بارت 16

3.5K 45 10
                                    

تراجعَت خطوتيِن للخلَف من ارعبّها وقوفُه و من لمحت طولُه الشاهق اللي ارتفع من على الكنبَة و خناجر عيونُه الحادّة اتسعت بدشكِل مُرعببب هي اساساً بدون اي شيء و بشكلها العادي ترعِب ف كيف الأن وقت كُل جنون الغضب طاغيه عليه ؟
ل ترجع نبرتُه الحقيقه نبرته القاسيّة و المُرعبَه وهو ب كل مافيه يحاول يحافظ على أعصابُه اللي ب مراحلها الاخيره اللحين : " والله والله لأهدك وأنهيك لو تحاولين تتكلمين بالطريقة ذي مرة ثانية حدك ومكانك بالجملة الي تذكرين فيها أمي ولا تربيتها لي والله لأنسيّك كيف تعيشين .. وأخليك تتمنين الموت وما تلقينه "
ممكن هذي هي المره الثانية اللي تلمح فيها هالمنسيّ ب هالحاله ف المره الاولى وقت زواجهم وقت اخذها من قصر جدّها .، اشياء كثيرَة بالنسبَه لها ضاعت بسببُه وبهاللحظة ما لاحّ ببالها الا كلامُه عنها وعن اهلَها قبِل ل ترُد وهي تحاول تحافظ على قوتّها وتستمر ب هالكلام اللي بعيد عن شخصيتها تماماً : "" ليه الحق يزعلك ؟ هذي الحقيقة اللي الكل يعرفها أنت ولد الإيرانية اللي سيرتها بكل مجلس وأنت مذلول ومُهان بسببها ماجبِت شيء من عندِي هذا كلام كل الخلايق تعرفُه
ب لحظة من الزمن عجزت عن استيعابَها وعن حسبانها انتقل جسد هالمنسيّ من جانب الكنبَة ل يتجِه ل جانِبها وتستقرّ يده من جديد على معصمّها ب نفس المرَه الماضيَه وقت جابها ل قصرُه .، ب ذات اليّد الغليظه و القبضة الشديدَة للحد الليي رجع لها ألم معصمَها الخامِد .، جمرّ ملتهّب كان مُستقر داخِل عيونه دليل غضببه اللي هي اكثر وحده كانت ضحيّة غضبه الموجعَ و الخطير و المفجع هذا ... كان يسحبّها مع يدها خلفِه ب ذات الوقت اللييي تمتم فيِه ب اعلى و اخطر و اقوى نبراتُه اللي رنّت ب القصر كامِل و كل الروقان اللي كان فيه ضاع تماماً
: " اليوم موتك .. اليوم بنهي هالغرور اللي تتباهين فيه اليوم بكفر فيك
عنقُه محمرّ ، عروقُه ظهرَت كُلها .، ضاقت انفاسُه واسوّدت ملامحُه و كل هذي علامات ل عصبيتُه المُفجعه و هذي بين اياديِه خامدَة و تحاول مقاومته و فك يدها منِه ماكأنها هي السبب ب ثورانُه هذا كان لها طاقه و قوة غريبة باشعال نيران غضبُه ب طريقَه مالها مثيييل
حاولّت فك يدَها منه وجسدها ما توقف عن الارتعاش و هي تلمح طريقهم للحديقَه و ل ذاك القسِم الليي من اهم الاسباب اللي مايخليها تجي للحديقه .، توقفت نبضات قلبَها و حاولت ب شتى الطُرق توقف خطواتها لكِن بنيتّها و جسدها لا تذكر عند قوة هذا المُدرّب الليي بيد وحده فقَط ضيّع كل طاقتها الليي بيد وحده فقَط ضيّع كل طاقتها و قوتها و هالمره طاقته متضاعفه نتيجة غضبُه .،،"
ماكان يستمِع لها ابداً .، ماكان بباله شيء غير شيء واحِد حتى يرتاح من كُل هذا و من كل كلامها المسمموّم و كأنه ينتصر ل اشياء داخله ندم انها سكنتُه تجاهها ...
دخل و دخلّها معه وسط قسم حيواناتُه عند الجزئية اللي هي تبغضها أصلاً رماها ب الوسَط .، و خرّج من القسم كُله بعد ما اقفلّ الباب ب كُل قوتتتته و كل هالفعايل كانت تحت تاثير غضبُه اللي اكيد راح تكون مرفوضة لو كان ب حاله الطببعِيي ..."
اقفل الباب و خرَج ومافيه صُوت غير صُوت انفاسه المُتصاعدَة المُرعبَه .، نظراته ماتوقفت عن الاحمرار و جسده ماتوقف عن ارتجافة الغضب اللي سكننننه
اخذ بكَت دخانُه ب عنف و سحب له سيجارة و رمَاه ب عشوائيَة ب جانبُه و ماهي الا ثوانِي حتى اشتعلت سيجارتُه و بدا ينفث دخانّها ب قسوَة رُغم انه مُختنق حالياً المفترَض يبعد عن السيجارة تماماً لكن مايقدر ماقدر ابد .، هذي ردّة فعلُه ان صابُه جنون الغضب هذا
ينسى الدنيا و اللي فيِها ان كان الموضوع يخصّ أمه
ياما كانُوا اعمامُه اللي مو لاقيين عليه شيء و يبون يشفون غليلُهم منِه يجيبون سيرَة أمه و هنا يتحقق مرادهم تماماً ..."
مافيه شيء يثير اعصابُه الا موضوع امه ان جاء احد تكلم عنها ب الشينَة ينسى العقل و المنطِق كُله ..."
كان يتنفس ب شدَة وكأنه ركض اميال و اميال .، كانت عيونُه مصوبه ل كل شيء ب عشوائية وكأنه مايبغى يفكر ب شيء محدد ل مدى بشاعتُه ...
ساعه وراها الثانيَه و سيجارة وراها الثانيَة لعلّها تخفف موجات غضبُه هذي الليي مايدرِي كيف راح تخفّ لان الشعور اللي داخلُه مافيه أي كلمَة او اي حرف بالابجدية تقدر تعبِر عنُه ..كل شيء مسموح القُرب منه الا ....أمُه ...."
مايدري كم الوقت اللي مرّ وهو على حالُته هذي ،.مايدري كم ساعة مرت بالضبط بس اللي يعرفُه انها اكيد ساعات طويلَة لأن يعرف حالتُه هو وقت يكون غاضب يحتاج ساعات كثيره حتى يخفّ مقدار غضبُه الجنوني هذا .."
و ب ذات الوقت عارِف ان المده اللي مرَت كانت كافيه ل دخُول الرعب ل صدر ذيِك المدعوَة زوجتُه ... ل يرمِي سيجارتُه ب اهمال بعد ما خلّص غرضه منّها .، ل يتجِه ناحية قسم الحيوانات اللي كل التأكيد بباله انه اكيد انهم ما اذوّها لكن كل التأكيد ان تقطع قلبها من الرُعب و هو هذا اللي يبيه ...
و بعد مرور ساعتين اتجه ل يفتح الباب و خناجر عيونُه السوّد تدور حول القسم كامِل يدور على جسَدها ليلمحها متقوقعَه و ملتمّه على نفسها ب جانِب الباب تماماً اللي هو واقف عندُه
للحظه من الزمن توقع انها فاقده للوعي لعدم تحرّك جسدَها لكن ب لحظَة رفعت انظارَها عليِه لانها سمعت شيء بعيد عن صُوت الحيوانات المُفجع كان جسدَها مرتخي تماماً وكأن مافيه اي قوة .، كانت ملامحها محمرّة و اثار بُكاء واضحة كانت فيِه.، كان شعرها مُلتصق على ملامحِها
وانفاسها منقطعة تماماً وكأن مافيه اي نقطة هواء ب الجُو ..،
ملامحها الغاضبة والحاده اللي كانت فيها قبل شوي مختفيه تماماً ومافيه غير ملامح التعب و الارهاق والانهيار و فقدان الطاقه و انعدام التنفُس وكأنها مخلوق شبه ميّت و قريب يفارق الحياة ....
تغيرت ملامحه تماماً و انحنى ل مستوَاها وصار قريب منها جداً توقع راح يكون حالها كذا بس ماهو ل هالحد المؤذِي .، ماهو ل هالحد هذا اللي كانها راح تموت قريباً .، كانت مثبته يدها على الجدار و تحاول تقُوم ب ذات الوقت اللي مرّ على مسامعها صوته ب نبرّة مافهمتها : " كيَان ؟."
ماكان منها أي رد .، ف كل الحروف ضاعت منها من لحظة ما توسط جسدها الليّن هذا القسِم .، كيف انهدّت اركانها كُلها وقت كانت تطرق الباب .، كيف جفّ ريقها و انقطع نفسها من البُكاء ك ردة فعل طبيعية ل أي انسان يكونون محاوطينُه مجموعة من اخطر حيوانات العالم وممكن راح تكون الان غير موجودة لولا الله ثم هذا القفَص اللي كان ك الحاجز بينهم و بينها .، كيف انرعّب قلبها كُله و هي اللي ما بحياتها قابلت حيوان و هي تسمع اصواتهم اللي فجرّت مسامعها صوت زئيرهم المرعب و صوت عُواء الذئب اللي كان بجانبه ذاك النمرّ اللي كان ينظر فيها و الليي رجعت لها حالة خوفها ب موقفها معاهم ب ذاك الوقت .، كيف انها تلمَح مجموعة من اخطر الافاعِييي اللي كانوا يندفعُون ناحيتّها وكأنهم كلهم متفقين عليها و كأنهم كلهم لاقين شيء يتسلون فيه .، كيف كانُوا ينظرون لها و كل حيوان منهم يستعرض قوته وانيابه و مخالبِه قدامّها .،،"
وضعها كان مؤسف و مُحزن و مُخزي .، ماكان يتضح صراخها ل صوت الحيوانات اللي غطوا عليه .، كيف انها ساعات كثيرة عاشت اخطر انواع الرُعب و الخوف و كيف انها بعد هالموقف راح تتغير فيها اشياء كثيرة
وطبعاً تغيرَات للأسوا ...
اما نسايّ اللي كان يتظر فيها و كيف ذبلت خطواتَها و انخطف لُونها وماعندها ذرَة طاقه .، منهدّ حسدها تماماً و قلبها مُتعب وماهي قادرة تتنفس ابد .، فيه اشياء كثيره لو عرفتها كان راح يكون حالها اهوَن من هالحال اهمّها الافاعِيي اللي كان مسحُوب سمّها و موجودة ك مظهر فقط .، لكن هي ماكانت تدري عن كل هذا ..، استقرّت يده الصلبّه فوق يدها ك محاولة مساعدتها وهو ياخذ نفس من اعماقُه : " هاتي يدّك ...كيان .."
نفضت يدها منه ب قسوَة و عيونها ب العون تقدر تفتحها و صوت كحاتّها ماتوقف .، كانت تكُح ب شكل كبير و جلدها احمرّ تماماً دليل وجود
الحساسيَه و كيف انها رافضة مُساعدة هالمنسيّ اللي هو السبب ب كُل شيء هِي فيه ماتبي شوفته .، و لا تبي تسمع اسمه او صوته .، ولا تبي يدها تحتك بيدُه .، ولا تبي ولا شيء منه حتى فكرَها ماتبيه يزورها فيه ..."
ماتدرِي وش اللي جاب العاملَة الاسيويَة ل هالمكان لكن مايهمّها اهم شيء انها موجودة اهم شيء فيه احد يساعدها بعيد عن هالمنسيّ .، واللي نسَت عتبها على العاملة و سمحت لها تساعدَها حتى تتجِه ل غرفتها ذيك اللي ب كل مرَه تثبّت لها ذيك الغرفه انها هي امانها و مستقرّها ..."اما نسايّ اللي رمى نفس عميق من اول مادخلت لبوابة القصر الداخليَه واختفت عن عينُه .، خللّ يدُه وسط خُصلات شعرُه ومايدري هالنفس اللي رماه هو النفس الرقم كم ؟. لكن هذي كانت حيلتُه وعاجز يشرح هذا الحال اللي هو فيه .، لان مهما كان اكيد كسر خاطرُه حالها و مظهرها .، لكن ب ذات الوقت كان يرمي اللّوم عليها .، لو ما رمت بعباراتها المسمومة عليه ما كان هو وصل اعلى مراحل الغضب الغير مسؤول عن فعايله ب ذيك اللحظات
لو ما جابت طاري امه الليي حاط قدامها مئات الالوف من الخطوط الحمراء ماكان صار هذا حالَها ... لكن ب ذات الوقت ماينكرِ انها هي كانت ساكنه عند اعمامه يعني اكيد اعمامُه عبوا ب راسها كلام كثير مثلها مثل اولاد عمه البقيّه ...غير كذا هي ماقالت غير الكلام اللي سمعتُه و اللي كل الناس تعرفُه واللي دفعها ل هالكلام هو غضب من البدايه كان فيها مايدري وش سببه
لكن هو كذا مايتحملّ ما يتحملّ ابد و يتصرف تصرفات يندم عليها ب كل الندَم بعدين ب جهة ثانية « قصر الجدّ مهنَا..»
ارتطَم جسدّها الليّن ب حُضن أمها الليي احتضنتها ب الوقت الليي تمتم هالمترجم اللي كان شبيّه نسايّ تماماً واللي كان ب اعلى و اخطر مراحل الغضَب والدليل الاكبر نبرة صوته المُشتعله من قال : " " هذي البنت تستاهل السجن ياعمة .. بنتك ناوية تفضحنا .. بنتك صاحبي يتصل علي و يقول الحق على بنت عمتك .. والله لأقطع كل الطريق عليها
لو تعيدها .. والله لأخليها تتمنى الموت وما تلاقيه لو نوت السفر من جديد "الكُل انذهَل من دخول ضامي المُفجع و الغريب و الفجائي لهم و بيدُه قطعَة بنت مغلفه ب عباية فقَط ومايصدر منها اي صُوت
كان الجد و الجدة و العمة رحمة و وهم كان الجد و الجدة و العمة رحمة و وهم كُلهم موجودين ب الغرفه ليتمتم الجد مهنّا اللي وقَف بعد ماكان جالِس وهو ينقل نظرُه بين ضامِي الغاضب و بين بنتُه و حفيدتُه : " اهدأ يا ضامي اهدأ احمد الله ان ..."
ل يقاطعُه ضامِي اللي ماهو قادر يتنفس من القهرّ و صدره منكوّي تماماً كيف ان صاحبُه فِراس ما نساها و ما نسى شكلها و للحينه متذكرّها .، لان معرُوف و باتفاق الكُل ان كل من شاف سراب ولو ب الصدفه استحالة ينساها : " " ماحولي هدوء ولا بهدأ ياجدي .. انا آخر عمري يتصلون بي من المطار يقولون الحقو بنتكم يالمهنا . وين كرامتنا الي بحدود السماء
وييين وينن ؟. ليه حنا ناقصين فضايِح زِود ؟؟.""
ليلتف على عمتُه و شماغُه بيدّه و ازارير ثوبه العلوية مفتوحَة وهو يتمتم ب تهديد و وعِيد : "" هذا انا اقولك ياعمة
ووالله ما اعيد هالحكي .. لو تخطي هالبنت خطوة برى حدود البيّت .. مايبقى حجر صاحي بهالمكان هذا "
ليرفع بعدها خناجرّه الحاده ناحية سراب اللي كانت خلف أمها و كانت تفرُك ذراعها ب محاولة تخفيف الالم الناتج عن قبضتُه ليستحضر لغته الهنديَة رغم ان حاله مايسمح ابداً ليتمتم ب نبرَة كانت كافيه ل ارعاب كُل الموجودين : " اقسم انني سانهيك عن الوجود ان خطوتي خطوة واحدة للخارج .. فهمتي ؟؟ .."
وما انتظر منها او من غيرها اي ردّ و خرج للخارِج و صفع الباب خلفه ب شدَة .، العمه رحمة اللي ماكانت عارفه كيف تتصرف و ايش تسوي لفت على بنتَها وعي تنظرّ فيها
بدموعها اللي احرقت خدها : " ليه يا يمه ليه ؟. انا ماصدقت القاك لجل تغيبين عن عيني مره ثانيييه ؟.. ويش اللي شفتيه عندنا لجل يزعلّك ويخليك تبعدين عني ؟. ماهو كافي السنين العجافّ اللي عشتها بدونك انتِ و اختك ؟.. يالله ياربي انك ترفق ب حاليي ..."
كانت عارفه ان بنتَها هذي ماراح ترُد عليها لكن ماقدرت تكتم هالعتاب ب قلبها .، الجدة اللي خرجت بعد لجل تخلي الام مع بناتَها ب حالهُم و هي تهز راسها ب كُل آسى وماتدري متى هالحال الاعوج بيستقيم ...و ما كان فيه أي تحرُك او ردّ من سرَاب الليي للحينها عبايتها عليِها و تدور ب
انظارها ب الفرَاغ او ب معنى أدق ب مكان واحِد ب البقعه اللي كان واقف فيها ذاك المُترجم و ولا احد قادر يحلل معنى نظراتها هذي ابداً ..
- -
ب جهة ثانية و ببيت ثاني « فلّة عبَاس »
-
-
حاوَل ب أنُه يغيّر عادتُه اللي دمرتُه هو و ازعجت أهل بيته الللي هي التاخر ب التواجد ب شركتُه وبدا يغيّر بعض مواعيد شغلُه حتى يتفرّغ ويعطي وقت اكثر للتواجد ببيتُه و فعلاً نجَح و هذا هُو راجع للبيت ب وقت أبكرَ وكانت العادة يوصل البيت على
الساعه 1٠ او 11 بالليِل .، لكن حالياً من بعد ما صلى العشاء رجع للبيِت ..."ماكان يدرِي هل هي عندها خبر ب تواجدُه او لا
وان شافته هل راح يتردد ببالها سبب وجوده ب هالوقت و راح تتقبلّ وجوده بهالوقت او لا بعد كل هالمدّة ؟.
اليوم كُله ماشافها وهذا مؤذي ب شكل خرافي لعينُه و له هذي مصيبه اذا يمرّ يومه بدون مايشوفَها ...
و طبعاً كل هالتوقعات و هالهلوسات و هالافكار كانت ب داخله بس .، مظهره الخارجِي مايوحيّ ابداً بالي ب داخل هالانسَان ... كان بيدُه لابتوبُه الاسوَد ومحتضن جسدُه ثوب أسود سادَة بدون ولا شيء مستقرّ على راسُه وحولُه اوراق و ملفَات وملازِم .، لانه عارِف حالّ البيت و عارِف ان اغلب وقتها ب غرفتها او عند اولادها و هو تعب من التفكير و لو كان فاضي وما يشتغل راح يكون تفكيره حولها خطير لانه راح يتمَادى و راح يسوي فعايل راح ترفضها ه الخفُوق
ل ذا السبب قررّ يشغل نفسه شوي لان اهم شيء انه هو موجُود ببيتُه ب
اوقات ابكَر ... و راح يكتشف اشياء و اشياء تصير ب غيابُه رفَع انظارُه للاعلَى ب الوقت الليي اخذ فيِه نفس قطّع كل عروقه من لمحها ناويَه تنزل للدور السُفلي و كانَت مُبتسمة والاكيد ان ابتسامتها مو بسببُه لانها ب مجرَد ما لمحتُه اختفت ابتسامتها تماماً وكان واضح على ملامحِها الذهُول من وجودُه ب هالوقَت خاصة من نظرة عيونها المُستغربة اللي استقرَت عليِه .،
كانت ب مثل عادتها ببيتَها و حتى من قبل تتزوج كانت دائماً متزينه و أنيقَه و مُرتبَه و من يوم جات هالفلّة وهو هذا لبسها دائماً تلبس الفساتيِن او الملابس الغاليه و تتزيّن و تتعطر و تذكرّ نفسها دائماً انها هي قاعدة تتزين ل نفسَها لانها ياما تزينّت ل هذا الانسان وما اعطاها اي وجه او خاطِر ..." و حتى وقت يكون موجود ماتخرج قدامُه ب هاللبس لانها اساساً بمجرد مايجي هو من شركته هي تروح تنام ماتبي تلتقيه ابداً .،. ل ذا السبب صابها الذهُول من وجوده ب هالوقت المبكرّ
حاولت تعدّل فُستانها السكريّ اللي كان يوصل ل نصف الساقّ ب الوقت اللي اعطتُه ظهرها و نيتها ترجع ل غرفتها ماتبي تنزل وهو موجُود لكنّها توقفت خطواتها من سمعت نبرَة صوتُه
و من الجملة او الكلمتين اللي رمَاها واللي بعثرت كيانها من قال
: " فُستانِك ..." لياخذ نفس ل ثانية " فُستانِك حلو .."انغرست اقدامَها ب الارَض وكانها نسيت كيف تمشِي لتلتَف عليِه و هي تنقُل نظرها بين فُستانها السكرّي و بينُه .، ل وهله توقعَت انها سمعت غلط او انه مايكلمها لتمتم بدون وعي منها ل وهله توقعَت انها سمعت غلط او انه مايكلمها لتمتم بدون وعي منها " تقصدنِي ؟. فُستانِي أنا ؟."
ل ترجع تنظر ب فستانها و كانها لاول
مره تشوفه رغم انها حافظتُه تماماً و كأنها تحاول تدور عن شيء مميز فيه اجبرّ هذا الجليدي يخرج عن صمته ل يصيبها كلامه البسيّط من جديد وهنا تاكدت انها ما تتخيّل ونظراته كانت عليها
: " ايه ياخفُوق ... هاللون لايق بك .."
ماكانت تدري هذي الانثى اللي قدامُه عن الطاقه اللي استنفذّها ب قول هالكلام البسيط ابداً .، ماكانت تدري كيف حاول يستفرِغ كلامُه اكثر وده يمدحّ جمالها هي .، وده يمدح عيونَها الدعجاء المرهقه و ده يمدح خصلات شعرّها هذا اللي يهلكُه .، وده يمدح جسمّها الغض اللي ما كانها أم ل طفلين أبداً .، وده يمدح اكثر بس مايقدر .، مايقدر ابداً و ولا هو متعوّد و صعب حيل عليه كافي اللي قاله الليله حيل كافِي ...
رفع أنظارُه ل هذي الواقفه قدامُه و اللي فعلاً هو مُرهق حيل من جمالها هذا الليي يعذبُه و ولا هو قادر يتنعّم فيه .، نظر ب ملامحِها اللي احمرّت ل شيء اشبه ب الخجل مرّها .، رجعت خصلات شعرها للخلّف و عيونها تدور بين كل الاتجاهات الا اتجاهه تصاعدت أنفاسها و مارردت عليه لانها ماتعرف ايش اللي تقولُه اصلاً .، مذهولة حِيل مذهوله .، نظرَت ب فستانها من جديد كان سادَة تماماً باللون السكري سوصل ل نصف الساق و عاري الاكمام و شبه ضيّق كان عادي تماماً مافيه شيء يجبرّ الصامت على الكلام
ياما لبست لُه ببدايات زواجها انواع الفساتين و ب كل الالوان و بكل الموديلات ... لكن ماكانت تلقى منه أي تعليق سواء سلبي او ايجابِيي ..
كيف كانت قبِل من تجي من اي زواج او مُناسبة ماتغير لبسها وماتنزع زينتها لين يجي هو و يشوفها و تنذهل انه يجي ب وقت متاخر وما يقول لها غير
" تصبحين على خير .." ويروح ينام
فُستانها الاحمر و الاسود و الازرق و البنفسجي كلهم مالفتُوه وولا فيهم شيء ثارّ اعجابه .، فستانها السكريّ هذا هو اللي اخرجه عن صمتُه
كيف ان كلمتين فقط " فستانك حلو " اربكّها و خلاها تعيد النظرَ ب هذا الجليدي الصامِت اللي للحظه استشعرت بدا يذوُب جليدُه وينساب تحتها
ماكانَت تدري ه الخفُوق ب أنها من بداية زواجها ل يومها هذا و اتفه تفصيل منها او من فساتينها ماغاب عن عينُه ،.ومخزّن داخلُه وحاجز له مكانه خاصَة ب اجزاء عقلُه حتى انه كان حافظ ردود فعلها بالايام الماضية وقت مايعطيها اي تعليق عن لبسها او زينتها او انوثتها المُفرطة كيف كانت تختفي ابتسامتها و تذبلّ لهفتها و يسكن الحزن عينها و ماكانت تدري ب أنه وقت أشاح بوجهه عنها ب الوقت المناسب ب الوقت اللي هي تبيه و تختاره
كان مستمرّ ب شوفتها في كل الاوقات الغير مُناسبة الجامعة ...شدا -
كان هاليوم أتعب يوم بالاسبوع بالنسبَة لها ... لانه اكثر يوم في جدولها فيه محاضرات كثير .، و من جهة ثانية حالة بيتهُم و عائلتهم تجبرها على عدم التركيز من جهة كيان اللي ماتدري كيف احوالها وكيان كل ماتسالها ماتبرد قلبها ب الاجابَة .، و من جهة ثانيَة من عمتها رحمة و بناتها اللي ب كل يوم مدخلينها ب مصيبه و ب تعب جديد ..."
ماوعّت الا على همّس شادن لها من قالت
: " وينك فيه ؟. اصحي تحضيّر .." نظرت ب شادن و وجعَت نظرَت ب جموع البنات اللي حولها و عرفت ان المحاضرة انتهت من تمتم الدكتور المتواصل معهم عن طريق الشبكة ومو واضِح غير صوتُه من قال : " هيا يابنات انتهت محاضرتنا لليوم
و بأخذ الحضور .. من تسمع إسمها تعلمني .. إستعجلو ماعندي وقت ..."
كل البنات اعتدلُوا و الكل كان مرّكز مع الدكتور اللي بدا ينادي بالاسامي بالابجدية بداية من حرف ال أ
حتى وصَل ل حد حرف الشيِن و بدا ينادي ب قوله " شادِن سليمان ال ..."
ليصيبُه صوت شادن المسموع : "
موجودة "
ليتمتم بعدها ب قولُه : " شذا عوض ال ...
ليصيبه رد البنت اللي اسمها شذا : " موجودة يادكتور.."
حتى وصَل ب قوله لاسم : " شذا علي المهنّا ..؟"ماكان فيه اي ردّ ..
ليرجع يكرر و واضح بنبرة صوته الاستعجال
: " شذا علي المهنّا ؟؟....
شادن اللي التفت على شدا و هي تدقّها ب خفه مع يدها و تهمس ب قولها : " يناديك يا هبله .."
ماكانت ملامه شدا وقت تكره هذا الجزء من المحاضرة لأن الكُل يغلط ب اسمَها الكُل باستثناء قلّة مايذكرون لتلتف على شادن : " سمعتيه يقول شدى ؟؟ لاطبعاً .. كيف عرفتي إنه يناديني ؟؟."ماكان فيه اي ردّ ..
ليرجع يكرر و واضح بنبرة صوته الاستعجال
: " شذا علي المهنّا ؟؟....
شادن اللي التفت على شدا و هي تدقّها ب خفه مع يدها و تهمس ب قولها : " يناديك يا هبله .."
ماكانت ملامه شدا وقت تكره هذا الجزء من المحاضرة لأن الكُل يغلط ب اسمَها الكُل باستثناء قلّة مايذكرون لتلتف على شادن : " سمعتيه يقول شدى ؟؟ لاطبعاً .. كيف عرفتي إنه يناديني ؟؟."ليصيبها همس شادن ب مجرد ما انهت شدا كلامها
: " شدا مو وقت هبالك .. بتأكلين غيَاب على هالتصرفات .،"
ل ترُد شدا عليها ب اندفاع : " " مو من حقه يعطيني غيّاب .. هو الي أخطأ ب نطق اسميي وهو الي بيتحمل هالخطأ .."
ل يلتفتون كلهم وقت داهم مسامعهم صوت الدكتُور من قال : " " الآنسّة شذا بنت علي مالها نيَة ترد ؟ ولا غايَبة ؟."ل تاخُذ شدا نفس عميق وهي ترجع و تعيد نفس السيناريو ب كل محاضرة لتمتم ب هدوء و اتزان و صوت
مسموع : " " دكتور لو سمحت .. الإسم مكتوب قدامك بالطريقة الصحيحة .. ماعندنا إلا شذا وحدة بهالمكان .."انتشر السكّات لخمس ثواني فقط ليتمتم الدكتور بعدها ب قوله وهو يشددّ على الاسِم
: " اسفين انسة " شذا " ما كاننا ندري انك تقدسيّن اسمك ل هالحَد
شدا اللي اخذت نفس عميق و غمضت عيونَها للحظة ب محاولَة انها تهدىء نفسَها ومايكون مصير هالمحاضرة مثل المحاضرات الماضية : " دكتور شدا مو شذا ..شدا بالدال مو بالذال ...ب حرف الدال ب الحرف الثامن من حروف اللغه العربية ش د ا شدا .
استنفذت طاقة كبيرة و هي تمتم ب هالكلام المندفع مره وحدَه واللي حفظتُه اصلاً لانها دائماً تذكرّ الدكتورات و الدكاتره ب اسمها
ليصيبها ردّ الدكتور بعد كم ثانيه من كلامَها هذا وهو يتمتم بقوله من جديد : " اجل شدا المهنّا ..موجودة ؟.
لتبتسم شدا من اعماقها ب مرَح تامّ وكانها حصلَت على جائزة كبيرة و حققت انجاز عظيم و هي تمتم ب صوت مسموع ب زيادة : " ايوة كذا .حاضرة حاضرَة
-
-
ب نفس اليوم " بالليل " قصر الجد مهنّا " خرج من مجلِس الرجّال اللي ظلّ ساعتين مشاركهم وجودُه
لأنه اساساً عقله مو معهم ومع هروجهم ابداً ..غير كذا أمير ماكان موجُود لان امير هو الوحيد اللي يحب يسولف معه و يفهمه ...و اساساً هو كان مُتجه ل يقابل عمتُه اللي حدُه فيها كان ب ليلة امس وقت رما بحضنها بنتَها الليي كان متأكد ان هدوئها ذاك خلفه كوارِث و هذي هي الكارثه
صارَت لاحّ بباله هاللحظه تنبيهات و كلام جدُه له حول خطاويه ل غرفة عمتُه و بناتّها رمى نفس عمِيق وهو مايدري ويش اللي يبيه ب الضبط ؟. يبي يعرف حال عمته و يهوّن عليها و ب ذات الوقت مو متحمِل ابداً شوفَة سرّاب لكنه لازم يشوفَها لانه مو فاهم ابداً ويش اللي يدور ببالَها ؟.
و بالوقت نفسُه كلام جدُه له يرفرف ببالُه
تراجعَت خطواتُه وهو يدعِي ب داخله ان ربي يهدِي سرّ عمتُه و يطمِن بالّها .. ليلتفت ب الصدفه ناحيَة جهة القصر الجانبيَه اللي كانت جهة الالعاب الخاصة ب اطفال العائلَة و كانت تقريباً ب جهة نوعاً ما مُظلمة
لكن هالظلام ما منَع عيونُه ابداً ب انُه يلمحَها و يلمَح جلستّها الغريبَه وسط الظلام اتجهت خطواته ناحيتّها وبقلبه عتاب العالمين العتاب المُخيف حول كيف عمته تخليها تطلع من الغرفة بعد سواتَها أمس ؟. و وين اهل القصر عنها ؟. و هي كيف ما سمعت كلامه وخرجَت خارج الغرفة و كيف و كيف و كيف ؟
كان واضحة بدايات الغضب اللي يحاول يكتمُه ب خطواتُه و استحضر كلمات اللغه الهندية هاللحظه حتى يقدر يتفاهم معاها بالشكل اللي هو يبغاه لكن كل هذا تلاشى من شافها دافنَة ملامحها بيدّها وماهو باين غير صوت شهقات مكتومه دليل انها ب حالة بكاء " ماكان بكاها عادي و طبيعي ابد ل كل عين تشوفَها .،
كان واضِح انها غير مُنتبهه ل وجودُه لانها كانت مسترسلَه ب البُكاء ومنغمسَة فيه و كأن عندها فائض من الدموع و لازم تتخلص منه كانت تستفرِغ عبراتّها و حُزنها و ماضيِها وعذابها و كُتمانها اللي دمرّها ... ماغاب عن عينُه اشاحة بصرّها للجهه الثانيه و تغيّر ملامحها من لحظة ما حسَت ب وجود احد وكان الوضع راح يختلف لو كان شخص ثاني غيره لكن وجوده هو بالذَات ماراح يكون عادي ابد ...مسحت دموعها ب قسوَة و دمرّت وجنتها من استعجالها ب مسح الدموع وكأنها رافضة ان اي عين تلمَح دموعها و ضعفها هذا و انكسارَها ...
ل يصيبَها صوتُه اللي ماتدري تصنفُه تحت اي كلمَة او مسمى ؟، لكن تقدر تحدد موقعه من نبرَة صوته .، قريب قريب جداً : " مابِك ؟. "
كلمته هذي اللي رمَاها عليها ب لغتُه الهندية المُتقنة كانَت كفيلَة ب رجُوع سيّل الدموع الليي ماغاب اصلاً الا انها حاولت تخبيّ دموعها اكثر و هي
تتصدد ب ملامحها للجههة الثانيه و هي تمتم ب صوت حاولت تخليه
واضِح : " دعنِي و شأنِي...اريد ان ابقى وحدِي ممكن ؟. لن اهرب كن مطمئناً ..."
ماكأنه اعطَى كلامها هذَا اي اهتمَام
لانُه رجع و سألها من جديد : " حسنا سا أغير صيغة السؤال .، : " ماللذي يبكيك ؟. اجيبي ؟."
كانت تستشعِر ب وجودُه ب القرب منها وسط ظلاَم الحديقَه هذا .، للحظه حست من استشعرت استفسارُه انها مُجبرة على البوح ب اللي داخلها .، و ايش الجديد ؟.مو هي من بداية حضورها ل هالبلد و هي مُجبرَة
و ماكانت قادرَة تلتف ل ناحيتُه لانها ماتبي تشوف مُستوى القرّب بينهُم لان نبرته قريبة منها جداً ...
لكن غيرَت قرارها هذا من انتشرّ السكات بينهُم لتلتفت ل ناحيتُه ل تلمحُه منحنِي بطولُه ل مستوَاها ويفصلّ بينهم بضعّ امتار يعني ب المعنى الواضِح ماكان قرِيب منّها بشكل كبيير و لكن ليش نبرته كانت قريبه جداً منها ؟. "
ل ترفع ب انظارها عليِه وقت داهمها صوتُه و للحينها اثار الدموع مُعلقه بين اهدابَها
: " كانت وجهتِك للهنّد ؟...تريدين الرجُوع للعذاب و الفقر و الذلّ و الجُوع والمبيت ب الشوارع وسط الرجال اليس كذالك ؟."
ماتدرِي كم الوقت اللي مرّ و هي مصوبه ب انظارَها عليه تحاول تستوعِب كلامُه ل ترد ب قولَها المُنفعل له وسط اثار البُكاء اللي عيّت تخف : " انت لن تفهم شعوري ابداً ..." " أنا هنا أرتدي رداء ليس ردائي .. أعيش حياة ليست لي .. أنا هنا لست أنا .. أشعر بغربة مميتة تتسَرب لصدري .. أنا أعاني هنا .، ارجُوك تفهّم "... ماتوقف سيّل نظراته عنها ابداً و معظم تفكيرُه اتجَه ل كلامها الغير مفهوم ابداً ب نظره و ما قدر
يستوعبه .، كيف انها متناقضة و جداً مو هيي تقول ان الشيء الوحيد اللي مخليها ب هالمكان هو اختَها ف كيف الان تترك وهَم وراها و تمشي ؟."
ليبتسِم ب سخريَه و نظراتُه تشبعّت من منظر الدموع هذا اللي رجع لوجنتّها من جديد رغم ان الظلام دامِس لكن كان فيه ضوء عنيد مُصرّ على الاضاءه جهتهم
: " توديّن العودة اذاً ؟ حسناً إذا أخبريني من سيفكر بأختك ؟... كيف ستعيش ؟ مع من ستضحك وتبكي .. كيف ستغادرين تاركة خلفك قطعة منك .. ألم تخبريني في يوم ما أنك تحملتي كل هذه المشقة لأجلها .. هل توديّن أن تذهب سدى كل هذه المحاولات ؟."
ممكن هذا هو الحوار الاول اللي يكون بينها و بين مترجم اللغات هذا و يكون بعيد كل البعد عن الغضب الجنوني و عن حدة الكلام و حدة النظَر
ل تتصدد للجهة الثانيه و بكل مره تمسَح دمعه تنزل اضعافها ل ترُد و شعور الوحشَة المميته مو راضي يفارق صدرّها : " أختي لم تعد طفلة كما عهدتها .. كنت سابقاً خائفة عليها لأني لم أكن مطلعة على أوضاعها .. أما الآن فستكون بخير من دوني .. إنها بحضن عائلة دافيء غير ذلك هي ب اعلى مراحِل فرحّها و راحتها و هذا هو المهم "..
لتلتزم السكّات ل ثانية و كأنها تحاوِل تستفرّغ كل شعورها المميّت وما توقعت للحظَة ب انها ممكن تفرّغ ب كل هاللي داخلها ل مترجِم اللغات هذا .، ل تاشرّ على نفسَها و عيونها الدامعه استقرّت عليه
: " لكن أنا ... تحملّت وصبرت ببداية الأمر لانك انت قلت لي ب أن هذه البلاد هي بلدي الأم و أن هذه العائلة هي عائلتي و هذا البيت بيتي .، لكن لم استطع اقسم ب انني لم استطع التحملّ اكثر ..."
لترمي نفس عميِق وكأن كل ذرات الهواء انقطعت عنَها : " هنا عادات مُختلفه لا افعل الامور اللتي احبها و ولا ارتدي اللباس اللذي احبه .، انا فعلاً اريد العوده ل موطنِي .،
" أشعر بحمل كثيف على صدري .. أشعر إني ضائعة ومشتتة .. أنا هنا أموت .."هو فعلاً مو قادرِ يفهمها ابداً .، الواضح ان مو بس وهَم الغريبه حتى هذي السرَاب منبع و مصدَر الغرابة للحظة تذكرّ عيشتها هناك ب ذاك الحيَ و ذاك البيت و عند ذيك المراه الهندية و بنتها اللي كانوا يقفلون باب البيت و هي للحينها ماجات .، للحظه حسَ انها هي تبغى ترمي نفسها ب العذاب : " " أنا حقاً لا أستطيع فهمك بتاتاً .. لماذا تودين العودة للشخص الذي
أرهقك المكوث معه ؟. .. ان كنتِ لا تعلمين ساخبرك ب افعال تلك المرآه .، لقد بدلت بينك وبين إبنتها وقت حضوري لاخذِك وكانت تود أن تعيشين حياة تعيسة وتعيش إبنتها بدلاً منك حياة الرفاهيّة .. كيف تستطيعين الإشتياق لشخص قاسِ هكذا ؟"
ل يصيبها ردّها الواجم و هي تنظر ب كل الجهات الا جهتُه و لحظه خلفها الثانية تلتصق ب الجدار اللي خلفها و كأنها تحاول تبعد عنه و تخلي مسافات بينهم رغم ان فيه مسافات بينههم ماكانوا ب ذاك القُرب " لست مهتمة بها .. أود الرجوع
لعلي خان
لتسكت للحظه و من بعدها قالت : لا توجد أي كلمه ب معاجم اللغه استطيع وصف مكانة ذلك الرجل في حياتي اود الرجوع له ف هو ب حاجة لي " لا احد يهتم به هُناك الجميع مشغول ب نفسه هو ب حاجة الي مثل حاجتي انا له
استحالَة يفكر للحظه ب انه ينكِر انها
فعلاً كسرَت خاطرُه .، وشعور الحُزن نحوَها طغى عليِه .، للحظه تذكرّ كلام امير اللي دايم يقول له حط نفسك مكانها وتخيّل اللي مرت فيه هذا غير الاشياء اللي للحين مايعرفها عنَها .. ليرمِيي تنهيدَه ب ذات الوقت اللي انتشر السكَات بينهم باستثنَاء صوت شهقاتَها اللي تحاول تخفيها و تهديّها ليتمتم ب لغتُه الهنديّة المُتقنة : حسناً بما أنك تتحرقين شوقاً له هكذا .. وبما أنك ضائعة لهذا الحد الفضيّع .. سأقف بصفك هذه المرة وأعدك أن هذه الطريقة ستخفف من وطأه الشوق عليك ولكن إن كنت سألتزم صفك .. ستلتزمين صفي أنتي أيضاً . "
من لحظة ما انتهى من سكب كلامه ب مسامعها التفّت ناحيتُه ب لهفة عريقه و اهتمام بالِغ و انفاسها تصاعدت ل حدّ كبييير تمتمت ب هنديتّها و اثار الدموع بعدها معلّقه على صفوف اهدابها : " لم أفهم .. ماذا تقصد ؟"
ليجيبَها ب قولُه وهو متأكد ب ان حالها راح يتغير تماماً وقت تسمع كلامه : " " أقصد أنني سأجازف وسأتركك تزورين الهند كل عشرة أيام أو متى ما سولت لك نفسك وبالتالي لن تعيشي هذه الغربة التي تقصدينها .. ولكن عليكِ أن تتصرفي مثلما أريَد .. أود أن تعيشي حياة لائقة هنا .. وأن تتعاملي مع والدتك بإحترام .. حتى وإن كنتي لا تحبيّنها للابأس أن تمثلي عليها وتدعيّ الحب .. المهم أن لا تحزن ..يكفي حُزنها المرير ب السابِق اريد ان ارى فرحتّها الكاملة بِك
وكأنها بشرّت بخبر تنتظره من سنين .، تفتحّت الورود في ملامحِها .، سكنّت ثغرّها ابتسامة و هذي المره الاولى اللي يلمح فيها مبسمها و مو بس هو كل اهل القصصر .، ما احَد يلمح مبسمّها ابداً لتمسح دموعها بسرعَه و مره تضحك و مره تبتسِم وماتوقفت تحركاتَها المتلهفه : " موافقة .، موافقة على كل اللذي تقولُه .. لا اعلَم كيف اشكرُك ؟ مالقت منه اي ردّ سوا انه اعتدَل ب طولُه التامّ وهو يرمِي تنهيدَة تامّة من
من لحظة ما اختفَت من مكانَها متجهة ناحيَة البيت و يدها ملتصقه على وجنتّها تحاول مسح دمُوعَها و فرحتها ما احد يقدَر يشرحّها و يتخيلّها .، و رغم انها عارفه ان ممكن افراد هالعائلَة يرفضون روحتّها لكن دام ذاك المترجم تدخّل بالموضوع و مسؤول عنه ف راح ينحلّ لا محالَه ..
"
اما ضامِي الليي اتجهت خطواته ناحيَة القصر بذات الوقت كان ينظَر ب المجلِس و تلاشى توترُه ب ان ممكن جدُه يلمحه معَها .، مايبي جدُه ينبهه مره ثانيَه لان كل هالتصرفات تصير بدون ارادَة منّه .،
ل يدخل ناحية القصر بعد ممكن خمس دقايق من دخول ذيك السرَاب
وما احد يقدر يمنعه من دخول القصر
لان اصلاً جناحُه هو داخلُه و غير كذا الجدّ منعه من دخول غرفة عمته مو القصر كلّه ..
و من اول ما دخَل القصر وقعت عينُه على منظرّ ما تخيل تحققه ب
هالسُرعه ... وما توقعّ حجمه راح يكون هالكِثر .، و ما توقَع سرعَة تنفيّذ ذيك السرَاب اللي مرتميّة ب
حُضن امها رحمة اللي ذهلّت و انصعقَت من مبادرتها هذي .، و كيف امها رحمَة تشدّها ل حضنها و هي مو مصدقه ابداً ذوبان الحواجز بينها و بين بنتَها الكبيرَة ...
كانت ذيك الراقصَه مُبتسمة و هي مرميه ب حضن امها كل من يلمحها راح يعتقد ان ابتسامتَها نتيجة الشعور اللي صابها دامها ب حضن امّها الباكيَة من الفرح هذي
لكن هو وحده يعرف ان فرحها هذا ماهو الا نتيجة اتفَاق بينهُم و هي بدت ب التنفيذ ل ثقتها الكبيره فيه و اللي لو خان هالاتفاق ما احد راح تضيّع مشاعره و يتدمرّ قلبه غير عمته رحمَه و هذا اللي مستحيل يخليه يصير ..
-
-
اليوم الثانِيي .. ب الليِل -
أمِير هالمرَة مابدَت خلوتُه مع النجوم بدرِي .، ب هالليله تاخر لقاه فيِها .،. كان مُستقرّ ب قسمُه الخاص و ب روتينه الخاص و ب حياتُه الخاصَة
كان مؤجل فترَة التأمل الليلَه لان خاطرُه هالليلَة مالّ ل جلستُه ب قسمُه افضل
كان بيدُه كوب قهوتُه الخاص و مشغِل السماعات ب قسمُه على اغانِيي و اشعار فصيحَة و قديمَه و اكيد انها هاديَة .. و مرخِي الصوت نوعاً ما للحد اللي هو بس اللي يسمعّه كان مقررّ يمرّ على نسايّ هاليوميِن ف هو من اول ماتزوج ماشافُه ومقضيها معُه اتصالات فقط .، رمَى نفس عمِيق وهو يرجَع يشرَب من قهوتُه من جديِد .، و رغم انه كان ب جوّه الخاص يعنِي ماعنده اي احَد الا انه كان ب كامِل اناقتُه و عبق البخور يفُوح منّه .، ب ثوب أبيض يحتضنُه جكيتُه الكُحلي الثقيل مع شماغ حمراء منتثرة اطرافها على اكتافُه
كان يعتقِد انه الوحيد ب هالقسم دامه قسمه الخاص لكن تلاشى اعتقادُه هذا كُلياً من استشعرّ تغُير المكّان وداهَم مسامعُه همس الخُطوات دليل بُطئها .. ل يقُوم واقف و يلتَف للجهه الخلفيه وما امدَاه يستوعب وجودَها نتيجة يدَها اللي التفَت حُول نحرُه وارتفاع جسدّها نتيجة طولّها البسيِط بالنسبة ل طولُه الفارِع المشابه ل طول ذاك المنسيّ ...
توسعّت عيونه و توقفت خلايا عقلُه وهو يستشعر ترجمتها للمعنى الحرفي لل « حُضن » ..كانت محتضنتُه
ومتعلقه يدَها الصغيره حول نحرُه و مغمضه عيونها و منغمسه ب شعورّ و عالِم و احساس ثانِيي ...
و ياليت وقف فيها الحال ب فعلتها هذِي فقط .، لا حتى مظهرَها ماكان عادِي و كل من يلمحها راح يجي بباله انها كانت متجهة ل موعِد غرامِي او ناويه تقضي ليلَة رومانسيّه مع زوجها او حبيبَها ...
كانت ب فُستان أحمر قصيِر طويل الاكمَام اخذتُه من عند شدا و شدا اعطتها اياه ب منتهى طيبة النيّه ...
فاردَة شعرها القصيِر كُله ومتمردة خصلاته على ملامحها مع حيوية مفرطَة ب ملامحها و لهفه قاتله و با ابهى اطلالَة و ب احلى منظر و اللي كل من يشوفها راح يعتقد انّها بنت من بنات الليل البعيدات كل البعد عن الطُهر و العفاف .، لكن هو ب ذاته يعرف انها هي مو كذا .، ابداً مو كذا ..
تغيرّت ملامحه تماماً و

انا السمو الي يناسب سموكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن