قصرّ الجد مهنّا ...
تورّم راسها تماماً من ثرثرَة شدا و رنينها المزعّج و هي تسالّها بدون توقُف : « مو حرام عليك توعدين و تخلفين ب الوعّد ...تدرين ان خلاف الوعّد صفه شينه ؟؟. وين الورد اللي قلتلك يا كيّان و انتي وعدتيني فيه ؟.وين وردي يا كيّان ؟. معقوله عرس مافيه ورّد ؟. ليه ماتردين ...وبن
وردي ياكيّان ؟ "
شدا اللي انتفضت من نبرَة كيان الحادَة اللي مخطُوف لونّها و متبدله ملامحها و مرتفع الدّم ب كل جسدّها من اول مارجعت من الدور السفلّي : « بس ياشدا بسسس .... خليني ب حالليييي شدا اللي تمتمَت ب تجاهُل ل حالة كيّان الضايعة والمشتته تماماً لانها ماتدري بوجوُد نسايّ ابداً .،لو بس تدري شدا انه كان موجُود راح تعرف تغيّر حال كيان هذا .،لان كيَان مايتغير حالها و يتبعثر كُل مافيّها الا بوجود نسايّ او ب ذكو طاريه : « مو شغلِي.،انتي وعدتينِي.،مانمت من اليوم احتريِك و اخِر
كيّان اللي اعتدلّت ب طولَها و غضب
و انزعاج الكون كله فيّها بعد مابدلّت فستانّها و رمتُه ب الخزانه ب اهمّال و كانها ماتبغى تشوفُه ل انه راح يذكرّها ب كل شيء الا ان صُوت شدا انقطع من وجُود العم علّي ابو شدَا اللي من يلمحه يستحيّل يبدا ب نقاش معُه دليل غضبّ عارم ساكنُه
ل تستقرّ انظاره على كيَان اللي اغلب ملامحها تغطّت من شعرها اللي كانت
للتوّ ب ترفعُه ل تستقرّ انظاره على كيَان اللي اغلب ملامحها تغطّت من شعرها اللي كانت للتوّ ب ترفعُه : « مستانسَه ب خطبتك من هالمغضُوب ؟. فرحانه ل انك ب تصيريّن صاحبة قصرّه ؟؟.
شفتي هاللي بيصيّر زوجك ...شفتِي الدمّ الدمّ راح تبكينه بدل دمعَك يوم تكونين وسط بيتّه و تحت ظلّه ....انتي المفرُوض تنزلين عينّك ب القاعّ من اليوم ورايح دامِك راح تتزوجينّه ...فكي نفسك من هالبلاّء دامك للحين على البرّ و انزلي ل جدك و ارفضيّه و انا ازوجك بكرَه اللي احسن منه و من اشكالّه ...»
كان ردّ هذول الثنتين سكوّت واجِم و هدُوء قاتِل و صدمّة مرّه .،لاول مرَه يكون العم علّي ب اعلى مراحل غضبه هذي و يبُوح ب اللي بداخله بهالاندفاع حول ذاك المنسِي
ل يلتّف على شدا ب غضَب : ويِنها فيه اختّك ؟؟....
شدا اللي انتفضَت ب جزّع و هي تقف خلف كيّان الساكنَة : ب غرفتّها يبه ...
ل يتجِه ب كل جبروتُه ناحيَة غرفة ابنته الكبرَى
: « خفُوق » الليي دقّ الباب ل مرَه وبعدّها دخل وهو ينادي ب اسمها ب حدّة هادئة : خفُوق ؟.»
و من لحظَة دخولُه لمّح شنطتيّن كبارّ واقفّه ب جانِب الباب .،ذات الشنط اللي جات فيها وقّت طلاقها من ذاك الليي كل الطرّق تتجِه له و لرجوعها لُه ...
ليبتسم العمّ علي وهو اللي كان متوقّع ب ان ليلتُه هذي كئيبه و حيل دامها انتهت ب ذاك المنسيّ
:« ايه بالله هذي خفُوق بنت ابوها...ماهِيي اللي تسلّك سلِك امها المطلّقه اللي مابها فُود ...»
رفعّت انظارها الذابلّة عليه و كأن ليل
اسود تحَت عينّها ماهِي هالاّت منتثرة ل شدّة حُزنّها ... نظرت ب ابوها اللي تالّق وجهه من الفرحَة ب عكس وقت طلاّقها كان مسوّد من الضيّم و الهمّ « ادري ب اللي ب تقوله يبّه...لجل كذا اختصرّت عليك حكِي ما ابي
اسمعُه...لاتحكّي عن امي زوّد و
هذانِي جاهزّة كانك ب ترجعني ل زوجِي هاللحين ف الجوّاب قدام عينِك ...» ...
لوعّة قاتلة ..و اختناق عظيّم
يستشعرُه كل انسَان قلبه من حجرّ ف كيِف بقلب ابوّها اللي مكانتها ب مكانّة عبّاس ب ذات الوقت ليتمتم ب حنيّة مستغربَه
: « والله عبّاس مابه عذاريِب ...بس لو تعلميني عن السبب اللي خلاك تنفصلين عنه ؟؟.»ل ترّد هذي الحزينه اللي تحاول تصطنّع قوه هشّة
: « لو قلت لك اني ما ابيّه يبه ..ما ابيه بدون ما ازيد وولا انقص كلمه ...ما تكفِي ؟.»
ل يرّد العم علي اللي كأن الغضب بدا يزور ملامحه من جديد : « لا مايكفِي ...علميني وش عيبّه لجل تعوفينَه ؟. .." ليسكّت ل ثانيَة " انا راح ابلّغ عباس هالوقت و باكر بتباتيّن ببيتِك ...آدم راح يرجعِك لُه »ل تمتم خفُوق اللي غمضّت جفنّها ب قوه و سلاسل من جمرّ تحرق ب جوفها : « بس يبّه انا عندِي شرّط ... " تنهدّت ل ثانيه ثم تمتمت " آدم يقول انه مستقرّ ب دبي ..ما ابي اسافِر معُه يبه ...ابي ارجع ل بيتِي اللي قريب منكُم ...»
ل يرّد العم علِي اللي كأنه ينهِي الحوّار : « ادم راح يسافر معّك و يرجعّك لُه ...اسبوعين ب الكثيّر تفضينّها هناك و بعدها ينتهِ شغلّ عباس و ترجعُون تصبرّي هالاسبوعين بالغربه يابنتِي
بس ..»
و بمجرّد ما رمَى ب كلامُه هذا خرَج من الغرفَه تاركّها ب سيّل بكائهَا المرّ و الوفِي هذَا ... تملكّها الحزن ب الكامل حالياً...لانها فعلاً حسّت ان كُل شيء صار جدّي ..و ايام بقائها ب هالبيت صارت قليلة و معدودَة ...راح ترجّع ل ابشع مكان ب نظرّها
ل منطقة رجل الاعمال ذاك
الخاصّة...دُموع عينّها نشفت الا ان قلبّها مستمرّ بالنزيِف ومافيّه شعور مرّها هالفتره غير قلّة الحيلة الشعور اللي تبغضُه و حِيل
كل من يشوفّها يعتقد انها موقعّه اتفاقيه دائمة مع الدموع و الحزن .، فقدت الاحساس ب طعم كُل شيء مافيّه غير طعم مرّ يتصاعد بروحها للحد اللي صارت ماتستشعِر غيرُه ...
- - - -
خالدَة .. زوجة العم بدِر " -
-
نظرّت ب عمها مهنّا اللي كان واقف ب جانِب باب القصِر الكبيِر ...وجهها كان مخطُوف تماماً من لحظة خروجها من المُناسبَة...انشحّب لونها تماماً و اختنقت انفاسها و هي تمتِم ب السلام لعمّها مهنّا ب قولها
: زين ياعمِي انك هنيّا و برُوحك
التف عليها الجدّ مهنّا اللي كان يراقِب سيارة نسايّ اللي توّه حرَك من القصِر ... ليدقق ب صوتها لوهلّة ليتمتم بعدها : خالده ؟. علامِك ؟."
ل تمتم خالدَة اللي تغطي عبايتها ب الكامِل
: « ياعمي شفت لك شوفّه تعقّل المجنون و تخبّل العاقِل ...ياعميي حلم حلم هاللي فيه انا حلّم » ..
الجد مهنّا اللي فعلاً مابه حيل الليله ابد واحداث كثيرة صابتُه الليله اتعبته و حِيل ليتمتم ب انزعاج : " ايه طيب انطقي علامك ساكتَه ؟.وبعدين وين كنتي فيه ب تالي هالليل ؟؟. »
ل ترّد العمه خالّدة ب قولَها : ياعمِي انا تونِي كنت ب عرِس صديقتِي ام ناصر تخبرّها؟."
ل يتمتم الجدّ مهنّا اللي وصل الغضب فيه اعلى المراحل : والضيّق استولى على كل جهات قلبُه : " إنطقي يا خالدة .. نشف الدم بعروقي علامِك ؟
ل يصيبُه رد خالدَه الليي هيئتّها و ظاهرها و كل من يلمحّها راح يتأكد انها كانت ب عزيمَة والغالّب ان هالعزيمَة كانت " زواج " لتمتم بدون أي تمهيّد ل ان الموضوع اساساً بكل الاحوّال صعّب و قوِي و يحيّر كل العقُول : " مزُون بنتك .انخلّقت من جديد "
كانّت متوقعه تبدّل ملامح عمّها هذِي ف للتو كان غاضّب و حادّ و الآن ذهوّل اسطوري طغى على كُل ملامحُه و للحظة توقّع انها مو ب وعيّها او انها غير مدركة ل هالكلام اللي تفوّهت فيه
: " ياكافِي الشرّ ..انهبلتِي يامراه ؟
ل ترّد خالدَه اللي انتفضّت من الخُوف و ذبلَت اطرافها ب الكامِل ل تبتلّع ريقها و تمتم ب نبرَة واضحه كل معاني الصدّق فيها
: " والله ياعم إني صادقة .. بنتك مزون شبيهتّها وبنتها كانت قدام عيوني تترنّح قبل ساعات .. والله إن عظامي للحين تتنتفض شتّات ماغيرها صارت دقاقة بأفراح العرب ياعم. الجدّ مهنّا اللي اقفَل جفونُه المجعدّة تماماً ومافيه وجه يرفرف ب ذاكرته الا وجِه بنتُه الكبرّى مُزون اللي توفَت قبل حادثَة الحريّق وقت كانت بنتَها هذي اللي صارت شبيهتّها ب اعمارّها الاولى ...حنيّن و لهفه طاغيّه سيطرت على دواخلُه قبل لاتسيطِر على ملامحُه
و برنيّن موجعّ ممزُوج ببدايات فرح عظيمّة
: " " اللي تقولينه صدق ياخالدة ؟ هذا الي أسمعه حقيّقة ؟ لقيتيها .. لقيّتي بنت مزون .. وينها .. بأي مكان علميني .الليلة ..الليلة أجيها "ليصيبُه ردّ خالدَه اللي كانت تحاول تنظمّ انفاسها بدون اي فايده : ايه بالله ياعمِيي أقولك شفتها بعيوني وسألتها وتأكدت .وخذيت رقمها من أم ناصر "
الجدّ اللي سكنّت خاطرُه فرحة قاتلَة.،فرحة عظيمّة ومن سابِع مستحيل يخلّي هالفرحة تنقطِع من بعد مابعثرت قلبُه و احييت عظامه من جديد ليتمتم باستعجال : "
" نادي لي سهّل .. ناديه وهاتي هالرقم بسرعة "
لترُد خالده اللي رجعَت ل عادتّها و لشخصيّتها الاصلية،.لان بالاصل هي مايهمّونها البنات كثر ما انها تبغى تسوي اي شيء حتى يرضى عنّها عمها مهنّا
: " " بس ياعمي .. البنت فضحتنا .. البنت دقاقة وبطارتها بهالعرسان تدقها ."
لينسكِب ذهُول خرافّي تام على ملامِح الجدّ مهنّا و تضيّع كامل ابجديتُه من كلاَم خالدَه هذا ب الذّات
: " " دقاقة .. خلصت الوظايّف يعني الله يهديها ؟
" ليرمي تنهيدّة قطعت كل عروقُه " عساني للهم يومني تركتها لأجل تنحد على هالدق "ماتوقَف تحريّض خالدة ابداً ف للحينّها مصرّة تنتمي لنا ؟؟ ... قصّت وجهي قدام الناس والله ان الفشيلة اكلتني و استحيّت اقول انها بنت اخت زوجِيي "...
الا انها انتفضّت تماماً و كأنها ملسوعَه من رنيَن عمها مهنّا الحاد مين قطع سيّل تحريضاتها هذا : خالددده ... خلاص ..أنتهى شغلك هنا وولا يطول الهرج .. روحي نادي لي
سهلّ بسرعة بجهة ثانيَة ..ب نفس الليلَة .. « سيارة نسايّ » ...
-
كانّت يدُه مستقرّة على مقوَد السيارة ...و خناجر عيونّه السوّد المُرعبة مصوّبه نحو الطريق بدون أي حركَة
كان بارّع و جداً ب اخفَاء مشاعرُه و اخراج عكّس مابداخلُه ومافيه أي احد من هالعائلة عنده هالصفَه غيرُه محد يعرِف اللي ب نسايّ الا نسايّ ذاتُه
رُغم انه مايدرِي هل هو فعلاً كذا والا هو يبي يعطيّهم فكرة انُه هو كذَا ؟. « مايهتّم ..البرود المُستفز هو عنوان تصرّفاته و ردّات فعلُه...»
ماتوقَف تحريّض خالدة ابداً ف للحينّها مصرّة على تعبئة رأس عمّها : بس لازم نوقفها عند حدّها ياعمِيي ..هذي بتطيح سمعتنا ب القاع والا ناسي انها خُصلاّت شعرَها هذي اللي صارّت مثل ليّل الشتّاء القاسِي ؟. مافيه اي كلمَة يقدر يوصِف فيها اللي شافُه لان كلّ مافيّها كان يصرُخ ب انوثَه حاده قاتلة و خطرّة ..
رُغم انه كان اكبّر و حِيل من انه يهتّم ب جمال ملامِح و ارتواء جسّد ...كان بعيّد كُل البعد عن هالتفكيرّات و هالمسميّات لان علاقته ب الجنس الانثوي كانت شبِه معدومّة ..من وقت كان صغيّر للحد هذا .ف هو ماعمره شاف أمه ومايعرف اي شيء عن خوالُه ... وماعنده اخوات ...الانثى الوحيدة اللي ب حياته كانت الجدّة ذهَب .. و رتُوش خفيفه تزور باله حول عماتُه و بنات اعمامُه اللي مايصادفهم الا قلييل ..
لكِن هو وقّت خبرُه ضامي ب اختيار جدِه له ب ذيك البنّت عقلُه الباطن بدا يفتّش عن أي ذكرّى لها ببالُه .،عن اي صوره او مشهد او حوَار ..ف ما لقيي غير قطعة بنَت بالمرحلة
المتوسطة ضاعت كُل ملامحها ب نظارة كبييرره ...و شعرّ ناعِم جداً يصل لاكتافّها ...و كُل اللي يذكرُه انها كانت عاديّه و اقل من عاديّه ... و كُل اللي يذكرُه انها كانت عاديّه و اقل من عاديّه ... والدليل انه مايهتَم للجمَال و مرادفاتُه رضَى فيها ووافق عليّها
ل ذا السبب انذهّل و انصعق تماماً وقت دخلّت عليِه للحّد الليي انهمرَت و ضاعت كُل ابجديتُه ومابباله غير صورتِين .،صورتها ب الماضي .،وصورتها الليله اللي كسرّت كل ماضِيها ،. هز راسه بالنفِي و كأنه يحاول يطرّد شيء من اجزاء عقلُه .،و كأنه يمحِي صورَة مصرّة على بقائها ب قوة
اقفل جفنُه للحظه ورجّع فتحُه وهو يتمتم بصوت مايسمعه غيرُه
: « " إصحى على نفسك يا نسايّ .. مكياج كله مكيّاج ...»
لكن هل المكيّاج لُه القدرّة على ظهور جسدّها المُلتهب ب هالطريَقه .. و هل لُه القدرّة على ظهُور خُصرّها الدامِيي بهالشكِل الموجعّ ؟. و المكياج هل لُه القدرَة على تالّق نحرَها الطويِل ل باقي تفاصيّل انوثتّها الخطرَة ؟. مسَح على ملامحُه ب ارّهاق ويحاوِل يذكرّ نفسه انه ارهَاق من قلّة نومُه و لاهتمامه الزائد ب حيواناته مو ل شيء ثاني ابداً ...
لياخُذ جوالُه اللي سطّع ب اسم أمير دليل وجُود اتصال منِه ل ياخذُه و عينُه للحيّنها مصوبه على الطريِق لصيبه ردّ امير الملهوف السريّع
: " وش صارّ يا نسايّ. ؟"
ل يصيبُه ردّ نسايّ اللي بعدُه هو ذاتُه ماتغيّر فيه أي شيء سواء من داخله او ظاهرُه لتستقرّ ابتسامة على ثغرُه و بردُه البارِد : " انت ويش ودّك يكون صايِر ؟."
ل يصيبُه رد أمِير الليي مازال
بالمُستشفى واقف عند غرفه من الغرف و خفّت اثار عصبيتُه الليي نادراً ماتظهَر عليّه لانُه بارّد الاعصاب بشكّل مايصدقه عقل انسان
: " انك وصلّت خالتِي ذهّب ل بيتها وماقابلّت غيرها ؟."
ليجيبُه نسايّ اللي استرخى اكثر وهو يكلمُه خاصة ان طريق قصرُه بعيد و
حيل عن قصرّ الجد مهنّا .،قصرُه قريب من البرارِي : " اجل تمّ ..ذا الليي صار .."
أمير اللي سكَت ثوانِيي وبعدَها ابتسّم رُغم ان حاله بعيد جداً عن التبسّم : " الظاهر انِي من مواليّد أمس لجل تسايّرني ب هالقُول ..."
ليبتسِم نسايّ اكثر وهو ياخُذ سيجارتُه الاخيرَة من بكَت الدُخان اللي كان ب جيّب ثوبُه البني الجانبِي
:" والله اني ماودّي اكدّر خاطرك ب هالليل ...بس كِل اللي انت ماتبيّه صار ...بس ماعليّك حلينَا الامور و انت مالَك علاقة .. "و اكمَل حوارُه مع أمير اللي لاول مره يحسّه مو على بعضه لجل كذا ماطوّل الاتصال معُه و انهاه ..
و هذا هو نسايّ اللي دخل أعتاب هالقصر .. كان نفسه تماماً الي خرج منه .. لا كرهه تغير .. ولا حتى مشاعره تِجاه أي شخص يسكن
هالقصر « تغيرّت » "ب جهة ثانيَة قاعة افرَاح . -
كانَت تنظُر ب المرآة الاربعينيَة الشامخة الليي متجهة نحوّها.،واللي شيء اشبَه ب كهربّاء لاسعه مرّت جسدها و هي تحاول التدقيق ب
ملامِحها.،كانت لوهله تستشعِر انها قد لمحتّها .،الملامح المغترّة هذي شافت مثلّها.،الا ان شعورها هذا انخمّد تماماً لانه كان شعور لحظّي مالُه أي دليِل على عكس نظرَات هذي المرآه لها و اللي كأنها تعرّفها من عُمر و من سنيّن طويلَه.،
توقعَت ب انها مثلها مثل باقي الحريم .،ب كُل نهايَة زواج يجونها ويطلبون رقمّها لاعراسهم و افراحهُم
الا ان هذي بدّت تسالها من قالت : " انتي اسمِك شتّات ؟.
نظرّت فيها ب استغراب تامّ ممزُوج ب ابتسامة الا انها جاوبتها ف هي اسم فرقتها على اسمها " الشتات
" : ايه ياخالَه ...اسمِي شتّات "ل ترُد هالمرآه اللي تقسّم ان ماباقي فيها جُزء منها ماتفحصتُه لتتمتم : ويش اسم ابوك ؟.و امك من تكُون ؟. وين ساكنه فيه و عند ميِن ؟."
استنكرّت تماماً اسئلتها الاندفاعيّة هذِي.،اسئلتها هذي اللي عارفه اساسها و غايتّها لتعتدِل ب طولّها
و هي تمتم : " السموحة خالتِي.، اللي تبينه ماهو عندِي."
ل تاخُذ اغرَاضها باستعجّال و تودِع اعضاء فرقتّها و تخرُج من القاعه بعد ما تاكدت من استلام المبلغ.،رفعت طرف فستانها حتى تقدر تمشِي و كل اثار الانزعاج موجودة على ملامحِها ...
تعرِف غرض هالنساء,.وتعرف هالاسئلة ايش غايتها.،
هي ماصدّقت انها تخلّصت من قيّد
رجُل انكتب عليها لقب مطلّقه عبث و هي حتى شُوف ماشافتُه.،هي ماصدقت انها تحررَت من زواج و ارتباط فاشِل ف ما عندها حالياً اي استعداد انها ترجَع تعيّد هالتجربة اللي بنظرها
فاشلة و حِيل .. بعد يومِين
-
- ضامِيي .«الهِند...مُومبايّ.» -
كان هذا هو وقت رجُوعه للفنّدق بعد يوم شاق و مُتعِب و حيّل ...و طبعاً اليومين الماضيَه مامرّت عبَث ف عرِف مقرّ المدعو " عليّ خان " بعد تعّب و عنَاء و لكن تحطمّت كل فرحته و آلامه من لقى البيت فاضِي
ومايسكنُه أي أحد
"
كان موجُود ب الفندق اللي هو يسكنُه حالياً جلسَة ل شرّب القهوه خارج حدُوذ الفندق.،ب ساحته الخارجيّة ...طاولات كُثرّ و ثلاث كراسِي حوّل كل طاولة .، و كُل من يسكن هالفندق من الطقات الثريّه المخملية اللي طبعاً هذا المترجِم واحِد منهُم
كانّت سيارته السودّاء الكبيره و الطويلة جداً واللي حولها اربع حُراس بالاسوَد حول هالفندّق هي الثانيه
رُغم انه نادراً ما يرسلّ ل حراسّه و يطلُب سيارته اللي تعدت مراحل الفخامة ...لكن هالمرّه متوقِع وموقّن ب توقعه ب أنُه راح يطوّل ب هالسفرَه و يحتاج حُراسه معُه لكن هالمرّه متوقِع وموقّن ب توقعه ب أنُه راح يطوّل ب هالسفرَه و يحتاج حُراسه معُه لانه يدور عن « سرَاب » ...اللي هي فعلاً سراب و كل مايقُول انه قرّب الفرَج و بدا ب لقاها تتقفّل بوجهه كل البيبان ومايحس ب نفسه الا انه وسط متاهة و دوامة مايعرف كيف ابتدت وولا يعرِف كيف راح
تنتهِي .. طلَب قهوتُه ب ذات الوقّت اللي عينُه مستقرّة على عازِف كمَان .،كان يظهر ب منتهى الر ّقة و الهدُوء وهو يضمّ عود الكمان بين يديِه و له عزّف يمر للقلب قبل مايوصل للآذان ...وامامُه راقصَه صبيّة تتحرّك و تتراقص اجزاء جسدّها على عزّف اوتارِه ...
كان متعوّد على هالمناظر ب كل دولة يرُوح لها خاصة ل شخص ب مثل منصبه و شخصُه لفّ العالم كُله و يوم وراه الثاني يكتسِب لغات جديدَة ..
و هذا هم الناس بدوا يعطونهم " الفلوس" لان هذا هو مقصد هالعازف و راقصتُه...ويتعمدون انهم يكونون ب هالاماكن اللي يكثر فيها الاغنيّاء و حِيل
وصلّ طلبُه ليعتدِل ب جلستُه.،ب ذات الوقت اللي انزَل نظرُه على جوالُه ل يتصِل على « أمير »
ف المرّات الماضيَة انشغل و حيل ب موضوع ذيّك السرَاب وما اخذ اخبار اختها المفقودة الثانية
لياخذ جوالُه باستعجال وهو يتمتم ب لهفة
: « " بشرني يا أمير .. وش صار معك؟ لقيّتها وتطمنت عليها ؟."أمِير اللي كان ومازالّ موجود بالطب النفسي من الصُبح لليّل .،طوله اليافع مافارّق باب غرفَة ذيك الوهّم اللي
كانت ب اعلى مراحل هدوئها و الوحيدة اللي تدخلّ لها هي ممرضتها الخاصَه .، كان ب اعلى مراحل تركيزُه و انتباهه خاصة بعد حادثَة العاملة سنّاء اللي كانت تبكِي ب جنون على فراقها ل وهّم خاصة انها ماراح تشوفها ب ما ان المدير طردّها
ليرمي كُل مافيه ل ضامِي ب صوته المُرهق الهادي
: « " طيّبة ياضامي ماحولها شر .. ولكن أنا حارس على بابها .. والله يالقيّت لك شوفة تفجع القلب .. لقيت لك ظالمة كانت تبيّها تبقى حبيّسة هالمستشفى .. وكانت بتبدل هالملفات مع وحدة ثانية .. والله إني للحين منهبّل ولا قدرت أتحرك خطوة وحدة من هالمكان .. وهذا غير إني مقدر أطلعها إلا إذا حضرت أنت عشان نطلعها سوى "..
ضامِيي الليي انتقلّ له فاجعة أمير هو الثانِيي .،اقفل جفنُه ب قوّة و سكن الضيق قلبه ب الكامِل : « " وش هالبلاء .. لاحول ولاقوة إلا بالله ...الواحد يلقاها من وين والا من وين ؟."أما أمير اللي كان متذكرّ كيف تعاملَت سناء مع وهّم و للحظه توقع ان وهّم بنت طبيعيَة .،كيف انها كانت تراقِب سنّاء و شهدت فعلتّها الا انها ماتكلّمت للحد اللي توقع انه فعلاً وهّم موافقة على فعايِل سنّاء لها كيف انها كانت تراقِب سنّاء و شهدت فعلتّها الا انها ماتكلّمت للحد اللي توقع انه فعلاً وهّم موافقة على فعايِل سنّاء لها
: « " هذا غير إن هالحرمة مسيطرة عليها يا ضامي .. هالبنت ماتطلع من شورها أبد
ليرّد ضامِيي الليي رمى تنهيّدات و كأنه يحاول يرجع انفاسُه له ومايلوح لك ذاكرته غير ملامح عمتُه رحمة اللي احرقت جواله من الاتصالات لان غيبته طالت وماكانت تدري ان كل هالغيبه لجلّ يرد بناتها :« " زيّن زيّن .. خلك قريب منهم ليّن أجيك .. أنا مارح أطول كلها كم يوم وأجي »
ل يصيبُه ردّ أمير اللي كان واقِف ب جانب غرفَة وهّم
:« " بشرني عنك أنت .. لقيّتها؟؟"
ضامّي اللي الضيق حجزّ مكان كبير في ملامحُه.،والارهاق يتسلل لجسدُه للحدّ الليي يتعبُه..،و لاول مرَه يحسّ ب انه فشلّ في مهمّة و انه كُل شيء قاعد يسويه مافيه فائدة رغم ان كُل شيء سواه مايميِل للفشلّ ابداً ل يرُد ب نبرّة ضائعة وبعيدة تماماً مثل ذيك السرَاب اللي ب كل مكان يتخيّل وجودها .،يبي يلقاها و يرتاح
: « " تدري انه هالرجال ساكن ب مومباي ؟. تدري ان هالمدينه هي المدينة الاولى بالهنّد و فيها اكثر من عشرة مليّون نسمة ؟هذا وين القاه فيه ؟„
ليلتزّم السكات ل ثانيّة و يرُدد بعدها ب قولُه : "
" بس رحّت لبيته القديم اللي كان يسكنُه.،عرفت مكانُه من مكتب العمالة الوافدة بس البيت كله فاضيي مابه مخلوق يا أمِير ..»أمِير اللي تنهدّ هو الثانِي و لاوّل مره يحس ب انطفَاء ضامِي ل هالحدّ .،رغم انه توقع دامُه لقى أختها ف هذا الشيء راح يكون دافع لجل يلقاها
للحد اللي اكمل ضامِي بذات الهدوء المنطفِي
: « " كل الي بيّن يديني هاللحظة .. جيرانهم
ومالي رجاء إلا بربي لعلهم ينطقون بكلمة تدلني عليّهم .. وواحد منهم عطاني عنوان بيّته الجديد .. وبكرة بشوف والله ييسر ل يبتسِم بسخرية مُشابهة ل ابتسامة ابن عمه ذاك المنسيّ : « " ما احد ساعدنا ب هالحادثه ..سواء بالكويّت او بالهند كثرّ هالجيرَان يا أمِير ..»
- - -
امَا بجهة ثانيّة
-
خفُوق ...« دُبي »
ماتدرِي هالمره هي المره الكمّ اللي تقرا فيها حرُوف هالرساله اللي كانت تشوف ملامح عبّاس فيّها .،ملامحه الساخره الباردة المُستفزّة واللي
ارسلّها ليلَة موافقتّها على رجوعها ل ذمتُه واللي كان محتواها
: « " ولو تعدي سنة .. وتتبّعها ميّة سنة .. ويعدي من حيّاتك ميّة شخص غيري .. مارح تكون نهايّة طريقك غيري .. ومارح يكون لك غيري .. لو رضيّتي بهالكلام من أول اليوم .. ماكان تجرعتي هالمُر بدون سبب...قلتها لك قبل و ارجع اذكرك فيها من جديد
« انتي مردّك لي »تكرّه و حِيل دورها حالياً .. دورَها بعد مارجعت مثل ماكانت عليه وهو اللي انتصرّ و كسَب وهو اللي تحقق مبتغاه وغايتُه ..."
كانت منكسرَة تماماً وقت رجعّت على ذمتُه .،الا انها ب شتى الطُرق حاولت تخفي انكسارّها هذا خاصة عن « آدم » الليي كان رفيقها ب هالرحلّة الليي كانت ب مثل عذاب دائم بالنسبَه لها .، ماكانت تبغَى آدم يلمح ضعفها و حزنها زُود لانه راح يتعذّب هو الثاني لانه مايقدر وولا له اي حيلة على ازاحة حزنها هذَا ولانها تعرف آدم مايكسرُه شيء كثر اخواتُه خاصة حزنهُم
ملامحها شاحبّة تماماً ووجها ذابل وكأنها مخلُوق فارّق الحياة وافنّت دموعها تماماً
الا ان ملامِحها رجعّت للبريّق تماماً من لحظة مادخلَت هذي الفلّة الكبيرة الكئيبَه و اختبؤوا اولادَها في حُضنها الانثوِي الدافىء
كان صراخهم الطفوليي دليل فرحهُم العامرّ مسيطر على اجزَاء هالفلّة الكئيبة الباردة .،احتضنتهُم و بالغت ب احتضانهم للحد اللي تستشعر ب انها راح تكسِر ضلوعّهم الصغيره .،كل حزنّها اختفى و استبدل ب فرّح عظيم ف هذي هي شافت اولادّها اللي بتكمّل شهر ماسمعت همسُهم حتى.،مابقى مكان ب ملامحهم مارمّت بقبلّها عليهم .، على جبينهُم ووجنتهم واياديهم و خصلات شعرُهم .. يمينها عبدالله و يسارّها عبدالرحمّن اللي هم الثانيين كانوا ب اعلى مراحل الضيّاع و التيه و الحزن من دونها
الا ان ابتسامتها اللامعه اختفت تماماً من التفّت مسامعها ل ابغض صوت ممكن تسمعه ب حياتها صوت هادىء و فيه من الغرور الشيء الكبير الغرُور المُريّب اللي مايتطمّن له قلب انسان ..
كان ب ثُوب اسوّد بدون اي شيء تغطي خصلات شعرُه السودّاء و جسدُه الرياضِي مستقرّ ب وسط كنبَة طويلة الا انُه وقف وقت لمح دخولّها ليبتسِم ب ابتسامته المستفزّة وهو يتمتم ب قوله
: « " تو مابان النُور ببيتنا "
شدّت اولادها وسط حُضنها اكثَر ب ذات الوقّت اللي انزّل عبدالله الصغيّر طرحتّها اللي كانت مرمية ب عشوائيّة على شعرَها لأنها هي ازاحتها عن ملامحها لكنّها بقتها على شعرّها
انزلت انظارها للارّض و كان كرهها العظيّم له واضح للاعمى قبل البصيّر رُغم انه ابو اولادها و عاشت معه سنين كثيرَه الا انّها ماقدرت تتاقلّم و تعيش زُود لانها استحاله تنسى انها " انجبرّت عليه " وابوها وقت زواجها ما اخذ برايها رما عليها امرُه هذا و كأنه يعطيها خبر عادي جداً و بدون ماياخذ رايها ابداً مع اسباب ثانية محتفظة فيها ل نفسها ..
نظرّت ب عبدالله و هي تمسح على خصلات شعرُه و ابتسامتها و اخيراً رجعت ل ثغرها رغُم كل الصغوطات اللي حولها و هي تمتم
: « وين غرفتكم حبيبي ؟ ليبتسم عبدالله اللي ازهرَت روحه من وجودها : فوق
ل تتجه للدور العُلوي و يدها ب يد عبدالله اللي كأنه يعرفها على البيِت و عبدالرحمن الصغيّر الليي ماسك
بعبايتّها و وين ماتروح هو خلفّها و بيدُه حلاوَة يستلذها ب متعه اكبرّ وهو ب جانب أمُه أما آدم اللي كان ينزّل اغراض اختُه وشناطها الكبيرَه و كان مُبتسم و حيّل على تألق و فرحة خفوق اللي رجعت ب مجرّد مارجعُوا اولادها لها و مُو بس السعّد والفرح كان واضح على اولاد خفُوق
حتى هذا الحديِدي اللي كان مُبتسّم و لاول مره بحياتُه من وقت عرِف عبّاس شافه يبتسم ل هالحدّ الا ان بدت علامات هالابتسامة تتلاشى نوعاً ما
ل يقترِب منه آدم ووجهه اسوّد تماماً من شافُه وبدون مايسلّم عليه او يرمي كلمة ترحيّب تمتم ب تبرة تهديد و وعيّد « " لا تظن لأنها صارت تحت ظِلك من جديد .. إن لك الحق تأذيها ولا تكسّر لها خاطر .. ولا تنتظر أبوي يصفح ويعتذر ويرجعها لك مرة ثانية .. والله لو أدري إن بقلبها بس جرح معك لتذوق الويَل مني ياعبّاس "كان عارف ان ردة فعل عباس راح تكون هذي الابتسامة اللي للحظه يحس ان مايبتسمّها الا له هو بس ومافيه شيء يثير غضبه كثر ابتسامته هذا و صوته الرايق هذا وقت ردّ عليه : « " على هُونك .. لا تعكر صفو المزّاج الي تزيّن يومنّها رجعت »
ماكان فيه أي ردّ من آدم الا رد واحِد ب ذات النبره التحذيرية المخيفه : « عاد العلّم وصلك ..و ذنبك على جنبك »
و انسحَب تماماً من هالفلّة الكئيبه ب نظرُه او بمعنى ادّق انتقل له كره اختُه ل عبّاس للحد اللي صار يحس اي مكان عبّاس فيه ماهُو الا ابغض مكان ب الوجُود
-
-
قبل هالوقت بدقائق -
الكُره بحد ذاتُه و كامِل مفرداتُه رمَاها على « آدم» اخو ذيِك الخفُوق .. هو قال لُه بعد ساعتين راح يكون معها وسط فلّته و الان عدت دقيقتيِن وهو الا الان ماجاء وولا جابَها
هو عادته و حِيل يكرّه عدم الالتزام ب المواعيّد ف كيف الان يتاخر آدم ب أهم موعد بالنسبَه له ؟. الموعّد الليي اشعّل فتيّل الحياة فيه من جديد الموعّد الليي رفعُه بين الغمام بعد
ماكان ب اسفلّ سافليّن من فرّط الفرَح الليي تشرّب ملامحه ب ب الكامِل
كان يعصِف و يرعّد من فرط الانتظار و ذابت اعصابُه تماماً .،وما انزلح طوله من جانب الشُباك ابداً و يقسّم انه حفظ كل اجزاء الشارِع و عدد السيارات و عدد البيوت ل شدّة الانتظَار اللي احرّق كُل مافِيه
ازدادت نبضّات خفاقُه بشكّل جنونِي و كأنُه مخلُوق ب ايامُه الاخيره و هو يلمحّ عودها الطرّي ينزل من سيارة آدَم وتقف ب جانب الباب ل حد ما اقفل آدم السيارة بالوقت اللي الكُل كان ينظر لها ب اعتياديّة هو الوحيد اللي كان ينظرّ فيها ب كل هالعُمق بين الكل يتجاهلّ تفاصيلَها الصغيره و الغير واضحة كان هُو باعلى مراحل انتباهه لها كانت واضحة على ملامحه مهما انكرّ كانت في داخله طوال الوقت في ثغرُه و في عينُه و في راسه كانت ومازالت عذابه و شوقه و الشيء الوحيّد الجميل اللي يتذكره حتى يرجّع شغفه للحياة كان واضِح حزنّها القاتِل بسبب جيتها ل منطقته الخاصه بالوقت اللي هو كان يعدّ الساعات بس لجل تعيّد الحياة لهالبيت من جديِد
كان يلمَح احتضانها المُربّك ل اولادَها اللي كانوا حيلتُه الوحيدة و اللي راح يظلّ يشكرهم و ممتن لهم طول عمره لانهم هم السبب من بعد الله حتى ترجع ل ذمتُه من جديّد
مايدري وشلُون ماتحركّت ذراعه لها و كِيف قدرّ على الاحتمَال وما شدّها و دفنّها في ثنايا حُضنه المُلتهّب
لعلّه يخفف حمم شُوقه المُرعب الكارثِي بنت ب منتصف العشريّنات شديدة البياض .دعجاء العيون.قوامها ممتلىء .كان مستقر خمار اسود على شعرّها ب الوقت اللي انزلُه طفلّها للحد اللي بان لها شكلها ب الكامِل.،كان مُندفع مُندفع تماماً الا انُه ماهرّ و حِيل ويتقن الصبرّ و فنونُه وصابته رغبه عميقه في عناق ابدي
تمتم لها بقولُه لانه يبغى تنتبه لوجوده يبغاها تعرف ان فيه شخص ثالث هنا محترّق و مُلتهب لنظرة منها بَس : « " تو مابان النُور ببيتنا »
اقفل جفنُه بشدّة وهو يلمح نظراتها المستعرّة النارية هذِي و اللي ازاحتها تماماً عنه و كأنه حتى نظراتها هذي مستخسرتها فيِه لمحها و هي تتجِه مع اولادّها للدور العلوِي و انظارُه الليي بعيدة تماماً عن اللي داخله مافارقتّها و كأنه يتابع حلقة اخيرة من فلّم رومنسِي وسط لفحات الشتاء القاسي
كان يستمّع ل نبرات ادم المهدده الا انُه مستحيل يسمح ل أي أحد بتعكير صفو مزاجه و خاطرُه .، كل شيء خارج حدود هالفلّة صار مو مهم دام الانسانة المهمّة وسطها
اقفل باب الفلّه بعد خروج آدم الغاضِب و عينه تدور على الدور العُلوي و سيل ابتساماته ماتوقّف .،ياه لو تدري هو وش كثر يحبّها ماكان غابت عن نظرُه دقيقه ياه لو تدري هو وش كثرّ يحبها ماكان عاملتّه ب هالجفّاء ابداً من اول ماتزوجّها وهذا كان اسلوبّها و حالَها ل ذا السبب ماكان يوضح لها اللي داخله لانه شايِف كل مصطلحات الكُره و النفور بعيّونها ناحيتُه وولا يدري أصلاً هو ليِه حبّها و عشقّها ل القد ؟للحد اللي حاول ب شتى الطُرق حتى بس ترجع ل ذمتُه
كانت عيونه تلتهّم الدور العلوِي و ابتسامتُه ليّنت كُل ملامحُه ليرجَع على كنبتُه ذاتّها و يرجّع ل شرّب قهوتُه من جديِد وهو ب أرّق و أرقَى وأروَق مزاجاته اليُوم الثانِيي : « الهند » ... : مومباي
-
-
كان يتشارَك مع أمير في عادة او بمعنى ثاني صفه وحده و هي « التأمُل» يعطون كل المناظِر حقّها وينتبهون ل أدق تفاصيلها من هذي العاده و لكن الاختلاف بينهم ان أمِير كامل تأمله كان من نصيب السماء و النجوم و القمر و الكواكِب والفلّك على عكسُه هو كان متأمل ب شكِل عام .، كل شيء حوله ما يتوقَف عن تأملُه و شخصيتُه الصامته والجديّة هذِي ما اكتسبها الا من هالصفَه ينظُر للسمّاء و لجوّ هالمدينة الحارّ اللي حرارتُه تكوي الوجُوه ينظُر ل هذا النادِل الليي يتحرّك ب دون توقَف ل تلبية طلبات الزبائن اللي هو من ضمنهم.،الرجالّ الهنود الكُثر المتتشرين ب ساحة مقهى الفندق هذا و اللي كلهم يعتبرُون من الطبقه الفارهة .، هذِي الراقصة الصغيرة الليي ماتوقفت عن الرّقص طوال الايام الماضيّه و تتحرّك على كُل دقّة وتَر الا انها الان مُتوقفه و تنظُر ب الشارِع و بالموجودِين ب كل تيّه و ريبَه نتيجة عدم وجُود الرجل العازف المعتاد معها و ثلاث صبيّات ب الزيّ الهندي المُعتاد ملامحهم مليئة ب الحياة ومنغمسات ب الكلاَم و تبادلُه واياديهم ممتلئة ب اكياس كثيره وهيئتهم تدل انهم كانوا ب رحلة تسوّق
كان هذا حالُه طوال الايام اللي فاتت وقت نزُوله من غرفتُه المحجوزة ب هالفندُق ل حد ما يستقر ب هالمقهى الموجود ب ساحة الفندق الخارجيّة .، و من بعدها يتجِه للبحث عم ذيك السرّاب اللي يوم ورا يوم و ساعه ورا ساعه يتاكد انها فعلاً سرَاب و يستشعر ب السخرية على حالته هذِي اللي اشبه ب البحث عن شيء مالُه وجُود
و أمله الاخِير كان ب البيّت اللي الان مُتجه له و كُل مافيه يدعيي و يتمنى ب انه يكون ذاك المدعو علي خان موجُود فيه
و هذِي هي سيارتُه السوداء الطويلَة جداً و اللي غطت اغلب مساحة الشارع توقفَت
ل يستقيم ب طولُه ب بذلته الرسميّه السودَاء و جكيتُه الاسوَد مستقرّ على معصمُه .، اخذ محفظتُه و جوالُه و نظارتُه ل يتجه ناحية السيارة الطويله هذي الليي حولّها اربع حُراس ب لباس اسود خاص موحّد و من لحظَة ما استقرّ جسده وسط سيارتُه و مقاعدّها الوثيرَه المُريحة ارسَل ل حارسُه الخاصّ
« حسّان» موقِع البيِت اللي ب دوره ارسلُه للسوّاق اللي فوراً حرّك ل ذا الموقِع
كانت كل امانيّه منصبّه حول هالبيت اللي رايحه.،يارب يكونون فيه واللي يبغاها موجودَة فيه.،غايتُه و غرضُه من كل هذا يلقاها قدّام عينُه و يرتاح و يريّح نطر عمتُه.،و انطوى الطريّق من شارع الفندق الفخّم ل حِي عادي و جداً من احياء هذي المدينة اللي عباره عن عالَم ل وحدُه ل شدة وسعها و كثرة اماكنّها استقرّت سيارته المعاكسة تماماً ل حال هالحيّ مقابل بيِت ب اخرِ الحارة .، وكُل اهالي هالحيّ صارت هالسياره و هالحرّس حديث السنتهّم و عنوان مواضيعهم ب هالوقت و هاليُوم ...
نزَل من السيارة و هو يتمتم ل حسّان ب هدُوء مريّب و انظاره تتفحّص هالبيت : « انتظرُونيي هنَا ..ماني ب مطوّل ..»
ل يرد حسّان اللي واقف ب جانب السيارة ب انصياع تام : « ابشر طال عُمرِك ..»
ل يتجه مترجِم اللُغات هذا ناحية هذا البيت اللي مايعرِف يعطيه اي مُسمى ؟. عادي ؟. فقير ؟. بيطيِح على راسهُم ل شدة تلفه ؟.
ل يتوقف قدام الباب و يطرقُه ل ثلاث مرّات بعد ما نفث نفس عميق و كأنه يطرد مشاعرِ ماهو ناقص تزوره ب
هاللحظه المصيّريه