اليوم الاخير • 14

220 15 1
                                    



إقترب ميعاد منتصف الليل و هوسوك لم يُفارق يونقي ، كلاهما يجلسان على السطح مع الغطاء الأصفر ذاته و أكواب شوكولاته ساخنة

وقت هادئ أمضياه بالصمت و تأمل بعضهما بهذا القُرب

لم يقولا أي شيء و إكتفيا بالبوح بفوضاهما الداخليه عبر عيونهم ، لا أحد منهما يعلم إن كان الآخر يفهم ما تفيض به عيناه لكنهما واصلا بصمت

تبقت نصف ساعة لمنتصف الليل فأنهيا أكوابهما ليقف يونقي يقرر الإنتظار واقفاً إلى حين عودته

فكرة العودة كذلك تؤلمه ، لكنه لن يسمح للبشرية بالإنتهاء بسببه ، لن يحتمل أن تصبح أرواح المليارات على عاتقه لأنه كان أنانياً و إختار الحُب

تنهد مُتعب خرج من فمه ليستدير نحو هوسوك بإبتسامة صغيرة مقررًا الإفصاح عن شعوره لأول مره

" أ تعلم هوسوك، ربما سأصارحك لأول مره ، لكني عشت أفضل أيامي معك ، بل في الواقع أنا أحسدك ، أحسدك لقدرتك على العيش"

توهج بشرته الخالية من الصبغيات بدأ تزامناً مع قدوم الوقت الموعود و يزداد ببطء شديد مع كل ثانية

" أحسدك لأنك تعرف أمك ، أباك ، يمكنك الأكل ، الشرب ، النوم ، السير و التنفس ، و الحُب ، يمكنك أن تُحب دون خوف على عكسي ، أنت لا تُقدر الحياة التي بين يديك أيها الصغير "

وقف هوسوك إليه بسبب كل ما يتفوه به يونقي ليلمس خده المُشع و يسند جبينهما .

" أنا أحسدك هوسوك"

عض شفته بقوة كي لا يبكي هو هذه المرة لتودعيه الحياة التي يعيشها للمرة الثانية ليفاجئه هوسوك بإطباق شفتيهما بقوة جعلت دموعه تنساب للمرة الأولى و الأخيرة على وجه هذه الأرض و هو يبادله ليتبادلا عناق قوي

" أرجوكِ أيتها السماء ، أرجوكِ ألا تأخذيه مني ، أتمنى ألا يكون يونقي القمر بعد الآن"

تمنى يشد على حضن يونقي ما إن لمح ذلك الشهاب الساقط ، تمنى يائساً كمرته الأولى

    ✓ أستدعاء القمر | YSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن