بارت12

3.5K 41 6
                                    

اندفَع ب سرعة ناحية الكنبَة اللي كانت جالسة عليها و اللي كانت ب جانب الجدَة ذهّب و استقرَت يدِه حول معصمّها للحد اللي استشعرَت ه الكيّان التفاف سلسلة من نارّ حول يدها ما كأنها يد ادمي بشريَه
الا ان جسد الجد مهنّا و الجدة ذهَب وقفت ك الحاجِز بينهم .، الجدة ذهب اللي كانت مخبية كيان خلف ظهرَها و قدامها الجدّ مهنا اللي يحاول يخمّد نارّ حفيدهم المنسيّ هذا حين قال ب نبرة جهوريَة ناريّة مُفجعه خلت كل من في القصر يجي و يعرف الموضوع و ملامحه اللي كانت مسوّدة تماماً : " "ماهقيّت هالحركة من أعز بّناتك ياجد .. ماهقيّت هالهقوة إي بالله ..."
ل يرُد الجد مهنّا اللي لو بس وصلَت كيّان ل يد هالمنسي ماراح تنجو من يده أبداً : " " صل على النبي يانسايّ .. كلنا ندري إنها سوت شيء يسود الوجة ولكن إهدأ وأنا أبوك .."
أما نسايّ اللي ارتفعت حرارة جسدُه تماماً .، و تصاعد الدمّ فيِه و وصل غضبه ل أقصاه وهو يلمَح ابتسامتّها هذي اللي كأنَها ب اعلى مراحلها سعدّها ب حالُه هذا و هي فعلاً هذا اللي كانت تبيه : " " مامن هدوء بعد هاللحظة .. ياااكثثر ما تحليت بهالهدوء لين فكرو صغار العقول إنهم بيقدرون يتمردون علي .. لاوالله يخسون"
ل يحاوِل الجد مهنّا اللي فشل ب اطفاء نارُه هذي
: " " مهب وقت هالحكي .. مهب وقته"
ل يرّد هالمنسِي اللي تلّظت النار داخله و كأن الحريق اللي تسبب فيه قبل سنيِن استقرّ فيه و تمكنّ منه واشعلِه تماماً : " " الا وقته وزمااانه .. وانا الليلة ماخذها ماخذها لو بها قصّ رقاب ...و اللي خلق هالسماء بلا عمّد ل اعرف وشلُون اربيها و اربيكم .."
و فعلاً ب غضُون ثواني و بلمحة سريعَه استقرّت يده من جديد على معصمّها .، لكن هالمره بشكِل أقوَى للحد اللي حتى الجدّ مهنَا ماقِدر يفكّها منِه
كانَت كيّان هادية تماماً .، و كأن الهدوء منبعُه منها
لأن كل شيء هي تبيه صار .، و بالشكل اللي تبغاه هو .، و كل اللي ب جوفها قالته ل اعمامها و جدّها .، و اخذت ب حقها من هالمنسيّ اللي هي حالياً مثل الفريسة بين يديِه .، ماقاومتُه ابداً وولا حاولت تخليِص نفسَها حتَى .، كان يحرّكها ب الشكل اللي هو يبيه
-
.، كان يحرّكها ب الشكل اللي هو يبيه .، و لأنها عارفه ب أن هذي راح تكون ردَة فعله الطبيعيَه .، و مردُه ب يطلّقها .، لأن مافيه أي احد طبيعي عنده كرامه يقبّل يخلي وحده عافته قدام الله و خلقُه على ذمتُه .، الا اذا كان هالنسايّ مختلّ و مجنون .."
و ماكان يهمّها كلامهم عنها و عن سمعتَها دام اهلها الاقراب اللي من لحمها و دمّها ارخصوها ف ماعاد يهمّها كلام الناس ابد
و فعلاً خرَج من القصرّ و هذي الانثَى خلفُه و يدّها الناعمَة تماماً وسط يدُه الصلبّه الليي صار معصمها ضحية صلابتها .، كانت باردة و هادئة تماماً وماهي قاعده تفكرّ ب العواقب اللي اكيييد راح تكون خطيرَة
ب ذات الوقَت اللي خرجُوا الاعمام من المجلِس من الرسالة اللي رسلتّها خالدَة ل زوجها بدر عن وجُود
هالمنسي اللي هز القصرِ ب كبرُه .. ل يتمتم العم بدر ب ذهُول غاضِب من وجودُه لأن ماتوقَع أبداً ب أنه يرجع للقصِر ل أن ب مثل حالتُه راح ينقطع أمله دام الشخص الوحيد الخاص فيِه ب هالقصر عافه و مايبيِه و اهانُه : " " هالرجل معدوم كرامة .. ماله من الرجولة شيء .. أنت تبي بنت هربت منك وماتبيك؟؟"
ل يكمِل العم عليِ ب قوله و اللي كان حاله مشابه ل حال أخوه بدر : " " والله يابدر هالوجه وجه رجال مغسولٍ بكل شيء إلا الكرامة .. هقِينا لا صار هالشي بيحس على نفسه وبينسحب بروحه .. ولكن ماحسّ على دمه ..."ل يرّد العم مروَان و كأنه ينهي مهزلَة هالليلَة و ثلاثتهم كانوا واقفيّن مُقابِل نسايّ و كأنهم راح يمنعونه يخرج فيها : " " أجل إسمع ياولد غانِم البنت عايفتك وما تبيّك .. وحرام ما تأخذها هالليلة ولا تطب يدينك يدينها .. وهاللحين فارق قبل تصير مذابِح هالليلة .."
جنون العضب تزاحم فيّه للحد اللي دمرُه .، كل من يعرف نسايّ و يعرِف غضبُه يعرف ان هالمرَه غضبه غير تماماً عن كُل مره من رعشة يده و بروز عروقُه و احمرار وجههه من الغيّض و الغضَب و صوتُه الدوّي الليي دمرّ اركان القصر كُلها و من قبضتُه المُفجعة ل يَد الكيّان اللي ب جانبُه و اللي ضاع طولَها تماماً ب النسبَه لُه ...« " لابالله أنتو الي ما تفهمون .. هالبّنت صارت زوجتي .. شرفي وعرضي وكرامتي
يعني أنا ببقى نذل وخسّيس لو فكرت أرضخ لسوايّاكم اللي ماتدل إلا على رخصِكم »
تناثرت كلِماته مثل البنزيّن الحارِق واللي يشعل ما تبقى من جمر خامِد .. كان ينطُق بها وكأنها جمر من لهب جوفه اللي مشتعل هاللحظة وأكمل بنفس النبّرة الحادة : هالبنت مأخذها
الليلة مأخذها لو كلفني الموضوع أرواحكم الي تتباهون بها .. تعرفوني سلبّت منكم شيء ماهو بهيّن .. وماهو بصعب علي هاللحظة أشبّ هالنار فيكم وأسلبكم حيّاتكم"" و سويتها قبل و مو بصعب علي ابد انيي اعيدها بعد ...و انتم تدرُون "
تراقص الرُعب بصدورهم لدرجة إن كلامهم إنتهى .. ووجُوههم كانت عاجزة عن كبّح علامات الصدمة
والذهُول اللي تسربّت بشكل كبير لهم ! كلام نساييَ هالمرة كان كبير .. وثقيل حيل
ولا بيقدرون يعدُونه .. أو يطلعون عن شُوره ولو بالشيء القليل .. لأن الشّرار الحارِق اللي يوضح بعيونه ماكان هيّن ! ومن شدة الرهبّة .. انزاحُوا هالثلاث اعمام من امامُه .، شيء غرِيب فيه و يترّك شعُور ل كل من قابلُه ب شعور السُلطة و الارتخاء و الرضا ...
و هذا هُو مستمرّ ب أخَذ هالانثَى معُه اللي ل أول مره يرتفع مقدار غضبُه من ابتسامة .. ماكان يهمُه الناَس و ولا كلام الناس ب شكل خاص و كبير كثر ماكان يهمُه نفسُه و نظرتُه ل تفسُه .، كان كل تفكيرُه حالياً ان نتايج هالليله راح تصير يعني تصير .، و نتايِج هالليلَة تقُول ان هالانثى لازم تكُون وسط قصرُه و هذا هو راح يحقق هالنتايِج مهما كلفه الموضُوع
ل يشدّها اكثر ل سيارتُه و هم يتمتم ب ذات نبرتُه الجهوريَة
«" تعالـــــي انتيييي .. ..قدامِيييي »ما احَد قدر ينام هالليله .، و وشلون يجيهم النوم بعد كل هالفعايل اللي صارت ،.؟و بعد ماصارت سيرتهم من شرق البلاد ل غربَها ...
الجد مهنّا الليي ماغاب عن عيونه ابد و شلون ذاك المنسيّ اخذ كيان ب هيئته اللي ماتبشر ب الخير ابد و اللي كانت مثل الفريسَه الخامدة وسط يدِه ما احد قدر يوقفه لا من كبير و ولا
من صغير ...
اخذ عصاتُه ب استعجاله المناسب ل عمرُه و ثارّ الخوف داخلُه على كيَان من لحظة ما انطلقَت سيارة نسايّ من قدام القصِر و كأنها سهم نارِي سريع ما احد قدر يلحقه ...
ما شاف عيالُه تحركوا .، و ولا واحد فيهم حاول يخلّص كيان من بين يديه و لانه عارف ان ما احد يقدر اصلاً على نسايّ غيرُه هو ...
و استعجل ب خطواته و هو يشوف سيارة ضامِي الليي توقفت قدام القصِر و ملامحه بتراقص فيها القلق تماماً والاكيد انه يدور على نسايّ .، ضامي اللي استحالة ينسَى ردة فعل نسايّ وقت رمى عليه الخبر اللي ب كل مافيه حاول يهونه عليه رُغم انه صعب ومايتهوّن ابد .، مستحيل يرتاح ضميرُه ان صار ب نسايّ شيء .، ماكان حاب ان نسايّ يتلقى هالخبر الكسير منه و من أمير لكن ماكان بيده حيلَه .، يعرف منهم وولا يعرف من عدّاه ..
ليلتَف على جيّة الجد مهنّا اللي تمتم ب عالي الصوت : " الحق على المجنون ولد عمك ذا ...لا يذبح البنِت
ماكان صعَب على ضامِي اللي دمر ملامحه الذهُول معرفَة اللي صار .، ف من سرعة نسايّ الجنونيه و وصوله للقصر ل حد جملة جده مهنّا هذي راح يعرِف ان ذاك المنسيّ راح يكسر كل الكلام اللي طلَع عليه و راح يجيب زوجته ل وسّط دارُه و كأنه يقول لهم شوفوا لا هربَت و ولا شيء .، هذي هي ب بيتي
ل يتجه ل سيارته اللي للحين ما قفلّها ب كل استعجال ب الوقت اللي ركب قدام الجدّ مهنا و وجهتهم ل بيت نسايّ واضطربت عقولُهم و هم بس يفكرُون وش راح يسوِي فيها ؟. لأن الكُل يعرِف نسايّ وقت يصيبه جنُون الغضب و كأن ب هالوقت كُل شيء مصرّ على عرقلة طريقهم .، بدايَة من نقطة التفتيِش الى زحمة الريَاض الغنية عن التعريف .، الى اشارات المرور اللي يحسونها هالمرَه ب ان عددها يتزايد و مدتها مثل الدهَر .، و ماكان عندُهم ادنى فكرة حول كِيف نسايّ تعدَى كل هالامور ؟.
لينتهون من زحمَة الطرُق و يمسكُون خط قصر نسايّ اللي كان بعيد نوعاً ما و قريب من جهة البرارِي
و هذا هم وصلُوا بعد مرور اكثر من نص ساعه على وصُول نسايّ ل قصرُه قبلهم نزَل الجد مهنّا ب كُل استعجال الدنيَا و كأن فيه موضوع مصيري داخِل لازم يحلّه .، و فعلاً تدمرّ الجرس ل شدة ضغطه عليه حتى ينزاح هالباب من قدامُه و عيوننه تلتف حول المكان العادة
يكون موجودين حرّس كثير ب هالساحة اما الان الساحة خالية تماماً و مافيها أي حس ...
الجد مهنّا كان يحس ب أنه يتقلّب على الجمر و ان اثقل جبَل ب الدنيا مستقر على جسدُه من شدة التوتر و ولا هو فاهم شيء ابد .، و خايِف من نسايّ و جنونُه ل ان نسايّ ماعنده علِم حول هي ليه سوت كذا ؟. على عكسه هو اللي عارف السبب ...
اخيراً انزاح هالباب من قدامُه ل يظهر له طول حفيده الشاهِق اللي ماكان عليه غير ثوبُه اللي مافارقه ومافيه اي شيء على راسُه و وسط يدُه .، ل يندفِع الجد مهنّا ب الدخُول و عينُه تراقب حديقَة القصر الواسعه و هو يتمتم ب عالي الصُوت دليل خوفُه اللي عجز يخفيه وهو ينقل نظره بين الحديقه الكبيره و بين حفيدُه الصخرّي الصامت هذا
:
" ويش هببت ب البنت يانسايّ ؟. وين البنت ؟. ويش سويت فيها يا نسايّ ؟؟."
ل يصيبُه رد هالمنسِي الساخرّ اللي كأن هدوء أمِير المميز فيه انتقل له هاللحظه ب عكس ثورانه و جنون الدنيا اللي كانت فيه من ساعة : «اشوف قلبك يغلي على قرة عيونك ؟. ماهقيتَك تسكت عن فعلتّها ابد يالمهنّا .، مير جزاها عندِي .، و انا اعرف وشلون اربيها .. »
-
الجد مهنّا اللي كان يدقق ب ملامح حفيده الفارسيّه البحتَه و كأنه يدور عن اي شيء يدُل على الانكسار و القهرّ و الجنون و الضيّق .، يبغى يشوف نتايِج فعلَة كيان فيِه لأن اكيد راح تظهر مشاعِر نسايّ الحقيقه و هو ب وسط بيته و ب دارُه ب عكِس ردود فعلُه قدام الناس .، لكن مالقى اي شيء يدل ل وهله على كل هاامسميات اللي ذكرها فوق .، و كأن وجهه خالي معدوم من كُل المشاعر ل يرُد بعدها ب نبرتُه الملتفه ب حبال
الحدّة خاصة من رده : " " انت ب راسَك شرّ .، و ببالك موالّ يا طولُه و ودك تغنيّه فيها
لكن والله و محمد رسول الله يا نسايّ لو تفكرّ بس انك تاذيِها او ت
ل يقاطعُه ردّ هالمنسي وهو يأشر بيدُه الصلبَه ب الهواء امام وجه جدُه علامَة ل ايقافُه وهو يقُول ب نبرة هادئة ماكانه ذاك المجنون اللي شافه قبل تقريباً ساعة : " على هونَك يا المهنّا .، ماني ب ردّي لجل استقوِي عليها .، لكن حقي اعرف وشلون أخذه .، و حط علم عند عيالك .، ان دربهم معي توه بدا .، هم بعد جايهم الدُور ..صبرهم عليّ بس ..."
نسايّ اللي كان يحاوِل يدور اي شيء لجِل يفهم الاسباب .، اي شيء يطفي النيران الملتهبه اللي داخلُه .، اي
شيء يعطيها سبب حتَى ترفضه و تهينُه و تكسرُه ب هالطريقه و قدام كل الخلايِق لكن مالقى غير اعمامُه .، خاصة كلام اعمامه الاخير له ب اول ساعات العرِس كان هو الدليِل ل يرّد الجد مهنَا وهو يبعثر كل الافكار ب راسُه و نبرته هدّت نوعاً ما : " انت فاهم الموضوع غلَط يا ولد غانِم .، و هي بعد فاهمة الموضوع غلط .، هي سمعت هرجك الرخيص عنها قدام اهلها و اعمامها .، ل ذا السبب سوت اللي سوتّه ..
-
ما بحياتُه تكلّم عنها ب الشينَه الا ب اخر مره زارّ فيها القصر حين قابَل اعمامه ل ذا السبب اول ماطرَا بباله هو هذا الكلام اللي رماه لجل يحفَظ كرامتُه و يحمِي حياتُه معَها على حسَب تفكيرُه .، كل من يعرِف نسايّ ب الشكل العميق مثل ضامِي و أمير و الجد مهنّا راح يعرِف ان نسايّ مقدار النرجسيّه عنده مُرتفع .، عنده حُب ذات ب شكِل مُهلك ل نفسُه .، من وهو صغِير و هو كِذا مايسمَح ل أي احد يرمِي كلمة غلَط ب حقُه بدون مايرّد عليه و حتى لو كان ذا الشيء عندُه غالِي و مهمّ .، كان يبدّي نفسُه دائماً على كُل ما حولُه .، كان يعطيها الأولويّه ل ذا السبب بدا يرجع غضبُه اللي خمّد نوعاً ما من عرف سببّها ، ل انه هو ب نظره انه هو الصحّ ل انه هو قال ه الكلام لجِل يحميّ حياته معها من تدخّل اعمامه اللي مسخريّن حياتهم لجِل بس ياذونُه : « " ما يتساوى الحكي بالفعل ياجد ما يتساوى ، أنا رجل الله أعلم بنيتي يوم نطقت هالحكي ، وهي بنت نيتها كانت
واضحة تبيَ تكسرني وتفضحني .. ولكن والله ما يتحقق مرادها ..»
ل يتمتم الجدّ اللي عارف مهما وضّح و قال ل نسايّ ماراح يستوعبُه ابد : " " بس كلكم غلطـ..."
ليقاطعُه حفيده المنسيّ هذا وهو مو طايِق شيء أبَد و يتمنى لو انِه مادرى او انّها عاقبته ب الحكي مثل ماهو سوّا ما هو ب مثل فعلتها هذي ابد " ياجد تكفى والله يحفظ لنا وجهك .. لا تحملني الغلط وأنا ما أخطيت .. وش ذنبي اللي بتحملني إيّاه ؟ إني رجل أهله يكرهونه وأضطريت أقول كلام ما ينسّمع عشان ما يأذونها ؟؟
وهذا جزايي ياجد .. هذا العشم وهذا القهر .. عشان كذا تكفى خلني أتصرف أنا بنفسي مع زوجتي .."
الجدّ اللي رمى نفس عمِيق و ماهُو عارِف وش يسوي مع هالمنسيّ اللي هدوئه ذا ما طمنه ابد خاصة انه الا اللحين ماشاف كيّان و ولا طلب شوفها لانه عارف ان كيّان ماراح تقابلُه و ينتظر بس يبرّد الجو لجل يقابلها " " راسك يابس و الحكي مقطُوع
طريقه معَك .، ادرِي ان ب راسك بلاوي شرّ .، لكن والله يا نسايّ لو تاذيها او يصيبها خدش ما احد بيوقف ب وجهك غيري .، لا تحدنّي على الردَى زُود يا نسايّ و لا تخليني اندم زياده اني زوجتكُم ..."
-
ل يصيبُه رد نسايّ الساخِر من قالّ : " " هدّ بالك يا المهنّا .. ترى ينقال عني متوحش .. ولكن ماوصلت
لهالمواصيل الي تفكر فيها "ليرُد بعدها الجدّ مهنَا اللي كان مُلتزم الصمّت و طوال الطرِيق كان يفكر ب فعلة نسايّ اللي الكُل كان واقف ضده وقت أخذها ل قصرُه لكن ما احد فكرّ ب أن فعلاً فعلتُه ب مكانَها ل أن لو ماكانت ببيت زوجها راح يطلَع كلام ماله أخِر فوق الكلام اللي انقال عنَها اساساً : " و أجل أنا ثقتي فيّك كبيرة يانسايّ .. أنت رجل وبن رجل وماعلى هالحكي كلام لأنك سترت على هالموضوع وقطعت ألسن نااس ماكانت لهم نية يسكتون عنها .. لأجل كذا بروح وأخليها عندك.. لأني واثق فيك .."
الجدّ ماكان ناوّي ياخُذ كيان معه ابد لانه يبيها تتحمّل مسؤولية فعلتها هذي اللي بدتّها .، يبيها تتحمّل جنون نسايّ اللي لعبَت فيه .، لكن ب ذات الوقت ماكَان لايمّها ابد ل ذا السبب وصَى نسايّ عليها ل انه يعرف دامها صارت تحت جناحُه ماراح يقدر ياخذها ابد ..."
و ماهِي الا ثوانِي بسيطه حتَى انتهى ه اللقاء و خرج الجدّ مهنّا ل ضامِي اللي كان ينتظرُه ب السيارَة وماقدر يدخُل لانه مايعرف كيف الوضع داخل ابداً .. ب جهَة ثانيَة ...ب نفس هالقصِر .. -
كانَت تتحسس معصمَها ب محاولة ب أنها تخفف ألمُه نتيجة يد ذاك الصخرّي اللي دمرتُه و اللي للحظه حَست ب أن معصمَها راح يتفتت ل شدة قبضتُه النابعه عن غضب الدنيا و جنونَها ..."
كانَت مُستقرة ب جسدّها على الجدَار وسط هالغرفه الصغيرَه المُغلقه الاشبَه ب قبُو او غرفة قديمَة و مهجورة ب هالقصر اللي كان نسخة مصغرّه عن قصر جدّها مهنّا ..."استحالة تنسَى هالطريق اللي قضتُه من قصر جدها ل هالقصر .، استحالة تنسى وشلُون شافت ذاك المنسيّ عن قُرب استحاله تنسى وشلون تعدى كل الاشارات و الطُرق اللي اكيد اخذ لستة من المخالفات بسببها
استحاله تنسى شعورها وقت كان يسوق السياره و اللي حست ب أن ب اي لحظة راح يصير لهم حادِث و ينتهي طريقها معه اللي مرده راح ينتهِ لان الحياة بينهم مُستحيلة ...
استحالة تنسى وقت انزلها من السيارَة بدون أي مقاومة منها و رماها ب هالغرفه الفاضيه من كل شيء الا منّها كانت تسمَع أصوات غريبَه ب نظرّها و غير مفهومه او ممكن هي مفهومه بس هي عاجزة عن استيعابها
كانت تتسلل هالاصوات ل مسامعها اللي ل لحظه تحس ب أنها وسط غابة او وسط فلم وثائقي او وسَط قناة مهتمة ب الحيوانات و الحيَاة البريّه ..."
كانت تحمَد الله ان ذاك المنسيّ مو موجود لانها ماتبيه يلمَح خوفها هذا ابَد
ماتقدر تنكر ان فعلاً شعور الخوف تسلل ل صدرَها لأن الاصوات ماكانت طبيعيَه ابد للحد اللي كانت تحِس ب أن هالحيوانات تشارِكها الغرفه هذي
و ماكانت تدري ان فعلاً قسم الحيوانات الخاص ب ذاك المنسِي مايفصل بينه و بين الغرفه هذي الا جدار واحِد فقط
كانت تتصاعد انفاسها .، حضنت جزء جسدها العُلوي المغلف ب عبايتها اللي تغبرَت ب شكِل كبير و كأنها تحاول تتسلّح ب قوتها الهشّه هذي للحَد اللي انفتَح هالباب ل يبان لها جسد هذا المدرب المدعُو
" زوجها ."
كانَت بيدُه السيجارَة اللي كانت هي الوحيده اللي تدرِي ب حجم معاناتُه و ب حجم اي شعور يصيبُه وقت
يتجرعّها ب شدّة يكون حجم ضيقتُه و غضبُه كبير اما وقت يتجرعّها ب خفَه و بُطء هنا واضح انه رايق و دورها ماهو الا تزيد روقانه
كان مكيَاج الزوَاج اللي حطته بس لجل شدا ماتشِك الا هالحد مستقر على
ملامِحها رغم انه بهت نوعاً ما .، و شعرَها على طولُه لانها اساساً ما سرحتُه و ليه تسرحُه و هي ماراح تحضر العِرس ..."
لمحتُه واقف ب طولُه عند الباب و ما تحرّك و نوعاً ما واضحة ملامحه لهَا نتيجة الظلاّم البسيط اللي يحيِط
هالجزء من الحديقَه .، ل يفاجئها ب نبرتُه اللي تكرهها تماماً مثل كرهها ل ابتسامته هذي اللي ماتبشر ب الخير أبد
: " لو قلتي لنا إنك ما تحبيّن الزواجات وإزعاجها .. كان ماكلفنا نفسنا وتعنيّنا لك
ماكانت تدرِي هل هو فعلاً عرِف ب سبب فعلتها هذي او لا ؟. و ماكان يهمّها أصلاً دامها هي تعرِف ل يكمِل بعدها و هو يتكىء على جدار الغرفه المُقارب من الباب وامتلئت الغرفه ب عبق الدخُان اللي تبغضُه و حِيل .، الان عرفَت سبب تلوّن شفايفُه الرماديه الغامقة هذي اللي تعكُس لون شفايفها تماماً
: " ماعاد عرفنا وش نقول .. سوّد الله وجه من تعنّى ولا بيضه الله "
انتهى وقت السكُوت ب النسبه لها .، الليله كل الكلام لها الليله ماهي مجبرة تخفي عنه او عن غيره شيء رغم انها مستخسرة كل الابجدية فيه
ل تكمل ب ذات السخريَه الموازيّة ل سخريتُه و ب رد بسيّط ل كلامُه هذا
: " الكلافَة مو بين الأهل ..."ل يستقرّ ردُه وسط مسامعِها حِين قال و هو اللي ماغابتّ نظرُه عنها للحظه و ماكانت عارفه هل هو اعجَاب ب شكلّها او تقرُف ؟، ماكان واضِح اي شيء ب نظراته ابد : " وظنك بعد سواياك بنفهم إن تقدرين هالأهل ؟.
.. تساهلت كثييير .. ياااكثر ما تساهلت .. ولكن من هاليوم والله إن تبدأ الصعوبة .. بما إنك رضيّيتي تبدين بالصعب وتنغمسين ب العميق ف
لك اللي تمنيتيه .
ماكانت تبي مخططاتها تنهدِم .،. ل أنها هي قاطعه عهد على نفسَها ب أنّها ماراح تكمل حياتها معُه لو ايش ماصَار .، و ماكانت تبغى تعترف ان كُل شيء صار ضدها هي كانت متوقعَه ب أن بعد فعلتها
هذي نسايّ راح يطلقها من ذات الليله لكن بدل ماتاخذ ورقة طلاقها و هي ببيت جدها صارت ب وسط بيتُه
لكن عندها قدرة كبيره ب اخفَاء و تززيف اللي يدور ب داخِلها ل ترّد عليه ب قولها و ب ذات ابتسامتها اللي هو بعد بدا يكرهها : " " اللي يخاف من البحر ما يطبه .. واللي له قوة عليه وعلى امواجه تلاقيه يتوّه بين اعماقه .. وانا وحده ما أهاب البحر يا نسايّ ...و الدليل اللي صار ب هالليلة .."
ماكانت تدري عن تاثير كلامها عليِه ابد .، خاصة جملتها هذِي اللي تأكد له انها هي ب كامل ارادتّها سوّت هالسوايا و و لا هي نادمة ابد وهذا اللي بيثيرّ جنونه الخامِد الا انه ردّ ب منتهى الهدُوء و بنبرَة كلها يقيّن مابه ذرّة شك : " " عندي وقت طوييل وحيل حيل .. لأجل نعرف أنتي قوية لهالدرجة اللي تتفاخرين فيها .. و الا تهابيّنه وتمثليّن القوة .. لك من وقتي كثيييير ....." يازوجتي .."
كان يكرر هالكلمة و كِثير .، ممكِن نتيجة تأثير فعلتها ب هالليله عليه ؟. و كأنه يأكد ل نفسه قبل يأكد للي حوله ب أنها هي فعلاً زوجتُه و وسط قصرّه و تحَت أمرُه ...•
ماطال وجودُه عندّها ل أنه لو ظلّ زياده راح يذبحَها و ينتهِي من هالليله كُلها اللي كلها عباره عن انكسار و استفزاز و قهرّ ...
ليتجِه ناحيَة الباب بعد مارمَى سيجارتُه المقاربه على الانتهاء قدامَها
ومايفصل بينهم غير بعَض الامتَار و ماكانت فاهمة مقصده من حركتُه هذِي ولا اعطاها فُرصة حتى تفكرّ اكثر
حين اعطاها ظهرُه يبي يطلع الا انُه
لف عليها وهو يفتح الباب كامِل خاصة من لمَح التفافاتها هذي ل كُل الجهات و هو اللي عارف ان اللي بغاه يصِير صار ف اللي يسمَع هالاصوات خاصة صوت حيواناتُه المفترسَة استحالَة يعدي وقته ب سهولة
و ماكان صعب انه يلمح خوفها هذا اللي حاولت تخفيِه عنه هو ب الذّات
ل يفتح الباب كُله ك علامَة للسمَاح ب خروجّها و تتراقص ب داخلُه جمله حول سبب عفوّه عنها هالليلة " ... لأجل خاطر مهنّا اللي تعنى ..."ب جهة ثانية - قصر آل مهنّا ... -
بدا الليِل يلّم نجومُه و يرحَل لجل يسدل الفجرّ ستاره على المكان .، ما احد رفّ له جفن بعضهم من حزِن على الزواج اللي ما اكتمل و بعضُهم من قهرّ و القهرّ كان من نصيب أعمام نسايّ كونه مشى كلامه عليهم و اخذ بنتهم غصِب عنهم و قدام عينهُم ...خاصة كانوا كارهِين ضعفهم الواضح قدامُه
و ب غرفة شدا اللي كانت تحتوِي شدا و خفُوق اختها و شتّات و ب غرفة شدا اللي كانت تحتوِي شدا و خفُوق اختها اللي بقَت عندهم بالليلَه هذي و ما راحت ل بيتَها و شتّات اللي اساساً كل وقتها مع شدا و الا مع جدها و جدتّها .."
ماتوقف سيّل كلامهم عن اللي صارَ و عن فعلَة كيّان اللي علّمت على العائلة كلَها .، و كأنهم الان عرفُوا سبب هدوئها القاتِل قبِل .. ب الوقت اللي تمتمت فيه شدا ب قولَها ب لهفَه كونَها حسّت ب أن فيه شيء راح يصير ب هالعرس وما خاب ظنّها : " " قلت لكم .. مو قلت صحح؟ قلت هالهدوء وراهه مصيبة لها أول مالها تالي .. قلت لكم كيّان مستحيل هدوءها يكون طبيعي " ...
ل تلتف عليها خفُوق اللي كانَت تمسح مكياجَها قدام المرايَة و هي اللي
مُتجاهلة اتصالات عباس الكثيرة لها و ماخذه ب اللي صار الليله عُذر : " " ولكن ماهقيّت هالفعل يكون من كيَان .. كنت أظنها أرق من نسمة .. يبّان بها الرقة .... لكن البنت واضح مجروحة و واجِد .."ل ترُد شدا الليي تعدّل كُم بجامتَها
الملونّة و هي تمتم ب غرور محبوب : " " ياعمري يا اختي .. كل بنات آل مهنا رقِيقات ومنبّعنا الرقة .. ولكن أي واحد يفكر يأذينا نصير مفترسات والله .. مثل ماصارت كيَان .."
ل يصيبهم رد شتات اللي كانت جالسَه ب طرف سرير شدا و ماسحة مكياجها و مرتبه شعرَها و لابسه بجامتها الباردَة ل تشاركهُم رأيها و هي اللي واقفه مع كيَان رغم ان ماتعمقت فيها كثِير : " " سواتها بعيوني صحيحة .. أي أحد يفكر يأذيني أو يقلل من
مقداري رح يلقى مني الجرح بس .. ومعها حق على اللي سوته لو انا بمكانها رح أسوي
أكبر من كذا "
ل يصيبهُم استفسار شدا اللي ماراح تنام ب بقايا هالليلة من التفكِير : " " تهقون يحرمها من الجامعة ؟. ماهقيته يطلعها من البيت بعد فعلتها معه ..انتم ماشفتوا شكله يوم اخذها ؟ ."
ل ترُد خفوق بعد ما اغلقت جوالها ب الكامِل : " نسايّ صح فضّ و متهور على قولتك ..
لكن ماهو ب متخلّف ل هالدرجة لجل يمنعها من دراستها .."شتات كانت مُستمعه فقط و اوقات تشاركهم الرأي .، خفوق و شدَا هم اللي ترتاح نوعاً ما معاهم عكس باقي سكان القصر اللي ماتعرف غير اساميهم فقط
و عكس باقي بنات العائلة .، ف كيَان بمجرد ما جات للعائلة كان حالها مقلُوب و بنات خالتها رحمَة غالب الوقت عند امهم اللي تخاف عليهم من الهواء الطاير ف سرَاب ماتتكلم العربيه و اختَها تواصلها قليل مع الناس و عقلها تفكيرُه و حالته غريبه جداً ل ذا السبب مخليتهم خالتها رحمة قدام عينها دائماً ... ل تصحى من تأملها هذا على جُملة شدا اللي قالتَها ب توتُر مرِح : اصلا اجتماعهم مع بعض كان كارثه
.. فكيف بعد اللي حصل ؟ ما اقول غير يارب لطفك "... ل ترُد عليها خفُوق اللي رفعت شعرها للاعلى و بدَت تربطُه لانها تبغض النوم و شعرها مفتُوح : " " اللي جمعهم سوى ، قادر على جمع قلوبهم يا شدا "
ل تلتفت على نبرة شدا الاشبه ب نبرة سخرية محبوبة
: " " اسمعوا هالكلام من يقوله؟"
شدا كانت تقصُد ب جملتها هذي حال خفُوق و عباس اللي صار لهم سنيِن متزوجين و الا الان قلوبهم ماتصافت وولا مالت ل بعض .، ف كيف تبغى كيّان و نساي يحبُون بعض و هم بعد كل هالمده ماتحرّك فيها اي شيء ل حالها مع زوجها ؟."
خفُوق اللي نظرَت فيها لوهلَة من الزمَن و ماكان صعب عليها ب انها تفهم مقصدَها .، ل تمتم ب قولها و هي خارجة : " تصبحُون على خِير .."
شدا اللي تنهدت و هي تراقب اختها لين خرجَت
و شتّات اللي ما سالت أكثر و ولا فهمت كلام شدا اللي ماهي الا ثواني حتى رجعت تفتح الموضوع من جديد و تسأل شتات اللي ماتعرف نسايّ اصلاً عن كُل الاستفسارات اللي تجي ب بالَها و كان أهم شيء عندها ان تقابل كيّان و كُل املها ب انها ممكن تشوفها ب الجامعَة ...
-
-
-
أما ب اليُوم الثاني قريب العصِر ..
امتدَت يده اللي يتوسطَها كوب قهوَة أسود ل ناحيَة رفيقُه الوحِيد ب هالمكان وهو يستفسر ب نبرتُه الهادئة تماماً
: علامها حبال الضيّق ملتفه حولَك ؟."ليلتفت عليه مُترجم اللغات هذَا و نظر فيه للحظه من الزمن .، اخذ كُوب القهوه من يد أمِير ب ذات الوقت اللي ردّ عليه ب تراكمات ضيّق استقرت ب صوتُه : "اول مره من سنين طويلَه الاقي هالفرَح كله ب وجَه نسايّ ..، ماهقيت ان بعد هالفرح ه الوجّع كله ..."
ماكان ضامِيي الوحيد اللي متضايق على حال نسايّ الليي الا الان مقفِل جهازُه ب ذات الوقت أمير لكن الفرق ان ضامي تفضحُه ملامحه خاصة ان كان فيه مشاعر حزِن يتعكر مزاجُه و يقلّ هرجه ب عكس أمير الليي ضيقُه داخلُه و ما احد يدرِي به ل يرُد على ضامِيي ب منتهى الهدُوء ل أنه هو بعد يعرِف ان نسايّ ماراح تطُول حالة انكساره هذي : " " هونها وتهون يا ضامييّ .. نساييّ أكبر من هالحكي وأكبّر من هالمشاعر ..وبإذن الله ماهيّب صعبة عليه وبيتعداها"
ل يسكت أمير ل ثانيَه تحت عدم رد ضامِي و يتمتم بعدها ب قوله :" ترانِيي اعرِف كيَان مثل ما أعرف نسايّ .، تعرف عايش بينكم من يومِي و مو صعب عليّ اعرف شخصيات هالعائلة كلها .، كيَان مُستحيل تقدِم على هالفعله بدون سبب .، فيه فعل اساسي ل ردة فعلها هذي يا ضامِيي .، رُوح شوف ولد عمّك ويش سوَا لجل حدّها على ذا الشيء ...

انا السمو الي يناسب سموكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن