دخل ساسكي الى المنزل بغضب ، كان لا يزال يمسك بيدها التي تكاد تتورم ، لم يطلق سراحها حتى ثبا قدماه على سجادة غرفة المعيشة .
القت هيناتا نظرة خاطفة في المكان ، لايزال على حاله منذ اهر مرة كانت هنا ، قد يبدوا الأمر و كأنها غابت طويلا ، الا أنها لم تمضي سوى بضع اسابيع في مجمع الهيوغا . بدت و كأنها فاقدة الآمال و هي تجلس على الأريكة ، لم تعد تفهم اي شيء ، و لم تسأل ابدا عن سبب المشاحنة التي وقعت قبل قليل .
" أأنت جائعة ؟!" لم يحتاج ساسكي ان تجيبه بل تكلفت بطن هيناتا باصدار قرقرة صغيرة ، ما تسبب باحمرار طفيف في خديها . جلب ساسكي بعض الوجبات الخفيفة التي طلبها منذ مدة ، يعلم أن ها غير صحي بتاتا لكن هذا الذي يوجد حاليا و الوقت قد تأخر بالفعل و جميع المطاعم قد اغلقت .... " اجزم أن لديك بعض الأسئلة من نوع ما ؟! "
حدقت في قدميها و قالت بصوت خافت " الكثير منها ! " ... أخذت نفسا عميقا " لكني لا أعلم من أين ... من أين عساي أبدأ لك .... إنني لم أعد أفقه شيئا !!"
شعر ساسكي بحزنها ، و لو أنه كان مكانها لتمنى الموت على أن يبقى حيا ، " بخصوص ما تحدثنا عنه أنا و هانابي ---"
قاطعته و الدموع في عينيها " هذا ليس من اهتمامي !! ... " نظرت اليه لتجد تلك النظرة ، نظرة الدهشة تعتلي وجهه " أريد أن أعلم .... لما قد أقع بحبك ؟! أو بالأحرى لما وقعت بحبك من البداية ناسية حبي السابق !!"
صمت ساسكي و نظر الى حديقة منزله ، كانت غرفة المعيشة تطل على الحديقة الامامية للمنزل ، لقد كانت حالكة السواد و الانوار فيها منطفئة ، سوى ضوء القمر الذي بواسطته ترى اجزاء من الزهور المتناثرة في كل مكان ... فزمن الاعتناء بها قد ولى من اللحظة التي غابت فيها ذاكرة هيناتا . " اذن انت تعلمين بشأن ذلك .... من اخبرك ؟!"
" ناروتو .... و يا ليته لم يفعل ..."
" ماذا تريدين أن تعرفي بالضبط ؟!"
" كل شيء!" ابتسم بتكلف " من البداية !!"
" أتظنينه الوقت المناسب ، يا زوجتي " قطبت حاجبيها حين سمعت كلمة زوجة " الحديث عن ما مضى لن يعيد احساسك بالحب تجاهي ! انني اعلم جيدا أنك اصبحت تكنين بعض المشاعر للاحمق ناروتو .. خلال فترة غيابي عنك ، لكني ايضا على علم أنها مجرد مشاعر عابرة .... " نظر اليها بحدة ، لقد توتر و ارتعب ، شعرت و كانها فريسة سهلة له ... لاشيء يغيب عنه ، كيف فكرت من قبل انها قد تستطيع التخلي عنه انه كالطفيلية يعلق و يأبى أن يبتعد عن النبتة حتى يمتص غذائها ، هكذا ترى ساسكي. بدأت هيناتا تلعب يدبيديها و الخوف يعتريها بالكامل ، شعر ساسكي بهالتها الخائف " اليس كذلك يا عروستي الجميلة .... " لم تعد تجيب هيناتا كما كانت تفعل في السابق ، اكتفت فقط بالاستماع لحديثه الذي يغيضها " ان كنت مصرة الى كل هذا الحد لما لا نبدأ ؟! " نزرت اليه و هي تقول بجدية هل حقا سيخبرني كيف احببته ..... " كل شيء بدأ ... خلال ذاك اليوم ، الذي أتيت فيه الى السجن ... كجليسة .. " بدأت تستمع بتلهف الى ما كان يقوله .
ظل ساسكي يروي الماضي بمل تفاصيله لهيناتا ، التي لم تنطق بكلمة واحدة ، فقد لعبت دور المستمع ببراعة رغم أن العديد من التساؤلات تدور في خلدها.