1

8.2K 616 359
                                    

-ممنوع تحرقوا على القارئ الجديد فضلاً-

_

اٌلحُب فاٌلهَوى ما بعد اٌلعِشق جُنون لَكن ما
اٌلسبِيل للهوى وَ بائِعه في ذلِك اٌلجنُون
                                                 
الفتنّة

     ~~      

المطر ينزل و يتخبط على الأرض مِدرار ، برق يدوي
و رعد يضرب في الأفق ليندثر بين طيّات السُحب الرمادية و يعاود الكرّة دون كلل أو ملل كأن له الوقت لزعزعة قلب ميت من الواقع و خائف من الحقيقة

القطرة تليها القطرة الأخرى منبثقة من تشققات ذلكِ الحائط لتسقط داخل دلو بلاستيكي على شفير الإمتلاء
و الهدوء الذي يعم المكان لم يكُن إلا تكهُن لعاصفة هوجاء من الإضطراب النفسِي

حيث تستلقي ذات الجسد الهزيل بملابسها الداخلية
على أفرشتها الرثة دون هوادة ، متهالكة كل خليّة فيها تصرخ بالتعب في محاولتها الجاهدة لتغلب عن ذلك الكسل الغير المبرر تجد نفسها تجذب علبة سجائرها للمرة الثامِنة على التوالي

زفرت مُختنقة، أحاطها البئس عندما وجدتها فارغة
و دون عناء ألقتها على الأرضية الصلبة البارِدة للتتعفن مع بقايا مستلزماتها المستهلكة

أطفأت ما تبقى من سيجارتها على عارضة السرير الحديدية و إستقامت تصارع في ألم رأسها و الشعور
بالقيء الذي يراودها بين الفينة و الأخرى

كان ذلك بسبب ليلة البارحة و الكحول مع نوبات بكاء رفقة الجدران الصامتة و اليائِسة كحالها

خطت خطوتان تكاد تقع فيهُما ، إستلت نفسًا بالكاد إخترق صدرها حتى زفرته كُله أوجاع و حرقة ثم أغلقت جفنّيها تزم شفتها السُفلية

كلير سميث و الحظ السيء في بلاد يُعتبر بلادها الثانِي كان مصيرها المحتوم ، متخرجة منذ ثلاث سنوات بشهائد علية لتجد نفسها بعمل جزئي بالليل في أحد المطاعم الرخيصة و القذرة نوعًا ما

و ليس ذلك فقط فهي تسكن في أحد البنايات القديمة من السبعينات تجاهد نفسها كي لا تقع على رؤوس متساكينها الذين لم يتكبدوا عناء الشكوى بمالِكها

تجاهلت شجرة القيقب العملاقة ذات الأوراق الصفراء  والتي تحتك أغصانها بزجاجة نافذتها بفعل الرياح العاتية و المطر الذي لم ينفك على النزول بقوة

إلتقطت هودي أسود اللون كبير الحجم و تهالك على جسدها الهزيل ، لم ترتدي سروالاً بل إكتفت بحشر قدميها داخل جوارب صوفية تصل لحد ركبتيها و هذا لتغطية شعر ساقها  الذي نمى بإهمال في الفترة الأخيرة إذ أنها تناست أمره بسبب دورتها الشهرية

THROUGH MY DOORWhere stories live. Discover now