح جداً و لسان ب ريق عسّل و الملل مايمرّ بجانب سوالفها ابداً ...
كانَت واقفه ب جانِب شدَا اللي واقفه ك عادتها ب جانِب الشُباك المُطل على الحديقه اللي يتوسّطها رجال العائلَة ...اللي كانوا كُثر الا ان بعضهم انسحبُوا من المكان ل تمتم بابتسامة مرحَه ونظرّها هلى مجلس الرجّال اللي قدامهم
: " هذولا القبيّلة عيال عمك؟"
ل ترُد شدَا الليي تاخذ اكبر جائزة من ناحيَة حبّها للسوالِف وانغماسها فيّها ومن الموضوع الواحد تخرّج الف موضوع غيرُه لتتوجه ب انظارَها على جلسة الشباب اللي بالحديقه حرام عليّك .. هذولا ولا شيء
لو جيتي قبل سنييين كان خفتي من
كثرهم .. بس عاد نساييّ ماقصر شافهم كثير قال خلنا نقللهم .."
شادِن اللي تبسمّت لوهلّه حتى انسكَب اسم نسايّ ب مسامعها ل ترِد ب ذهُول قاتِل :" نسايّ ؟"
انسكب وسط مسامعها صُوت شدَا اللي لوهله من الزمن تذكرت ب أن رغم علاقتها القويه ب شادن الا انها ماتعرِف اي شيء عن رجال العائلة على عكس معرفتها الكُلية بالنساء .:" " ايه ...نسايّ المنسي مثل ماتناديه كيَان ...ولد عمي غانم الله يرحمه ...
ساكن ب قصر لوحدُه هو و حراسّه عاد تخيلِي عنده كل حيوانات الدنيَا
..من الأسد ملك الغابه و نازِل ... "
و ازيدك بعد أمه فارسيّه و عاد ما نشوفه هالنسايّ خيّر شر .. على إسمه بالضبط ناسيّنا .. و لولا حب ذهب ومهنّا له كان حنا بعد نسيّناه .."
شادِن اللي كانت ب موعد مع الذهُول حالياً ل شدَة الكلام اللي انسكب ل مسامعها بداية من اسمُه ل وظيفتُه ل جنسية أمه و لعلاقته فيهم .."
ل تكمِل شدَا الليي الكُل ينزعِج من كُثرة ثرثرتها لتأشرّ على شاب دخّل للتو للمجلِس ب ثوب ابيض و غُتره مكويّه ب دقّه ل و شفتِي هذا اللي توّه جاي ؟. هذا "
آدم " اخوي ب اخر سنَه ب الجامعَه  ...تذكرين اللي دايم اسولِف لك عنّه .."
ل تهز شادِن راسها ب الايجاب و هي مستمره بالنظرّ للتعرف على هذي العائلة اللي مثل الاعجوبه ب نظرّها
ل تكمّل شدَا اللي ما احد يتحمّل كثرة كلامها سوا شادِن ..ل تأشر على رجُل
ب ملامِح هاديّة ممزوجة ب فخامَه شبه واضحة نتيجة الهدُوء اللي طغَى عليه و كأن نبرتها تغيرَت وقت تكلمت عنّه
:" " و هذَا اللي جالس عالطرَف اسمه أمِير عمري ب حياتي ماشفت أحد هادي كثرُه ... ماتحسين بوجودُه ابد يقرّب لجدتّي ذهب تقدرين تقولين جدتِي ذهّب تصير خالة أمه
و جدتِي من كثر ماتحبُه مجهزه له قسم خاص عندنَا و هو اغلب وقته عندنا ماعدا كم يوم بالاسبوع يروح فيها ل اهله
و عاد عنده عادَه هالامير " بآخر الليل .. دائماً تلاقين عيونه ما تدور إلا على السماء ووسّعها .. آدم يقول مستحيل تمر ليلة ما يتأمل سماها فيها "
شادِن اللِي كانَ أمير شبه واضح لها نتيجة موقعّها المعاكس نوعاً ما ل موقع شدَا الواضح لها شكله تماماً
ل تكمِل شدَا اللي كانت تنتقل بالتعريف عن شباب العائلة واحِد واحِد ل تأشر على رجال ب ثُوب بنيّ و غتره بيضاء انتثرت على عراضة كتوفُه ب ملامح خليجيّه بحتَه و حاده جداً
:" " و شايفه هاللي ب جنبُه ؟. هذا ضامِي ولد عمِي ناصر الله يرحمُه ... يشتغِل مترّجم لُغات بالسفارَه ...عنده اربع لُغات تقريباً ...أنيق بشكل ماتتخيلينُه ...مرّتب و ذُوق ذُوق هالولّد ...و ماباقي دوله بالدنيا ماراح لَها مترّ العالم كُله ... " يحبّ نسايي كأنه قطعة من قلبه
وبرغم كل شيء صار إلا إنه ما يرضى أحد يدوس لنساييّ على طرف ..
وأمير بعد نفس الشيء "
ل تأشر بعدَها على رجُل جالس ب اخر الجلسَه ملامحه عابسَه تماماً ب ثُوب أبيض و جكيّت بُني مع شماغَ مرفوعه للاعلَى :"
" و شفتي ذاك اللي جالس ب اخر الجلسة ؟. ذاك سهلّ ولد عمي سيف الله يرحمه ...يشتغل ب المباحث ...عصبي و حارّ يمكن لان طبيعة شغلّه حتمت عليه انها تخليه كذا و تراه الوحيّد الي عكس إسمه ..
صعب "
و عاد يكرَه نسايّ و أمير بشكل ماتتخيليننه
لان على قوله ان نسايّ ذبَح ابوه
و لان أمِير مو من العايله ليه ياخِذ قسم كامِل برُوحه مثله مثلهم ؟ و لانه صاحِب نسايّ بعد
و هالشيابّ الاربعه اعمامِي و ابوي اللي بالوسط
" ل تلتف على شادن اللي مركزه معها تماماً و تمتمت ب قولها :" ليه احسِك منتي كارهه نسايّ مثلهم ؟. مو هو سبب الحريق ؟. ل ترفَع شدا كتوفها بعدم اهتمام :" جدّي و جدتِي واقفين معُه و انا اي شيء جدي و جدتي يسوونه راح اسويِه
ل تسكت لوهله من الزمن ثم تكمّل بقولها :" و ترَا عندي عيال عمّ باقي ...بس كل واحِد ببيتُه ...لان من بعد سالفة الحريق جدّي حلف عليهم ان مانتجمع كلنا ب مكان واحِد لحل لسمح الله ان صار شيّء ماياذي العايله كُلها ... عاد ما اشوفهم كثيِر ."
و فيه ولد عمّ بعد لنا اسمُه فهيّد كان موجود معنَا بس قبل سنتيِن سافَر ل برّا بيكمل دراستُه عاد مادري متى يرجَع ...نظام دراسته غريِب ..."
شادِن اللي حسّت للحظه ان الاجوّاء حاده وسط مجلِس الرجّال لتنظُر ب شدَا اللي ب ذات الوقت كملّت النظَر ل ترمِي معلومه اخيرَه :" عاد تدريّن ؟. على طاري الحرِيق و طاري نسايّ ...تدرين ان جدتِي ذهّب اكثر اثنين تحبهُم ب حياتها وروحها معلقَه فيهم هُم أمير و نسايّ ؟"
والسبب طبعاً بما ان نساي هو حفيدها الاول و اول فرحتّها ...و أمير عاد هذا غِير بالنسبَه لها ...ماتقدر تعيش يوم بدون ماتشوفه او تسمع صوتُه على الاقل ... "
لتبتسِم شادّن اللي كانت مُتكتفَه وترني انظارها على شدَا :" من بعد جدّك طبعاً ؟"
لتبتسِم شدَا الليي كانَت تعدل اسوارتها اللي تتراقص على معصمّها :" و ذي يبغى لها تفكير ؟."
مهّنا عند ذهب بالدنيا ومافيّها .. هو بكفة والعالم بكفة ثانية ...تدرين ان جدّي كان يتزوج و يطلّق ماكان احد يقدر يتحملّه ...جدي شخصيتُه شوي غريبَه و الوحيده اللي عرفَت له هي جدتِي ماتوقف سيل ابتسامات شادِن المشابهة لابتسامات شدَا اللي تذكرّت حال خفُوق اختها ل تستقيّم ب طولها : شدَا اللي تذكرّت حال خفُوق اختها ل تستقيّم ب طولها : انا رايحَة اشوف خفُوق اذا فيه احد عندها ...لجل نروح لها و تسلمين عليها ..."
ل تتقوّس شفاة شادِن دليِل الحُزن اللي بدا ينتثر على ملامحها على ذيك الأم اللي احترق جوفها على اطفالّها :" للحينها على حالها ؟. ما استجدّ شيء ؟."
ل تهز شدا راسها ب الايجَاب و اختفّت ضحكتها لحظة طارِي خفُوق ... لتنسحب من الغرفه تاركَة شادن خلفها ..مُتجهة ل غرفة خفُوق اختها اللي عارفه زين كيف راح تكون وضعيتّها و حالتها حالياً :" باكيَه.مُنهاره.تلتهِب من الشوّق
-
-
آدم .
كان يخرج في غضّب و يدخل في غضب غيرُه و كأن مافيه شعُور ملازمه ب هاليوم و هالفتره سوا الغضب بداية من ذكرّ ذاك المنسِي القاتّل ب المجلِس ل حد حالة اخته الليي تورّم الروح و تذوبّها من الحُزن ... كان عارف ب انه راح يلقاها مثل ماهِي مافيه اي شيء مُختلف فيها الا انها تنغمس بالحزن اكثر و اكثر ... صور عيالها الليي مالها بيت غير يدّها تطلّب المساعده و النجده للتحرر من يدّ هذي الأم الليي ماتشبع من الشُوف
كان عارِف ب أنه راح تنهار اكثَر من راح يقولها عن موقفه اليوم مع " عبَاس " طليقها ... وقت راح له ب شركتُه الكبيرَه و الواسعه و الضخمَة
كونه اشهر رجُل اعمال بالمنطقَه وقت دخَل عل مكتبُه الخاص و امتلى المكان ب حضُوره و هو رئيسُه و سيدُه و تحت أمره
كان مظهره من الخارِج يوحِي ب أنه أصعب رجُل بالوجُود و كان مُستنكِر كيف قدرَت أخته تعيش سنين طويلَه مع رجال مثل هذَا ؟. كيف قدر جسدها الغضّ اللين بالاقتراب والعيِش مع هذا الضخّم صاحب العضلاَت الحادّه الصلبَه القويّه و اللي اكيد خلفها تماريِن شاقّه خلت جسدُه ب هالشكِل
طوال عمره كان رافِض ب أن اخته تتزوج هالرجُل لكن ماكان ب يدُه حيله ف ابوه هو من اقنع اختُه بالزواج منه
...لان والد عباس صديّق ابوه المقرّب و نيته كان ب زيادة هالقُرب ف زوّج ابنته الكبيره ل ولد صاحبُه
و لكن الواضِح ان خفوق ماقدرت تتحمّل شخصيتُه الصعبَه ل ذا السبب قررت الانفصال عنّه ولكن انلوَت ذراعّها ب وجُود عيالَها اللي خسرَت حضانتهُم وهذا هم الآن تحت جنّاح عبّاس المُستفز ...
استحاله ينسى ابتسامتُه الجانبيه المُزعجة وقت شافُه وهو يتمتم ب قولُه و فنجان قهوتُه السادّه يتراقص بين اصابعُه و ثغرُه
:" حيّ الله اللي كان ودّنا طول العمر يكون نسِيب
تو مانورت الشركَة.. ماقدرّ ب ان مايرُد عليه و بكل مافيه حاول يهدّىء من ثوران اعصابُه اللي تضيّع من صوت عبّاس المُستفز مثل ماقلّت ربي ماكتَب ب أن
هالنسَب يطوّل والحمدلله انه انقطَع ...بس خلّ كرامة للعِيش و الملّح اللي كان بينّا و جاوبنِي ليه نقضّت العهد اللي كان بينّا ...ماهو من سلوّم الرجال انها ترجع ب كلامها و الا ؟."
-
كان يصعُب و جداً التاثير على هذا المدعُو عبّاس و يصعُب و جداً استفزازُه و ظهور انفعالاته لانه كان بارِع و حِيل ب ببرودة الاعصاب :" عمِي علي اللي هو ابوك مايدري انك واقف قدامي هاللحين صحيح ؟.
..عموماً راح اجاوب على قد سؤالك و ماراح اعطِي اهميه ل سؤالك اللي بعده ابَد ... الاجابَه ب كل اختصار انِي مسافِر ل
دبّي من اكثر من اسبُوع و استقريّت هناك ...كلك علم انا رجل أعمال و شغلِي يحتّم علي اني ارحَل من ديره ل ديرَه ...و اكيد اني راح اخذ عيالِي معِي فهمت هاللحين ليه عيون أمهم ماشافتُهم ؟."
ل يرُد آدم اللي تورمت رُوحه من الغضب اللي حاول يكتّمه ب دون اي فايدَه :" يعني يرضيك ان امهم تبكّي دم من شوقها ل عيالها ؟. على الاقل اعطيِت خبرّ ...ارقامنا كلنا ب جوالِك نقّ اللي تبي و ارم علينا خبر انك ب تهجّ عنا ... و لا بعد من نتصل عليه مايلقينّا بال و هاللحين يجاوب ب كل برُود وولا كأنه مسوِي شيء "
ليصيبه ود عبّاس اللي تحولت نبرتُه ل نبرَة طفل دليل سخريتُه :" انتم دقيتوا ؟. ما انتبهت..
آدم اللي اجتمعت شياطين الارض تحتُه و كأنها تدفعه ل قتل هذا الجلمود الصخرّي :" مو لأنَك كسبت قضيّة الحضانَة ل مره حس بالِك انت الفايّز و انت المتحكم ب كل شيء و الآمر الناهِي ؟ لا ياعبَاس لا
ترا خفُوق و اهِل خفوق ان جنّوا و الله لايحرقونك حرق وولا يفكرُون بطوايفِك ... ف خلنّا حبايب و خلاّن و رجّع العيَال ل أمهم
يكرَه يلمح ابتسامة هالعبّاس هذِي الليي تخليّه ب اعلى مراحِل الغضب اللي ارهقُه :" كان فيِك وباهلَك خير جرّب ...و نشوف مين اللي راح يكسب القضيّه ب كل مرَه ؟. ..
ليرجّع ظهرُه الحديدي على ظهر الكرسِي و هو يقلّب بالملف الازرق بين اياديِه و علامات روقّان و هدُوء مافارقت وجهه ابداً :" و وصلّ للي راسلتك هالكلام ...تبي ترجع ل عيالَها وميته من شوقها و ولّها ؟. الحل بيديها و هي اللي تقدر تنهِي عذابها بيدّها ترجع ل ذمتّي و ترجع زوجتِي
و لها اللي تبيِه ... كل شيء راح يكون تحَت أمرها و عيالها محد راح يشيلهم من حضنّها و وصل لها بعَد ان عبدالرحمن له يومين اكله مى عدِل و عبدالله حاله من حالها ماينَام الليل من شوقُه لها و عبدالله حاله من حالها ماينَام الليل من شوقُه لها .... علمها انها مو بس هي اللي قاعده تتعذَب ف خلها ترجَع الامور مثل سابِق عهدها و ترتاح و تريحنا كُلنا ...
انتهَت المُحادثة .... -
صحى من غفوة ذكرياتُه هذي اللي روَاها ل خفُوق الليي ب مجرّد ما انتهى تمتم لها ب قولُه :" ماعليّك منه ...ماتبينه محد راح يغصبّك ...هو بس ابوي اللي مقوّي شوكتَه علينا ... ابوي يبيك اليوم قبل باكر ترجعين لُه ...
لجل كذَا عبّاس ماهمُه احد دام ابوي معُه ...يعرف مكانته عند ابوي و يعرف تاثير ابوي عليِك ... كان ينظُر ب خفُوق الليي تفجرّ وجهها الذابِل
ب الاحمرَار ...خفُوق اللي ماتوقّف بكاها المكتُوم الخفِي ...خفُوق اللي ما اكتملت فرحة طلاقها منِه ف هذا هو اخذ اولادها منَها .... كان يعرِف ب أنها راح تبكِي الان و فعلاً هذي هي انساب دمعها الحزين على وجنتها من جدّ و جديِد ...رغم انها مو ضعيفَه مو ضعيفه ابداً لكن عرف ذاك العبّاس نقطَة ضعفها و هذا هو يلعب ب اوتار قلبها المُلتهب على كيفُه ...
ماقدِر آدم يشوفَها كذَا وولا هو متحمِل أبَد لكن مابيدُه شيء بسبب أبوه اللي بس لو درى انه قابل عباس اليوم راح يرمي عليه أشد عقَاب لانه رافض اي احد يتدخل ب موضُوع خفُوق و عبَاس غيرُه ... و نوعاً ما متطمّن على خفُوق من ناحية أبوه لان مثِل ما أبوه يحب عباس ف هو يحب بنته خفُوق اضعاف مُضاعفه ...
و من اول ماخرَج و قلبه يعتصِر على أختُه اللي فعلاً رجعت لعادتها البكائيّة مثل عصفور مبللّ مكسور جناحُه خاصَه من قال لها عن حال اولادَها اللي مثل ماضاعّت هِي من بعدهم هم تشتتُوا تماما من بعدها ...
ل يلمح شدَا اللي كانت تُعدل قميصّها و هي متجهة ل غرفَة خفُوق ليستوقفها ب قولُه :" وش اللي تبينَه ؟. خفُوق تعبانة هاللحين ... شدا اللي نظرَت ل باب غرفة خفوق ورجعت بالنظَر ل آدم ل تمتم ب رجاء حزِين :" صديقتِي تبي تقابلّها ..ترا خفوق تحبَها و حِيل راح يتغيّر حالها شوِي .."
ل يرُد آدم بنبرَة حاسمه قطعت كل النبرات بعدُه
:" قلتلك ماتبي تقابل أحد ...هِي باسوا حالاتها اللحين ...خليّها ب حالها و بين نفسَها ... "
شدا اللي كساها الحُزن تماماً على اختها اكِيد آدم واجه عبّاس مثل ماوعدها و أكيد ان ردّ عباس دمرّهم من وجه آدم المسوّد و من حال خفُوق اللي تكاثف حُزنها ب الدُور السفلّي - -
بالليِل ..
-
غُرفة العمه رحمَه -
كانَت هالليله مثل باقِي الليالي ب النسبه لُه ..استحاله تنتهِي بدون
مايمرّ على عمتُه رحمَة اللي خف مقدَار حُزنها من لحظة ماقال لها عن علّم جده مهنّا اللي هو ابوها عن حالها و انه اعطاه
الضوء الاخضر لجِل يجيب البنات ل حُضن العائلة من جديد
و هذا هُو رمى عليها خبَر ب انه بدا بالبحَث عن زوجها اللي من سابع يقين ب أن بناته معه او بالقليل عنده علّم عنهم ..
و من لحظة مارمى هالخبر على عمتُه رحمة تفتحَت الورود ب وجهها ...خفّ احمرار ملامحها من اثر البُكاء القاتِل و سكن بدالُه بريق و لمعَان ماله مثيّل و عمره ب حياته ماشاف عمتُه ب كل هالفرحَة ...اذا هِي بس من رمى عليها خبر انه بدا ب خطوات البحث صار فيها كذَا اجل لو يكونون بناتها بحضنها ويش راح يصيِر فيها ؟."
كانت باعلى مراحل الفرَح و اقصى مقادير السعّد ...ماغفى جفنها لشدَة الشعور الحلو اللي سكَن صدرها و مافارق نظرها الباب الكبيِر الخاص بالبيِت ل أنها للحظه من الزمن تحس بان المنظر اللي تخيلته لسنين و سنين راح يتحقق راح تشوف بناتها الثنتين
مقبلاّت من هالباب كانت يدّها وسط يد ضامِيي و سيل ابتساماتها مستمرّ بالانسياب ماتوقف ابداً كانت تشرّح و تتكلم عن اكثر الاشياء اللي موجودَه ببناتها
لتمتم بنبرّة ارتوى فيها الفرَح و عقلّها متجه ل زاوية ب ذاكرتها قديمه جداً :" سرَاب ...سرّاب بكرِي و اول
فرحتِي .... وجهها مرسوم رسم ب عقلِيي و فيها علامة هالبنّت ...او بمعنى ثاني بناتي كلهم فيه شيء نادر يميّزهم و حِيل
سراب فيه ب طرف نحرهها وحمة كبيَرة حيل يا ضامي .. زودٍ على كذا لها وحمة كبيّرة بعد بساقها .. ولكن وحمة نحرها كبيّرة وواضحة مثل الشمس
لتبتسِم اكثر و هي تتذكر وهّم ذيك الصغيرَه المبتسمَة دائماً و تحجز لها مكان ب قلب كل من طاحت عينُه عليّها
:" و وهَم مغرُوس بيدّها بقعَه من الكحّل ... تلقى الكحّل ب وسط معصمّها ...ماراح تكون واضحَة مره بس هي بقعه دائريه سودَاء فيها من و هي صغيرَه و مانمسحت من يدها ابد ...
" متميّزين بهالعلامات يا ضامِي .. قليّلين الي يشبهونهم فيها .. ومستحيّل تلقى زيها باللي حولك كان مُبتسم تماماً و مُستمع ل رنين عمتُه اللي تتغنّى ببناتها و بوصفهُم و حتى الكفيف راح يلمّح مصطلح الفرح ب ذات نفسُه يتراقص وسط ملامحها ...
و توه كان بيرُد حتى يهتزّ جوالُه الأسود وسط جيبُه ... ل ياخذُه و تآكل الخوف قلبه حول سبب الاتصال ب هالليل و مين المتصل اصلاً ؟."
للحظه من الزمن جاء ببالُه انه نسايّ لكن انكسر توقعُه هذا وهو يلمح رقم صديقه اللي يشتغِل بالمطارَات " فراس " يترأس شاشة جوالُه نظر ب عمتُه رحمة لوهلَه للحظه من الزمن جاء ببالُه انه نسايّ لكن انكسر توقعُه هذا وهو يلمح رقم صديقه اللي يشتغِل بالمطارَات " فراس " يترأس شاشة جوالُه نظر ب عمتُه رحمة لوهلَه
كانت ب اروع و ابهَى حالاتّها و حتى انها تنبهَت ل اتصالُه للحد الليي سكتت فيه و ما استرسلَت ب الكلام
و ضامِي الليي من لحظه ما لمح اسم " فِراس " اعتدَل ب طوله و هو بكل مافيه يحاول يصطنع الطبيعيّه لجِل مايوتر عمتُه معه وولا يبي يعلمها ب خطوات بحثُه لانه الا الان مايدري وش اللي مخبيه فراس واللي ب جعبتُه اخبار تسر الخاطر والا تكسرُه
ليتمتم :" عن اذنّك ياعمه ...دقايق بس ماني ب مطوِل .."
وماسمِع ردها اللي كان :" خذ راحتك حبيبي .."
ل يخرُج من الغرفه متجه للحديقه وهو يحاول يوازِن مشيته و يخليها طبيعيه اكثر ليقفل باب القصر خلفُه ب ذات الوقت اللي ردّ فيه على فِراس ب قوله
:" لبيه يافِراس ؟. ياهلابك فِراس الليي ردّ عليه ووسط يدُه مجموعة ملفات و اورَاق و لو ان ضامي قدامه اللحين راح يلمح الاستغرابات و التعجّب الليي ب ملامِح فراس :" هلابِك ياضامِيي ..وشلونِك ؟."
ضامِيي الليي للحظه استشعر انه يمشِي تحت الجمِر ل يرّد ب لهفه واضحة جداً :" ب الف خِير ..بس بشرّ ؟."
انتقَل الاستغرَاب من فراس ل ضامي لحظة تمتم فراس ب قولُه :" انا لقيّت اللي طلبته ياضامِي
" ليسكت ل ثانيه و يتمتم بعدها "
ياضامِي هالرجّال له سنين و بنيِن ماطاحت رجوله باراضي السعوديَه ...انت وشلون ماعندَك خبر ؟."
ضامِيي الليي مافهَم أي شيء بس اللي فهمه ان فراس وراه شيء مايسرّ :" ماني فاهم كيف يعنِي ؟."
ل يرُد فراس اللي كان وسط مكتبُه ب المطارّ و بين اياديه اورَاق :" يعني ياضامي هالرجَال له سنين طويله ماجاء السعوديه ...اساساً هو مو مستقر فيها والدليل مدة زياراته البسيطه ل هالمنطقه ...اكثر منطقه كان يرُوح لها هي الكويّت ...حتى ان اخر سفره سافرها من هالمطار هي على الكويت و من بعدها ماجاء
للسعوديه ومانزل ب هالمطار ضامِيي هو كان هذا اللي يبغاه ...بس يبغى طرف خِيط لاي بقعه من هالارض حتى يعرِف فيها مكان زوج عمته اللي مالقى له أي اثر ...ليكمّل ب كل ما اعطاه الله من اهتمام :" طيب كان معه أحد وقت يجي السعوديه ؟. يعني معاه احد غيرُه .." ليسكت ل ثانيه و يكمل بعدها " و بالتحديد بنات ؟."
ل يرُد فِراس ب قوله :" السنين الاخيره لا كان يجي برُوحه ...بس فيه مرَه جاء فيها السعوديه و معاه بنّت وحده بس و بعدها رجَع من غيرَها ... ونفس ماقلتلك اخر مكان سافر له من مطارنا هو الكويت ..."
ليسكُت فِراس للحظه ليسكُت فِراس للحظه :" اعذرني ياضامِي هذا اللي قدرت اعرفُه بس ...و الله كان ودي ادور اكثر بس هذي كشوفات سريّه المفرُوض ما افتش عنها ابد ..."
ل يصحى ضامي من الغفوه اللي انغمس فيها نتيجة المعلومات اللي عرفها من فِراس ل يتمم ب حفاوه :" ياحبيبي انت والله انك مشكور و ماتقصر اصلاً لولا الله ثم انت ماكان عرفت اي شيء عن هالرجال ...وتطمن ما احد راح يدري ب هاللي صار بينا ابد ...بس تكفَى ابسالك متى اقرب رحلة للكويِت ؟."
فِراس اللي ابتسم للحظه من الزمن على كلامه و من بعدها تمتم ب قولُه على علمُه السابق وهو يفتَح ملف ثانِيي خاص ب هالاجراءات :" اللي اعرفُه انه بعد ساعتيِن ... يعني على الساعه 1٢ تقريباً ..."
ضامِيي اللي اتجهت خناجِر عيونه السوّد ل ساعته الجلَد الملتفه باتقان حول معصمُه ليلقى الساعه حول تسعه ليتمتم ب قرار حاسِم :" قصّ لي
تذكره للكويِت .... الليله مسافر ب جهَة ثانيّة ... -
شقَة « شتات » .. -
كانت طبيعَة شُغلها تحتّم عليها ب أنها تسهرّ اغلب ساعات الليِل ...و النهار تقضي اغلبُه ب النُوم ...
و هذا هي صحوتها من النوَم او بمعنى دقيق هذا هو وقت بدايَة يومّها و تحركها من السريِر ...
كان صوت التلفزيُون واصل لاعلى المراحِل ...كانَت تبغى تستشعر بوجُود احد حولّها ..بوجود اصوات و ازعاج تكسر هذا الهدُوء المُخيف اللي فيها و الوحده المملّه الليي هي فيَها و رغم انها اوقات تفضلّها الا انها تجيها حالات تتمنَى وجود اصوات حولَها ... و اغلَب اللقنوات الموجوده ب شاشة التلفزيون هذي هي القنوات الرياضيه لانها اكثر القنوات اللي فيها اصوات و ضجيجِ و صُراخ ...كانَت دائم الدُوم يسكنها شعور الخوف اللي عجزت تعترف فيه ل نفسّها ...خُوف من معرفة احد ب انها ساكنه لوحدها ...خُوف من مالها أي والي او أي ظهر او أي احد من بعَد الله ...كانت تتاكد من اقفالها للشبابيِك و لكل الأبواب ... ل ذا السبب تكون شاشة التلفزيون ب غالب الوقت على القنوات الرياضيه حتى ان كان فيه سارّق او اي شخص ناوي لها ب أي نيه من يستمع ل اصوات المُباراه راح يتاكد من وجُود رجال و راح يتوانى عن فعلته ان كان ناوي عن شيء ...
كانّت هذي الكنبه السوداء صاحبّة القماش الوثير تستشعر ب نعمة الحظ العظيِم كون جسد مُطربة الافرَاح هذي استقرّ عليها ومو بس هالمره ب كل مرَه ماتجلس غِير عليها ... اخذَت دفترّها البني الصغير جداً و هي تقلّب بين اوراقه حتى تشوف مواعيدَها مع زباينّها ل تلقى موعِد قريب بعد يوميِن
ل زوَاج ب قاعه قد راحت لها قبل ل تلقى موعِد قريب بعد يوميِن ل زوَاج ب قاعه قد راحت لها قبل ..، لتغلقُه و هي ترمِي تنهيده دافيَه تدفىء فيها نفسها و جسدها اليافع من هالبرّد ل تلُف وشاحّها حول نح َرها و تثبت نفسها أكثر على الكنبَه ... و تعِيش صراعها الدائم مع انكساراتها و شعورَها هذا اللي ما احد يعرفه غيرَها و غير شقتّها البارده هذِي لانها كل ماتخرج للناس تلبس ثوّب القوَه و الفرَح و شعور تقبّل الحياة رُغم انها هي عكس هذا تماماً .. و رُغم تاكدها من اقفال كُل شيء من كل زوايا و غُرف هالبيت الا انها ماتنبهَت للعيِن الليي كانت تراقبها و اللي عارفه اتفه تفصيّل من تفاصيلها و ماغاب جفنّ هالعين للحظه عنّها-
قصرّ الجد مهنّا
ضامِيي ..
مستقر على معصمُه جكيتُه الثقيّل و بيِن يدُه الثانيه شنطَة سفر صغيرَه و كل من لمحها راح يتأكد ب ان المكان
المتجه له ماراح يطوّل فيه و فعلا ماراح يطوّل ب هالسفره ب مجرد مايتحقق غرضُه راح يرجَع
ل يصادِف ب وقت خروجه من القصر ...كبيَر العايلة و سيّد القصِر اللي نظر فيه من أعلى ل أسفَل ل بتمتم ب قولُه وصوته الدالّ على كبر سنّه
:" ضامِيي ياجدّك وين رايِح ب تالي هالليّل ؟."
ضامِيي الليي كان ب اعلى مراحِل
استعجاله الا انه ماقدر يتجاهَل مهنّا ل يتوقف وهو يبتسم ب استعجال :" اعذرني ياجدّي ماكان فيه فُرصه لجل أشوفك و اعلّمك ...بس انا لزوم اروح
للكويِت ب أقرب وقت الجد مهنّا اللي كان عارِف طبيعة شُغل ضامي الليي يلزّم عليه السفر ب كثرَه هذا غير طبيعَة ضامِي المعروفه ب كثرته للسفر حتى لو ماكان عنده شيء مهم :" لا ولا يهمّك يا جدّك بس وشهوله رايح ؟. يعني شغلّ والا شيء ثانِيي ؟."
ضامِي الليي ماخبّر أي احد عن موضوع بنات عمتُه يبي هُو ب نفسُه يتأكد من كل شيء و يخبرّهم مايبي يعطيهم همسات أمَل على موضوع مو عارف نهايتُه
:" ايه بالله شغل ياجدي ماراح اطوّل
يوم يومين و انا راجع ل يرّد الجد اللي كان هز راسُه بالايجَاب و الا الان ب ثوبُه و شماغُه الليي مايتخلى عن لبس غيرها ابداً
:" توصل بالسلامه حبيبي ...مع ان كان ودي ترُوح معي ل نسايّ لجل اعلمه بالموضوع اللي انت خابرّه .
ضامِي اللي رد ب قوله :" انت بتروح له الليله ياجدي ؟.
ل يرُد الجدّ اللي كان واقف عند باب القصر و ضامِي مقابِل له :" لا باكر ب عون الله ..بس كان ودّي تكون معي لجل تقنعه زود والله اني ل
هاللحين ماني مصدَق انه فرّح قلبي و وافَق ل يبتسِم ضامِي وهو يعدّل جكيتُه قبل مايطيح عالارض :" وش هالكلام ياجدِي ؟ و كأنك جاهل ب نسايّ اللي مايطيع امر احد بالدنيا هذي كلها غيرَك ؟ ل يبتسِم ضامِي وهو يعدّل جكيتُه قبل مايطيح عالارض :" وش هالكلام ياجدِي ؟ و كأنك جاهل ب نسايّ اللي مايطيع امر احد بالدنيا هذي كلها غيرَك ؟."
ل يبتسِم الجدّ مهنّا وهو يتكىء على عصاه اكثر :" الله يحفظُه و يحفظَك ...و توصل ب السلامَة ياجدّك .."
ل يبتسِم ضامِي اللي لمَح جدُه دخل للقصِر ل يرسِل رساله ل أمير و نسايّ ب روحتُه للكويِت ... مايقدر ينتظر أمير اللي اكيد انه عند الجده ذهّب الان يظلَ عندها بالساعات و ب نفس الوقت لازم يعطي خبر ل نسايّ ...
ل يتجه بعدها ل محادثتُه مع نسايّ وهو ب طريقه ل بوابة الخرُوج ل يكتب رساله محتواها
« من تفضى ..كلمنِي ..»
امَا عند الجد مهنّا اللي كان صوت خطوات عصاتُه تنبيه كافِي على حضورُه ل أي مكان ... رُغم وجود المصعَد الا انُه صعّد الدرَج ب خطواتُه اللي كانت دليل معاناته من وجعّ سنينُه الجليلَة اللي صابته و صابت قلبُه الكبيِر
-
ب الدور العُلوي .غُرفة كيان -
كانت تستشعِر انقفال سحّاب فُستانَها
الليي كان يتمايَل على جسدّها اليافِع
تحت نبرَة شدا المُستغربة :" والله عجيب أمرِك ...من متَى و انتي تروحين ل عرُوس و طقطقه ؟. العادَه لابسه نظارتِك و بيدّك كتابِك و جالسَه ب غرفَة جده على قولتك أهدى مكان .."
كيَان الليي رفعت حريرّها الاسود للاعلَى و هي واقفَه ك غصن خيزرَان يافع مُقابل المرايَه وتلمَح كل تفاصيل فُستانها اللي كان بين الاعتياديه و الفخامَة
ل ترُد على شدا ب ذات هدوئها المُثير :" يرضيّك جده ترُوح للزواج برُوحها ؟. و هي مريضه و يالله تعدّي خطوه من الّم ساقها ؟..
شدا اللي طبعت راحة يدها على جبينها ب خفه علامه للتذكرّ و كأنها نست هالموضوع :" الله يذكرك انا وشلون نسيّت ...ايه زين تسوين لجلّ تمشينّها و تساعدينَها ...ياربي جدَه اللي
ماتترك عرس الا و ترُوح له حتى و هي ب عز تعبها .."
كيَان اللي كانت ترمي تنهيدَات بين ثانيه و الاخُرى بعد ما انزلت يدها عن شعرّها الليي غطَى عُري ظهرَها ب اكملُه ...و توها ب ترُد على شدا الا دقات الباب الهادئة استوقفتّها ل ترُد ب قولها ب صوت مسموع للي خلف الباب :" مِين ؟.........
كانت تعتقد انها خفُوق او وحده من العاملاَت لكن ماتوقعت ابداً ب انه يكووون ......
يكون مهنّا ب ذات نفسه اللي نادراً مايجِي ل غرفتّها :" انا ياجدّك ...ادخِل ؟."
شدا اللي حسّت ب وجُود شيء ب خاطر جدها ل كيان يعني وجودَها مالُه أي داعِي لتفتح الباب تحّت استعجال كيان ب اخذ جكيتها ل تغطي فيه عُري ظهرها و صدرها و نحرّها الفاضح نتيجة الفُستان
لتبتسم شدا لجدّها اللي قبلَت راسُه و تبسّم لها جدَها بقوله :" وينها فيه اختك ؟.من زمان ماشفتها وولا نزلت معكم .."
لتبتسم شدا ب توتُر وتحاول تصطنِع الطبيعيّه لان ابوها موصيّها هي بالذات ب أن ما احد يقول للجّد ب حال خفُوق ابداً :" بغرفتها ياجدِي ...تلقاها نايمه هاللحِين .."
ل يهز راسه الجد مهنا وسِط ابتسامتُه وهو يلتفِت ل كيان :" زيِن حبيبتي زيِن ..."
شدا اللي تبسمّت له اكثر و انسحبت ب كُل خفة العالميِن ..ل يلتفت بعدها الجدّ على كيَان اللي رسمت ابتسامة اكبَر على ثغرّها ل يتمتم وهو يجلس على الكنبه الجانبيه اللي تتوسط غُرفتها وهو يأشر بيدُه المجعدّة على المكان اللي بجانبُه
:" تعالي يا قـرة العيّن .. لي خبر ودي أعلمك إياه الليلة وبأخذ رأيك فيه"
كيَان اللي عدلت جكيتّها فوق فُستانها اكثَر واجزاء من ملامحها شبه واضحة نتيجَة سواد شعرها المنتشر عليِها لكن ماقدر يمنع ابتسامتّها اللي كانت
استثنائية وسط شفايفها المحمرّة و كأنها جمر مُشتعل

عيوني لك يا جـد .. أنت آمر
بس"...
و بمُجرد ما رتكىء عودها الريّان على الكنبَه استقرت يد الجد على ظهرَها وابتسامته الليله بالذات ماتوقفَت ليتمتم ب نبرتُه الحانيّة :" " جعل تسّلم هالعين يابنت راكان .. ومحد يأمر عليك وأنا أبوك .. مثل ماقلت لك بأخذ رأيك .. وتعرفيني ما أبي لك إلا كل خير .. ولا ودي يصيّبك ضر من الدنيا كثر ماودي يصيبّك الفرح والخير ..."
ياه يا هالبدايات اللي تكرهها و جداً نتيجة هذا الشعور المُربك اللي يصيبها نتيجة كلام جدّها اللي تمتم ب قوله وهو يمسح على شعرها " وخبرك كبيَر بولد عمّك .. " لتنلسِع ب كهربّاء قريه من قال " نسايّ
واللِي يبي يكون أقرب لك من غيره .. ويبيَك زوجة له .. وأنا الود ودي توافقِين .. الود ودي تكونين معه بنفس البيّت .. لأجل ما يصيَبك ضر من هالدنيا ..."
ل يلتزم السكّات ل ثانيه وهو يستعيد ذكرى جيتّها ل هالقصر قبل سنين طويلَه ...وقّت اول جملة سمع فيها صوتها كانت جملة استفساريّه عنه ..
:" "
" و تراه ترك التدخِين من مبطّيي ...و ولا يعيبُه شيء ...ماعليك يا ابوك من كلام نسوان اعمامك عنه ... ترا كله كذب ب كذِب والله مافيه منه انا مربيّه ومُنى عيني تكونين نصيَب أول أحفادي .. ولا غاب عن بالي إن أول جملة تغنى بها صوتك هو سؤالك عنه "لجل كذا " ماودي ترفضين .. ووودي تكونين زوجة نسايّ .. وش
شورك وأنا أبوك ؟

انا السمو الي يناسب سموكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن