تغيرّت ملامحه تماماً وهو يبعد يدّها عن نحرُه ب صعوبَه ل شدة تعلّقها فيه و كأنها رافضه هالمنظر ينقطِع او يتوقَف ...
ل ياخُذ جوالُه ب كل استعجال العالمِين و يتجِه ل ناحيَة الغرفه الداخليه
بقسمُه و نسى تماماً وشلون يتنفس و و شلُون يتعامَل ب شكل طبيعي .، ضاع هدوئه تماماً وهو ياخذ الجوال وما باله غير رقم واحد يدق عليِه ليرفع الجوال ل مسامعه و ب كل مافيه ينتظر الرد .، كان يحس ب انه يمشي على الجمِر ل شدة الشعور المتصافق اللي داخلُه و ماهي الا ثواني حتى جاه صوت ضامِي ل يندفع ب الكلام ب قوله المُستعجل : " " إلحقني يا أخوك تكففففى .. والله مردي انا المصحة العقلية بسبب هالبلية "
ل يصيبُه صوت ضامِيي الليي كان ب جناحُه ب داخِل القصر ومتجه ل مجلِس الرجّال ليتمتم ب استغراب
: " وش صاير ؟. علامه صوتك كذا يرتجف ؟."ل يصيبُه ردّ أميير الليي تماماً ضاع هدوئه رغم انه يحاول يسترجعه ل أن وجود وهَم بقسمُه هذي مصيبَه : " " تعال قسمي بسرعة .. تعال قبل أرتكب جريمة .. هات معك عباية من عند عمتك رحمة ولا من أي مكان تبغاه .. إستعجل قبل تقوم القيَامة"ليصيبه رد ضامي المُستنكر : " عبايييييه ؟؟."
مالقى اي ردّ من امير لان اساساً
الجوال تقفّل وهو ظلّ واقف مكانه و الذهول طاغي تماماً عليِه .، اضطربت الافكار و التوقعات ببالُه و كانت وهم و جنونَها من ضمت التوقعات ..، ل يتجِه ناحيَة غُرفة عمتُه الليي كانت فاضيَة تماماً و ذا شيء مُستغرَب عليها و لكن ما فكر ب وين يكونون لان كُل همُه العباية الان ل ي اخذ العبايَة و يتجِه ب خطواته المُستعجلة ناحية قسم أمِير .. من اول ما اقفل الجوَال من ضامِي رمى نفس عمِيق وهو يدعي ب داخله ان هالليله تعدّي على خِير .، مسح على ملامحه المُرهقه ب اطراف يدُه ل يتجه بعدَها ناحيَة المكان اللي كانت هي فيه لانه مو عارف هي وش قاعده تسوي اللحين ؟. و مو عارِف ايش الخطوة الجنونية الثانية اللي ب تقوم فيها ذحين ؟."
و هنَا كانّت المُصيبه اللي هدّت حيلُه تماماً انها ماكانت موجُودة و كانت متجهة خارج القسِم ب ملامِح مقاربه للبُكاء و الضيق و الزعل و الحُزن ل شيء مرّ ببالها ان هذا الرجل اللي هي تشوفه حبيبها مايبغاها و عايفّها .. خرجَت خارج القسم ب فُستانها الاحمر القصيِر .، ل يلحقّها قبل لا ينتبِه أحد عليِها من اهل هالقصِر لكن ما لحقها ب الوقت المُناسبب
لانه خرَج بعدّها ب كم خطوَة ل يذهلّ ب خرُوج الاعمام الاربعَه معاهم سهلّ من المجلِس متجهين للحديقَه كونه وقت وجبة العشاء ...
توقفت كُل الخطوات و استقرت كل
العيون ب مكان واحِد .، ردّة الفعل نفسها .، و الصدمه و الذهُول نفسَها كيف ان وهَم خارجة من قسِم أمير الخاص ب اقصى مراحِل الزينَة و خلفَها أمير الليي مايقلّ اناقه عنَها ..
أمير الليي مسَح على ملامحُه ب هدّة حِيل و تعَب ومايتردد بباله غير الافكار الشينه اللي ترفرف ببالهم حالياً .، وماجاء ببالهم غير شيء واحِد و هالشيء ماهو سهِل ماهو سهِل ابداً ..."
ما احد تكلّم ابداً و الكل معلق انظارُه على وهَم و عليه و ماكان صعّب على الاعمام يعرفون هويّة وهَم و حتَى سهلَ يعرف ب قصتها و موضوع عقلَها ل كثرة هرج اعمامه فيها كان متوقع ان الصمّت هذا الدالّ على الصدمة الصاعقه ماراح يطوِل و فعلاً ما طوّل من تمتم العم بدِر و عيونُه الصغارّ ضاقت تماماً و جسدُه ارتجف من حرّ ما يشوف : " " وش هالشُوف يا أمير .. علامك لا يكون أستجنيت بهالليل " ؟. العم عليّ الليي كانت تتصاعد انفاسُه و اقشعرّ جسده وهو يردد بباله ان هذي وهَم بنت اختُه رحمممه و المصيبه انها ب هالشكِل خارجة من قسم أمير و الله العالم كم الوقت اللي قضته عندُه ؟ : " " هذا يبي ينذبح .. هذا ناوي يموت الليلة بايع عمرك أنت؟؟؟ ويش اللي مسوييه انططق ؟؟
الكل انذهل من هالفعله و لو انها من غير أمير كانت اهون لكن كسرَة الظهر انها من أمِييير اللي كُل الاعمام كانوا يتمنّون ان يكون من صلبهم ولَد يشبه امير لو بالقلييل ...، علوّ اخلاقه و شهامته و هدوئه و رزانتُه كانت كلها صفات مفضلّه و محببه عند الاعمام و كلها تجمعّت ب أمير اللي صدمتهم فيه قاتله هالمرَه
و الوحيد اللي ماكان ينظر ب أمير ب هالنظره هو سهلّ و حاول ب كل مافيِه انُه يتقببلّه ويصفي النيه ناحيته لكن مايقدر و بنظره ان هالموقف هو موقف حاسّم ليأكد له صحة نظرته الاولى عن أمير ل يتمتم ب غضب رجُولييي حارررّ لانه مايشوف امير واحد منهم مثل ما الكل يشوفه ب هالنظرَة : طولت الأيام لين بانت حقيقته .. والله والله إني أدري إنه خسيس وإنه يبي ينذبح وذبحة الليلة على يدي "ليرُد عليه سهلّ ب ذات الوقت اللي جاء فيه ضامِي و بيده عباية و كان طُول طريقه يفكر ل مين العباية لكن هالمنظرّ اللي شافه ب نص الحديقه كان كافي ليجيب على كل اسئلته : " وش نفهم ياعم وش نفهم ؟ كل شيء واضح حتى للأعمى هالنذل تعدى على محارمنا.. أعرف نيته هالخسيس ناوي يدور على بنات العايلة كلهم .. ناوي يكسرنا فيهم كلهم .. قال هذي بنت ضايع عقلها خلونا أتسلى فيها محد بيدري .. والله إن نهايتك على يدي يا كلببببب خلك مكانك
ل يتمتم ضامِي ب قوله وهو مستمع ل كلاّم الكل عن أمِير و رغم انه عارف الاجابة الا انه سئل ب قوله " وش هاللي شبّ النار بهالمكان
علامكم يا الربع اهدوا
ل يرُد سهلّ اللي تصافقَت كُل مشاعره ناحية أمير مشاعر الماضي و مشاعر الحاضِر و كل المواقف اللي بينهم استحضرَها هاللحظه : " " جاء محامي الدفاع .. والحين استلم القضية ومالك مخرج منها شف الردي الي تاركينه يكون بمنزلتنا .. تعدى على بناتنا يا خسيس"و هنَا فعلاً انجنّ ضامي من سكُوت أمِير و كيف انه ماتمتم ب كلمة ل كل هالتُهم اللب انرمت عليه ل يرُد ب صوته الجهورِي اللي مر على كل المسامع
: " اقضب مكانك وامسك لسانك يا سهل ولا تخطي .. امير كفو وراعي حمية ماهو بشخص نفس منت تفكر "
ل يرُد العم علي اللي باقيه له خطوه و يوصل للجنون " اجل وش هالشوف يا ضامي
فهمنا قبل نجن
الكُل كان ياخذ و يرمِي ب التهم و
الكلام و الغضب على أمير و الكل ضايع ب هالحدَث و ما احد تنبّه ل وهَم الليي كانت واقفه ب النص ويرتجف كل مافيها و حتى اصغر مفصل من مفاصلها و كيف انها حاولت تتجه ناحية امها لكن اجساد رجال العائلة الضخمة هذي منعتّها
كيف انها هي السبب ب كُل هالمعمعه و اللي بسبب شعور لحظيّ مرَها و توقعتُه ببالها صار كل ذا و بالدور العلوِي كانوا شتَات و شدَا واقفَات ب جانب الشُباك ك العاده الشباك المُطل على الحديقَه ونتيجة انتباههم ل هالموقف نزلَت العمه
رحمَه اللي كانت غارقه ب فرحتها ب سراب و ذوبان المشاعر بينهم و نسَت ذيك الوهَم اللي كانت ب عالم و ب تخيلات خاصصه
ل تتجه ناحية بنتها اللي كانت هي الحمراء الوحيده بينهم كلهم بثيابهم البيضَاء ب الوقت اللي رمى ضامِي عليها العبايَة لجل يسترَ اجزاء جسدها الفاضحَة
وماهِي الا ثواني حتى غابت العمه رحمه اللي كانت حاضنه بنتها من على الجنّب و تنظر ب اخوانها
المشتطيّن من الغضب وما تفوهت ب ولا كلمه لان ماهي عارفه ويش تقُول و كل خوفها حول ردة فعل العائلة حول بنتَها و افعالها لانها متاكدة انهم ماراح يسكتون و راح يلقون حدَ ل افعال وهَم الخارجة عن الطبيعه
ل يلتفّ ضامي على أمِير الساكّت و عينُه تدور بين كل الموجودين ومافيه أي اثار قلق او توتر او ذعرّ على ملامحُه : "انا ابفهم علامك ما تكلمت وفهمتهم الي حصل؟"
ل يرُد أمير اللي بدا يرجع لهدوئه ب لحظه وراها الثانيه رغم ان الموقف اللي فيه بعيد تماماً عن الهدوء لكن هذي هي ردّة فعلُه دائماً و كأن الهدوء ب ذاته مايبي يفارقه : " و هم تركو لي مجال ؟ لبسوني التهمة وحاكموني واعدموني بدون علمي
ل يلتفتون كُلهم على سهِل الليي كأن النار تخرُج من نبرتُه : اسمعني انت لا اسمع لك حس .. والله لو تتكلم لا نهيك
ل يتمتم ضامِي ب مجرّد ما انتهى سهل من كلامُه و كأنه ب كلامه هذا يقفل على الموضوع تماماً : خلاص ياسهل .. تراك واقف بالصف الخطا .. انا وانت ندري بنت عمتي رحمة من وين جبناها .. وندري بفعايلها السابقة وانها قد عقلها .. علمني بهالموقف من بيطيح اللوم عليه ؟ عليها اللي لها سوابق .. ولا امير الي كلنا نعرف من هو "
علمني بهالموقف من بيطيح اللوم عليه ؟ عليها اللي لها سوابق .. ولا امير الي كلنا نعرف من هو "
و هنَا انتشر السكوت بالمكان تماماً و كأن ضامي ب كلامه هذا ذكرّهم ب أمير الليي من يومه صغير و هو عندهم و متربي معهم حتى ان الجدّ مهنّا رباه مع احفادُه .، و كأنه بدا يوعيّهم و يذكرهم ب أمير و منهو أمير
الاعمام الاربعه اللي ما احد ردّ منهم ابداً و اتجهوا ناحيَة القصِر اللي داخله الجدّ مهنَا اللي اكيد ماعنده علم ب اللي صارّ لكن مردُه بيدرِي ...
امَا سهلّ الليي خرَج من القصر ب كبره لان لو ظلّ فيه راح يقتُل أمير لا محالَه ..
ليلتَف ضامِي على أمير اللي رجعَت ملامحه تتعكرّ من جديِد : " " علامك لايكون تضايقت ؟ تعرف سهل كلامه على قد عقله وفهمه ؟."
ل يرُد أميِر اللي فعلاً تعكرّ جوُه .، رغم انه اكثر انسان مُحافظ على مزاجيتُه و اكثر انسان استحاله يسمح ل أي مخلوق يكدر صفوه و خاطرُه .، لكن هالمره كانت مُستثنَاه .، هالمرَه ب الموضُوع وهَم
وهم الصغيره البريئة اللي اكيد فعلتها هذي ناتجَه عن حالتها العقليه المعتاده .، و اللي اكيد خوالَها ماراح يسكتون على افعالَها سكن الضيّق ب ملامحه وهو يتمتم ب قولُه : " " لا ماتضايقت ولايهمك .. انت رح ورى هالبنت لا يسوون لها مصيبة انا بخير تطمن ..."
ل يرِد ضامِي ب قوله : " ماعليك ماراح يقدرون يسوون شيّء و مهنَا موجُود ...اهم شيء انت انتبه ل نفسِك .."
و ماهي الا ثواني و اختفى ضامي من قدامُه متجه للقصِر
ل يلق
اعمامه ب غرفة جدُه و جدتُه و كل واحد يهاوش من جهة و الكل مُتفق ان هالبنت لازم ينلقى لها حلّ لان من ساعة ما تذكروا جنونَها صار امير بريء ب نظرهُم
أما العمه رحمة اللي كانت ب غرفتها و بناتّها ب حضنها و مقفله الباب على نفسَها ... و كأنها ب هالطريقه ماراح تسمَح ل أحد ب انه يقتحم حياتها هي و بناتَها .."
الكُل كان مشغول الفتره الماضيَه ب امور كثيره وما احد كان مُنتبه ل وهَم
حتى أمها كانت تعتقد انها منتبهه لها و لافعالها لكن اكتشفت انها بعيده تماماً عنها .."وهَم اللي كانوا الكُل يعتقدون انها ك العادَه متاثرَه خلايا عقلّها ب بطلة مُسلسل تتابعُه .، و فعلاً كان هذا من ضمن الاسباب لكن ماكان السبب الحقيقي و السبب الاساسِي .، لانها لو فعلاً كانت متاثره بشكِل كبير كان راحَت ل أي احد من عيال خالها ضامي آدم سهل .، لان وقتها راح يكون هدفها الاساسي اي رجل تشوفه قدامها خاصة انه كلهم غرفهم داخل حدود القصِر يعني اقرب لها ليش تجاوزتهم كُلهم و اتجهت ناحية قسم أمِير ب الذات. .؟"و هنا كان محَط استغرَاب الكُل .، ليش وهَم تخطّت كُل الرجال و اتجهَت ل قسمُه ب الذات ؟."
ممكن لانُه هو اول رجال تستوعبِه بعيد عن اجواء المصحة ؟.
ممكن لانه ظلّ حارِس ل غرفتها ل اكثر من ثلاث ايام ؟ كيف كانت تلمَح طوله فقط من خلّف زجاج الباب ب ذات الوقت اللي تشوف فيه ملامحُه الهادئة وما نظر للحظه فيِها رغم انها مو ساتره ملامحها ؟. ممكن لانُه هو من نجاها من بعد الله ب حادثتها الاخيرَه اللي وقت تلاشت اثار المقطع من عقلها اكتشفت انها ممكن تكون من الاموات لفعلتها هذي لولا انه كان السبب ب نجاتها ..
ممكن هذي نتيجة كل هالاسباب ؟. اكيد ممكن ..
هذي كانت هي التراكمات الليي اجبرتّها تتجه له هو من بين كل شباب العائلة
هذي كانت نتيجَة الشيء اللي تخليته من زمان ببالها و اللي كل امالها انها
تصيِر حقيقَه ب جهَة ثانية « قصر نسايّ » ... -
-
كان واقِف ب طولُه الشاهِق ب جانِب باب غرفتَها .، هذا كان حالُه ل ساعات و ساعات .، رُغم ان الحدث صار ليلة امس الا انُه ظلّ ملازم الحديقه و مافارقها وولا عتّب باب القصر ابد
اليوم بس الليي اتجَه داخِل القصِر و بدا يروح و يجي قدام غُرفتّها رغم انه رافض تماماً التصريح ل نفسه اولاً قبل الغير انُه جايّ لغرفتّها
كان يقول ان حتى هو غرفته ب الدور العُلوي و ان حتى هُو يصول و يجول بالبيت على كيفه لان بالنهاية هذا بيتُه .، صعَب و حيل عليه انه يكون ب هالموقف و ب هالحال و ب هالشكل لكن اللوّم مُتلبسه و طاغي عليه تماماً ... لانه يعرِف هالشعُور و يعرف اللي مرّت فيه و حِيل ... و حتى ولو ان الحيوانات ماقرّبت منها لكن ب انها تشوفها قدامهم ب اكثر حالاتهم وحشيّه و يمر ب مسامعها اصواتهم المُرعبه هذا كافي و حِيل ب انه يهدّ كيانها و يتعبِها ويضرّها .. لكن هو كذا و هذا هو نسايّ يخرج عن حدود العقل و المنطقيّه وقت يكون غاضب ومافيه مسببّ غضب لُه غير نفسه و امه ..
اصلاً من يقدر يوقف ب وجه نسايّ وهو غاضب ؟."
التفت خناجِر عيونه السوّد ناحيَة الباب ب الوقت اللي خرجت فيه العاملة الاسيويَة من الغُرفه اللي ظلّ ملازمِها ل يقترِب ناحية العامله اللي توقفت خطواتها من شافته وهو ينقل انظارُه بين باب الغرفه و بينها
: " وشلُون صارَت ؟.
لتمتم العاملَة اللي كان بيدّها صينية فاضيَه : " تعبان واجد بابا ومايبي يشوف انت ..لو يشرف انت راح يقتُل ."
غرز انامله وسط خصلات شعرُه لوهلَه وهو يتمتم ب استفسار هادىء ممزوج ب ريبه للخادمة : تقتلنِي أنا ؟."
ل يرمي نفس عمِيق وهو يتمتم ب قوله
: " زين خلاص رُوحيي انتي
الخادمة اللي هزت راسَها بالايجاب و ا الخادمة اللي هزت راسَها بالايجاب و اصلاً ماعندها خيار غير الطاعه وهي الوحيده اللي كان مسموح لها تدخل و تخرج من الغرفه لتنزُل للاسفَل و هي فعلاً ماتدري وش نهاية هالليالي الصعبه وايش نهاية وجود هالمنسي مُقابل الغرفه و انتظاره كل هالساعات ؟.
رمَى نفس عميّق ب الوقت اللي توسَط طوله الفارِع الغُرفَة اللي كان واقف قدام بابها ل ساعات و ساعات .. مايبي يفكر كيف راح تكون ردة فعلها رغم انه عارفها ومايبي شعور اللّوم يرتفع داخله اكثَر لكنُه ارتفع بشكل مهوّل هالشعور من استقرّت نظراته اللي ما احد يفهم مغزاها غيرُه عليّها و جسدها مُستقرّ على السرير و غطاء السرير واصِل ل نصّ خُصرَها و يدها تبعثرّ الطاوله اللي ب جانبها و اللي كان عليها كاسة موياء و شريط حبوب مضادّه و علب كريمات بيضاء يعتقد انها للبشرَه ...
كان عارف انها مو منتبهه ل وجودُه لانها لو منتبهه استحالَه تظلّ ب هالشكل و راح تلبس جكيتها على طول
لانَ جكيتها يشاركها مكانُه بجانبها على السرير ومو مخليه عليها غير البدي الابيض الضيّق اللي بدون اكمام و شعرَها منتثر ب اهمال على ظهرها و ملامحها ..و كانت تكحّ ب استمرار وما توقف سيّل كحاتها ابداً
ل تلتف بعدها ل وضعيتها الاساسيّه ب نيّة النوم و الراحة و هي اللي معتقده لو نامت الدهر كلّه ماراح ترتاح ابداً دامها بين جدران بيت هالمنسيّ اللي تبدلّت ملامحها تماماً من شافتُه و شافت ملامحه الفارسيه اللي تبغضها و ب سوّاد لبسه ك العاده واقف قدامَها ..كانت عيونها محمرّة و ملامحها
تشرّبها الاحمرار. هي الثانيه .، و جسدها ذبلان و مُتعب حيّل ل تنقل ب نظرها المرهق بينه و بين الباب و هي تمتم ب قولها الشبه واضِح لُه : " اطلع برّا .."
ماكان فيه أي ردَ منه يا بالقول او بالفعِل لانه عارف و متاكد من ردة الفعل هذي و اللي هذي ممكن المره الاولى اللي يلتزم السكّات فيها و ما يرُد لان فعلاً شعور اللوّم ذابحه ومدمرّه تماماً
تعكرّت وتضايقت ملامحها و هي تشوفُه ب هالمنظر المُريح المعاكس تماماً لمنظرها المُرهق و ب نظراته هذي اللي ماتفهمها و ولا تبي تفهمها .، و كيف واقف ب الغُرفه ب لباس التدريب الاسود اللي يذكرّها ب الحادثَه و ب العصا الخشبيه اللي بين اياديه كيف انه واقف ب الغرفه و كأنه سيّد المكان وهو فعلاً سيد المكان لتمتم من جديد وسط كحّاتها
: " قلتلك اطلع برا ما ابي اشوفك .."
توقعت كل شيء الا هالشيء .، و مرّت ببالها كل ردود الفعل الا هالردّ .....،ماتوقعَت ابداً طواعيتُه ل أمرَها و ما توقعت ابداً سكوته المخيف ب نظرها هذا ابداً ماتوقعَت ابداً طواعيتُه ل أمرَها و ما توقعت ابداً سكوته المخيف ب نظرها هذا ابداً .، حتى انها كانت قبل تشحن طاقتها الداخليّه الهشّه للتحاور معه لأنها حاسَة انه راح يرجع ل عناده اللي تكرهه .. لكن اللي شافته انه رماها ب ذات النظرات اللي ما تحب تشوفها لانها ما تفهمَها وتتعب تفكيرَها
و انسحب من الغرفه ب هدوء مثل ما دخل ب هدوء .." و سُرعان وا
استوعبت حالَها ل تعتدل بطولها و تنسحب من السرير لتتجِه من خلفه من اول ما تلاَشت اثار وجوده ب المكان و تقفلّ الباب ل ثلاث قفلاَت بعدُه تعكر صفوها و خاطرِها بشكل قاتِل
من انتشارّ عبقه الثقيّل ب المكان يعنِي كذا راح تظلّ تتذكره و راح تظلّ اثاره موجودة ب الغُرفه ...
"
كانت عصاته الخشبيه تدور وسط يدُه بالوقت اللي نظراته تدور على باب غرفتها الليي واقف بجانبه وهو يسمَع تحركّات المفاتيح دليل اقفالها للباب ... نظرّ بالباب ل وهلَه وما تمتم ب شيء ابداً ..
كان فعلاً شعور اللوم متلبسه لكن بنفس الوقت جزء منه مرتاح و حيل انه بخير و ما تاثرت حالتها بشكل كبير و انه بعدها نفس حالها رغم ان معرفته فيها مو مره طويله الا انها بعدها محافظه على كيان القديمه
ليتجِه بعدّها للدور السُفلييي ب الصاله المُعتادَة ب حيث انه يعرف كل تفاصيل القصرّ ب موقعُه هذا
ازاَح جكيتُه الاسود هو الثاني ل يبقَى ب بلوزتُه الكتّ اللي تفضَح عضلاتُه الثلاثَه الصلبّه ل يجلس ب انهاك على الكنبَة العريضَه ... و تفكِير تفكِير غارق ب التفكِير و ب ذات الوقت انظاره تاهت على اجزاء القصر لان موقعه يسمَح له بشوفه اي شيء ..
و مرت ساعه وراها الثانيَة وهو على حالُه هذا ل يقُوم بعدها و يتجِه ناحيَة الحديقه لان لو ظلّ زياده ب هالمكان و لو فكرّ زياده ب هالامور راح يكون مكانُه ب المصحة العقليّه ..
و من اول ما وصل للباب الخارجِي الا يلمَح العم صادق اللي فتَح الباب ل يبان له جسدّ امرآه عجوز مغلفه ب السوّاد و مين راح يكون غيرها ؟. هذي الجدة ذهَب من صوت بناجرِها و من الحنّى الملطخ بيدها و من هيئتها و مشيتّها و اخيراً عصاتَها ... ليتجِه ناحيتّها و ابتسامَة آسرة استقرت على ثغرُه لان مجيئها كان فعلاً ب وقتُه : " ياهلا والله و مسهلاَ ياعلّني ما انحرم من هالزول و هالقامَة ياجدَه .."اما الجدة ذهَب اللي فعلاً ما تحملَت البقاء اكثر بدون ماتمرّ على كيان اللي من ليلة زواجها ماشافتها وو لا سمعت صوتها و اللي اضطربت افكارها اكثر وقت عرفت من شدا انها ما داومَت للجامعه بعد .، و رغم ان الجدّ مهنا مطمنها عن كل شيء الا انها ما تطمنت و ما ارتاحت ابدد لتبتسم وقت سلّم عليها حفيدها الطويل هذا وهي تمتم بقولها : " يالقاطِع يا نسايّ جايتك و انا محملَة ب الهواش و الزعلّ و العتاب لكن من يوم شفتك ضاعّن كلهن مني .."
ليبتسِم نسايّ اكثَر و فعلاً تغير مزاجُه الصعب من وجودَها ليقترب اكثر و يقبّل راسها و من بعدها ياشر على الجلسة الارضيه اللي ب جزء من الحديقه الحديقه : " يابعد كل الغوالي يا جدَة .، ابد الليي تبينه سويه فيني
كلي تحت امرك .. حياك حياك .. ل تتجه الجده ب الجلوس على الجلسة الارضيه اللي بالحديقَه و اللي مسويّها نسايّ اصلاً خصيصاً لها و ب ذات الوقت كانت تتأمل المكان ب انظارَها الصغيرَه .، ماتغير المكان ابداً رغم انها من زمان مازارَت نسايّ لتمتم ب قولها لتلتف عليه و هي تتأمل كل مافيه : " وشلونَك حبيبي وشلون امورَك ؟. " ل ترفع انظارها له ب شيء اشبَه ب القلق ؟"
.. : و وشلون بنيتنّا ؟.
ل يبجيبَها نسايّ اللي اعتدل ب طوله وهو يتمتم ب قولُه ومبعد انظارُه عنها : " جايِك العلّم .، لكن ثواني بس اوصيّهم على الضيافَه ..."وما انتظرّ رد جدتُه ابداً و تغيرَت ملامحُه كلياً وهو يردد نبرَة جدته بمسامعه و ببالُه و مو عارف وشلون يرتّب الكلام و يفهمّها ؟. لان مهمَا قال و مهما بررّ كل شيء اصلاً واضِح .، ماهو مهتّم ل نفسه كثر ماهُو مهتّم ل خواطر جده و جدتُه اللي اكثر اثنين يحاولون يلمعون صورته المشوهه مع كيان قدام العائلة ..
و من اول مادخَل ل باب القصر
الداخلِي الا يلمَح الخادمة اللي نزلَت و خلف جسد الخادمة جسدّها الطرِي و خطواتها الهادئة و هي نازلَه للاسفل اكيد قالت لها الخادمة بوجود الجدَة لان مافيه اي شيء يجبرها تنسحب من غرفتها غيرها
ليقترِب ناحيتّها ب الوقت اللي شدّت فيه على جكيتَها اكثر و تراجعت ب خطواتها للخلَف و هي صادّة ب انظارها عنُه وما التقت ابداً .، ل يرمي نفس من اعماقُِِه وهو يتمتم ب صوته المتوازِن : " " لا يجول ببالك أبّد إنك تحكين حرف واحد من اللي يصير بهالمكان "
ل يصيبُه ردّها و هي تحاول تصطنِع قوّة هشَه لانها كان جسدها يرتعش تماماً و اكيد من اثر الحادثه مو منه هو لترتفع نظراتَها له و سرعان مانزلتّها : " ليه ؟ خايّف يدرون بسواياك الرديّة وسواد وجهك ؟ توك تستحي من شين فعايلك؟"
و بمجرد ما تمتمت ب كلامَها هذا نوّت تكمل خطواتها متجههة للجدة ذهَب لكن يدُه الصلبه انمدّت قدامها لتتراجَع بسرعه و كأنها ملسوعه ماتبي اي تواصُل جسدِي بينهم ابداً ل تنظُر فيه ب نظرات عمره ب حياته ما احد وجهها لُه حين قال ماهوب أنا الي أخاف .. ولكن سواد هالوجه الي تحكين عنه كان بسبّب فعايلك .. ظنك لامنها درت ذهّب عن كلامك اللي قلتيه بتاقف بصفك ؟ الا والله بتلقين منها اللوم والعتب .. لان هذا ماهو بحكي آوادم "
ماكان فيه أي ردّ منها بالكلام لكن ردود و ردود انصابَت داخله من نظرّاتها بَس و ماكان يدري هل سكوتها هذا دليل رضاها و موافقتها باللي قاله والا لا ليقترِب خطوه واسعه ناحيتها ب الوقت اللي تراجعت خطواتها الضيقه للخلف حين وجهّ لها همسُه اللي كان على شكِل تهديد نوعاً ما : " ولا يطلع عن بالك فكرة انك ممكن تهربين او تتتحريين من
هالمكان .. لان والله لو تجتمع كل خليقة الله لجل ياخذونك من هالبيت ما تحركتي شبر واحد منه بدون رغبة مني .. خلي هالكلام ببالك .."
وما انتظرّ منها اي رد لانها هي اساساً ماردت عليِه ابداً لانه ب مجرد ما انهَى كلامُه وجهّت له النظرات اللي حفظها تماماً و اتجهَت ناحية الحديقه اللي رغم كرهها و خوفها منها الا انها نزلَت بس لان جدتّها ذهَب فيه .، تبغى تقابل أي احد و اي ملامِح غير هذا المنسيّ و فعولُه
امَا الجدة ذهب اللي كانت تنتظِر و برقعها بعده ساتر ملامحها رغم انه مافيه أي احد ف حُراس نسايّ كلهم برَا وما يدخلُون غالباً الا وقت التدريِب .، تبسمّت تماماً و هي تلمَح كيان اللي كانت جايَة ناحيتّها و ابتسامة ذابله استقرت على ملامحها حاولَت تنعشّها و تحييها قدام الجدة على الاقل لكن ماقدرَت
لترمي نفسها وسط احضان الجدَة ذهب الليي احتضنتّها داخِلها و هي تتحسس جسدّها الليِن و اجزائها الطريّه .، ماكان حضن كيان لها هالمره مثل المُعتاد .، كان اقوى و اكبر و اخطَر و كأن حفيدتها هذي لقت الفرَج بعد فصول من العذَاب و لقت الراحة بعد تعب مُهلللك
و ما شافَت نسايّ طوال جلستها القصيره مع جدتّها ابد .، لان نسايّ كان وده يخليهم مع بعض أكثر و لانه لو كان موجود راح تبان نظرات الكُره من كيان لُه و راح تلمحها الجدَه ذهب اللي ماصدقت كلام زوجها مهنّا و جات تتطمن بنفسَها
ماكانت كيان تتكلم عن نسايّ ابد وماتجاوب على اسئلة جدتها كانت فقط متنعمّه ب حضنَها فقط ما طالّ وجود الجدَة ذهَب عندهم .، كانت زيارتها قصيرة جداً .، و زيارتها هذي كانت السبب ب خرُوج كيَان من غرفتّها بعد ماكانت محبوسه فيها حبي اختياري ل ساعات و ساعات
ليقفِل الباب نسايّ بعد خروج الجدَة ذهب اللي عرف نيَة زيارتها و اللي راح تتكرر عليهم و كثيير
ل يلتف بعدها على اللي جالسة مكانَها ب عز الحديقه اللي تبغضها و حِيل .، ل تعتدِل ب طولها من شافت خطواته الواسعه تقترِب ناحيتَها . ل تعتدِل ب طولها من شافت خطواته الواسعه تقترِب ناحيتَها .. او ب معنى ادق ناحية الجلسه اللي جالسه فيها
ل يجلِس ب ذات الوقت اللي هي وقفَت فيه لتستقرَ يده على معصمَها لكن هالمره بشكِل خفيف عكس تماماً المرات الماضيَه
: " خلك مكانك "ل تنفض يدها منه ب قوَه و جزَع : " قلت لك لاتقرب مني ولا تلمسننيّ
ليصيبَها ردُه الهادىء و البارد تماماً لها ب ذات جلستُه بينما هي واقفَه : " " هالتعامل إهانة بحق كل البنات اللي بقو سنين يتخبطون لأجل يكونون
مكانك "
توَها كانت بتحرّك خطواتها ناحية باب القصرّ الداخلي
الا انها التفت عليه وقت رمَت كلامُه هذا .، سترَت جسدَها اكثر ب جكيتَها اللي مو مبين منها اي شيء الا ان نظراتُه هذي غيرّت كل ما بعقلَها : "" هذا ذنبك وهذي مشكلتك أنت اللي أبتليت ببنت ما تبي هالقرب أبد "
ل يصيبَها ردُه الليي تمتم فيه مع شبه ابتسامه استقرَت على ثغرُه وهو جالسِ ب صدر الجلسَة و مستقر ب انظاره عليها ل يذكرّها ب امور هي غافلة عنها : " " الذنّب هو قربك هذا ما أختلفنا .. ولكن وجودك هو تكفيَر لذنبّك اللي أبتليتي فيه
كانت واضحَة علامَات و ملامح القهرّ عليِها بشكِل كبيير .، يتكلّم و كأنه مايعرف بوضعهم الحسّاس هذا يتكلّم و كأنه اكبر الجاهلين عن حياتهم اللي بدت ب فشل ف راح تكون نهايتَها فشل .، ماكانت تدري هو ليش قاعد يتحاور معها ب هالشكِل اللي يقهرها و بهالنظرات اللي ماتفهمها و ب هالابتسامة اللي تهفي خلفها اشياء و اشيّاء
ليتسِع ثغرُه اكثر من اعتدل ب وقفتُه وهو يلبّس جكيتُه الاسود من جديد ليتمتم ب قوله : " " لا تبّكين .. لو لك نيّة بتجربة هالقرب ماعندي مشكلة ...انتظرِك الليلَة اذا كنتي فاضيَه
هنا تماماً عرفَت ان ملامحها المقهوره فضحتّها .، و فهم ملامحها على هوَاه ل تتراجع بخطواتها للخلف و رعشَة قاتله مرت جسدَها لتمتم ب قولها
: " على موتِي يتمّ هالقرب
و انسحبَت تماماً ب خطواتها المُستعجله من قدامُه تحت سيّل ابتساماتُه المرعبه اللي تكرهها ... هو فعلاً ارتاح الان اكثر وقت حس انها بعدها على طبيعتها و ماصار فيها شيء من بعد حادثة امس ليتجِه بعدها ل قسمُه الخاص و يبدا ب موعده الغرامي مع حيواناتُه ب جهَة ثانية - عباس
مافيه بالبيت احد غيرُه .، لا زوجتُه و ولا عيالُه .، لانهم كانوا ب زيارة ل خوالهم و الاكيد انهم ماراح يطولون لانه هو الليي ماسمح لهم بالقعده الطويلَة هنَاك
و كان طوال فترة عدم وجودهم منغمس ب شغلُه لان فيه شغل بسيط قرر يخلصه دامه فاضي
لابتوبُه الاسود قدامُه و بيده جواله و حوله بعثرة اوراق بيضاء كثيرَه كان مُستغرب و حِيل وشلون خفوق تزور اهلها و اولادها ماخلصوا واجباتهم للحين و الدليل شنطة عبدالله الكبير اللي كانت مفتوحة و حولها كتبه و دفاترُه .، يعني هذا معناته ان خفُوق مقرره انها ماراح تطوّل .، رمى نفس راحة عمِيق و رجع ينظر ب دفاترّ عبدالله ولده اللي اختلطَت ب اوراقُه .. ليرنّ جواله من جديِد ومايتوقف اصلاً جواله عن الرنين ل تغير جدول وجوده ب الشركة .، ل يلتقطُه و يرد عليه ب الوقت اللي كان يجمعّ دفاتر عبدالله الصغيره حتى يبعدها عن اوراقُه المهمه و حِيل
: " ايه هلا حاتِم ؟. ؛ " ايه ارسلها لي على الايميِل
: " الباقي اشوفها بكرَه حطها لي على مكتبي انت بس
كان يكلم الجوال و ب نفس الوقت يجمع اوراقه و ملفاتُه وهو مقررّ يعاقب عبدالله هذا اللي مايذاكر الا ب الصالَه ... لكن توقفت تحركاتُه و توقف هو عن الكلاَم ب الجوَال و هو يلمح ورقه صغيرَه موجودة بين كُتب عبدالله و كانت مفتوحَة ب شكل كامِل ومطعجّه نوعاً ما لان الظاهر ان عبدالله كتبها بدفتره و قطعّها من الدفتر و رماها ب عشوائيَة ...
ليفتحها و يلقى مكتوب ب محتواها ب خط عبدالله اللي ب ثانِي ابتدائي
: "ياليت يحضنّي ابوي مثل ما سامي أبوه يحضنُه كل صبح
مايدري هالمرَه الكم اللي يقرا فيها لفظ هالكلام ؟.
و اللي ب كل مرَه يقراها فيها تتصافق مشاعرُه اكثر و تتصاعد روحه و كأنها ب تخرُج منِه .. كان قبل يعتقد انه هو مقصرّ فقط مع " خفوق " وماكان راح يعرف ب تقصيرُه لو انها ماطلبت الطلاق سابقاً منه
لكن اللي اكتشفه انُه مو خفوق بس حتى عيال خفُوق مشابهة حالتهم ل أمهُم ... هم بعد مشتاقيّن له
و مكتويه صدورهم الصغيره من نارّ جفاه و جموده و بعده
مايدري مين سامي ذا لكن ماكان
صعب عليه يكتشف انه واحد من اصحابه ب المدرسَة ... و واضح ان عبدالله ماكان قصدُه ان ابوه يشوف هالرساله لانُه قطعها من دفتره و رماها بين كتبه يعني ماكانت واضحة ابداً كان نفسه هو ماتغيرّت ملامحُه و هذا اللي يظلمه رغم ان هالرساله مثل طلاق خفوق السابق بالنسبه له
لان من خفوق طلبت الطلاق عرف ان طريقته صعبه و غلط معها
و هالرساله من بعد ما قراها عرِف ب شعور و مطالب عياله له .
استقام ب طولُه و رمى هالورقه بجيب ثوبه البُني .، نظر ب جواله اللي الظاهر موظفه حاتِم اقفله من مالقى اي ردّ منه ..
رجَع ل مكانُه بين اوراقه و ملفاته و شغلُه لكن عقله ماهو معُه ابداً ليلتف على باب البيت الكبير اللي انفتَح نزلَت من سيارة السائق و هي ترفع طرف عبايتها حتى تقدر تمشِي .، تكره تدخل هالبيت و حِيل لانها وقت تكون فيه ماتفهم نفسها ابداً تتعَب حيل تتعَب
كان بيدَها عبدالله ابنها اللي كان على وشك البُكاء وهو يتمتم ب قوله ويده مشدود وسط يد امه : " يمه والله اخاف يهاوشنِي .، الاسبوع اللي فات هاوشنِي لانيي ذاكرت بالصاله و ما شلت كتبّي و قال لي ماراح يعاقبني هالمره لكن ياويلي ان عدتّها ...و اللحين عدّتها .."
خفُوق الليي كان عقلّها تايه تماماً هي نفسها مُرهقه من امور عائلتها و من امور حياتها اصلاً لتلتف على الخادمة اللي بيدها عبدالرحمن الصغير : " ماهي حاله هذي عبدالله حبيبي طول الطريق و انت تردد نفس الموضوع قلتلك ماراح يكلمِك ابد .."ل تتوقف من قبضة يد عبدالله الصغيرَه ل يدّها
: " الله يخليك جمعيها انتي ..،انتي مايقول لك شيء بس انا يهاوشنِي .."
خفوق اللي تنهدت و هي تمسح على خصلات شعره الصغيرَه ب خفَه ..،الشيء اللي عجزت تلقى له حلّ هو خوف عيالها من ابوهم .، خوف عبدالله لا يذكرّ بالنسبه ل خوف عبدالرحمن الكبِير و ولا هي عارفه وشلون عاشوا معه قبل ايام طلاقها ؟. كيف ان عبدالله يرتعش جسمه و الخوف سكن كل ملامحه الطفوليه الصغيرَه .،"و من اول مادخلت لقت نفس المنظر اللي دايم تشوفُه .، من غيرُه هذا الجليدي اللي كل يُوم ب حال مره ينتبه ل وجودها و مره مو داري عن هوا دارها
اتجهت ب كل هدوء الارض و هي منتبهه له و لانظارُخ اللي كانت معلقه بشاشة كمبيوترُه ..
جمعّت كل كُتب عبدالله و دفاتتره اللي كان واقف ب تص الدرج ينتظر أمُه و يرتعش كل جسمُه وهو يشوف هدوء ابوه اللي يخوفُه .. ماكانت راح تتكلَم خفوق ب كلمة لولا انُه قال لها بهدوئه المريب : " تو مانوّر البيت .. لا عاد تبطيّن ."
تكره جملته هذي " تو مانور البيت " لانها ذاتها الجملة اللي رماها لها وقت رجعته ل ذمته مغصوبه .."
مارمت له أي رَد وهو كان عارف اساساً ف هذا هو طبعها الجديد
ل يرفع سواده على طفل صغير ب بنطلون ازرق و قميص ابيض و حذاء رياضي ابيض و معلق انظارُه الخائفه و المُرتجفه عليه ..
و سرعان ما اختفى هالجسد الصغير عن عينُه بواسطة يد خفوق اللي اخذته معاها للدور العلوي و بيدها الثانيَه شنطتُه
مسح على ملامحه المُرهقه ب تعَب و انظارُه معلقه ب الدور العُلوي .، كل حياته بالدور العُلويي
مايدري ل متى راح يستمر حاله كذَا ؟. كل يوم يكتشف شيء جديد ؟. و كل يوم يكتشف غلطه جديده انصدرت منه ب حق اللي حوله و ولايدري متى يبدا يعدل كل اغلاططه المهولّه هذي ؟."
-
-
-
ليل اليوم الثاني ..« قصر الجد مهنّا »