ظل الاثنان يحدقان في بعضهما البعض ، كانت نظرات ساسكي تحمل الكثير من التعب و الحب و كذلك الشعور الإنكسار ، اما هيناتا فقد كانت نظراتها كلها تعبر عن القلق حيال ما أخبرها به ساسكي ، كان السؤال الوحيد الذي يدور في ذهنها ، ' ماذا يقصد بكوني زوجته ، و متى أقمنا حفل الزفاف او ختى متى تعرفنا على بعضنا البعض '. تصمت للحظة و تغير مسار نظراتها للزينة الموجودة في الغرفة " هذا …." وجهت مجددا راسها للأسفل كي يواجه حركة اصابعها التي تدل على عدم راحتها في المكان .
فور ان سمعها نطقت ، استدار ليرى مالذي رأته ، نعم ، لقد رأت الزينة التي اعتاد أهل القرية على وضعها داخل غرفة الزوجين الحديثين ، طبعا هيناتا ليس لديها أي فكرة عن ماذا تعنيه هذه الزينة ، لكنها خمنت بمجرد ان تذكرت الزفاف و ليلة أمس " لا تشغلي بالك " قام ساسكي من موضعه و اتجه نحو تلك الزينة ، قام بإزالتها و رميها في القمامة " لا تهتمي بأي شيء بعد الآن ، أنا .... سأذهب ..." لقد كان قلب ساسكي محطما لأشلاء ، لم تغفل هيناتا عن هذا فقد لاحظته ، فهو لم يتحمل النظر الى وجهها و اضطر للخروج بعذر ما " سأجهز وجبة الفطور "
اومأت برأسها له و همَّ بالخروج " ماذا حصل لي ، " همست لنفسها و هي تمعن النظر في راحة يدها ، " أنا ... هيناتا هيوغا ، هل لدي .... عائلة ؟ "
ظلت هيناتا تخوض معركة مع افكارها المشوشة ، لا تتذكر أحدا سوى اسمها ، و هذا حدث فجأة ترى ما السبب الذي جعلها في هذه الحالة الحرجة و المثيرة للشفقة ، لحد الآن لا احد يعلم بحالتها سوى إينو ، لكن الأمر لن يطول حتى ينتشر الخبر في جميع انحاء قرية كونوها المخفية ، لأن إينو أسوء شخص قد تحدثه عن موضوع ما لكونها ثرثارة ، لكن ليس في كل الأوقات ، ان قمت بتنببهها فهي ستتستر عن الموضوع او بالأحرى يفضل تهديدها بشكل فعال.ةسط كل تلك الأفكار التي تجلب الصداع المتواصل لهيناتا ، تسمع صوت حنون و بعيد يناديها من الأسفل " هيناتا ، الطعام جاهز ، هيناتا !!"
استمعت للصوت ، صوت زوجها الذي لا تعرف عنه و لا عن نفسها أي شيء حرفيا ، بعد عدة ثواني التي شكلت دقيقة على الأرجح ، تقوم هيناتا و ترفع الغطاء عن جسدها ، و تحاول السير ، بخطوات بسيطة و بطيئة تتجه نحو الباب، تدير المقبض و تخرج ، تسير عبر الممر الذي نفسه ركضت فيه يوم أمس ، حتى وصلت السلم ، توقفت لترى ساسكي بالأسفل ينتظرها ، اخذت نفسها استنشقت عبره رائحة الطعام ، و يبدو ان لعابها قد سال ، لذا باشرت بالنزول شيئا فشيئا.
كان ينظر اليها و هو مستعد تماما لأن يمسك بها ، هذا لأنها تترنح و قد تفقد توازنها مجددا و تتكرر حادثة الأمس. وقفت امامه ، إنها لا تعرف الطريق الى منضدة الطعام ، شعرت بالخجل قليلا .
ساسكي لا يعرف كيف سيتصرف الآن ، لطالما كان التعامل مع هيناتا صعبا ، و الآن كانه سيعيد الكرة من جديد و هذا متعب جدا و ممل على الأرجح.
استدار ليقود الطريق نحو المائدة ، لحقت به هيناتا و هي تمعن النظر في ظهره ، توقف فتوقت ، تنحى جانبا ليكشف لها عن طاولة طعام جميلة و شهية .بادلت النظرات ، تارة الى الطاولة ، و اخرى نحو ساسكي ، اشار لها بالجلوس ، فتقدمت بضع خطوات و سحبت الكرسي و جلست . قام ساسكي بنفس الحركة " كان يفترض ان تندهشي و تكوني سعيدة ، ستعطيني حضن دافئ و مليء بالحب ، بعدها سنأكل سويا ، و نحن نسعر بالاطمئنان ، لكن .... " انخفض صوته اكثر من ذي قبل " لكن ... لا اعلم من الذي وقف في طريقي حظي ، ألهذه الدرجة لا أستحق السعادة ؟" .
بعد كل تلك الكلمات ، لم تستطع هيناتا ان تنظر في وجه ساسكي مجددا ، لقد حدقت في صحنها طوال الوقت ، لم تقل شيئا ، و لم تشعر بأي شيء حيال ما سمعته منه .
" أنا لن !!" أمسك ساسكي عيدان الطعام في قبضة يده " لن أسامح الفاعل ، لأني سأجده و أمزق قلبه و أطعمه لنسري ، حتى لو كان ميتا سأعيد قتله ، حتى لو كان في آخر العالم سأجده ، ختى لو كان تحت الأرض سأجده، سأقتلع عينيه و أبتر ارافه بسيفي !!!! " كسر العيدان داخل قبضته المتينة ، ما جعل قلب الفتاة يتبض بسرعة ، لأنها ادركت أن الشخص الذي بحانبها ببضع سنتمترات ، ليس بشخص عادي أبدا .
انتبه ساسكي الى تصرفه ، و لاحظ أن هيناتا تحطات منه نوعا ما ، تنهد " اسف ... لم اقصد ان اخيفك " اعاد ابتسامته الحنون الى محياه ، ناولها علبة من ورق مقوى " تفضلي "
ترددت بالامساك بها ، حيث انها لم تكد يدها الا بعد ان اصر على أن تأخذها ، فتحت العلبة الصغيرة لتفوخ منها رائحة قوية للحلويات ، أو رائحة القرفة بالضبط ، تاهت هيناتا في رائحتها ، جذبتها الحلاوة اكثر فاكثر لتأخذ قطعة صغيرة و تضعها داخل فمها .
تأمل ساسكي حركاتها بكل التفاصيل ، لقد اعجبته حقا ، كانه يتعرف غليها للمرة الأولى ، و يبدو انه قد فكر في انه لا باس بالعودة من جديد بالزمن للوراء و البداية بشكل جيد . " إنها المفضلة لديك .. " نظرت اليه " لفائف القرفه" تحدث بينما يأكل
" لفائف القرفه! " أعادت النظر للعلبة ، و اخذت قطعة اخرى " لذيذة جدا ، ... " ظهرت ملامح الاستياء على وجهها " لا أعلم ان كانت حقا مفضلة لدي أم لا .. "
" أنا أعلــ---" لقد تم اقتطاع حديثه من طرف شخص يطرق الباب ' بحق السماء ، من سيكون ' و قبل ان يقوم من مكانه ، يتفاجأ كلاهما بدخول شاب أشقر ذي عيون زرقاء كالبحر مذعورا و يلهث ... " تشيه !!"
فور ان رأته انتفضت من كرسيها و بعيون واسعة حدقت به حينما نطق باسمها بنبرة خوف شديد و قلق ظاهر في ملامحه " هينا !!!"
**
ناذا تتوقعون قد حصل لهيناتا . اعطوني رايكم في التعليق مجددا ، و شكرا