« صدقيني بينهبّل »
كانت هالكلمتين صادرة من شدا الليي كانَت مركزَة انظارّها على كيَان اللي للتو انتهَت من المكيَاج و اللي اصرّت شدا ب انها هي ترُوح معاها المشغَل و هي تتطمن على شغلها ب نفسها .."
التفَت عليها كيَان ب نظرَات استغراب خامدَة ل تكمّل بعدها شدا ب نبرَة ملهوفه و متحمسه و شغوفة اكثر و هي توضح مقصدها الواضح اصلاً : « " مربي الحيوانات اللي مابعمره تأمل وجة يحمل كل هالحلاوة بتفاصيله .. لو يلمح طرف خدّك تخدرت أطرافه .. الله يجمّله بالصبر هالليلة"»
كيَان الليي تصددَت للجهة الثانيَه ب كُل هدوء العالمِين و السكَات الطاغِي كان هُو اللي منتشر فيها و ما فيه غير شدا اللي تتكلّم عندَها تحاول تخرجها من سكّاتها المرّ هذا و كأنها تبث الهواء ب مخلوق ميّت
: « " تدرين ؟.لو تسمعِين كلام خفُوق عن القاعه و تحضيرات الزواج و المعازيم اللي حضرُوا راح ترتفع معنوياتِك حيييل .، ماخلّت و ولا بقّت و هي تمدح ب كل شيء .، مع ان كل شيء صار بسرعه بس النتيجة اسطورية "» ...."
ل يصيبَها ردّ كيَان الهادي و جداً من تمتمت ب قولها و هي تنقل نظرها بين شكلها بالمراية و بين شدا
: " خلصتِ من كلامِك ؟»
شدا اللي تسلل الفرَح ل داخلها كون كيان بدَت تتأمل نفسها بالمرايه و تعدل شعرَها والاهم انها بدت ب حوار ل ترّد عليها : " " ايه .. بخاطرك شيء ؟"لتمتم كيَان ب هدوء : " خاطرِي انك تروحين للقاعه اللحين دامك متشفقة هالكثر للزواج ...عشان تساعدين أختك وتخلصين باقي التفاصيل اللي تحتاج آخر اللمّسات واللي انا وصيتّك عليهم ب البيت .. أنا مطولة شوي تعرفين عروس "
ل ترّد شدا اللي اعتدلت ب طولَها و رمت جوالها داخل شنطتها ب استعجال و كأنها تنتظر الشارة ل أنها هي انتهت من كل شيء ب عكس كيَان
" أجل تمام دام الوضع كذا .. ودامني أصلاً تطمنت إنهم مارح يقلبونك مهرج كل اللي كنتي تحتاجينه وحده تبرز تفاصيّل وجهك وجماله وهذا اللي حصل الحمد لله .. يالله باقي بخاطرك شيءّ ؟"
ل ترّد كيان اللي كانت تنظُر ب ملامحِها اللي برزّت و ظهرَت ب شكِل مُلفت و كبير من لمسات مكياج بسيطه كان دورها بس تألق ملامحها المنطفئة اكثر
: " " لا ... انا راح ارجع مع السايّق من المشغل للقاعَه على طُول .."
ل تبتسم شدا و هي تمسح على كتفها ب خفه " اجَل اشوفك هنَاك ان شاء الله
..هيا مع السلامه و شوي و تجيك مصففة الشعر و اعطيتها تفاصيل التسريحة لاتخافين .."
و ما كان من كيّان الا تترقبّها من المرآه و تهز راسها ب الايجاب للحد اللي اختفت فيه عن عينَها .."ب جهة ثانيَة « قاعة الأفراح » .. -
قسم الرِجال ...
-
عند بوابَة القصِر ..
- كان الحال مكركّب نوعاً ما .، ماكانت الكركبة في حالهم الظاهري كانت الكركبه في دواخلّهم .، دواخِل الاعمام و دواخِل سهلّ و آدَم و باقي اولاد العمّ اللي ما شبّوا الا على كُره " نسايّ " و كأنه مبدأ من مبادئهم اصروا
الاعمام على غرسه فيهُم ..
- ب عكس الجد مهنّا اللي كان مبسُوط و حِيل بعَد و اللي من فرحه يبغى يطيِر و ب ذات الوقت يشاركونه الفرحة ضامِي و أمِير اللي كان كل واحد عنده شغلَه حالياً .، ...
نسايّ اللي كان واقف عند سيارتُه ب اطلالتُه النهائيَة ثُوب أبيَض مكوّي ب دقَه على مقاس طولُه الشاهِق و عراضَة جسدُه و مناكبُه ،. و فضَح عضلاّت ذراعه الصلبّه ل شدة ضيقُه من الجزء العلوِي .، مع شماغ حمرّاء مزيّنه ب عقَال أسود و استثنى هالليله ب أنه يرفع شماغه للاعلى مثل عادتُه .، خلى شماغه على عادتها تنتثِر على كتفُه .، مع جزمَة سودّاء لامعه و جديدَه وكبكّ يد فضيّ مُناسب مع ساعته الجلّد السودَاء اللي نابعه عن ذوق خاص ماله مثيّل ...، وماكانت اطلالتُه مختلفه بس من الاغراض المحسوسه .، لا .، حتى عوارِض ذقنه اللي كان يحبها ب أن تكون ثقيله هالمره خففّها و رتَب عوارِض فكّه حتى يكون مظهرُه ب أنه فعلاً عريِس و هالتغييرَات مازادتُه الا فخامَة ممزوجة ب اثارة و شبوبيَة مالها مثيّل .، و كان عبق عطرُه عباره عن بخُور ثقيّل ممزُوج بعطرّه الرجالِيي اللي مايغيرُه ابداً ليتكوّن تركيب ل عبق موجعّ و فخم يصدر منِه .."
كان واقف بجانب سيارته السوداء
الكبيره و بيدُه جوالُه ل حتى يقطَع هدوء حالتُه اللي ماكأنه عريِس ابداً ل شدة هدوئه و برودُه صوت ابغض عم من اعمامُه اللي كان واضِح الحقّد فيه و عدم الرضا ل خسارتُه كون كيّان صارت زوجَة هذا المنسي اللي قدامُه : " " لاتحسب نفسِك الربحّان يا ولد غانِم والله انك تبطِيي ...بعدك ماشفت شيء ... "
ل يصيبُه رد ابن اخُوه البارِد هذا اللي مايرتفع غيضُه الا ان جات سيرَة أمه و اللي كان حالياً ب اهدى مزاجاتُه : " وشدعوه ؟. حنا داخلين حرَب ياعمي ؟."
ل يصيبُه رد العم علِي اللي كان ب
جانب أخوه حين قال ب ذات الغيض : " " لابالله معركة كرامة .. وخل عندك علم محد بيخسر بها غيرك .. و محد بينهان فيهَا غيرك .."
ل تهرب ابتسامَات و تستقرّ على ثغرُ هذا المنسي وهو يهز راسه ب أسى باسِم : "
" إستهدوا بالله بس .. مهب لأن بنتكم صارت تحت شوري قمتم تهبلون بالكلام .. عيّب ياعم كبرنا على حكي البزران اللي تقوله .."لينهِي هذا الحوارّ اللي تعوّد عليه هالمنسِي و على طريقة انتهاء اعمامه له حين قال العم بدر ب نبرَة حامية : " " بنتنا مصيرها بترجَع لنا و ترجع تحت جناحنا من جديد ..و بتشوف "...
و بمجرد ما انرمى هالكلام اتجهوا هالاثنين ل داخِل القاعه ف هم
مجبورين يقابلُون الضيُوف و
مايغيبون عن مناسبة مثل هذي ..، خاصه ان المعازيم يجونهم من كُل حدب و صوب ل أن الكل يبغى يشُوف زواجات عائلة آل مهنّا ... نسايّ اللي تبسَم ببرُود ساخِر على حالهُم هذا و اللي على كلام جدُه ب أنه راح ينتهي ه الحال ب مجرَد ما يتمّ هالزواج و هو ماله الا ينتظِر و يشوُف
ب الوقت اللي جاء فيِه ضامِي اللي وقفّ سيارته ب الجهة الجانبية للقاعه و بين اياديه بشّت و كان خلفُه أمِير و يبعده ببعض الخطوات و كلهم متجهين ناحيتُه
: " تخيَل .. لفيت هالمحلات كلها بس عشّان ألبي رغبتك وأجيَب لك هالبشت اللي كله سواد الله لايسوّد قلوبنا .. تعرف عريّس وماينرفض لك أي طلب ب ذات الوقت اللي جاء فيه أمير و هو يثبّت قطرَات من عطره العوّد حول معصمُه و كأنه ينهي اطلالته هو
الثاني ل يبتسم ب قولُه : "
" والله شوريي عليك يا نسايّ .. تستغل هالميَزة دام مفعولها بيبقى يوم واحد بس .. آمّر ؟."
ليبتسِم نسايّ اللي اخذ البشت من يَد ضامِي و بدا يتمتم ب قولُه : " والله لو لكم حيّل والا قوة و تبون تسوون فيني معروف .. خذو عيّال مهنا من بين عيوني .. خلوني أخذ راحتي ب هالليلة "ب مجرد ما انهى كلامُه تراكمت
ابتسامات ضامي و تحولَت ل ضحكة ل يقول بعدها : " عاد لنا حيَل على كل شيء إلا على عيال مهنا ..
" ليبدا ي عاتبُه ب خفه " وبعديّن يارجل أنت مشيت كلامك عليهم .. المفروض تروح ترز طولك ذا عندهم وتملاهم قهر .. ليه تنقهر أنت مانيّب فاهم "
ل ينظر فيه أمير بعد وهو يهز راسه ب قلة حيلة و ب ذات الوقت نبرته كانت ممزوجة ب عتب لأن من كلام نسايّ واضح ان اعمامه اختلُوا فيه و كرروا موالهم الدايّم : " " يارجل هذا عصبي .. العصبيّة تسري بعروقه حتى وهو المنتصر تلقاه يا منقهر يا زعلان .. مدري متى بيروف بروحه .."
ل يرّد عليهم نسايّ و هو ينثر البشت الأسوَد على جسدُه من رمى نفس عميق : " محد بيفهمني .. ياعالم أنا ما يبقى بي عرق صاحي من ألمحهم .. شياطيّن والله .."
ضامِي اللي بدَا يعدَل البشت على نسايّ أكثر و يتفحصه على طوله أكثر وهو يبتسِم : " الله أكبر بس يا ملاك آل مهنّا .. أقول إلبس بشتك وأنت ساكت .. خذيت وجه بزيادة وقمت تتعالى علينا..."و ماكان رد نسايّ الا ابتسامَة خاصه من رمَى عليهم أمير الساعه و اللي المفروض الآن يحضرون كل المعازيم و لازم يكون العريس موجُود ..
-ب جهة ثانيَة ... « قاعة الحريم ..» " شتات "
-
ماتذكُر متى آخر مره حضرَت زواج ك ضيفه عاديه مثلها مثل باقي المعازيِم .، لأن من ساعة ماوعّت عالدنيا و دخلت ل أول مره قاعه افراح ب حياتها كانَت ب هيئة مُطربة أفراح وماقد حضرَت زواج ك انسانه معزومة عليه ل قلّة معارفها ..."
هذي هي المره الأولَى الليي تكون ب قاعة و تنظر لها من نظرة المعازيم بعيد عن دور المطربة .، رُغم انها اقترحَت ب وّد على كيَان انها تغنى ب زواجها لكن ماكان واضح على كيّان القبول مو ل كرّه فيها لكن من الجملة اللي قالتها حين قالت لها : « خبّي صوتك ل مناسبات و أفراح أرقى ...هالليلة ماتسوى ..» ...
كان واضِح على كيّان عدم الرضا و حِيل بعد .، و من جهة ثانية جدها مهنّا اللي اصرّ ب هالزواج ب أنه يعلِن ل كل الناس ب رجوع حفيداته تحت جناحُه من جديد يعنِي راح تكُون عند جهة جدتها و حريم خوالها بعيد كل البعد عن مكان المطربة
و صدمة الحُضور ما تصدّق ل شدة ذهولهم ان مُطربة الافراح المشهورة والمعروفه على مستوى هالمنطقة ماتكون الا حفيدة من حفيدات آل مهنّا ... !
"
عدلّت طرَف فُستانَها الكُحلِيي الغامّق الماسِك تماماً على جسدَها و ب ذات الوقت ماتوقفت يدها عن تعديِل خُصلات شعرها اللي تتمرّد على ملامحها .، و من جهة ثانيه كانَت مُراقبَة اخت شدا " خفُوق " الليي ماتوقفت للحظه عن النظَر لها و
مُراقبتها المُراقبة المحبوبَة .، و ما اكتفت خفُوق ب مراقبتها من بعِيد بس ف هذي هي تقترِب منها ..
ممكن مدة معرفتها ب خفُوق اربع ايام فقَط ،. لانها للتو استقرت ب السعوديَة بعد ماكانت ساكنة ب الامارات .، و مع بعثرَة الزواج و تجهيزاته ماكان فيه وقت حتى يتعارفون ب شكل اكبر ..خاصة ان خفُوق كانت في بيت زوجها و ما حضرت عندهم الا مرتين تقريباً
لتتقدم عندها خفُوق بابتسامتها الآخاذة من قالت
: " ياكُبر حظيّ دام المُطربة اللي
مصرّة اني اجيبها ب عرس اخواني ل كثرّ حبي لها ماتكون الا بنت عمتِي ...والله ل هاللحين ماني ب مصدقة ..."شتات اللي تبسمّت لها و ماكانت عارفه ايش المفترَض ترّد عليها الا انها قالَت ب رنينها الانثوي الواضح : " و لو ودّك تجددين زواجِك و اغني لك ب عرسك انتِي بعد ماعندي مانِع ..."
" ايه بالله ودّي ...ماغير وش يفكنا من لسان العرَب يقولون وش هالمهبوله اللي تسوي لها عرس بعد كل هالسنين ؟."
كانت هذي جُملة خفُوق اللي رمتَها على شتّات اللي اكتفت ب الابتسام فقَط و اتجهوا بعدها هم الثنتين عند الجدة ذهَب و العمَة رحمة اللي كانوا واقفين عند باب الاستقبَال ...و ماغابت عين العمه رحمة لوهله عن بناتها اللي كانُوا جالسين ب طاولة قريبه منها حتى بس تتطمن عليهم .."
كانت أجواء الزفاف فعلاً آخاذه و مُلفتَه و مُبهرة ب شكِل كبييير .، سواء من القاعه الفخمَة جداً او من الكوشَة و زينتَها اللي نابعه عن ذوق راقي ماله مثيّل او من لبس العاملات و طريقة تعاملهم ؟."
الكُل كان فرحَان ب هالزفاف ماعدا حريّم الاعمام اللي كانُوا يظهرون الوّد و الفرح و يكتمون البغض و الزعلّ .. خاصة « خالدة » اللي توقعت ان كلامَها ل كيان راح يخرّب هالزواج وممكن يخلِيها ترفُضه ومايتم هالزواج كلُه .، لكن بعد ايش ف هي خلاص صارت زوجتُه و ملكتها كانت اليوم العصِر عليه و تمّ كُل شيء .. لكن ماكان بيدها أي حيلة تماماً مثل زوجها و اخوانُه .."و شدَا اللي كانت تدور ب فستانّها الناعِم المنفوش اللابق تماماً لشخصيتها و طابعها المرِح مع قصّة شعرَها اللي زادتها نعومَة و براءة مالها مثيل و كأنها بنت ال 1٤ سنه ما كأنها ب السنة الاولى من الجامعة و ب عُمر ال 1٩
و بيدها المُبخره اللي يفوح منها اطيب انواع البخُور و بجانبها شادِن اللي ماكانت تختلف عنها كثيِر كانوا متشابهات و حِيل الا ان شادن شعرها اطوّل اكثَر .. و بدت مراسِم الزوّاج .، و بدَت المُطربة ب الدقّ و صوتها اللي كان يرّن ب أركان ه القاعه و اللي كانت من اختيار شتّات اللي اصرّت ان هالمطربه هي اللي راح تحييّ الزوَاج .، و توافدُوا الضيُوف اللي كانوا من كل الفئات حريم كبار و نساء و بنَات و أطفّال للحد اللي امتلت القاعه تماماً ..،"
و الكُل كان يسئل عن البنَات الثلاث الجدد اللي انضموا ل عائلة مهنَا و قامت شدا ب المهمة ف هذي هواياتها ب أنها تحكي عن عائلتها او تعرّف عن أفرادَها و استمرّ الزوَاج للحَد اللي اقترَبت زفّة العروسة اللي ل حد الآن مالها أي آثر .."
ماكان الموضُوع مُستغرّب الا عند البنات ف الساعه اللحين قريب ال 11 و المفترَض تكون زفة العروسة اللي المتعارف عندهم ب انها تكون بعد ساعة يعني ع الساعه 1٢ ..."
شدا اللي حاولّت تطمّن نفسها وتقنِع نفسها ان مافيه شيء غرِيب و هذي بدّت تتصل على كَيان اللي مافيه منّها أي رد ... اصطنعت الطبيعية و بدت تتصل مره و مرتين و ثلاث و عشرّ .، و مافيه أي رد منها ..."
ماغاب توتر و اضطرَاب شدا عن
خفُوق اللي كانَت مُشرفة على كُل شيء ب القاعه ل تقترب منها و هي تزيّح فستانها الطويل حتى تقدر تمشِي : علامِك ؟."ل ترَد شدا اللي حاولَت توازن انفاسها : " كيان للحين ماجات ؟. و ادق عليها من اليوم ماترّد .."
خفُوق اللي انصعقَت انصعاق تامّ و هي تقترِب اكثر من شدا لانها تذكرت ان غرفة العروسة كانت مقفله و
توقعت ان كيان تبغى تاخذ راحتَها ل ذا السبب ماتفقدتها
: وشلُون ماجات ؟. شدا تكفين المعازيم ينتظرونها .."
ب ذات الوقت اللي سمعت كلامهم الجدَة ذهّب اللي كانت تبغى تتطمن على كيان ل أن استحالة يخفى عليها حال كيان ب الايام الماضيه ف تبغى تشُوف حالها اللحين و ب ذات الوقت ب تشوف طلّتها ب الابيض لكن اللي انصدمت منه انها دخلَت الغرفة الخاصه ب العروسة و لقتها فاضية تماماً الا من بعض اغراضها ل تتجِه عند خفوق و شدا اللي كانُوا واقفين ب ممر بين القاعه و بين الممر الخاص ب الغُرف ...
لتمتم ب استفسار حادّ : " " بنت عمِك وينها فيه ؟"
شدا و خفُوق اللي التفوا عليها ب ذات الوقت ل ترّد خفُوق وهي تنفث نفس عميق : " ماندري ياجدة ماندري .، للحينها ماجات الجدة اللي اتسعت عينها الصغيرَة و هي تمتم و يدها على عصاتها : " ويش اللي ماعندك علم ؟." العرس صار ب نصه و الزفه قربت و هي ماجات للحين "
ل ترُد شدا اللي تحس ب أنها هي المُلامة ل كل هذا ل انها هي اللي كانت معاها اخر شيء : " " ما أدري والله ما أدري .. هي قالت بتجي مع السايّق وللآن مامنها حس .. لي ساعة أتصل عليها جوالها مغلق
تمتمت ب هالكلام ب ذات الوقت اللي تكررر فيه الاتصال للمره اللي لا تعد من كثرها .."ل يرتفع صوت الجده ذهب ب دُون وعّي منها و هي تضرب ب عصاتها ب الارض ب حزِم مُفجع : " " شلُون مغلق .. وش هالحكي اللي ينقال .. عروس بليّلة زواجها جوالها مغلق ولا لها حس .. فيه زواج بدون عروسة ؟ إنهبلتي يوم انك تركتيها لوحدها ؟.""
شدا اللي تراجعت ب خطوات للخلف ب خوف من حزّم جدتها هذا و هي
تخبىء نصف جسدها خلف خفُوق : " " جدة والله هي اللي قالت لي انها ب تتاخر عشان كذا انا جيت مع آدم قبلها .."الجدَة الليي ارتفعت حرارتها و تصاعد الدمّ ب جسدها ل شدة غضبَها و هي قاعدة تفكرّ ب العواقب اللي اكيد راح تكون خطيرَة ان صار اللي ببالها : " ووشلون هاللحين ؟؟. البنت وينها ؟؟. كلمي ذا المشغل الزفتت وشوفي وش صار عندهم ؟"
كان واضح نوعاً ما الجوّ المتوتر اللي فيِه الجدة ذهَب و البنَات ل حريم الاعمام و للعمة رحمَة و ل شتات اللي جوّ كلهم ناحيتهُم .، كانوا المعازيم يعتقدون ان هناك زفّة معتاد عليها ب الزواجات قبل زفة العروسه او انهم يتجهزون ل زفة العروسة ماكانوا ي عتقدُون ان العروسة اساساً مالها وجُود ..
" حتى السواق اتصل عليييه وولا يرّد كانَت جُملة شتات اللي كيان راحت مع سايقها الخاص و ماكان صعّب على شتات ب انها تفهَم الموضوع من كم حوار نطقُوه و من ملامحهم المُريبه و القلقه .."
ل ترد خفُوق : " و يمكن صاير لهم حادث .،"
ل يصيبهم ردّ الجدة اللي كان على مسامع كل افراد هالعائلة اللي كانوا حريم الاعمام و العمة رحمة و البنات من قالت ب نبرة حادّه ل شدة غضبها :" -لو صار لهم شيء كان درينا .،. ما خلونا كذا نضرب اخماس ب اسداس وولا احنا عارفين شلون نتصرّف .."
خالدَة اللي اخفّت ابتسامتها الواسعَة جداً .، كانت تحسب ان كيّان سوت كذَا من الكلام اللي قالته لها ماكانت تدرِي ان كيّان من يوم ذاك الحدث و هي مقررَة لتمتم ب اصطناع للتوتر اللي هم فيه : " هاللحين وش الدبره ؟. المعازيّم يحترون زفة العروس .، الوقت تاخرّ .، عز الله انفضحنا الليلة .."ل تمتم خفُوق اللي تحاوّل تدارِك الوضَع و عينها على المعازيم الكُثررر : " " خليّنا نقلطهم على العشّاء .. عالأقل نمرر وقت لحتى نفهم سبّب غيابها طول هالوقت ""
لتمتم حسنة اللي كانت زوجة العم
مروَان المشابهة نوعاً ما ل خالدة لتمتم ب قولها : " " ما أقول غير الله يستر .. والله يعدي شر هالليّلة على خير وما ينفضح إسم آل مهنا .."
و فعلاً قلّطوا المعازيم على العشَاء اللي المفترض يكون بعد الزفَة و ماكان غايب عن أنظار المعازيِم شدة التوتر و القلق اللي كانوا فيه أهل الزوَاج ل تتقدم وحدَة ناحية خالدة لتبدا تسألها : " " وش هاللي حاصل يا خالِدة ؟.".. ماخبّرنا تروح العروسة بدون ما نشوف وجهها .. وش سر هالليّلة ؟."
كانت هنا فرصة خالدة قوية ل تحقيق مُرادّها و فضح هالعائلَة و خصوصاً ذاك المنسيّ لتمتم باصطناع لعلامة الفُضح : " " لا تسألين .. والله يا سالفة هآل مهنا سالفة ! ساكتين وبالعين ألسّنتهم من خوفهم من هالذهب . . البنت ماجاءت ولا أنسّمع حسها طول اليوم .. والله أعلم وين أراضيّها "ل ترّد الضيفه اللي تغيرّت ملامحها تماماً : " " اللي سمعته قالُوا انها راحت ل بيت رجلّها صحيح ؟"
ل ترّد خالدَة اللي بواسطتّها بدا ينفضِح الخبر هذا اللي الكُل حاول يخبيّه حتى يسترون على ه الفضيحة
: " "وين ياحظي ؟.. هذا عذر يتعذرون لكم فيه .، البنت لهم ساعة يتصلون عليها و ماترد لا هي وولا سايقها والله اعلم وين ديارها "كيف عروس ماتجِي ب يوم زواجها ؟. اجل ل مين هالكوشة ؟. و ينها فيه ؟. و مع مين هاربة ؟. ل هالدرجة ماتبي زوجها ؟. اجل ليه وافقَت ؟. .. ويش صاير ؟ الله يسترنا ب ستره .."
كان هذا الكلام اللي يتداوَل بين المعازيِم اللي وحدة عرفت و قالَت للي ب جنبَها و اللي ب جنبَها قالت لامراه ثانيه سالتها .، و لحظة و راها الثانيَة بانّت السالفه للمعازيِم اللي بدُوا يقل وجودهم دليل خروجهم من القاعة و انتهاء الزواج ب نظرهم ب فضيحَة .، كان عادي نوعاً ما ان ما كانت العروسة موجودة ل أن الاغلب يعتقد انها ماحضرت للقاعه وماتبغى الزفَه ف تتجه لبيت زوجها ب شكل مُباشر
لكن لولاَ خالدة و حسنة حربم الاعمام ما فضحوا الموضوع ماكان أحد عرِف
خاصَة ان الكوشة كانت مزينة ب شكل ماله مثيّل و الكوشة ماتتزين الا ان كان فيه زفة أكيدة للعروسة .."ب مكان ثانِيي ..مُغاير تماماً ل هالمكان ..
كانَت تنظُر ب جوالّها الليي احترّق تماماً من شدة الاتصالات ..." كانت مقفلَة الصوت و تلمَح اسمَاء
المتصليّن فقط .، شدا و خفُوق و الجدة ذهَب ...ماتوقف للحظة جوالّها اللي بيغمى عليه من اتصالات هالثلاثَة بالذّات ..
و مو بس جوالها حتى جوال السائق حقها اللي وصتُه انه يقفّل جوالُه هو بعد ل أن ب مجرد مايرّد عليهم راح يعرفون موقعها هي ويِن و هذا اللي ماتبيه ..."ب مكان ثانِيي ..مُغاير تماماً ل هالمكان ..
كانَت تنظُر ب جوالّها الليي احترّق تماماً من شدة الاتصالات ..." كانت مقفلَة الصوت و تلمَح اسمَاء
المتصليّن فقط .، شدا و خفُوق و الجدة ذهَب ...ماتوقف للحظة جوالّها اللي بيغمى عليه من اتصالات هالثلاثَة بالذّات ..
و مو بس جوالها حتى جوال السائق حقها اللي وصتُه انه يقفّل جوالُه هو بعد ل أن ب مجرد مايرّد عليهم راح يعرفون موقعها هي ويِن و هذا اللي ماتبيه ..."الآن تحِس ب انتصارَها الانثوِي
البسيط ب نظرّها .، الان لقتّ ردّ و انتقام ل كل اللي سوّاه فيها .، سواء من ناحية الحريق او من ناحية الكلام اللي كان هو شرارة نارّها هذي ..."
و ماكان هو فقَط المقصوّد ب انه يفضَح و ينكسر تماماً ب هالحركة لا .، كُل اعمامها و جدها بعد
لأن ماكانت راح تعرف عن كلامه ذا لو ما سمعته .، ماكانت راح تعرِف لان ولا واحد من اعمامها وو لا جدّها قالوا لها و الكل سترّ عليه هذا وعلى قولتهم يكرهونه اجل كيف لو يودونُه ؟،"استحالة تنسى شعورَها القاتّل وقت انرمَى على مسامعها الكلام .، استحالَة تنسَى كسرَة القلّب والخاطر و الرُوح اللي مرّت فيها ...كانت تبغى توريه و توريهم ان حتى لو أبوها و أمها
أموات هي تقدَر تاخذ حقها ب يدّها .، وماتحتاج جموع رجال هالعائلة حتى يوقفون معَها ..."
استحالة تنسى بكائها طول الليل .، استحالَة تنسى ان جدّها ب الذات هو اللي عرضَها عليه و كأنه يبغى يتخلص منها مثل ماتخلّص عمها علي من خفُوق
و كُل ماتحاوِل تهدىء و تتوانى عن فعلتّها هذِي يرجع كلامه الصادر من صوته الرخيّم يرُن ب اذنَها ..."
الآن هي فعلاً مُرتاحة وماهمها ايش راح تكون العواقب اللي اكيد راح تكون خطيرَة ...الشيء المهم عندها انها رجعّت كرامتَها و ردّت لعريسها المنسي و لرجال العائلة حركتُهم فيها ..
لتمتم ب هدُوء : " أنوَر لفلف ب الشوارِع ل حد ما اقولك نرجع للبيت .."و فعلاً نفّذ أنور كلامها و بدا يلفلف ب الشوارِع بدون أي نيّة ل مكان مُحدد و ابتسامتها ماتوقفّت و هي تلمح الاتصالات الكثيره اللي احرقّت جوالها .."
-
-
-
ب جهة ثانية ..
« لك أنسة شدا سدقيني مابعرف عنا شيء .، هيّ خرجت من عنّا شيء قبل ساعتين من هلاّ .."كانت جُملة عاملَة المشغّل اللي كانت تعرف شدا حِيل و تفاجآت من اتصالها المندفع و السريع
ل ترُد شدا الليي الدنيَا قايمَة قاعده و كأن اعصار قوِي مرّ ب الزواج و دمرُه تماماً :" طيب ماقالت لك وين رايحة ؟ ماقالت لك شيء ابد قبل ما تطلع ؟. جولِي كيّان للحين ماجات شوفي الساعه قريب 1٢ و نص .."
جولِي اللي انفجعَت تماماً هي متاكده كيّان ع ال ٩ طلعت من عندها ل ترُد : " والله مابعرِف قلتلِك هي خرجت من عندي بكيّر .، لك هي حتى شعراتا ماخلتني سرحهن انشغل بالي معِك والله .. « " وش الدبره اللحين ؟. و الله للحين مانِي مصدق انها هي بالذات تسوّي هالسواه .." »
كانَت هذي جُملة أمير المنكسرَة و اللي كانَت ممزوجَة ب ذهول طاغِي جنوني ماله مثيّل
ل يصيبه رد ضامِي اللي كان يتأمَل ب نسايّ اللي كان يسلم على وفود
المعازيم اللي ماتوقفوا عن الاندفاع ا يتمتم ب ذات حالة أمير : " " نسايّ المهم هاللحين و شلون نعلمه ؟. أمير الموضوع ترا صعب حِيييل
ل يرُد أمير ب اندفاع مُستعجل : " " إقطع هالحكي .. والله لو ينسّمع هالكلام لينتهي هاليوم بأسوء مايكون"
ل يرُد ضامي اللي باقي له خطوات قليلة و يُوصل ل مرحلة الجنون و هو يتخيّل ردك فعل نسايّ اللي أكيد راح تكون خطيييييرَة : « " شلون نقطعه يا أمير .. مصيره يعرف مابقى شخص بهالمكان الا درى بهالمصيبة تبيه
يخفى عن العريس ؟ أمِير اللي كان مايبي يقولون لُه وسط جموع الناس هذِي كان مقصده
يقولون له ب مكان مايجمع غيرهم و ب ذات الوقت يتخيل ردة فعل نسايّ : « " والله خايف يا ضامي ...خايف يشب النار بكل هالمكان ويدمر كل اللي ماتدمرّ ..»
ضامي اللي نسى وشلون ي تنفس ووشلون يكون انسان طبيعِيي ل يتمتم " " اسمع حاول تسايسه لين يطلع
برا المجلس .، و نعلمه هنَا ...تكفى لايدري من اعماميي .."
أمِير اللي تنهد هو الثاني و هذا أصعب موقف مرّ فيه ب حياتُه كلها .، صعب حيّل عليهم الاثنين يزفّون خبر مثل هذا ل خويّهم .، صعب حِيل صعب .."
و فعلاً نجَح أمير ب انسحَاب نسايّ من القاعه ب كُل خفَة العالمين و ب شكِل مايوترّ الضيُوف ار يستغربونه
و هذا هو نسايّ الحفيد الأكبر واقف قدامهم ب مكان مايضمّ غيرهُم و عينه عليهم ليبدا ب قولُه : " " وش هاللي تتهامسون فيه ؟ لكم ساعة وأنتو مختفين وهاللحين ماينسمع صوتكم ؟؟"
ماكان غايّب على نسايّ همسات الرجَال اللي كانت فعلاً مُلفتَه ب هالليله و توقَع انهم يتكلمون ب أصله و فصلُه خاصة ل أصل أمه و من مالقى من أمير و ضامِي أي رد سوى نظرات متبادلة بينهم تمتم ب قولُه : " " وش اللي حصل ؟ ليه ألمس بهالمكان الغرابة ؟"ل يبدأ ضامِي ب الكلام اللي مايعرِف وشلُون يقولُه و ولا هو عارف وشلون يمهّد .، خاصة ان الجد مهنّا عند بوابك الحريم الخلفيه الآن .، يعني ماراح يقدر يساعدهم الجد مهنّا اللي اكثر واحد يقدر يهدّي نسايّ ان اشتعل ب غضبُه
:"
" أول شيء روق وعّدل مزاجك .. ولا تثُور علينا "
نسايّ الليي ذبلت اعصابُه تماماً ل يرميهم ب نظرات من خناجر عيونه الحادَة : " " أقول تكلم ترى بدت النار تشتعل بصدري .."أمير اللي هز راسه ب قلَة حيلة : " " لا كديّنا خير دام من البداية كذا .."
نسايّ اللي فعلاً تسلل التوتُر الحاد ل صدرُه خاصة من ملامحهم و نظراتهم ل بعض ومايدري ليه ربَط همس الضيُوف ب المجلس ب الشيء اللي يبونه فيه ضامِي و أمير : " " انطقوا هالحكي قبـ...."
ل يقاطعه ضامِي من قال وهو يرف جفنُه بتوتُر : " " طيّب صل على النبي وهد عمرك .. لازم تسمع الموضوع بهدوء لأجل تستوعبه"نسايَ اللي كان ينقل انظاره بينهم الاثنين وأعلن صبره افلاسُه تماماً : " " طيب ياضامي واللي يرحم والدينك تكلم "
- -
و انتقلت عقارب الساعه اللي كانت مثبته على الساعه 1٢ ل تشير على الساعه ٢ بالليِل ...
كانت أطول ليلة على كل افراد عائلة آل مهنّا اللي رجعُوا ل قصرّهم بعد ما انكسرت الفرحة تماماً و صارَت سيرتهم على لسان كُل الحضور اللي ماينعدون من كثرهم ...
-
و خفيفَة جداً على العروسة اللي المفروض تنزّف هالليلَة على ولد عمها الحفيد الأول ل مهنّا ...."و هذِي هي توقفَت خطواتَها مُقابل القصِر بعد ساعات كثيره قضتّها ب اللفلفه بين الشوارِع و بين الهدُوء التامّ ب عكس نيران اللهّب الليي اشتعلَت ب كل افراد العائلَة ..."
كانُوا الرجَال موجودين ب المجلس الخارجِيي و الحديقه فاضية تماماً على غير العادة ... و من اول مادخلت للقصر بعد مافتحته ب مفتاحها الكُل التّف على اللي دخَل حالياً ...
جدها مهنّا و جدتها ذهّب و عمها بدر و زوجته خالدة اللي اول من فضحت السيرَة ....و العمَ عليّ اللي كان موجود هو ب ذات الوقت ....لواضح انهم يحترُون جيّتها ... و هذِي هي توقفَت خطواتَها مُقابل القصِر بعد ساعات كثيره قضتّها ب اللفلفه بين الشوارِع و بين الهدُوء التامّ ب عكس نيران اللهّب الليي اشتعلَت ب كل افراد العائلَة ..."
كانُوا الرجَال موجودين ب المجلس الخارجِيي و الحديقه فاضية تماماً على غير العادة ... و من اول مادخلت للقصر بعد مافتحته ب مفتاحها الكُل التّف على اللي دخَل حالياً ...
جدها مهنّا و جدتها ذهّب و عمها بدر و زوجته خالدة اللي اول من فضحت السيرَة ....و العمَ عليّ اللي كان موجود هو ب ذات الوقت ....لواضح انهم يحترُون جيّتها ... " " ضاع عقلك ؟ إنهبلّتي إنجنيتي
أنتتييي ؟؟ ودك بضياعنا من جديد ؟ ودي تشوفيني ميت من حرتي قدامك ؟؟ ."
« أنا غصبتك عليه ؟؟. علميني انا اجبرتّك انك تاخذيننه ؟؟. مو انتِ ماخذتتته ب رضاككك ؟؟"
ويش صار هاللحين و قلب هالموازييين ؟؟"
ل ترُد بعدها الجده ذهّب اللي انهدّ حيلها تماماً و هي توقف : " " وش هاللي صار يا كيَان .. وش هاللي سويتيه وكسرتي ظهرنا به يابنيتي ؟ هذا فعل بنت آل مهنا .. كذا تكسرينا يابنتي ؟؟
العم بدر اللي فعلاً كان مبسُوط على كسرَة ذاك المنسِي و على اللي صار فيه من يّد هالكيان لكن ب ذات الوقت غاضب لأن مو بس نسايّ الليي صار هالحدث من نصيبه .، كلهم اخذُوا نصيبهم منه ل يتمتم ب غضبه اللي مايتغيّر : " " والله إنه بحق .. لو مو خايف من السجن كان قتلك اليوم على يدي يا خسيسة .. تهربين بيوم زواجك .. ماخفتي على سمعتنا ؟ "يرُد العم عليّ الليي فارّ غضبُه تماماً
: " " هذي ويين والسمعة والكرامة وييين يا بدر .. هذي سفيه لازم نعلمها ونأدبها من جديد .. ورب العباد ان العيب صار لابسنا لبس "
ل ترُد خالدة اللي لبست ثوب الزعَل و الضيّق اللي يعكس تماماً مابداخلها : " " اي والله مابقى فم مقفل بهالقاعه ، الكل يتكلم فيها والكل يقول هربت بيوم زواجها والله اعلم بخباياها .."انتشَر السكَات ب المكان ل لحظات من الزمَن وماتوقعُوا ابداً ان هالكيّان تبدا ب الكلام بعد ايام قضتها ب السكوت و اللي الليلة عرفُوا سبب هالسكُوت القاتل كُله حين تمتمت ب شبه ابتسامَة : " ليه هالعتاب كله يا أهل أبوي ؟. و كأن هالخطأ كله خطاي و ذنبي ؟."
ليرُد عليها العم بدِر اللي استفزّ فعلاً من هدوئها اللي يربك الكُل هذا : " " شيّن وقوي عين يابنت راكان .. إية خطأك وذنبك ولا لك أي حق بكلمة وحدة تقولينها "ل ترُد كيان ب نبرتها اللي ممكن هالمرَه هي المره الاولى اللي يسمعونها تتكلم ب كُل هالثقه القوية بدون أي خوف : " لي من الحكي كثيير ياعم ياللي أنا مثل بناتَك ..وأنت غافل عن سبّب هالخطأ .. أنتو السبّبب أنتو الي حديتوني أخطي هالخطوة .. أنتو الي تركتوني أتزوجه .. و انتم اللي ربطتُوه فيني .."
ل يرّد الجد مهنّا الليي هدوئها الواثِق اربكُه .، هدوئها ماطمنُه .، الواضِح ان ورا ضلوعها اشياء و اشياء و هاللحين حان وقت كشف الاوراق و حان وقت العلّم ليتمتم بنبرته اللي كانت مزيج بين الحده و الليونه
: " وش هالحكي يا كيّان .. تبين تختل موازيني ؟ أنا جبّرتك عليه ؟ أنا ماتركت لك مجال للرفض ؟؟ ليه جايّه هالوقت لأجل تحطين الغلط فينا ؟ وش هالسوايا وأنا أبُوك .."
و هنَا فعلاً كيّان فجرّت مخزون الصمّت الليي تجرعتُه طوال الايام الماضيه .، الآن فعلاً طغى عليها الكلام ب أنواعُه .، الآن باحت ب كل اللي ب جوفّها ب انفعال انذهل منه كل
الموجودين : " " الموازين مختلة من لما سكت كل من بالمجلس بالليّلة اللي ولد عمي تكلم فيني قدامهم .. والغلط لابّسهم لبس
ومو تارك لي ولا مجال للعفو والصفح .. صح ياعم بدر ؟ يا إخوان أبوي ؟ علموني لو بنت من بناتكم كان رضيتو تتزوج رجال أهان كرامتها هالكثر قدامكم ؟ كان تطمنتو تتركونها بيديّن رجال يشوفها ثرى يا إخوان أبوي .. والا لأن راكان تحت التراب وخيَال
بجنبه ظنيتو إن هالكيّان مالها سند ؟ مالها كلمة ولا لها أحد يدافع عنها ؟ مخطيييّن و حييل لو كان هذا ظنكم !
أنا أشيّل نفسي وأكون سند لعمري ولا علي من أحد .. والاحد اليلي يفكر يهيّن لي كرامة أو يدوس لي على طرف .. أوصل آخر حد من كرامته للقاع .. وهذا اللي حصل والي بيحصل من اليوم .. أنتو أرخصتوني وأنا شخص يعز نفسه عن كل هالمذلّه .."
كانَت تحاوِل انها ماتوضِح دمعها الحزيِن لهم .، كانت تحاول بشتى الطرق تتسلّح ب قوتها لين النهاية .. الكل بلا استثناء ب نظرَها كسروَها و ارخصوها .. رغم انها بالبداية كانت مُستثنية الجد مهنّا عن اعمامها لكِن من عرفت انه الجد هو اللي عرضها على عريسها المنسِي ذاك ضمتُه معهم .، لأن كلام نسايّ عنها و سكوت أعمامها كُوم ..و فعلة جدها كوم ثانِيي ..
ل تتجِه عند جدتّها ذهَب اللي الوحيدة اللي كانت محزنتها .، لان الجدة ذهب كانت اكثر وحده مستانسه و يعزّ عليها حيل ان فرحتها ما اكتملَت .، لكن الشرّ عمّ على الاغلبيه و الخير خصّها هي بس .."
ل تجلس ب جانِبها بدون ماتتفوّه ب كلمة و ما لقت من جدتها الا انها شدت على يدها .، و هنا ذهّب عرفت ان فيِه شيء مخفي عنَها .، كيّان ما تخرُج عن حالها الطبيعي هذا الا ان كان فِيه شيء ..."
- - -نساي
( حتى بنت عمُه عافته ماتبيه ) ( معقولة تركته لأنه قاتل أعمامها ، واضح مانسيت فعلته )
( هذا الي كنا ننتظره ، من الي بيرضى بواحد مثله )
( والله عيب ، حتى بنت العم هربت منه وماتبيه )
يا لنسايّ المسكييين هذا اللي كان يجُول ب اجزاء عقِل هذا المنسيّ الليي مايدرِي وشلُون وصَل ل عتبة باب هالقصِر ؟،. مايدري كم اشارة قطَع ؟. مايدرِي كم مخالفة أخذ ؟. ل أن هو مايهمه كُل هذا ابد .، ف هو طول عمره متمرّد
لأن المهم عنده يلمَح ذيِك .، يلمَحها و لو لمحها بس يعرف وشلُون يتصرَف بعدّها ب التصرُف اللي هي تستاهلُه .."
" كانت هيئته ما تبشرّ ب الخير ابد .، و كُل من يلمح ملامحه الفارسيَة هذي يعرف انها تحمِل بطياتها شرّ ماله مثيِل ..، كان داخِل مثل طلقَة ناريييه راح تميّت كل من صابتُه .، كان يسحَب شماغُه خلفه .، و ازرار ثوبه العلوية مفتوحة
من ناحية نحرُه وكشفت عن بروز عروق نحرُه اللي وصلت اقصاها من الغضب و الغيظ ..
و مافيه أي قوة ب الارض تقدَر توقّف خطواتُه المشابهة ل اعصارّ اللي راح يدمرّ كل من حوله
ف مين يقدر يوقِف ب وجه غضب نسايّ هذا ؟ وصل ل اعتاب الباب اللي دفعُه ب كُل قوَة و صوت الباب هز القصر و اركانُه ب كل مافيّها و الكُل انتفض ب فزَع من صوت الباب اللي ضرّب
ب قوة و كأن صاعقه تسببت ب هالصُوت ..."
كانت خناجر عيونه ماتدُور الا عليها .، ماكان فيه ملامح تلوح بباله الا ملامحها ..، ما عبرّ كل الموجودين من العائلة و مايدري هل كل
الموجودين الآن محارمه او لا .، اساساً ما عطاهم أي أهمية
من لحظة ما استقرَت خناجر عيونُه عليها و وشلُون مايعرفها ؟."
و وشلُون مايعرِف الليي تغيرّت فكرته عنها تماماً من بعد هالليلة ؟ ف من بعد ماكانت ابنَة عمّ راح تكُون من نصيبُه .، صارت ابنَة العمّ اللي عافتُه و تركتُه ب ليلة عرسهم كيِف تكون جالسة ب كل هالهدُوء و هي اللي خلت ألسن كل العرَب تنطلق عليه ؟.
كيف تكوُن ملتزمة ب هالسكينَة و هِيي الليي دمرّت شيء ما احد يقدر يوصل لُه أبد ؟؟..."
كان هذا الغضب اقوى غضب مرّ فيه ب حياته كلها و لاول مرَه كل
هالموجودين يلمحون حالته المفجعه و المُرعبه هذيييي و الليي كل من يشوفه ي ترك ب داخله شعور ان هالليلة راح تصيِر مذابِح و راح تنرفع جنايّز ..."اندفَع ب سرعة ناحية الكنبَة اللي كانت
جالسة عليها و