بارت٢٠

3.8K 32 3
                                    

غزال اللي كان واضح انها توها تنتبه لوجودهم لان عيونها كانت ب الاسفل وكانها ماتبي تقابل اي مخلوق .، ل تحاول تبتسِم او بمعنى ادق تصطنع ابتسامه رغم عنها ل ترد ب نبرتها الهادئة : " مافيني شيء حبيبتي ...تطمنّي .."
شدا اللي نظرَت ب شادن و رجعت نقلت نظرها ل غزال .، رغم انهم بعيدين كل البعد عن الفضول و انواعه لكن حال غزال اليوم اجبرهم بشكل كبير
: " وجهك يبّان الوجع فيه من أمتار طويّلة .. كيف مافيك شيء ؟.. ل ترد غزال اللي حسّت ان مالها مهرَب من هالبنتيِن ابداً و كانت عارفه انها راح تستقبل هالاسئلة اليوم من معارفها القلّه ب الجامعه ل تبتسم بوجعّ كبير : " " لاوالله ما بي شيء كايّد .. مجرد إني طحت بأرضية المطبخ على وجهي وتورم من هالجهة .. الحمد لله عدّت بخير .."
ب مجرد ما تمتمت غزال ب هالقول صدت انظارها عنهم لانها عارفه انهم ماراح يصدقون كلامها خاصة شدا اللي ظلّت تنظر فيها ل ثواني طويله ..
" ماتشوفين شرّ ..انتبهي لنفسك "
" ذكريني اعطيك كريمَات تخفف الالم و الاحمرار نهاية المحاضرة .."
كانت هذي جملَة شدا و شادن ل غزال و اللي كان واضح على ملامحهم عدم التصديق و عدم الاستيعاب لان هالكدمات كانت قويه و جداً استحالة تكون من طيحَة ارض ..
لكن ماحبوا يتدخلون اكثر لان غزال كانت متقوقعه على نفسها و منغمسه بينها و بين حالها وما تبي تتكلم اكثر او تتعرض لتحقيق اسئلة من جديد ..
- - -
استقرَت ابتسامة هاربه على ثغره ب مجرّد ما وصل ل قصر آل مهنّا بيته الثانيي من جديد بعد ايام من الغيّاب ...
رغم هدوئه القاتِم و وجوده العميّق و الخفيف ب ذات الوقت الا ان له حضور قوِي جداً و الكل يلتفت له حين يحضر ... اخرَج جواله من جيب جكيتّه الاسوّد الثقيل جداً المحمَل ب عبق عطر رجالي ثقيِل و اللي كان جكيته هذا مرمي فوق ثوب ابيض على مقاس طوله تماماً و مكوي ب دقّه ... مع شماغ حمرَاء ك العادَه رافع طرفها للاعلى و منتثره بقايا طرفها على كتفه ...
ب مجرد ما اخرج جواله طفا الاغنيَة اللي على مقاس هدوئه تماماً و انزَل سماعات الاذن البيضاء عن مسامعه ... و ماكان احد عارف هو وبن مكان نظره ب الضبط نتيجة النظاره الشمسيه السوداء اللي تضم عيونه
الشيء الوحِيد الليي متفقين عليه
ثلاثتهم هو و ضامِيي و ذاك المنسيّ " الاناقه " ...انيقين ب شكل مبهرّ و مهلِك وملفت ..
تبسّم وقت لمح الجده ذهَب الليي كانت جالسه ب الحديقه ك العادَه و كان دايم الجد مهنّا يشاركها ه الجلسه الا انه حالياً مو موجود ..
ل يغمض عيونه للحظه من تسلل ل ذاكرته وقت قال له ضامي ان الجد مهنّا راح يسافِر الهنّد اليوم مع ابنة العمه رحمه الكبيره ... والاكيد انهم حالياً راحوا ..."
ل يتجه ناحيَة جلسة الجده ذهب الليي كانت جالسه ب الحديقه ب كل هدوء العالمِين و بيدها كاسَة الشايّ الدافيَه ... ل يطرق باب مسامعها صوت السلس و الهادىء الممزوج ب لهفه عميقه : " " أنقال لي إن ست الحبايّب مشتاقة لي .. عسى ماطالت الغيّبة ؟؟"ل يتحرّك جو الجده ذهب الراكّد لتلتف ناحية جهة الصوت ل تتفتح الورود في وجهها و تبتسم ذيك ابتسامتها الخاصه فيِه فقط ل تثبّت كاسة الشايّ على الطاولة الصغيرَه و هي تمتم ب قولها بالوقت اللي انزرعت قبلاته على طرحتها السوداء و يدها : " أمييييير ....
ل تبادلّه السلام هي بعد واشتعل
صدرها من اللهفه و الحُب و الشوق ل هذا الصلّب الهادىء اللي قدامَها و ضاعت تجاعيّد يدها وسط صلابَة يده صاحبة الملمس الهادىء مثله : " هلا بالقاطع اللي ما درى عني .. كذا يامك تذوب قلبي من الشوق عليك؟"ليبتسِم لها ب الوقت اللي رجع قبلّ يدها من جديِد ف له تقريباً حول الثلاث ايام عنّها ليتمتم ب قوله
: " " والله كلي عذر لحضرة مقامك السامِي .. غصب عني هالغيَاب إنشغلت بأمي ومواعيدها .. وطيّبت خاطرها وجيتك "...
من مايعرِف عائلة آل مهنّا ب شكل كبير راح يستغرِب حول وجود واحد من غير احفاد آل مهنّا وسطهم ... لكن كانت مكانَه أمير عند الجده ذهب غير غير غير رغم انه عنده ام و اب و اخوان و بيت كامل مكمّل و حياته هناك مشابهه تماماً ل حياته و عيشته هنا ..
لكن الجده ذهب هي اللي تبغاه يكون عندها و حولها ف هو والدة أمير
تكون بنت أختها و حضرت ولادته و عاشت معه كل تفاصيل عمره حتى انها بنت له قسم خاص ببيتها لجل يظلّ عندها ...و اساساً كل العائلة تشوفه واحد منهم و فيهم باستثناء قلّة ...
ل تثبت الجده و انظارَها الصغيره اللي تحاوطها تجاعيّد دليل كبر سنها وسط انظاره المغلفه ب نظاره شمسيّه : " خاطري يقول لي انك عفت هالدارّ و انحشت منها بعد اللي صار بينك و بين بنت رحمه ؟."
ل يلتزم أمير الصمت ل ثوانِيي عند الكلّ و هي عباره عن دهر بالنسبه له رغم انه ماينكِر انه كان لازم يختفي عن الانظار حتى يبرد الجوّ لكن روحته ل اهله ماتصنف تحت مسمى الهرب لانه هو اكثر انسان ب الحياة يواجه و مين ماكان هاللي قدامه يواجهه ف اخر شيء يُتوقع من امير انه يهرّب ل يرد ب قوله الهادىء : " ماهقيّت إنك تظنين فيني بهالظن .. ماهو بأمير الي ينحاش من هالأمور "ل ترد الجده اللي رجعت تبسمت له من جديد
: " " زيّن أشوى .. لأن مابك عيّب ولا خطأ ولا عليّك عتب "
"
"
"
ب نفس القصِر ...لكن ب جهة ثانيَه
..." -
اليوم سافرَت أختها الكبيره اللي امها وعدتها انها راح ترجَع من جديِد ...
صاير نظامها هالايام غريب جداً .، تنام ب وقت أبكرّ و تصحى متاخر وكان ماعندها مهرَب الاّ النوم ... كان بيدها جوالّها الخاص ب
مسلسلاتها الليي بدت ترجع له من جديد رغم ان لها فتره مهملتّه ... ومافيه غير سبب واحِد ل اهمالها هذَا كانت تنظر ب امها اللي كانت تلبس عبايتّها ف هي رايحة مع أمها ل حتى تجيب دوائها الخاص اللي انصرف من الطب النفسي وقت خروجها .. ف حالياً هو انتهى ف مضطره انها تجيبه ف استحاله تخلي بنتها الثانيه لوحدها بالبيت خاصه
ب حالتها الصعبه ...
استقرّت يد امها وسط يدها بعد مالبستها العبايَه بدون أي غطاء يسترّ شعرَها مثلها مثل اختَها ..
ل تخرج امها من الغرفه و تقفل الباب و بيدها شنطتها و مفتاحها و بيدها الثانيه يد هذي الوهَم الصغيره و اللي تمشي خلفها ب كل هدوء كل من يلمحها ماراح يعتقد ان هالبنت الناعمه و البريئه هذي تخرج منها تصرفات جنونيه و كارثيه ..
ل تخرج من القصر متجهين ناحية الحديقه اللي واقفه فيها السياره الكبيره اللي لها سواق خاص ..
تصددت للجهه الثانيه ب مجرّد ما
تراقص نور الشمس داخل عيونها و ماتوقعت لوهله ان تسلل اشعة الشمس ل داخل عيونها راح يكون من صالحها ...كيف انها من اول ما التفّت لمحَت رجل ب جانب جدتها ذهب اللي موقعها يبعد عنها امتار و امتار ... رغم انه كان معطيها ظهرُه و مو واضحه ملامحه ابد الا انها عرفته ..و استحالَه انها تلخبط بينه و بين رجل ثانِي ابداً و تقدر تطلعه من بين الف رجل غيره ...تعرف و جداً هذا الجكيّت الاسوَد اللي ياما تمنت تلمسه عن قرب
...تعرف و جداً عراضة الجسد هذي و هذي الجلسة الخاصة اللي مايجلسها غيره
و اشياء و تفاصيل كثيررره وضحت لها انها فعلاً هاللي قدامها ماهو الا ذاك الكلاسيكي الهادىء البارد الاعصاب ..."
و بلحظه استجابت ل هاجسها المجنون النابع عن شعور عميق ما احد وصل له ابداً
انلهف قلبها و همّت ب الروحه ناحية ذيك الجهة اللي فيها ذاك الصلّب الهادىء و هي تمتم ب همس شبه مسموع : " أميييييييير " ...
كانت مندفعه و منغمسه و مسترسله للحد الليي حرّكت اقدامها ب نيَه الاتجاه ناحية ذيك الجهه و كأنها طفله لقت شيء تحتاجه و تبغاه من مده طويللله و تو يتوفر لها
اكيد انها راح تاخذه ب احصانّها و تفرغ فيه اشواقها الملتهبه
الا ان يد أمها استقرَت على ذراعها و هي تمتم ب جزع و كأنها ملسوعه : " يا امك وين رايحة يا امك تبين تقومين مذابح الليله ؟."ل تنظر ب أمها و انظارَها ماهي متركزه الا على ذاك اللي يقبلّ يد الجده ذهب و كان مبتسِم ومنغمس ب الاحاديِث : " يمممه أميير...أمييير جاء "ماكانت امها قادره على فهمها ابداً .، اضطربت كل الافكار ب راسها ل تاخذّها مع يدها بشده خوف ان بنتها تنفلت منها : " " جاء ولكنه بيهرب لامنه لمحك .. تعالي ولا تسببين مشاكل دخييلك ..."
وماكان لها اي قدره على الرفَض ف أمها ركبتها السيارَه و بالوقت اللي اخذتها أمها فيها للسيارَه ماتوقفت انظارها عنه ابداً وكأنها تروي نظرها عن الأيام الي غاب فيها ، واللي تظن إنها هي السبّب بغيابه عن أركان هالمكان "
-
-
ب تفس هاليوم لكن بالليِل .. آدم ماعاد حاله مثل ماكان ابد .، رغم ان مظهره كان مثل ماتعودوا عليه الناس و مثل ماتعود عليه صاحبه هاللي ب جانبه « سالم » ...
لكن داخله كوارّث .، زلازل .، انهيارات تامّه و مهلكة و قاتله و خطيره ..."
ماكان يدري وش كتب ل شدا ب الرساله لان كل عقله مع صاحبه هذا اللي يغرّد و يترنّم ب احلى الاوصاف ل غزالته الخاصه
كيف انه تورّمت روحه و اشتاقت مسامعه و ابحرّ ب خياله لوصفها و لها . كيف انه روحه متشفقّه لجل بس يعرف اي خبر عنها او اي وصف جديد سواء ب الخلق او ب الاخلاق
كيف انه اللي خاف منه صار و صار ب ابشع طريقه ... صار بدون اي رضا او اراده منه
كان ينظر ب سالم المبتسم و انظاره تايهه ب الفراغ وماتوقف لسانه عن الكلاَم ..يرمي عليه وصف جديد خاصه ان سالم صارت الدنيا مو سايعته من الفرحة كونه لمحها قبل يومين وقت زارّ ابوها ببيتهم و قاعد يرمي ل آدم الموقف و الحدث اللي صار من جديد
كان متنعم و منغمس بالكلام وماكان ينتظر اي ردة فعل من آدم الهادىء و الساكت و العميق و اللي قاعد ينظر فيِه فقط ب نظراته الناعسه و الذابله و المتعبه
كل من يلمح سالم راح يتوقع انه قاعد يتكلم مع نفسه لان آدم مو قاعد يشاركه الكلام ابداً
كان آدم ينظر فيه فقط و مركِز معه و ينظر فيه ب نظرات مافهمها سالم و ولا راح يفهمها
كيف انه هو اللي كان رافض اشد الرفض فعايل سالم هذي و صار الان يتشفق عليها
كيف كان قبل يبعد كل تركيزه و يبعد باله و ذهنه عنها و كيف صارت الان هي سيدة ذهنه و المتصرفه فيه
كيف كان قبل يشتعل من الغضب ان رمى سالم وصف جديد عليها و كيف صار الان قلبه ملهوف لجل بس يفتح سالم طاريها
كيف انه مايعرف اسمها او عمرها او اي تفصيله عن هويتها لكن رغم كل ذا صارت اقرب من روحه عليه
مايعرف عنها غير انها بنت جيران سالم خويه و سالم مايلقبها الا ب
الغزال ...و سالم ماقصرّ خلاها احلى و افضل بنت ب الوجود و مافيه مثلها ابد كان ضايع و تايه ومشتت و مبعثر تماماً
مابين صاحبه الوحيد و بينه هو وروحه الملتاعه
اللي طاحوا ب عشق نفس البنت ____________
٢٨٠ -
-
كان ضايع و تايه ومشتت و مبعثر تماماً ...مابين صاحبه الوحيد و بينه هو وروحه الملتاعه اللي طاحوا ب عشق نفس البنت ...
ماعاد يتحمَل أكثر خطوه وحده و كلمه وحده و راح يتزعزع كل صموده و راح ينهار ثباته الهشّ ...
اخذ جكيته ب قسوه و مفاتيح سيارته و محفظته ومارمى غير كلمة : " مع السلامه " ل سالم بدون ماينتظر اي رد منه ومايدري اصلاً هل هو رد عليه او لا ...يبي يمشي بس يبي يمشي يختلي ب نفسسه ب اسرع وقت جهة ثانيه ...و بمكان ثانييي ..و
بموقع ثاني ..
- "
من لحظة اتفاقها الاخير مع مترجم اللغات هذا هدئت نوعاً ما نفوسهم الضايقَه ... و صار قليل الغضب عليها و كأنه نوعاً تفهم حالتها او ممكن هي سحبت نفسها و كفتّه خيرها و شرّها دام اللي تبيه صار و هذا هو قاعد يتحقق قدامها ..
تكرر عليها ذات المشهَد من جديد وقت حضورها الاول ل هالبلد و كيف صارت هي حديث الموجودين ب المطارّ و كيف صارت هالمره حديث الموجودين ب شكل اكبر دام هاللي معها ماهو الا « مهنّا » و مين يجهلّ مهنّا ؟."
كيف انه بجنبه حفيده مترجم اللغات المعروف و بجانبهم صبيّه ب ريعان شبابها و بعز جمالها و بدون اي شيء يستر زينها باستثناء عباية تسترّ جسدها
كان عارف و جده بعد عارف انها رافضه الحجاب ومايصير ابداً يغصبونها علييه دامها مو مقتنعه فيه
كانت ب أعلى مراحل الدلال بسبب وجود جدّها معها اللي ب مجرد ماتطلب شيء يلبيه لها و كأنه يغرقها ب حبه اكثر و اكثر ماكانت تدري كم من الزمن مرّ و هي بالطياره و ممكن من شدة فرحتها ماحست بالوقت ابداً وولا درت عنه
لانها فعلاً كانت غارقه ب عالمها الخاص
اخيراً راح ترجع تلبس الساريّ من جديد
اخيراً راح ترجع تلبس خلاخلها الكثرّ و اساورها الاكثر
راح ترجع لمعارفها القلّه و بنات الحيّ الفقير اللي كانت فيه و اللي هي متاكده من يشوفونها ب حلّتها هذي ماراح يعرفونها ..."كل شيء كان يمرّ بالنسبه لها بسرعه جنونيه .، و هي هذا اللي تبغاه و هذي السرعه الليي جات ب وقتّها
نفسيتها تماماً تغيرت و حالها تماماً تغيّر و قت اختلط هواء الهنّد وصار ب انفاسها .. البشره السمرّاء .، السكان الكثثثر ..، الشعرّ الطويل .، النقاط الحمراء و السوداء اللي بين الحواجب ...كل شيء كل شيء كل شيء اشتاقت له ...
كيف انه اول شيء طلبته من اول ماوصلت للهند مع ولد خالها و جدها هو : " منزل والدي علي خان .."وماكان قدامهم اساساً غير التنفييذ ف ضامي طوال الرحلة كان صامت و جداً و قضى الرحله كلها ب قراءة كتاب و للحظات يسولف مع جدّه تاركينها هي ب غمرة فرحتها ...

انا السمو الي يناسب سموكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن