-4-

5.5K 503 301
                                    


وَاحِد بَكَى

إثنَان قُتِل

ثَالِث ضَائِع

و اٌلرَابِع مُحَطِم

الفِتنّة

~~

أخرجت رأسها دفعة واحدة من تحت الماء، تنهج و تتخبط
في تنفسها

أبعدت ما تبعثر على وجهها من شعر و تمسكت بالحوض جيدًا، تلك الوخزات في قلبها تؤلم إذ أنه لم يعد يحتملها و يحتمل إكتئابها بيد أنّ عقلها قد أهلكها في التفكير المفرط!

رفعت جسدها العاري و خرجت كليًا من الماء
جذبت منشفة و سترت بها نفسها ثم خرجت من حمامِها

تهالكت على أفرشتها الرثة، ملابس داخلية فقط ما يسترها..لا تهتم لصقيع الشتاء و شقتها الباردة

أشعلت سيجارة باهتة كبهوت ملامحها و حشرتها بين شفتيها..تمتص و تنفث منها سمها ثم تسهو في الفراغ دون سبب و تتساءل لمَا حياتها لاتزال متوقفة عند نفس النقطة منذ خمس سنوات

مُحطمة و مجروحة القلبِ و البدنِ تستهويها الوحدة
و تغرقها في قعر الديجور الحالِك

أسبوع فقط على عاتقها و سيطالب مالك المبنى بإيجار الشقة..تملك مبلغ يكفيها لنصف شهر فقط

عليها التصرف..يجب أن تبحث عن عمل و إلا غدت متشردة في سيول و شوارعها التي لا ترحم

ضربت تلك الفكرة الجنونية عقلها فإختنق

وقفت الأجنبية من مطرحها، أطفأت نصف سيجارتها على عارضة السرير الحديدية كالعادة و إقتربت من خزانتها تفتحها على مصرعها

بحثت بين ملابسها عميقًا..ملابسها الغير أنثوية ذو الألوان الغامقة و الواسعة

وجدت ظالتها أخيرًا..فستان بسيط التصميم ذو أكمام طويلة يغمره اللون الزهري الباهت..هو نوعًا ما قديم لم تلبسه غير مرة أو مرتين منذ قدومها لسيول و بعد ذلك قد إمتنعت كليًا عن إرتدائه

وقفت أمام المرأة الملتصقة في الخزانة ترَ شكلها به
لكنها لم تقتنع..هزيلة لا تمتلك منحنيات انثوية جذابة..منعدمة الثقة بنفسها و جسدها أولاً

تنهدت بعمق، ترى ندبتها على بطنها، يسحقها الماضي في قسوة، مُشوهة و ليست كاملة فمن سيقبل بها، من سيرضى بفتاة مكتئبة و قبيحة مثلها

غمرت جسدها في قُماش الفُستان الناعِم، ربطت حزامه خلف ظهرها و شدت على خصرها
طوله مقبول فهو يصل لركبتها..مرتاحة لأن جسدها غير مكشوف

THROUGH MY DOORWhere stories live. Discover now