16

3.4K 281 398
                                    


سنة 1995 أمطرت السماء
دمًا..أضحيتُ دميمًا معوجّ
الجناحين

الفتنّة

~~

عام 1994 الثلاثون من ديسمبر، إثنا عشر ساعة على دخول السنة الجديدة

فوق تلة حيث تلك الكنيسة الشامخة، يجلس تايهيونغ الفتى ذو الخامس عشر ربيعًا فوق مقعد بالحديقة تحت شجرة البلوط الكبيرة

مقله مصوبة للبحيرة وسط الغابة، يراقب البط العائم فوقها في صمت مقيت

كان لا يدرك شيئًا من حوله..تائه، لم يفطن بالراهبات اللاّتي عبرنا من أمامه و لا حتى القس الذي وقف جِانبه

:"أراك قد أتيت اليوم مبكرًا على
غير العادة.."

يصل صوته الهادئ و الرزين مسامع الفتى..لم يلتفت له و لم ببدي أية ردة فعل، يواصل النظر لبحيرة بفم مغلق و عيون خائرة

يجلس القس بجانبه، يفعل المثل حيث عيونه ثبتت على البحيرة، ينطق مجددًا ب :"ستصلي اليوم أيضًا؟"

:" لا.."يكتفي تايهيونغ بهذا الرد البارد و السريع يستغرب كبير السن منه..لم يعهد الركود للفتى منذ أنه يأتي يوميًّا في الأسبوع للصلاة

:"إذن هل تحققت أمنيتك؟"

:"راهنت بالكثير منذ الصغر، أقمت الصلاة ظنًّا
منِّي أنّ أبواب النور ستفتح في وجهي
لكن حصل العكس و غرقت في سواد مؤبد، لم
تتحقق أيّة أمنية من أمنياتِي."

يصنع القس ملامح معبرة عن تفهمه..يهمهم و ينطق بنبرة رخيمة و وقورة.

:"للوصول للنور علينَا حتميًّا مواجهة الظلام
بسوئه و سيئاته، خبثه و خبائثه فالحياة
كالزهرة و من واجبنا أن نسقيها و نهتم بها
و إن لم نفعل فستذبل و تواجهنا بشوكها"

ينظر تايهيونغ للرجل الملابس السوداء، يتفوه بعد صمت في نبر تكتل عليه الكثير من التعب

:"واجهتني الزهرة بشوكها حتى قبل أن تفتح
بتالاتها..لم تعطيني فرصة الاعتناء بها و بدل
ذلك سقيتها بدمي و دموعي..أليسَ هذا ما
يُسمى بالظلم أبتاه"

يستغرب الأكبر ، يقطب حاجبيه لقول الفتى القوي كان كما لو أنّه يستنجد به..لا يعلم ما يتفوه به، أية مصائب قد عبرت على كاهل هذا القاصر..تراه ي.ُكافح و لم يسقط

يرفع يده و تنزل على كتف تايهيونغ..يربت القس
هناك بحنّية.

:"أنِّي أعلم ما تمر به هذه الفترة
و أنت تدرك ذلك..حاولت جاهدًا
إقناع والدك بإتخاذ الطريق المستقيم
لكن رأسه أصلب ممّا ظننت.."

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 24 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

THROUGH MY DOORWhere stories live. Discover now