1-حديثٌ غريب:

107 14 27
                                    

•••

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.




آبريل: "من عينينِ تُشاقي دهر العناءِ وما نجومُكَ تساقطت، ولكِنها خمدت كي لا يظن جميعهم بأنك تحبهم فيؤذوك رغبة بدمعك، وخذلانك، وخاطرٍ مكسور، وندوب لا تلتَئِم مهما مرَّ عليها الزمان... إن أعدتُ إليك نجومك، وأشعلتها مره أخرى هلَّا تُشاركني إِياها؟
فخاصتي سقطت منذ زمن بعيد، لا أستطيع تذكر إن كنت قد حظيت بها قط...
غير مرغوبة من قبل أن ألد حتى، أو أتكون جنينًا في بطنِ من أدعت أنها والدتي، لستُ سوى لا شيء، ونَكِرَة، فإِذا سمعوا شجرة العائلة نظروا بإستياء، وشعروا بالخزي الشديد لينبسوا: لا أملك أولاد...
لم أعد أريد إرضاء أحد أريد فقط الإختفاء،
فإن كانوا يكرهونني، فكرهي لنفسي أضعافًا مضاعفة، فلا تظنوا بأني تلك التي تحب نفسها، وتنتظر محبة الآخرين لها!
لهذا تستطيع الرحيل إن أردت لا..."
قاطعها بإِصرار وحزم قائِلاً:
" هلَّا صمتي سأبقى، وسأبقى... ولن أخذلك أبدًا!! "
آبريل:" لقد قالوها، وفعلوا عكسَ ما عاهدوني. "
إِليوت: "الموت نهايتي إن نقضتُ عهدي."
آبريل: "لا أريد موتَك... أريدُ وفاءَك."
إِليوت: "يا خيبَتي...
يبدو بأنَكِ لا تعلمينِ، ولكِنَكِ تملُكينَه بِالفعِل!"
آبريل: "أملُكُ الكثير، ولا أعلَم بِوجودِه لأنني لا أستطيعُ رؤيتَه، أرِني إياه..
الوفاءُ لا يُملَك بِكلِمَة، بَل نراهُ من الأفعال، لا الأقوال."
إِليوت: "أخذتِ كلِمتي، وستأخذينَ أفعالي... صدقيني سأكونُ كالعِلكَة."
آبريل:" حري بِكَ أن تُسرِع، ولا ضيرَ من التأخُر؛
فإن تَصِلَ مُتأخِرًا خيرًا مِن أن تَصِلَ مُبكِرًا، وأنا لا أثِق بِمَن يَصِلُ مُبكِرًا، لأنهُ يَترُكُني أسرَع."
إِليوت: "سأكونُ ذاكَ المُبكِر الذي سيبتِرُ كُلَ شَكٍ مِن شكوكِك تِجاهَ ذهابي، وذاك المُتأخِر الذي سيحتضِن قلبَكِ،ِ ولو كانَ بعدَ دهرٍ ... إِقحوانَتِي."
نبسَت بِذهول مُستخِف:
آبريل: "إقحوانة؟ وياء المِلكيَة!"
نظرَت لهُ بعينين ميتة وتنهدَت ساخِرة:
"لستُ غرضًا للتملك!
إن أردت إعتباري روحًا، إذًا عليك أن تُحيطَني بِذراعَيك، ودعنا نرتفِع عن خرابِ الماضي، لا أطلُبُ سِوى أن تُوقِفهُ عن نَهشِ لَحمي، ونَخرِ عِظامي، وبَثِ السقيعِ لفؤادي المَيت حتى يؤدي مُهمَتِه بعيدًا عنِ المَشاعِر التي لا أعلَم ماهيتُها أصلاً!"
أردفَ بِحُب وهُدوء مُترجيًا إِياها:
إِليوت: "يكفي أن تُعطيني فُرصَة... صدقيني سأحيي فؤادَكِ، وأزهِرُه يا إقحوانَتِي، سأرَمِم تجاويفَكِ، ولو على حِسابِ ذاتِي ."
نبسَت هذهِ الأُخرى بِجفاء:
آبريل: "صحراء... تُربَتي ليسَت جيدَة لِلزِراعَة، ولا أُريدُ أن تُرَمِمَني!
يَكفي أن تراها، وتحتضِنها بِأقوى ما لدَيك، أن تُحِبها، ولا تُطالِب بِتغييرِها، لأنها مُتأصِلة بِروحي، وبِكُلِ جُزءٍ مِني.. يَكفي أن تُخفِفَ ألمَها...
إن كانَ كثيرٌ عليك إذهَب، ولا تَقطع وعودًا واهيَة!"
أردفَ الآخر بِلا مُبالاة وثِقَة:
"لا يُهِمُني... الصحراء تبدو أجمَل في الليل، رُغمَ قحولَتِها، لكِنها لا تَخفي رملها اللامِع عن لَيلِ سمائِها، وسأكونُ ليلَكِ... أقسِم!
وعيوني السوداء هذِه ليلُك، وأنا بِالفعل رأيتُ لمعانِك الذي لم يستطِع رؤيتَهُ الآخرون."
نظرَت لهُ بإِستهزاء نابِسَةً:
"تبدو واثقًا!
ما أدراكَ أنني ألمَعُ كالصحراء؟
ألم أُخبِركَ بِأنَني أشدُّ ظُلمَةً مِن الَليلِ، وسوادِه، ولياليهِ الخاليَة مِن النُجوم."
كتفَ يديهِ وقَد أرتفعت إِحدى زوايا ثغرِه بِإِبتِسامَة واثِقَة قائِلاً:
"نعم واثِق...وكثيرًا، وأنا من سيُنيرُكِ."
تنهدَت بِنفاذِ صَبر لِتُردِف:
"أنت لا تقِلُ سوءاً عني."
رفعَ كتفيهِ بِلا مُبالاة نابِسًا:
"يكفي أن نَمشي في الظلام مُمسكينَ الأيدي."
طالعتهُ بِضياع لِتنبِس:
"وإن تعثرتُ، فهل ستواصِل بِدوني؟"
ابتسمَ الآخر، وهو يُعمِقُ النظرَ لِمُقلتيها لينبِس بِصوتِهِ العذب:
"كيف سأواصِل، وأنا بِالقاع... أمدُ يدايَ حتى ألتقِطُكِ؟"
ارتخَت نظراتُها وبدى الإِستياءُ، والخوف يغزو مَلمحها الفاتِن:
"ستتأذى إِن بقَيتَ بِجانِبي، وإن سقطَ معي؛ فسيكونُ السُقوطُ مَهلَكَةً لَك."
ليقترِب وعينيهِ حملَت نظرةً لَم تفقَه معناها:
"أهلكيني إِذاً... لن أُمانِع بتاتًا."
زمَّت شفتيها لِتنبِس:
"ستفقِد كرامَتك، وغرورَك، وكِبريائَك معي، سأحتقِرُك بِأسوءِ الطُرُق."
ابتسمَ الآخر مُندهِشًا وأردفَ:
"عجيبٌ!
هل أملك هذه الأشياء منذُ رؤيتي لكِ؟
ليُكمِل بِحاجبينِ مُقطبَين:
" من الوهلَةِ الأولى دثرتُها، فأنا أريد حُبك لا شيء آخر، وإن كنتِ أنتِ صاحِبة الشأن، سأتقبلُها بِصدرٍ رحب، كأنها مديح. "
لِتنبِس بإِستخفاف:
"مهما موهت الحقيقة بالنهاية لن يكونَ امتداحًا، ألن يُحزِنكَ هَذا ؟
نَبسَ الآخر بِهُيام وقَد بَدى أبلهًا مغرومًا:
" حُزني الوحيد على أيامٍ، وليالٍ جوفاء
أمضيتها لم يغطيها وجودُكِ، وتأمل تقاسيمِ وجهِكِ إقحوانَتي. "
نظرَت لهُ بِتملُل وأردفت بِتهديد:
"سنرى رأيكَ بعد أن تستسلم، ستتمنى تلك الليالي الجوفاء."
نظرَ لها بِتساؤل وجِديَة ونبَس:
"ما معنى إستسلام؟!"
لتقطِب حاجبيها بخفة دلالة لعدم فهمها، ودهشتها قائِلَة:
"يبدو بأن فصيح اللسان هربت عليه إحدى المصطلحات الهامة، يا إلهي!."
وضعَ يدهُ تحتَ ذقنِه بِتفكير قائِلاً:
"نعم، ولكن أخالفك الرأي بشأن هروبها."
نظرَ لها بِتعابير جدية خاليَة مِن المُزاح ليُكمِل:
"في الحقيقة... هي لم تتواجد أصلاً."
لترفع إحدى حاجبيها تفكر من أين لهُ بِهذا الإصرار، والثِقة الحمقاء...
أمالَ بِرأسِه يُطالِعُها لينبِس بِضحك:
" بِماذا شَردتِ؟
هل أخرسَكِ ردي لِهذهِ الدرجة؟"
تنهدَت بخفة لِتستقر عينيها بخاصَتِه، نبسَت بينما تبتسِمُ بِسُخريَة :
"كنتُ أُفكِر أنى لكَ بِهَذِهِ الثِقَة الحمقاء؟
مَن أورثتَهُ مِنهُ حِمارٌ، وأنتَ دَرجَة مُتقدِمَة مِنه!."
نبسَ بِتساؤل:
"حمار؟
لحظة... ما علاقَةُ الحِمار بِموضوعِنا؟"
لتضع يدها في جبينها، وهيَّ تهزُ رأسها بِقِلَةِ حيلَة لِتُجيب:
"لأنَّ الحِمار يملئ نهيقهُ المكان، وعِندَ العمَل يجِبُ علينا ضربَه ليتحرَك، وأنتَ هكذا"
لِتُكمِل بِصوتٍ خَفيض:
"كُنتُ أُشبِهُك بِه، ولَكِن على ما يَبدو بِأنكَ واحِدٌ مِنهُم."
كانَ يهز رأسٕه بِفهم معَ كُلِ كَلِمَة تقولُها ليُردِف:
"أخبروني بِأنَني كسول، ولَكِن في الحقيقة... أنا مُكتَئِب؛ لذا لَم أجِد أنَّ من الممتع هجرَ مَضجِعي
ليصنَع تواصُل بصري معها ويُكمِل:
" ثمَّ ظهرتِ أنتِ... لم أتحرَك فقط، بل هجرتُ سريري، والمكان الذي تكونينَ فيه... يكونُ راحتي."
ليضحك بِخفَة:
"عَجيبٌ أمرُ الإنسان!
عِندما يعشَق، لا يعودُ شيءٌ بِالعالَم يُغريه...
صحيح، كنتُ هكذا، وما زلت كمُكتَئِب، ولَكِن أصبحتُ أريدُ شيئًا واحِد ألا وهوَ أنتِ
، ولا أحَد غيرِك... يَكفيني قُربُكِ مِني هكذا، إنها نَعيمُ الدُنيا بِحَدِ ذاتِها!."
لِتنبِس بِغيرِ رِضى:
"ستُصبِح نقمَةَ الدُنيا، وسَتقِرُ بِها أمامي، وبِأعلى صوتِك...
صَدقني!"
ليُقهقِه عليها ويُردِف:
"كيفَ علِمتِ بِأنَني سأقولُها."
ليدفع وجنتِه من الداخل بِلِسانِه كمُحاولَةٍ فاشِلَة حتى يمنَع ضِحكَتُه مِن أن تَفِر منه وها هوَ يصيحُ بِأعلى صوتِه قائِلاً :
"ستُصبِح نَقمة عِندما يُصبِحُ ضِدَ القُرب"
ابتلعَ ريقه وعاودَ النظرَ إليها وهو يضحك:
"هل سمِعتِ هذا أم أُعيدُهُ لِأجلِك. "
ليتناقَص صوتُه تدريجيًا، وقد أخذ الإندهاشُ يبدو على وجهِه؛ كونها لم تعُد بِقُربِه
سِوى ذرات ثاني أكسيد الكربون التي خلفتها خلفها لِزفيرها، ولا شيء آخر، ليستدير يمنةً، ويسرةً علَّهُ يجدها
، ولكن لا أحد!
ليلمحها تسيرُ بعيدًا فيُهروِل إليها مُسرِعًا:
"هيي إلى أين؟
أنتظريني على الأقل."
صكَت على أسنانِها بِغضَب لِتنبِس:
"أنا ذهبتُ حتى لا تبقى بِجانِبي، وتطلُبُ مِني أن أنتَظِرَك!
فلتذهب للجحيم."
ابتسمَ الآخر بِبلاهة ليقول:
"بِكُلِ سُرُورٍ إن أردتِ هذا إقحوانتي"
لِتنبِس بيأس:
"انظروا لِهذا... يا إلهي ما هذهِ الورطَة، لم يكُن يَنقِصُني غَيرُ هذا الأبلَه!"

لِتُكمِل سيرها، وهو يُجاري حركةَقدميها التي تظُنُها سريعَة؛ لِقُصرِ قامتِها، ليتأملها وهو يبتسم مُتناسيًا وجودَ العالَم ونظرياتِه حولَ كُرويَة الأرض، وتسطُحها...
يكفيه مَكانٌ صَغير، ورُكنٌ مِن هذا العالَم يأوي إليهِ مع إقحوانَتِه!




هوَ

مَجنُونٌ

ولا

أقِلُ عنهُ جُنونًا

نَحنُ العليلانِ، وهَل العِلَلُ تَشفي بَعضها؟!

نِهايَةُ الفَصلِ الأول.
1016 كَلِمَة.

___________________________________________________

أ إِقـحـوانَـة ؟ // متوقِفَة حاليًا. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن