ستارٌ يُهددُ بالإنقشاع:

40 6 4
                                    

الفصلُ السادس:

بين دمعةٍ و فرحةٍ تزولُ كلُ الشكوك بأن الجنون هو اسمي الأول
تساقُ فوق أكتافي حِملٌ ثقيلٌ
فإن كنتِ أمام ناظريَّ أتركهُ وأهرعُ إلى طيفٍ يلازمُني
حتى بعدَ مفارقتِكِ لي
أسرابٌ أم حقيقة لا يُهمني ما دُمتِ معي.

___________

"تتغيرُ الأيام بإستمرار تجعلُني أشاقي ألم الدهر لو أتقيء أحشائي وكأن خطاياهم أصبحت خطايانا جعلونا نؤمن بحقيقة واهية بأننا نحنُ من أرتكبناها لطالما شعرتُ بالذنب والأسى لكن ليس بعد الآن لستُ المذنبة أدركتُ هذا أو لا أظن بأنني أفعل أشعر للآن بأنني مُجرد بلاء أكره كُل لون مُشرق اقدر تلك الأماكن المظلمة والخالية أحبُ الملابس الداكنة بالأخص اللون الأسود وما زلت للآن أحبه ولن يتغير حُبي له مهما تغير الوقت"
لتُقفل مُذكراتِها وتذهب للفراش بعد أن خطت بضع كلمات:
ماذا كان يعني إليوت بقوله ماذا يعني بأنه إن كان هناك من سيقطف هذه الإقحوانة فهو أنا وماذا يعني بأنهُ كان خائفًا لئلا أذهب لغيره من هذا ماذا يحسبُ نفسه قائلاً هذا المجنون يا إلهي أشعرُ بالصداع سأخذُ قسطًا من الراحة غدًا لديَّ اختبار تبًا لإليوت وأمثاله أنا أصلي بأن أقوم غدًا وهم بالفعل يحملون نعشي آمين.

في الساعة الثالثة صباحًا تحضرُ نفسها بسرعة لتتسلل من نافذتِها وتخرج دون أن يعلم أحد وهاهيَّ تركضُ بسرعة أكثر فأكثر فأكثر وكأن قدمها اليسرى تسابق اليمنى على خُطى غير معروفة الدرب لأين وكيف ولماذا لا تعلم الذي تعلمه أن عليها الركض فحسب لتتوقف بعد الركض لساعاتٍ حتى وصلت أمامَ الغابة لتتسع إِبتسامتها وتدخل بين الحشائش ثوانٍ حتى اختفى جسدُها الضئيل ها هي تصل إِلى بُحيرة وتجلس بقربها بينما تنظرُ بهدوء للبحيرة لتخرجَ دفترها الأسود ذو الصفحات المائلة للبني تبدو قديمة ومهترئة للآخرين ولكن ليس بالنسبةِ لي أراها كنزٌ ثمين بينما كُنتُ في أوجِ إنغماسي بالكتابة حتى تسلل لأذني صوتُ أحدهم لهُ نغمةٌ نتنة وقذرة:
إليوت: لم أكُن أعلم بأنكِ تُجيدين الكتابة آبريل هذا مُثيرٌ للدهشة أنتِ حقًا رائعة!
لتحتك أضراسها ببعض بينما تحاول أن تهدئ ذاتها لتستدير بهدوء وتجيب:
ما شأنك وبعدهت ما العجيب بالموضوع إن كنت كاتبة؟!
إليوت: لا أقصد شيء ولكنك تبدين باردة وخالية من المشاعر لم أتصور بأنكِ تكتبين لأن الكاتب مرهف الإحساس أكثر من غيره.
آبريل: حقًا ماذا سيحدث لو صمت أيُها الأحمق لا أشكرك على تعريفك الغبي للكاتب.
إليوت: ماذا، أ قلتُ شيئًا خاطئ؟
آبريل: بلى قلت.
إليوت: ألا وهو؟
آبريل: أعني بأنه ليس جميعهم قد أكونُ أكتب أمور دموية ومرعبة حد النخاع هذا فقط على سبيلِ المثال.
إليوت: حقًا فلتقرأي لي إذن!
توسعت عينيه كطفل ينتظرُ الحلوى وجلس جوارها لتظر لهُ بإستغراب وتغلق دفترها:
فلتذهب للجحيم إليوت لن أقرأ لك شيئًا.
إليوت: أوه لا أصدق بأنكِ كتبتِ قصة عني يا إلهي أشعر بقلبي يكادُ يتوقف من الفرح!!
آبريل: فليتوقف، فليتوقف إليوت حقًا فلتمت لتحترق بالجحيم ولترحني.
إليوت: آه هذا حقًا آلمني لم يعجبني هذا الجزء.
ها قد أستقامت من جواره تنوي الذهاب لأنها إن بقيت ستقتله حقًا أما هو فإبتسامته اللعوبة عندما ينجح بإغاضتها قد ظهرت بالفعل ليمسك بمعصمها ويعيدها
آبريل: أيها الغبي هذا مؤلم توقف ماذا تفعل!
إليوت: إذًا فلأذهب للجحيم ألن تحزني إن فارقت الحياة؟
آبريل: أتمزح معي هذه ستكون معجزة القرن الواحد والعشرين بالنسبةِ لي.
إليوت: أ حقًا ولا حتى القليل؟
آبريل: أبدًا.
ليقترب قليلاً منها بينما هي تنظر له بجمود إلى أين سيصل بغبائه وخياله الواهي، خصلة من شعرها قد أصبحت بين أصابعه وهو يتأمل بها وكأنها كنزٌ ما
إليوت: المشاعر الأولى الإبتسامات الصادقة لأول مره السعادة المفرطة بجانبِ أحدهم كلها هيَّ المره الأولى لشخصين غريبين عن العالم غريبين عن نفسيهما احدُهما يتقبلُها بكلِ صدرٍ رحب والأخرى تنفر منها وتخبرهُ بكلماتٍ هي ذاتُها غير مصدقة بها ولكنها لا تعلم بعد بأن هذه الكلمات ليست من أعماقها.
شعرت بقليلٍ من الذهول لأنها أدركت بأنه يتكلم عنهما ماذا وبحق الجحيم ا هو ساحرٌ ما أم ماذا!!
كيف يتكلم عنها لا تعلم لما شعرت بأن كلامه صحيح يجعلها ترى ذاتها وتفهمها وهي لا تعلمُها غريبٌ أن يعلم أحد بما تريد وتحب وتكره وأنت لا تعلم حتى إن كان كلامك حقيقي إن كانت ذاتك حقيقية وليست مجرد كابوس آخر مزعج
آبريل: يجدرُ بك أن تنفر منها سيكون من الأفضل لك أن تفعل هكذا حسنًا.
إليوت: لما؟
آبريل: لأنهُ يجب ان تفعل هذا!
إليوت: لا، لا يجب فلتقولي لما؟!
فقدت صوابها وهي تسمع أسئلته الغبية لتنهض وهي غاضبة لتردف:
لأنك لن تحصد سوى الألم إليوت أنا لست سوى زهرة سامّة كلما سقيتها جعلتها أقوى لتتمرد بالنهاية عليك وتقتلك فهمت لما عليك تجاهل مشاعرك الغبية والذهاب لذا لا مزيد من الأسئلة وارحل.
إليوت: قلتِ ما أردتيه واستمعتُ لكِ بصمت والآن حان دوري.
آبريل: ليس نقاشًا...
إليوت: هو كذلك بالفعل والآن اصمتي ودعيني اتحدث حسنًا حان دوري بالفعل،
سأقولُ لكِ شيئًا واحدًا آبريل لا تخافي من تمردك على الساقي بل أقلقي من الساقي ذاته الجميع لديهِ الظلام ليس فقط أنتِ من يحلُ عليكِ حتى يُبقيكِ مُستيقظة طوال الليل.
آبريل: يبدو بأنك لا تفهم ماذا أقول صحيح!
إليوت: بل أنتِ من لا تفهم ماذا أقول أنا معلول مثلكِ بل وأسوء أ فهمتِ!
لا أعلم إن كنت سأشفيكِ أن أنجح بجعلكِ تشعرين بالأمان ولو القليل فقط أن أسعدكِ وأرى إبتسامتكِ التي قد اخفاها الأشخاص ودحضوها من الوجود لا أعلم إن كُنت ستخافين من العقرب بعدها و تجزعين منه ولكن مع هذا سأبقى بجانبك ولن أتركك حتى وإِن خفتي منه.
أغدق عليهم الصمتُ بسخاءٍ باذخ فلم يُبقي لهما سوى عيناهُما التي تنظر لعمقِ جوفِها وكأن كلاً منهما يستكشف فضاء الآخر بهدوء وروية يقترب منها قليلاً فقليلاً حتى أصبح أمامها لا يفصلهم عن بعضهم سوى متر واحد
إليوت: أقدسُ صمتك أخشى بأنني سأترك إلحادي وأتدينُكِ يا آبريل لقد همتُ بكِ هيامًا لم يهمُهُ حتى روميو بمحبوبته جولييت.
آبريل: ولكن روميو انتحر.
إليوت: وهذا الفرقُ بيننا سأقتلُ العالم لأبقيكِ بجانبي.
آبريل: إذًا اقتلهم ماذا تنتظر.
إليوت: سأقتلهُم دعي فقط أحدهم يتدخل سأمثلُ بوجهه وأتناول لحمه وعظمه يا عزيزتي.
آبريل: ألن تغير رأيك؟
إليوت: إن كان يعني وقوعي لكِ ألم فمرحبٌ به حتى الألم من عدم حُبكِ لي هو حُبٌ أعشقه بحدِ ذاته أن تقولي لا أحبك أفضل من أن تقولي آسفه قد زال حُبي تجاهك.
آبريل: وإن افترضنا بأنني قُلتُها؟
إليوت: حينها انتهى كُل شيء وستوضع نقطة النهاية بجانبِ آخرِ حرفٍ قُلتيه، و سيفقدُ العالم حينها قتيلاً آخر تحت إحدى مُسميات الحب.
آبريل: إذّا سأقولها حتى تموت إليوت وتُردى قتيلاً بين مسمياتِ الحب خاصتك.
إليوت: أنتِ مُعجبة بفكرةِ موتي أكثر مني أيجبُ أن أغار من هذا؟
آبريل: نعم لذا فلتقتُله.
إليوت: لا لن تنطلي عليَّ هذه الحيلة إن قتلتُه يعني حصلتي عليه صحيح.
آبريل: حسنًا لا بأس أنا سأقتُلك.
إليوت: أرجوكِ فلتفعليها ولتجعلي آخر ما ترى مُقلتاي هيَّ أنتِ.
تصنمت بمكانِها من عينيه التي تلمع وكأنها سماءٌ سوداء مرصعة بالنجوم قُلتُ سأقتلُه وها هو ينظرُ لي بعيني قطة متلهفة لذالك حروفه وكأنها تنتزع من قلبه بعد صراعٍ طويلِ الأمد مع عقله حتى تغلب عليه وأصبح قلبه من يخبره بكلِ شيء حتى قراراته البلهاء تلك...
آبريل: وأنا لن أفعل هذا حينها ستكونُ انتصرت.
ليبتسم بهدوء على تلك الصغيرة كما يقول ليردف قائلاً:
أتعلمين أن أثينا قد وصفوها بأحلى الكلمات وأعذبها رغم روعتِها كما قالوا ولكن أنا عندما أتيتُ لوصفكِ انتهت الكلمات والحروف والمفردات والكلمات وأصبحتُ جاهلاً أسبح في بحرِ خيالي عند ظهور طيفك أتشتت وأقع لكِ أكثر وأكثر وأكثر حتى يمزقني لأشلاء ولكن لن أطلب الرحمة ولا العفو أنا لكِ فلتدمي فؤادي كما تريدين.
آبريل: آه فهمتُ مقصدك.
إليوت: أ حقًا!
آبريل: بالطبع، تقصد بأنني قبيحة الكثيرين قالوا هذا لتبتسم وتكمل حتى إنهم يشعرون بالحزن لأن كلمة قبيحة لا تصِف قباحتي التي أنا بها.
ليفغر فاهه وهي تتكلم ولأول مره يظنُ بأنها فهمت مقصده حتى خيبت أمله
إليوت: أنتِ حقًا تُصيبينني بالجنون آبريل توقفي عن التصرف بهذه الطريقة والتهرب!!
آبريل: ماذا تقصد كيف أتصرف؟
إليوت: هكذا!
بينما صوته يتناقص وهيَّ تقترب منه حتى وقفت أمام وجهه تحاول أن ترفع من نفسها لتصل لطوله لتنظر له بعالم جامده وتساله مُجددًا:
هيا أخبرني كيف أتصرف بالتحديد؟
ليبلع ريقه ويكتم نفسه المتسارع ليبدأ بالتأتأه بينما هي ابتعدت لتردف:
ما بك هكذا أ أنت مريض أم ماذا؟
أما الآخر فقد شرد بالفعل لا يسمع سوى صوت نبضات قلبه المرتفعة حد الجنون:
واللعنة إليوت فلتستعد رباطة جأشك يا فتى هيا انت رجل لا ينبغي أن تخجل هكذا!
آه أشعر بأنني سأطير حالاً يا إللهي.
آبريل: تبدو كالمتربصين ثانية تبتسم بشكلٍ غريب وتارة أخرى تبدو كمن رأى شبحًا ما!
إليوت: بقولكِ متربص كلامُكِ صحيح.
آبريل: بالطبع ومتى أخطأت.
إليوت: تظنين بأنكِ لم تُخطئي؟
يتقدم بخطواتٍ بطيئة حتى أصبح أمامها وما يفصلهُم سوى القليل ليقترب مِن أذنها اليُمنى ويهمس وكأنما هُناك غيرهُم:
خطأكِ الوحيد هو عندما يلوحُ طيفُكِ في ظُلماتِ الليالي تسلبين النومَ مِن مُقلتاي يا خضر العينين فإِنكِ بفراقكِ عني تجعلين الفؤادَ فيهِ لوعةٌ للُقياكِ آهٍ فيا ليتكِ تعلمين لعلَّ حينها رأفتُكِ تُحيطُني وتدركين ما ألم بي.
يستمرُ بهمسِ كلماتهِ العذبة المُنتقاة بعناية لعزيزتهِ آبريل دونَ سواها بينما هيَّ شعرت بالتيبس ولم تستطع التحرُك ضلت واقفةً مكانها لم تضربه ولم تشتُمه كانت فقط هادئة على غيرِ عادتِها ابتعد إِليوت وهو ينظُر لها وها هيَّ أولُ مره يراها حمراء بالكامل وجههُا يكادُ ينفجر مِن تدفُقِ الدماءِ له أما ملامح وجهها هيَّ ذاتُها جامدة لم تتغير ليبلع ريقه وهو يُشاهُدُها وكم أراد أن يُخبئها بين ضلوعه لقد غار مِن مُقلتيهِ حتى!
كم أرادَ أخذها بين أحضانه ولا يّمانع أن يموت أبدًا بعدَ هذا لم يستطع أن يتحمل أكثر ليدنو مِنها ويهمس بصوتٍ عميقٍ:
هلأ احتضنتُكِ؟
لم تستطع أن تتنطق بحرفٍ واحد:
الصمتُ علامةُ الرضا.
وها هيَّ ذي أخذت ذراعيه تلتفُ حولَ جسدِها بهدوءٍ وروية لتشتد ذراعيه حولها يحتضنُها أكثر لم تستطع قدميها أن تحملها أكثر لتسقط أرضًا بينما هو مُتمسكٌ بها ليجلسا معًا على الأرض وما زالا على وضعيتهما لم يُغيرها يتسلل بشفتيهِ بين خصلاتِ شعرها ليهمس بجانبِ أذنها بصوتٍ أضناهُ تعبُ الحُب :
آهٍ آه مِن قلبٍ أثقلهُ العشقُ وأضرم الهيامُ نيرانِ الولع في فؤادِي فأذللتْ مُقلتاي دمعًا لفُرقاكِ وأودُ لو كان قُربُكِ كقربِ فاهِ الشارِب مِنْ قدحه وبُعدُكِ كزوالِ أمطارِ الأندلُس يا ياقوتة العينينِ وحلوة المبسم إِن ابن آدم هذا مُتيمٌ بِكِ أصابهّ الولَه والوجدُ مِن عشقهِ لكِ إِنني عقيمُ الحروف لا لِقُبحٍ أو عيبٍ فيكِ حاشا بكلامٍ كهذا فإِن كان هذا قولي فما العيبُ حينها إِلا مِن المحجرينِ فبهاؤكِ يكادُ يجعل قلبي يتوقف مِن شدةِ نبضهِ أنتِ مَن تملّكَ حُبُها جانبي الأيسر فأفنى موسيقاه البائسة لعاشقة مولعة فأنا بائسُكِ الذي أبئس حُبُكِ قلبهُ ولم يبتئس بعد.
أسمعت عن أصواتِ الموسيقى التي يسمعُها العُشاق لم أكن أؤمن بهذا بل ظننتهُ خُرافة بحتة ولكنني الآن وبهذه الساعة والثانية أسمعُها شعرتُ بالدهشة أعلم بأنني مجنونة ولكن لا أن يصل جنوني لأسمع أصواتًا مِن العدم لأنبس بصوتٍ خفيض أعترتهُ الدهشة:
هل تسمع صوت البيانو إِليوت؟!
ليقهقة عليها بخفة وينبس بحب بينما ينظُر لعينيها: يبدو بأنكِ وقعتي لي آنسة آبريل.
لتقطب حاجبيها بإِستغراب بينما تخضع لتواصله البصري آبية أن تفصل خيط الحياة الذي يريطهُما معًا بهذه الثانية لتردف:
سألتُك سؤالاً وها أنت لا تأخذه على محمل الجدية!
هو هائم بكلماتها وشفتيها التي تنفرج لتتحدث تقاسيم وجهها التي تنفعل إِثر حديثها حاجبيها المعقودان خصلاتِ شعرِها التي تمردت قليلاً على وجنتيها ليتنهد تنهيدة طويلة بينما أعاد نظره للأسفل وهو يبتسم بهدوء:
ماذا فعلت لأستحق فتاةً مثلك يبدو بأنهُ خيرٌ لا أتذكره ليعفو الإله عن جميع ما أقترفتُه مِن خطايا رغم أن القسيس أخبرني بأن ما فعلتهُ لا يُغفر بسهولة يجب أن أموت لأريح العالم مني حتى أنهُ قد قال بأنني إِبليس بحدِ ذاتِه ومقامه الشيطاني صدقيني لم أكُن سوى ناتجٌ بكُلِ هذه المعادلة والمجانين الحقيقيون فروا بالفعل وأبقوني أواجه قسوة العالم بعد صقلي لأصبح إِبليسًا كما قال القسيس جورج أنا...
منعته غصته التي علقت بحنجرته غير سامحة له بالتحدث ليحاول بلعها أتعلم ماذا يحدث إِن حاولت بلعها تشعر وكأنك تُحاول بلع شوكٍ ليقتلك أكثر كُلما حاولت لتحيط وجهه بين يديها وتهمس:
لا بأس أخرجها لا تحبسها بقفصِ الكبرياء والخوف بأنك ستجعل أحدهم يرى ضُعفك.
لتبدأ دموعه بالإِنهمار وصرخاتِه تتعالى أكثر وأكثر وأكثر...
إِن الطيور تُهاجر لقد أخافها صوته المخنوق بشدة تستطيع أن تُميز بأنها تراكُماتٌ لم تسنح الفرصة لها بالخروج وها هيَّ قد خرجت مِن بعدِ سنين عِدة لتأخذه بين ذراعيها وبعد مُدة مِن البُكاء المتواصل ينبس بصوتٍ مُتحشرج:
تقولين بأنكِ لا تُحبينني وعندما أحتاجُكِ أجدُكِ معي لقد رأيتني بأسوءِ حالاتي آبريل.
آبريل: لنكن واضحين أنتَ من تجدُني لا أنا.
إِليوت: نعم وسأبحثُ عنكِ حتى الرمقِ الأخير عزيزتي آبريل.
وها هيَّ نبضاتُ قلبها أخذت بالإِرتفاع وإِنشادِ أغنيةٍ لم تعهدُها من قبل ولا تعلم ماهيتُها حتى!
بينما الآخر أخذ يستمع لدقات قلبها المُتسارعة كان مُحقًا لقد وقعت له وبشدة ولكنها فقط لا تعلم، حاولت الإِبتعاد عنه بسببِ شعورها المضطرب ذاك الشعور الذي يدغدغ معدتها ووجنتيها التي تستمر بالإِحمرار لقد ظنته إِعياء وإنها مريضة ولكنهُ لم يسمح لها بالفِرار ليس بعد أن حصلَ عليها ليشد عناقه ويهمس:
لا تُحاولي لن أفلتك مهما حاولتي لن تستطيعي الفرار هذه المره عزيزتي آبريل.
لترتخي بين يديه فلم تستطع المقاومة أكثر إِنهُ ضخم بالفعل لن تستطيع أن تُبعد الكتلة العضلية التي تُحيطُها ليس بجسدها الهزيل ذاك لتضربه على ظهره قائلة:
تبًا لك إِليوت انت وعضلاتك هذه توقف عن الذهاب للنادي الرياضي بسببها لا أستطيعُ إِبعادك يا ليتك تملك كرامةً بقدرِ عضلاتِك هذه.
ليضحك على تذمراتِ صغيرتِه كما يُسميها ويردف:
أخبرتُكِ بأنني تجردتُ منها لا أحتاجُها ما دُمتِ بقربي ومعي آبريل.
آبريل: بربك فلتُعِدها رجاءً بدأ الأمرُ يُصبح مُزعجًا.
إِليوت: وإِن أعدتُها لن أتركك آبريل لا تُحاولي عبثًا.
ليُكمل قائلاً:
أعلم بأنكِ واقعة لي آبريل ولكن أنتِ فقط لا تُدركين هذا بعد لم يسبق لكِ أن جربتي هذا الشعور لذا ترينهُ غريبًا أنا فقط أودُ منكِ أن لا تتجاهليه أن تستمعي لأيسركِ وتخبرينني بما تُريدين وتشعرين.
آبريل: تفاهة بحتة توقف عن قولِ التُرهات التي لا نفع منها.
لتُدير وجهها للجهة الأخرى بينما يُشاهدُها بصمتٍ ليمسك ذقنها ويجعلها تنظر بعينيه:
أنظري إِلي آبريل أترين عيناي أخبريني ماذا ترين داخلُهما دعيني أخبركِ ماذا يوجد أنت موجودة أقتربي فلتسمعي قلبي إِنهُ يخفق بجنونٍ عِندما يسمع أول حرفٍ من اسمكِ فقط دعينا نكون معًا  نختفي عن الجميع لقد ألحقوا بنا مايكفي مِن الضرر بالفعل.. دعينا نتجاهل كُل شيء بمن فيهم الآخرين ونمضي ونحنُ مُتشابكي الأيدي دون أن ينجح أحدٌ بتفريقنا.. حتى ذواتُنا..
أرجوكِ آبريل دعينا نفعل ما تُريدُه قلوبُنا لنعِش ما تبقى مع بعضنا البعض أرجوكِ.
آبريل: أنا لا أدري ما يريدهُ قلبي إِن علمت أخبرني.
هذا كان جوابُها جافًا مؤلمًا وقاسيًا على عاشقٍ كإليوت:
أتودين أن أخبركِ بما يودُ فؤادُكِ؟
آبريل: أتمنى هذا إِن كان على قيدِ الحياة أصلاً.
إِليوت: مِن هذه الناحية ما زال على قيدِ الحياة لا تقلقي ليهمس بالقربِ مِن أذنها:
حتى إِنني سمعتهُ يخفق لي وحدي أنا أعلم بأنكِ تُريدينني آبريل.
ليحمرَّ وجهها وهيَّ تنظُر له، ليبتسم على معالمِ وجهها الخجلة إِنها لطيفة بحق:
أنا اعلم بأنكِ خائفة أن تقتربي مني أن تُحبينني وتهيمين بي بعدها أترككِ وأتخلى عنكِ أن أقول بأنني لم أعد أحبُك أو أنني أكرهُك انتِ خائفة وبشدة مِن أن تفقدي مَن تُحبين ان يتركوكِ بمُنتصفِ الطريق أن يخونوكِ ويغدروا بكِ وكأنهُ لم تكُن بينكِ وبينهُم حياةٌ وأوقاتٌ قضيتموها معًا لكن أنا لن أفعل أيًا من مخاوفِك هذه وإِن كان سيُريحُك تستطيعين قتلي ما إِن أتجرأ على التفكيرِ بها فقط.
آبريل: ولكنك لاتبالي بحياتك كما أخبرتني سابقًا وكيف تطلبُ مني الآن قتلك؟
إِليوت: أنا بالفعل لا أبالي هذا كان بالماضي ولكن ليس بعد الآن أودُ أن أعيش كُل جُزءٓ من الثانية بينما أتاملُكِ آبريل.
آبريل: هدفٌ مُثيرٌ للإِهتمام سيد إِليوت.
إِليوت: آبريل كما تقولين لي أن أخذ الموضوع بجدية فلتفعلي أنتِ كذلك أرجوكِ.
تنظر لهُ بصمتٍ وعقلٌ مشتتٌ وقلبٌ مُضطرب بؤبؤ عيناها يستمرُ بالإِتساع أخذت تتنفس أسرع من ذي قبل لتضع رأسها على صدره وتدفن وجهها بملابسه لتهمس بصوتٍ مكبوت:
ماذا يحدُث أخبرني ماذا يحدُث لي!
إِليوت: وقعتي بحُبي آبريل.
آبريل: إِن كُنتَ موقنًا بهذا لما ما تزالُ تُجبرُني على قولِها!
إِليوت: أجبرُكِ على قولِ ماذا عزيزتي آبريل؟
يبتسم بهدوء وهو يحاولُ إِستدراجها لفخه الذي صنعه:
أن أخبرك بأنني أحبُك.
لقد قالتها بأكثرِ صوتٍ خفيض تمتلكُه ولكنهُ سمعها لتتسع إِبتسامَتِه بينما يحاول إِبعادها حتى ينظر لوجهها ولكنها تشبثت بهِ أقوى مِن ذي قبل وكأنها طفلة ليبتسم وهو يراها تحشر وجهها بملابسه حتى لا يراها إِنها خجولة وكثيرًا قد تبدو باردة وغير مُبالية ولكنها ليست هكذا فهيَّ مِن أكثرِ الأشخاص الذين يمتلكون حِسًا مُرهفًا، دافئة، وحنونة:
يبدو بأنَّ صغيرتي تشعرُ بالخجل.
لتدفن وجهها أكثر لتتعالى قهقاتِه على طفلته الخجولة وها هو سيستمر بقولِ كلامٍ غزلي لها حتى تبقى بين أحضانه دائمًا.

__________نهايةُ الفصلِ السادِس ___________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

__________نهايةُ الفصلِ السادِس ___________

أرائِكُم؟

هل وأخيرًا تقبلت آبريل مَشاعِرها؟
ما قِصةُ الإِعترافِ المُباشِر والسريع
يبدو بأن السيد إِليوت سحرَ آبريل بوقتٍ أبكر مِن المُعتاد!

-----
طبعًا الرواية مكتوبة لِلفصل السادِس بمُذكرة أيبادي
لِذا كان التنزيل سريع ولكن الآن لا ما زلتُ بالفصل السابع لم أكتبه بَعد
لِذا أودُ بِحق أن تعطوني أرائِكُم وأفكارِكُم وأي شيء يحتاج للتحسين فلتتفضلوا وتخبروني. 

أ إِقـحـوانَـة ؟ // متوقِفَة حاليًا. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن