8

2.5K 286 104
                                    


رأيتنِي مُهتمًا لكِ لعَشر ثَواني لكنكِ لم تُدركِ كم
مِن خُطة وضعت لِهدمك في تِلك الثَوانِي

فِتنّة

~~

لِقائهما الأول لم يكن عاديًا..كان قبل ثماني أشهر
و نصف تقريبًا

الخامس عشر من شهر مايو..يوم حار كباقي الأيام المنقضية

كلير كانت قد إستحمت بعرقها..رغم أنها إغتسلت لثلاث مرات متتالية لكن ذلك لم ينفع

كانت مستلقية على الأريكة تشاهد التلفاز..برنامج واقعي ممل يبعث لها الكئابة

نظرت للمنضدة المستطيلة حيث ألقت هناك مسبقًا بطاقة دعوة لزفاف إبنة الجارة العجوز من الطابق الخامس

فتاة في ثلاثين ستتزوج بعد معناتها في إيجاد رجل غني يمتلك سيارة و منزل فخم..توصيات أمها بالطبع

علاقة كلير و الجيران ليست جيدة..يجدونها فتاة سيئة لأنها تُدخن..سكان سيول محافظين لحد النخاع.

لكن رغم ذلك قد أرسلت لها صاحبة الزفاف دعوة..لا تنكر أنها عجوز طيبة

زفرت ، تكاد تختنق بسبب الحر..شدّها ضجيج خارجًا
و لأنّ الجدران ليست عازلة للصوت فقد حُرِمت من أخذ قيلولة

إستقامت، سترت نفسها بقميص ذو أكمام قصيرة و بنطال يناسب هذا الطقس المقيت..ستخرج و ترى ما الأمر خارِجًا

فتحت الباب و أطلت برأسها فقط، تسترق النظر للشقة على يمينها و على ما يبدو أنّ أحدًا سينتقل إليها

شابّان يتخصمان عن كيفية إدخال الأريكة..كانا عاملان من لباسهما الموحد..نقلت أبصارها هنا و هناك، لا أثر للمالكة أو المالك الجديد للشقة

هذا ما كان ينقصها..سيصبح لديها رفقة في هذا الطابق بعد أن كانت وحيدة

رحل النعاس من عينيها..أخرجت القمامة التي كانت مركونة بجانب الباب..ستنزل الأن بهدوء من طابق السادس و تلقي بها في الحاوية قبل أن تمتلئ الحديقة بالحضور..لأن الزفاف سيقام ليلاً هناك

لكن ذلك لم يحصل كما خططت له

كانت تمشي بثقل خطواتها في ذلك الرواق تقترب شيئًا فشيئًا من الشقة المجاورة

أقدامها بدت تتباطئ حين توقف العاملان عن الشجار فجأة..يسهبون النظر لداخل الشقة بملامح متوترة

يبدوا أن أحدًا قد نهرهما من الداخل و بقوة ليكفَّا عن التخاصم بتلك الطريقة..كانا قد أدخلا الأريكة أخيرًا
و غاصا داخِلاً، نبرة ثخينة قوية قد أتتها من هناك

THROUGH MY DOORWhere stories live. Discover now