بارت8

3.6K 50 6
                                    

لقى مجموعة كبيرة من ورّد أحمر ثقيِل منتثر ب اغلّب اجزاء المقعدّ ذهُول اسطوري سكّن ملامح العم صادِق الليي كان ينقل نظره الصادّم بين الورد و بين هذا المدخّن المتعكر جوه الليله ..
كان واضح ان الورّد له مده طويلة بالسياره و الدليل علامات الذبوّل اللي بدت تظهرّ عليه ..
ليأخذ العم صادق الباقه و ابتسامات كثيره استقرّت وسط ثغرُه و هو ينظُر ب نسايّ اللي كان يدخّن ويعرِف العم صادق عادتُه هذي مايدخن الا اذا كان معلق مزاجه ب موضوع ما و كان مقصَد العم صادق هو ترويقتُه و تلطيف جوه حين تمتم ب نظرّات له وسط ابتساماته
: « " والله وتغيّرنا .. صرنا نعطي حب ونأخذ ورد يا مدرّب الحيّوانات "

لمحّ التفاف نسايّ عليه ليكمِل تعليقاته اللي راحت بعيّد : « " و اختيارك في محله طال عمرك
.، اصلاً البنات يموتون على الورد الحمر "...
تمنَى ان لسانه انقطَع و لا تمتم ب هالجُملة اللي ب مجرّد ما انهاها نظر فيه هذا المدرّب القاسِي نظرات زلزلت كيانُه ونبرته الحاده كانت حاضره حين قاطعُه و كأنه يحاول يصحيه و يقطع كل توقعاته
: « عمّ صاددددق ..»اختفت ابتسامة العم صادِق تماماً و ارتعّد صدرُه من حدّة هذا المدرّب اللي اكمَل بحدته المفجعة
: « " هالكلام ما يطلع من رجالّ الشيّب مشتعِل ب رأسه .. عيّب ياعم أنت رجال بكبّر أبوي ما ودي أغلط عليّك وأقلل من قدرك "...
ل يكمل ب نبرة تهديد : « " أخلاقي
معدومة هاللحظة .. لا تخليّني أنفجر فيّك وأذوقك بأسي .. وأنت تعرف وش هالبأس .. »
وتصدد للجهة الثانيه ب مجرد ما انهى كلامُه المعكرّ و الحاد هذا .. و العم صادق اللي رجَع يكمّل شغلُه ب منتهى الخوّف و التوتر و هو كارّه لقافتُه هذِي و نسى مين هاللي قاعد يكلمُه .. و كان ودّه يسأل نسايّ عن كيف يتصرف ب الورد لكن حالة نسايّ حالياً ماتشجع ابداً ..
أما نسايّ اللي فعلاً ماكان يدري عن هالورد و ماكان يهمّه أصلاً ..لأن
مزاجه كله معكرّ من عدم وجود لا أمير وولا ضامِي حولُه ..و كأنُه صابّه ادمان على شوفتهم ومو معتاد انه يمرّ اكثر من اسبوع مايشوفهم فيه و اتصالتهم بسيطه جداً ...
ليكمّل تدخينُه الكثيّف و المفرّط تحت سطوع جواله دليل وصُول رساله واللي نتيجتها بدت تهدأ ملامح هذا المدرّب
و كانت هالرساله من ضامِي و كان محتواها
: « .. أنا ب الريَاض يانسايّ .. رجعَت ابشرّك ..»
و بمجرّد ماشاف هالرسالَة دخّل على رقم ضامِي بسرعه و بدا ب الاتصال عليِه : كان يحاول يتناسى و يتغافل عن نظرات هالناس ناحيتُه نتيجة هذي الانثى اللي معُه ... اغلّب الموجودين ب المطارّ سواء مسافريِن او راجعِين من سفرّ و الموظفيّن و سواقين التاكسي الموجودين ب كثرة عند المطار اغلب نظراتهم كانت عليِها و ماكانَت نظرّات عابرَة كثر ماكانت نظرات تفحصيّه تشعلّ كل دواخلُه ..،
ماتتغطَى و كان صعب عليه انه يجبرّها انه تتغطَى او بالقليل تستُر شعرّها ...الواضح ب ان شخصيتها حازمّة و حادَة وصعب اجبارّها على شيء هي ماهي متعودّه عليه و عارفتُه ... و نعمة كبيرة انها رضت تلبس عباية تستُر فيها جسدّها و الا ويش يخلصّه الليله ؟.
كل اللي يبيه حالياً انه تنتهي اجراءات السفرّ ب اسرع مايمكِن حتى يتخلّص من هالمكان العام و من جموع هالناس و نظراتُهم ... كان يلمَح فِراس صديقه اللي كان يشتغل ب المطار و اللي كان طرَف خيّط ل كل هالاحداث و اللي انصعق كلياً وقت شاف هذي الانثى الهنديّه خلفه و لكن ماقدِر ابداً ب أنه ينغمِس بالنظر مثل البقيه كونُه يعرِف
هالضامِيي ..
و انطوَى الطرِيق ب اسرّع شكِل من المطَار للشارِع اللي يتوسطه مشفى الطبّ النفسِي بعد مابلّغ أمير ب انه الليلَه راح يرجعُون البنات ل قصرّ جدُه
و يرجعُون للعائلَة ماغاب عن انظارُه اللهفه القاتلّة الليي تسكُن ملامِح هالانثّى اللي ب جانبُه من لحظة ماتوقفت السياره قدام مبنَى مستشفى الطب النفسِي ..
ماكانت عارفه ان امنيتها اللي سنين و سنين و هي تحاول تحقيقها تحققت حالياً ب كل هالسهوله و بظرّف يومين من خطّف هالرجُل لها اللي ب كُل مره تحاول تسأله عن سبب اخذه لها تتراجع .، ماتدري وش السبب ..لكِن ممكن نتيجة الاثر المربّك اللي يتركه
هالمترجم في صدر كل من يشوفُه . من لحظَة مانزّل نزلت خلفُه وماتوقفّ سيل مراقبته لها كل دقيقه و الثانيه يتأكد ان كانت خلفُه أو لا ...و امنيته هاللحظَة انه يخلّص غرضه من
هالمشفى و يرجع ل قصرّ جده و يرتاح من انظارّ الناس ناحيتُه
عدّل شماغُه اللي انتثرَت عاى كتفه و رفعها للاعلَى
ب ذات الوقت اللي كان متجه فيه ل داخِل المشفَى اخذ جوالُه و تحرّكت اناملُه على الشاشه للحظات من الزمن ل يقفل جوالُه بعدها ..
و توّه ب يدخله ل جيّب ثوبُه صدرّ منه رنيِن نغمة دليل وجود اتصالّ واللي سطع جوالُه ب اسم « نسايّ » داهمته لحظة استغراب سريعَه حول سرعَة الرّد اللي عند نسايّ و طبعاً هالشيء مُستغرب عليه الا انه لا المكان و لا الوقت وولا
الحاله اللي هو فيها يسمّح باجراء  مكالمه والواضح انها راح تكون طويلة مع نسايّ اللي له ايام كثيرة ماكلمه وهو اللي ماتعوّد يمر يوم بدون مايكلمه او يراسلُه ..
و بمجرّد ما رفض المكالمة ب ذات السرعه اللي رسل فيها الرساله الاولى رسل الرسالة الثانيه اللي كان محتواها : « دقايق و أكلمِك ..لايطلع خلقّك ..»
كان لازم يرسل هالرساله لانه يعرف ردة فعل ابن عمه المنسي ذاك ان احد تاخر بالرد عليه او اقفل الجوال وقت اتصالُه ...
التَف ل هذي الحزينة الحازمة اللي خلفُه للمره اللي مايدري الكمّ ل شدة التفافه حتى يتأكد ان كانت موجودة او لا .، و سرعان ماوصَل للغرفه اللي ارسلّها لُه أمِير و اللي من اول ماوصل للدور لمَح أمِير اللي كان يتنَاوب ب الحراسة عند هالغُرفه
باستثناء اوقات محدده يغيب فيها ل حتى ينَام بس ...
تنبّه ل أمير اللي كان مائل باتكائه عند باب الغرفه بملل واضح و سُرعان ما اعتدلت وقفتُه و بانت ابتسامته وقت لمَح ضامِيي اللي بمجرّد مايكون بالسعوديه يتخلَى عن بذلاته ومايلبس غير ثوب و شماغ و هذا هو ضامِي قدامه ب ثوُب بنّي قاتِم و شماغ ملتفه ب طريقة ضامي المُعتاده ..و خلفُه انثى ب عبايَة تستر جسدها فقط اما شعرها و ملامحها كُلها واضحّة ..
نقل نظرُه ل ضامِي اللي سلّم عليه ب سلامهم المعتاد و تبادلُوا السؤال عن الحال و الأحوال ب ذات الوقّت اللي دخلَت الانثى اللي خلفُه للغرفه اللي كان يحرّسها من بعد جملة رماها ضامي عليها
واللي كشف امور كثيره من خلال حراستُه لها طوال هالايام ...
- - -
كانت كُل اللي تبغاه ان سفن تفكيرّها ترتاح و ترسيّ ب ميناء تفهمُه و واضح لها ..، ارهقها التفكير و حِيل رغّم انها لو سالت هذا المترجم اللي كان صديق رحلتها الطويلَة كان جاوّبها ...
ماكان همّها شيء كثر شيء واحد هو « وهّم» وهم و شوفة وهّم ...
و ماكان فيه طريقَه للروحة و ل شوفة اختها الا ب رفقَتُه .،رغم ان تدفعّ عمرها كله لجل بس تعرِف سبب اخذُه لها ب كل هالحرقَه و هالغضّب و بهالطريقه .،؟
مين يكون ؟. و كيف يتقن اللغه الهندية وهو ابن العرّب ؟. و ليِه ياخذها هي ب الذات و كأنه ينتشلّها من الاسفَل و ياخذها ب رحلّة للغمَام .. كانت هالمره هي المره الثالثه اللي تركب فيها طيارة
ف المره الاولى كانت وقت كانت صغيره و راحت مع ابوها اللي تكره نطق اسمه للكويت و هذا هو مُناها تحقق وقت لمحّت مبنى الطب النفسِي ...المبنى اللي كانَ غايتها الوصول له ب أي شكِل من الاشكال ..ف القطعه الاخيره من
عائلتها موجوده ب هالمبنَى ..
و كأنها بدَت تفهم و الشيء اللي بدَت تفهمه ان هالرجُل لُه علاقه فيها و في اختها
و ايش هالعلاقه ؟. ماتعرف .،وولا يهمها ان تعرِف ..
لمحتُه وقت الّتف عليها و يإشر
بخناجر عيونُه الحادّة الممزوجة ب هدُوء مُريب على الغرفه وهو يتمتم ب اللغه اللي تفهمها : « يوجد شيء يخُصك بالداخِل..»رمّت ب نظرّها الباهت على الغرفه و من بعدها رجعت ب نظرها المُريب عليه .، ليبتعد شاب يشابهه ب الطُول و السكّات الا ان ملامحه اهدى منّه عن باب الغُرفه اللي نفثت نفس عميق و دخلّتها ..
أمَا ضامِي اللي مسح على ملامحُه المرهقه ب تعب و جُهد جازّع و كأن جبال مالها محل الا قلبُه و خاطرُه ليتمتم وهو يأشر ب عينُه : « وش هالدبره اللحين مع هالبلا ؟.»
أمِير اللي تمتم ب نظرَات عتب و كأنه يعارضه عن قوله ب شدَة : / " أي بلا الله يهديّك ؟ هذاك وقفت على بيّبان الدول .. دولة دولة لأجل تلقاهم .. وتقطعت خطاويّك لأجل تركض وراهم .. هالحيّن صارو بلاء؟ علامك أنت؟"
ضامِي اللي تصدد للجهة الثانيه و حَس بعدم استيعاب كلّي و هالتفكير صار يزوره ب كثرَة ب كل مره يصير قريب ل بيت جدُه : «ماهو بالقصّد يا أمير و انت تعرف نيتّي زين .« ليلتزم السكات ل ثانية .»
بس بالله عليّك يرضيك هالحال اللي هم عليّه ؟ وحدة مريّضة ولو مافي احد واقف على رأسها ضاع عقلها زيّادة .
..والثانيه « تلظت نار داخله من وصل ل هالنقطه » والثانيه تستعرض بجسمها بالشارع .. مابقى جزء مخفي بجسدها عن هالرجال وتسكّع قدامهُم ب طولها و رقصها .. هذا الظاهر قدامي اجل الخافي وش تظنه بيكون؟"
أمِير اللي ماهُو قليل استيعاب حتى يفهّم مقصَد ضامي ب أن هاللي كانت خلفه كانت راقصّه الا انه سئل حتى يتأكد أكثر رغم ان الموضوع واضح و حيّللل : " الله المستعان.. رقّاصة ؟؟سّراب ؟؟"
ضامّي الليي ردّ ب و الحدّة كانت مثل الحبل اللي التف حوله : هذا وأنت بس دريّت بشغللتها .. لامنك شفتها كيف بيصير حالك؟ والله مابقى بي حال صاحي يا أمير"
التزم السكّات للحظهه من الزمن و اتجه خياله ل مشاهد ثانيه : / يارجل كيف بنعطي العمة رحمة خبر عنهم ؟ لامنّها درت عن هويّتهم وحالهم اللي يقطّع القلب والله لتموت بأرضها .. وتتحسّر عليهم وهي باقي ما تهنّت بوجودهم أمِير الدقيّق و جداً اللي ب كل مره يكلّم ضامِي يفهّم جزء جديد من هالحدَث اللي راح ينضم ل اندر احداث حياته ليتمتم ب استفسار مؤكد وسط ذهولُه الاسطوري
: « وأنت اكيد منت ب خبل لأجل تروح لها وتقول لها وفيّت بالعهد وهاك بناتك اللي من دهر ماشفتيهم .. تدري إنها بتطيّح بمكانها"
ضامِيي اللي تبسّم ب سخريَة على هالحال الغريّب المعوّج : « " و أي تمهيّد بينفع يا أمير ؟ ظنّك لو مهدت ولا حطيتها قدام الأمر الواقع بتتغير ردة فعلها ؟ والله لتبقّقى نفسها .. ماغير الله يربَط على قلبها ..»ب داخِل الغُرفة سرَاب
-
-
ماتوانّت للحظه عن دفّن هذي المريضه في حُضنها .، و ماكانت تحتاج أحد يدلّها على اختها الصغيرَة بعد كل هالسنين الطويلَة اللي ماشافتها فيها ... راح تعرف ب شتى الطرق راح تعرّف اختها .. خاصه ان الغرفه ماكان فيها غير مريضه وحده .، و ذاك الحديدي الغاضب اللي جابّها ل هالمكان هو من قال لها ان فيه قطعة تخصها ب هالغرفه .، و من لحظة مالمحَت هالمريضه مالاّح وجه ب ذاكرتها الا وجه وهّم .
ماتغيرّت ابداً الا احلّوات اكثر رغم كل الظرُوف و كُل العنّاء اللي صابها ..
جسّد ليّن ب طُول انثوي مُلفت و شعرّ يصل ل نهاية كتفَها ناعِم ماعدا اطرافُه ملففه ب طريقه انثويّة مالها مثيل ببشرَة بيضَاء و ملامح صغيرَة تعطّي ل كل من شافها انها ب عمر 1٥ سنه ماكانها ب 1٨ سنه ..
ب ثوب مستشفى أبيض خاص بالمرضَى و بيدّها جهاز ب حجم كبيّر .، و عيونها ما التفّت للحظه عن هالجهاز و عن مُشاهدتّه .. هذيّ وهّم و هّم اللي كانت تسّد عقال أبوَها ب ظهرها لجل مايضرّبها و يقطع العقال على جلدّها ..وهّم اللي ابوها ماتحمّل حالها الغريّب و تخيّلاتها وهلوساتها و وسواسّها ل ذا السبب رماها ب الطب النفسِي خاصة من شكاوي الجيرَان الفارغيّن عنها و ان مكانها الطب النفسي هناك راح تلقى رعاية أكثر .، رغم ان هلوساتها و تخيلاتها كانت بسيطَه وماكانت تحتاج الروحة للطب النفسي اللي دمرّ حالتها اكثر و اكثر
و بدَل ماتختفّي و تخف هالتخيّلات عنها تطورّت اكثر و صارَت بدل ماتتخيّل تكون مكان هاللي تشوفُه صارّت تعيشُه و تنتحِل شخصيتُه .. ماكانت تدرِي عن حالة اختها تماماً و ماكانت تدري عن التطورات اللي صابت حالتها لكنها كانت موقنّة ان حالتها زادت سوء و تشعبّت اكثَر ...
كانت تعرِف اتفه تفصيل عن وهّم اختها .، وهّم اللي ماترفُض اي حُضن ياخذّها .،ماترفُض وجود اي شخص ب جانبّها .، ماعندها مشكله لو كُل الموجودين بالمُستشفى يجون يتابعون معها افلامها و مُسلسلاتها
ل ذا السبب مارفضَت حُضن سرّاب وولا نفرّت منه ل ذا السبب مارفضَت حُضن سرّاب وولا نفرّت منه بل العكس دفنت نفسها في حُضن اختها اكثر و اكثَر .. و ماهي الا ثوانِي حتى ترفع وهّم نفسها من حُضن اختّها
و ترمِي ب انظارها عليه.، نظرة وراها النظرة و خلف كُل نظرة مجموعة من قصص و ذكريّات مرّه عاشوها هالثنتيِن تحت جناح ابوهم في صغرّهم .، رُغم تغيّر ملامح سراب و اختلافها و اتباعها ل جمال هندّي الا ان هالتغيّر ماقدر يمحِي نظرَة سرّاب النظرة الحنونة اللي ماتصوّبها الا على وهّم .، مُستحيل هالتغير يقدَر يمحي ملامِح سرّاب اللي من و هي صغيره و ملامحها مرسومة ب دقّه و اتقان
لشدة ترتيب ملامحها ،
تحولَت نظرات وهّم تماماً من الهدوء المُريّب للهفه قاتله و شُوق مرّ و وجع خطيّر .، رجعت ل دَفن نفسّها ب حُضن سراب من جديد ب شعور اقوى و قبضة أثقل و انهيَار جسدي ماله مثيّل .، ف هذي سرَاب .، سرَاب اللي لو ب تكتب محاسنِها ماراح يكفيّها حبرّ هالكون كّله .. و الشيء الاول اللي رفرف ب ذاكرتها من اول ماشافت سرَاب ...
وقّت وقفت سراب حاجِز بينها و بين عقال أبوها اللي كان المفترَض يكون على جسدّها هي الا ان سرَاب ردتُه ب ظهرّها قبل مايتطبّع على وهّم و جسدها الصغير ...تذكرّت كيف كانت هي تبكِي ب عكس سراب اللي كانت محتضنتها و تتجرّع ضرب ابوها لهم ب العقَال اللي كان بيده دايم الدُوم و على أتفه سبب يضربهم فيِه و كأنه ما انخلق هالعقال الا لتتطبع اثاره على أجسادهُم .."
ماتوقف سيّل ابتسامات وهّم ف وجُود سراب عندها حالياً كان شيء مرادف للطمانينة و الراحة اللي مرتها ب طعم و بشكِل ثاني ..
ب ذات الوقّت اللي كان نظرّ سرَاب على ملف وهّم اللي فيه كُل معلوماتها و اللي كان كله كتابه ب اللغه العربيه .، ظلّت تنظُر فيه و تتفحصُه اكثر و اكثر و يدّها الثانيه مازالت مُلتفه حول جسَد أختَها ..،
لتبتسِم لوهلّة و هي تلتف على اختها بعد مارجعّت الملف ل مكانُه وتمتم ب همّس ب لغتها الأم
: " تراني أفهمك وأفهمهم .. بس خليّه سرنا الأول سوى ..زين ؟."
وهّم اللي تبسمّت اكثر و هي تلمح سرَاب اللي رفعت سبابتها ل ملامحها علامة السكّات و هي تمتم ب همس و كأنها تشجعها على السكات
: اششش ..."
وهّم اللي تبسمَت اكثر و اكثر بانتعاش عظيّم و هي تهز راسها بالايجاب و تكرر حركة سرَاب و ترفع سبابتها ب القرب من أنفها : اششش ..."
سرَاب اللي تبسمّت اكثر و طبعّت قُبلة على شعرّ وهّم و تركتها ب جوّها الخاص و لمسلسها هذا اللي تتابعُه
وماكانَت تحتاج تلّم اغراضها ل أن اساساً كل اغراض وهّم القلة مُجمعّة
ب جهة ثانيَة ... شتات
-
-
طوال اليومين اللي مضَت مافارقها ...ظلّ قاعد عندَها وماغاب عنها دقيقه .، اللهم يطلع للمسجد يصلي و يرجَع .، لانه عارف انها تحتاج وقت حتى تستعّد وتهيىء نفسها ل شوفة أهل امها بعد كل هالسنين .، كان عارف انها نوعاً مو متقبلة الفكره و حتى انها ب ذات نفسها قالت له انها بترجع لجله هُو مو لجل خوالّها ... و وصل للغمام من شدّة فرحتُه وقت جاته ب صباح اليوم و اعلنت لها انها نوعاً ما مُستعدّة وولا تبيه يغيب عن عائلته اللي مافارقهم يُوم بسببها
كان يراقبّها و هي تتفتّل حولُه .،
تجمّع اغراضها الكثيرَة و اللي كفّت ل اكثر من ثلاث شناط سفر كبيرَة ... كان يُراقب تفاصيلّها و هدوئها ومحاولة الحفاظ على تركيزّها و هي تجمّع اغراضها .، كان ينظُر فيّها ب حنية و عذوبَة مُتدفقّة .، رغم انه كان متلهف لشوفة كُل حفيداتُه لكن لهفتِه ل شتات كانت غير .، غير و ايش السبب ؟. مايدريي ..
كان يراقب بقايا الحُزن المنتثر على ملامحها .،والليل الاسود الموزع تحت عيونها او على مايقولون : هالات
مهما حاولت تخفي حزنّها الا انه يصرّ على الظهور .، مهما حاولت تلبس ثوب الفرح و السعاده باقي فيه فجوّة للذبول و الحزن فيها وماراح تمتلىء
ب ذات الوقت اللي كان الجد مهنّا يُراقب فيِه حفيدتُه ب شكل غير مُباشر .، كانت هي تعطي ترقبها الكامل على شقتّها .، شقتّها هذي اللي حملتّها ل سنين و سنين و سنيييين
شقتها هذي اللي شهدت على كل صراعاتها النفسيه
و على كُل انهياراتها و على كُل انكساراتها .، شهدت على ذبولّها و ضعفها و حزنها و بكائها اللي ماتظهره قدام العلّن
شقتّها اللي كانت الشاهده الوحيده على شخصية شتات الحقيقه شتات الانثى الواضحَة بعيد عن ثوب مطربة الافراح و بعيد عن الثوب اللي تظهرُه للناس
كان صعب و جداً ب انها تفارقها خاصه انها ماحطت ببالها يوم ان اهل امها يفقدونها و يتذكرون ان لهم حفيده مرمية ب شقّه لوحدها ...
ل ذا السبب كان تولعها و تعلقها فيها اكبر و ادفى و اخطر ..
التفّت على جدّها بعد ما حاولت تتدارّك حُزنها الخامّد و عباية سوداء خالية من الزينه تسترّ جسدها و الطرحة اللي كانت مُثبته على نحرّها و الغطاء اللي كان بيدّها .، و ثلاث شناط كبيره كانت ب جانبها
لتمتم ب صوت مختنّق : انا جاهزه ياجدِي
ل يرتفع الجدّ مهنا من جلستُه وهو يتمتم ب عزّم « توكلنا على الله اجلّ .. والله ان
النور بيشعشع زوّد بجيتِك ايه بالله
تبسمّت ب حنيّة ل جدها و هي تعطي نظرات اخيرَة ل شقتّها اللي اول شيء وصّت جدها عليه انها تظلّ ب اسمها و ما احد يسكنها بعدها و ماعندها اي مشكلة تدفع اجارها حتى لو ماكانت ساكنّة فيها ...المهم ب انها ماتصيّر ل غيرّها .. ب جهة ثانية ... -
دُبي عبّاس
-
كان يتذكرّها ب استمرار و بدون توقّف و بدون اسباب .، كانت و مازالت هي ملكَة ذهنه و المتصرفه فيِه .، حتى وهو وسط شغلّه و مشاريعه و استثماراته
كان عقلّه عندها .، وما يشتت تركيزه احد كثرّها ب شتّى الطُرق حاول يعيد تركيزُه من جديد و هذا هو قاعد يحاول .،
كان يتلذذ ب فنجان القهوه السادة اللي ب جانبُه و اللي ممكن هذا ثالث فنجان يطلبُه ب محاولة ب انه يرجع تركيزُه اللي ضاع .، ليلتفت ناحية الباب حين سمع دقاتُه المعروف صاحبّها زين
و مين غيرُه « ابراهيم » صاحبُه ..
اللي دخّل للمكتَب والابتسامة مافارقتُه و استحالة تفارقّ ملامح ابراهيم البشوشَة اللي تمتم ب قولُه و المرح طغى على نبرة صوتُه و عيونه على عبّاس « الوجه ينافِس الشمس من
ضيّه هاليوم ورا هالنور سرّ ؟. » ..
لينسكب ل مسامعُه ردّ عباس الليي رجّع ظهرُه العريض على ظهر الكُرسي و هو يحرّك قلمه الاسود بين يديه ب خفّه و ابتسامة هاربه استقرّت على ثغرُه من عرِف انه مفضوح و حِيل مفضوح خاصه عند صديقُه الوحيد ابراهيم
: « " يبَان هالنور هالقد يا إبّراهيم ؟. وأنت تدري مثل ما أنا أدري .. محد عنده القدرة على عبّاس ومزاجه إلا وحدة " »ابراهيم اللي اتسع مبسمُه اكثر نتيجة ابتسامة عبّاس هذي اللي زينّت ملامحُه الحاده الجامدَة
: « " أجل معنى كلامك إن أم العيّال رجعت ؟
ل يصيبه ردّ عباس اللي تنهد تنهيدة قطعّت ضلوعُه
و وصل فيه الشُوق أقصاه و الرعشّة القاتلة كانت مُستحلة صوته حين قال
: « " وفيِه غيرها ؟ يا تلّ قلبييي يا إبَراهيم إي والله ابراهيم اللي هز راسه ب اسى وهو يتمتم ب عتّب و تحذير : «" والله إنك بتبقى تتحسّر على قربها طول عمرك .. وبتبّقى تحبها من بعيد ليّن تفنى .. لامنك بقيَت على حالك هذا
ل يصيبُه رد عبّاس اللي مايتغيّر و يستشعر ب انه استحالة يتغيّر لينظر فيه ب هدوئه المُريّب بعد ما اختفت ابتسامته : « وشلُون اغيّر شخصية ملازمتنِي من ٣٠ سنه ؟. كيف بغيّرها بكم سنة يا إبّراهيم كيف ؟
ماكان يصعّب على ابراهيم اللي يعرّف اشد خصوصيات عبّاس ب تناقض عبّاس الرهيّب و بالدوامة المهلكة اللي هو فيّها .، كيف انه يحمّل كل هالعشق ل ذيك الخفُوق وولا يقدرّ يقول لها او ب القليلة مايقدرّ يوضِح لها لو بالفعلّ .. : « " يا عبّاس يا بعد عيني .. أنت الي تسويه خطأ وعيّن الخطأ بعد .. يارجل حبَها يبان بوجهك مثل ضوء القمر لابان .. وهذا الشيء واضح لنا حنا اللي تفضفض لنا .. هي كيف بتعرف ؟ بالله عليك فهمني ، لامنك ماقلت لها تراني يا بنت الناس أحبّك وأعزك .. كيف بتعرف إنك تتشفق عليها وميّت على قربها؟ كيف بتعرف إن سواياك الأخيرة معها ماهو إلا بسبَب شوقك لها ؟ ياعبّاس المرأة تحب الشخص الي يدللها بحكيّه .. تحب الشخص اللي يعترف لها ويحسّسها بحبه .. مهب شخص يعذبها بسكوته و كأنها ساكنة مع جمادّ مايعبر مايتكلم مايقُول حتى جلسَة مايجلس معها ؟... إسمع نصيحتي وأنا أخوك .. مهَد لعمرك الطريق وبعدها توكل وعلمها ولو هي كيف بتعرف ؟ بالله عليك فهمني ، لامنك ماقلت لها تراني يا بنت الناس أحبّك وأعزك .. كيف بتعرف إنك تتشفق عليها وميّت على قربها؟ كيف بتعرف إن سواياك الأخيرة معها ماهو إلا بسبَب شوقك لها ؟ ياعبّاس المرأة تحب الشخص الي يدللها بحكيّه .. تحب الشخص اللي يعترف لها ويحسّسها بحبه .. مهب شخص يعذبها بسكوته و كأنها ساكنة مع جمادّ مايعبر مايتكلم مايقُول حتى جلسَة مايجلس معها ؟... إسمع نصيحتي وأنا أخوك .. مهَد لعمرك الطريق وبعدها توكل وعلمها ولو بكلمة بسّيطة .. وهي بتكون عندها عن مية جملة »
ماكان فيه أي ردّ من عبّاس الليي حفَظ هالكلام كله من ابراهيم من سنيّن طويلة من اللحظة اللي عشق فيها ذيّك الخفُوق لكن ماقدر .، ماقدّر يتعامَل معاها ب طريقه تودّها وولا يعرِف أصلاً ...كل حياته جدَ ب جدّ و كأنها واحده من موظفينُه ماكانها زوجته و تستاهل معاملة خاصة ... خاصة ان شخصية خفُوق عاطفيّة جداً
وماتناسبها شخصية عبّاس هذي ابداً
ليكمِل ابراهيّم ب نبرة تحذيرية مصيرية
": هذي هي الفرصه جات عندك من جديد و لو ما استغليتّها صح راح تبكيّ دم طُول عمرِك ...ترا هي مابيجيّها وحيّ و يعلمها عن اللي ب خافقِك لها ...لو مانطقّت انت وماعدلت اسلوبك معاها عمرها مابتعرِف و عمرها ماراح تميّل لك ...»
-
-
-
« قصر الجد مهنّا ..» -
-
« غرفة العمَة رحمَة .. كان هذا حالها دائم الدُوم ب كل ليلة و بكُل وقت و من سنين طويلَة ...
ماتنّام و ما تصحى الا و نظرّها على باب القصرّ الكبير
لأن موقع غُرفتها و موقع سريرّها يسمَح لها ب شوفَة الباب فقط و هي متعمده اختيار هالغرفه نسبَه للمشهّد اللي تخيلته من سنين طويلَة ...
كانت الغرفه ظلاّم تماماً الا من نور الصاله النسبي اللي سطَع بعض منه ب غرفتها ...
و هذا هو حالها من نور الصبح ل أحلام المبيت و عينها على الباب و مافيه غير مشهد واحد ب عقلها ومافيه ملامح الا ملامح الحُزن عليها .، ومافيه صوت يصدر منها الا صوت أنين ممزوج ب دعاء أم محترق قلبّها و بعض الاذكارَ اللي تطهرّ فيها لسانها ..
لكن ماتوقعت ب أن هذا المشهَد الليي مافارّق بالها للحظَه راح يتشعّب اكثر ل يصير واقّع ..واقّع اللي من شدتُه توقعَت انه خيّال ..."
ارتفعّ جسدَها الاربعينِي عن فراشّها حين انفتَح الباب و ظهرّ من خلفُه اجساد انثويَه لينّة ..، جسد بنتّن بجانب بعضهُم و ينظرُون ب القصرّ الكبير هذا ب ريّب و هدُوء مرادف للخُوف ..
وحدَة منهم طويلة القامّة ب شعر اسود طويِل و بجانبّها انثى ب شعر قصيّر ملفلفه اطرافُه ب ملامح ناعمه جداً و بجسّم انثوي و بطُول قصير مُلفت .. انتفضّت ب عُنف و جزّع قاتتتل منظر صادّم بعثر كُل اعصارات تفكيرّها و دمرّ قلبها المحترق و سكن ب ملامح ذهول بدل ملامح الحُزن اللي كانت فيها ..
تنفست
تنفست تنفسّت و هي تستشعرّ اختناق عظيّم و شيء يسد حنجرتّها خلاها غير قادرة على التتفس أبداً
شعوران تصاعدّوا فيها ل درجة مُرعبه ..شعُور الصدمَة و شعور الفرحة .. الا ان شعور الصدمة كان أقوى حست ب أن اعصابها ضاعت تماماً ..جفّ ريقها و ضاعت كل مفردات المنطقيه و الاستيعاب منها و هي تلمح اقتراب هالبنتين ل ناحيتّها و دخولهم ل غرفتّها
و خلفهُم ابن اخوّها المتوفي ذاك المُترجّم اللي طلّ واقف عند الباب خشيّة ان يصيب عمتُه شيء وهو يشاهد اللقاء الاسطوري و الخُرافييي ب نفسُه
انعدّم صوتها و اختفى تماماً و بكل مافيها حاولت توضحُه و هي تلمح اقترّاب هالبنتين منها و عيونها ماكانت تنتقل الا بين ملامحهُم ... شعور كاسّح دمرّها تدمير و هي تشدّ البنت الصغيرَة ل حضنّها و ماكانت تدرِي هل هي فعلاً بنتها الصُغرى او هذا احساس الامومة اللي ارتفع عندها الان تماماً
ل تشدّ الانثى صاحبة الشعرّ الطويل ل حجرّها الامومي من جديّد و هي تستشعر امتلاء صدرّها ب قطع منّها .. ببناتها .، هي متاكدة انهم بناتها بناتّها
ربي ما كسرّ فيها .،ربي استجاب لها و استشعر حرقتّها و حزنها و فاجعتها ووجعها ببناتها و هذا هو ردهم لها و لوسط دارّها و وسط حُضنّها ..
ضاع صوتها تماماً وسط بدايات بكاء انهياريّة
: « " يارب .. لو كان حلم عسَاني ما صحيت منه .. يارب لو كان علَم ف لك الحمد .. لك الحمد ليَن ينقطع صوتي من هالحمد .. قرت هالعييّٰن ..ياربي اني في وجهك. ... بناتي .، ايه بالله بناتِي
يالله يارب الطف فينننيي ... يالله يارب ارفقق ب قلببي ...ياويل حالك يارحمَة .. يالله يارب تلطف فينِي ..»وزعّت قبلاتها الممزوجة بدموعها على ملامِح البنت الصغيرة « وهّم اللي كانت مبتسمّة و منغمسة ب حُضن امها اكثَر و كأنها هي اللي تحتاج أمها مو أمها اللي ذابت قلبها من كثر ماتبغاهُم » امطرّتها ب القُبل .، على وجنتيّها و على جبينها و على يدها و على شعرّها الاسوَد الناعّم
و بذات الوقت امطرّت بنتها الثانيَة الساكنّة و اللي كانت تحرّكها مثل ماتبي ... اغرقتهت ب القُبل و ادخلتّها وسط حجرّها اكثر و اكثَر ...
رفعّت عينها للاعلَى واحمرّت عيونها و غرقت ملامحها من اثر دمعها
الحزين : يالله ياربب لك الحمد و الشكرّ ...يالله يارَب وشلون اطلع من جزّاك ...بناتييي يا اهل البيت بناتي
كل شيء كان يدل على عدم الاستيعاب كان موجود وسط هالغرفه ووسط ملامح رحمة بالذّات رجع تالق وجهها .، انقطع
ونينها .، مات حزنّها و سكن بداله  ورّد و بساتين من الورّد .. فرح ماهو طبيعِي و سعاده ب حياتها ماذاقت مثلّها ...كيف انها كانت يائسة و قانطة ب انها ماراح تشوفهم و كيف الأن يتوسطون حضنها من جديِد ...و ماهم ب حلّتهم و مظهرهم الصغير اللي تركتهم فيه .، ف هم الان صايرَات كبار و عرايِس نفس جملتها و نفس ماكانت تقول قبل : « بناتي هاللحين صاروا عرايس ..»
-
أما ضامِي اللي كان واقف او بمعنى أدق « متكىء » على باب الغُرفه وهو ينظُر ل تفاصيل و احداث هاللقى الليي توقّع ب أنه راح يكون اسطوري بالنسبة ل حال عمته بس ماتوقع ب أنه ل هالكثّر و لهالحدّ اللي كان ب أي لحظه راح يحسها راح تطيح من طولها او راح يصيب قلبها شيء خاصه من انعدّمت عن الكلاَم للحظات من الزمن ...
كان شايف الفرّح تقريباً ب وهّم الليي كانَت منغمسة ب حضنّها و تدخل نفسها اكثر و اكثر ب حُضن امها ب عكس ذيِك الراقصَة الهنديّة الليي ماكان فيه اي شعور على ملامحّها حتى أساساً وقت قال لّها عن من يكون و انه راح يرجعها ل أمّها رفضت رفض قاطع اللقى فيها رفضَت أمها و رفضت الرجُوع لها و لولا صرخته الحازمة و أمرّه القاطِع ب نبرته اللي ماتحكى نبرة فيها بعدُه ماكان جات و ماكان لقت أمّها .، خاصه انه هددها ب أنه راح يحرمها من وهّم .، رغم ان هذا مو اسلوبه وولا طريقة تعامله لكِنه كان مُجبر و كان مُضطرّ ... ومايدري ل متى راح ترضى هذي السرّاب على هالحالَ ،.؟"
كان ناوِي يقُول ل عمتُه رحمَة عن حالهم قبل حتى ماتعرف بنفسها و تنصدّم .. ب أن بنتها الكُبرى ماتعرف العربيه و إن بنتها الثانيه تصيبها حالات تخرج عن العقل فيها .، لكِن ماكان حالّ العمه رحمه يسمح أبداً لأنها اساساً ماتفوّهت معاهم ب كلمة دافنتهم في حُضنّها وماتردد جملة الا : « الحمدلله»
لينسحِب من القصرّ حين دخَل جدّه خلفُه و خلفُه انثى مغلفّة ب السوّاد و عرِف مين هي ب ذات الوقت اللي عرِف الجدّ مهنَا ب هوية البنتين اللي كانوا معه هو و أمِير لانهم وصلوا ب نفس الوقّت ..
انتشرّ الخبر في البيّت كُله ومافيه فرحة تضاهِي فرحة مهنّا و ذهّب
هاللحظه الا فرحة العمه رحمّة كان الجدّ مُتجه ل غرفك بنته رحمَه و عينُه تتفحّص بناتها اللي بحضنّها و هو يحاول يوقف ارتجافات بنته الغيرّ مُصدقه : قرّت عينك يارحمة ..قرّت عينك و حيّ هالشُوف .. رحمّة الليي كانت تهز ب راسها بالايجاب و ماهي قادرة ترد ابداً ضاعت ابجديتها تماماً و بناتها مافارقوا حضنّها للحظة وما زالوا ب عبيّهم السوداء بدون اي طرحة او غطاء .،
ليتمتم الجدَ اللي واصل بين الغمّام من فرحته و كان عندُه يقين تامّ بعد الله ب ضامِيي .، لانه يعرِف اذا ضامِيي وعدّ ب شيء يجيبه لو فيه الف حاجز بينهم
: « ماشاء الله تبارك الله .، عندك فلقتيّن قمر ماعمري شفت مثلهم ... حياكن ياجدّي حياكِن ..»
أمَا ب الصاله كان حُضن الجدّة ذهَب من نصيّب مطربة الافراح هذِي الجدّة ذهَب الليي انفجرّت باكية
خاصة من شافت ملامحِها اللي كانت  طبق الاصل و النسخة الاخيرة من مزُون و اللي للحظة توقعت ب أن بنتها المتوفاة رجعّت للحياة ...
أمَا شدا و كيّان اللي كانوا بالدور العلوّي ويراقبون الاحداث من الاعلى و ما احد فرحان كثر شدا الليي كانت مبسوطة ان بنات عماتّها رجعوا للعيش معهم من جديد لان خفوق اختها رجعت ل زوجها و كيان كم اسبوع و تتزوج هي الثانية ف ماراح يكون فيه احد عندها .. لكن اللحين صاروا عندها ثلاث .، ثلاث غير
خفوق و كيّان .. و كيَان اللي كانت حبيسة غرفتها طُول الايام اللي فاتت و الشيء اللي خرّجها من الغرفه هو وجود
« شتات » رغم انها ب اقصى مراحل السعّد من رجوع بنات عمتها رحمة بعد لكن رجوع شتات كان عندها غِير غِير ...
ل أن شتات كانت هي الليي تذكرّ لها موقف او مواقف قليلة معّها .. و كانت لهفتها لها اكثر و اكثَر ..
« كانت هالليلة استحالة تنسّي عند افرَاد آل مهنّا كلهم ... ف ب هالليلة تحققت غايَة الجد مهنّا اللي وصى احفادُه عليّها ...رجعُوا بنات بناتُه بعد سنين من البحث عنّهم و معرفة حالهُم ... رجعوا ل كنف العائلة من جديد و صاروا منها و فيها و محسوبين عليّها ..»
" بِرواز العائلة الي أنحرق بحبال من نار .. أستقام هالمرة .. وأنولد من رحم المعاناة من أول وجديَد .. بأفراد غابو عن إطاره سنيّن طويلة .. وهذي هيّ أطراف هالإطار تلم شتّاتهم بعد سنين طويلة من الفراق .. ويادفء
هالليّلة بين ثنايا فرحتهم العميّقة".

(هالمره ماراح اقفل النهايه بحماس بل بالعاطفه والدفء اتمنى استمتعتوا بهالبارت ♥️😔)

انا السمو الي يناسب سموكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن