13

3K 309 214
                                    

عيونًا أبصرت أمٌ بكت وسط
الديجور أُحتُضِرت

الفِتنّة

~~

طِفلٌ يبكي ، يرتعش خلف بابًا يرَ من أنجبته تُضرب
و الإنسانية تجردت من قلبٍ إعتبره يومًا قدوة

طفلٌ كان في العمر سبع سنوات!!

حين أرعن شبابه، بكى أيامه و جفت دموعه، إنكسرت أجنحته و سالت دمائه

روحٌ فارقت جسمانه، أصبح جثة..تعفنت على مر السنين
و السبب أربع جدران والد بالخمر غارِق و أمٌ تحتضر

يدفع باب المنزل المهترئ، يضرب البرق السماء خلفه ينبسط ضله و يمتد طويلاً..يصل لذلك الرجل المخمور و عُلب الخمر تحيطه

مشهد قذر يُبصره في كل مرة يعود بها المنزل بعد عناء يوم شاق لجمع المال من أجل الطعام

جسده يصرخ من التعب، ثيابه تقطر ماءًا، يتنهد طويلاً، يلج المنزل و يتخطى من يعتبره والده بكل برود و نظرات حاقدة

يدخل المطبخ الذي يفتقر كل شيء..يبتسم في وهن حين يلمح والدته هناك

يقترب منها و يحتضن جسدها الهزيل من الخلف..يرتاح قلبه
و ينبض من الفرح حين يسمع صوتها الدافئ

:" بُني..تايهيونغ"

يتمتم كعادته في نفس السؤال و الإبتسامة البريئة لا تُفارق وجهه

:" كيف علمتي أنه أنا"

تبتسم الثلاثنية و تستدير له، تمتد أناملها تتحسس كامل وجهه..تشعر به، تجيب عن سؤاله بكل ثقة

:"أشتم رائحتك بني، صوتك و خُطى أقدامك
و كل شيء بك..أبصرك بعينان لا ترَ.."

يصمت الفتى، يزداد حزنًا بها، تنغرس سكين باردة في قلبه أي حياة يعيشها..يرَ إبتسامة والدته المحطمة توهمه أنها بخير لكنها العكس

يمسك يدها يبسطها أمامه، يضع بها ورقة نقدية
و قرشين، تتغير ملامح والدته للغضب، تنهره و البحة في صوتها

:" مجددًا..!! عصيت أوامري
مجددًا تايهيونغ"

يزفر الفتى..يقول في نبر يكاد يصبح عالٍ

:" مالذي تريدين منّي أن
أفعل؟..السرقة"

تمسك كتفيه، تضغط عليهم بقبضتها..هي غاضبة منه

:" أدرس..كي تنجو من الفقر
عليك أن تدرس"

يُنزل يديها عنه..يبتعد قليلاً يجذب كأسًا يضعه تحت الصنبور في الحوض، يراقبه كيف يمتلئ و يتدفق الماء منه بنظرات هيجاء ..يتجاهل والدته التي وبخته

THROUGH MY DOORWhere stories live. Discover now