الفصل06: صباح صاخب

291 27 1
                                    

استيقظتُ من النوم على رنين الجرس ،لم أكن أدري أن هناك مكبرات صوت في غُرفنا لأني نمت فور انتهائي من مباراة الشطرنج أمس،ولم أُمَحِّص في التفاصيل بعد....أويعقل أنه توجد كاميرات في زاوية ما؟

وقع بصري على السّاعة فتفاجئتُ لأن الوقت لا يزال مبكرًا فالساعة الآن تشير للخامسة فجرًا ونحن نداوم على الثامنة.

ليخاطبنا بعدها صوت من المكبر يقول:

-أيها الطلبة المستجدون نعلمكم أن اليوم سنوزعكم على خمسة أقسام حسب نهج معيَّن لذلك عليكم بلوغ قاعة المحاضرات على الساعة السابعة ، من يتأخر دقيقة يُقصى.لباسكم الموحد ستجدونه في خزانتكم الخاصة هذا كل شيء

ذهبتُ إلى الشرفة فغرفتي في الطابق الثالث من المبنى استنشقتُ القليل من الهواء والظاهر أن شرفتي تطل على قاعة المحاضرات ، ذهبتُ وارتديتُ زيّي المدرسي بعد أن غسلتُ وجهي وتناولتُ الرقائق من التي اِبتعتها البارحه ، اِتجهتُ صوب الباب لأذهب لقاعة المحاضرات فأنا أسابق الوقت ،وقد تبقت نصف ساعة لكن المسافة من غرفتي للقاعة ليست بطويلة.

فتحتُ الباب وما إن التفتُّ لآخر الرواق لمحتُ أولى متاعبي....

الإفريقي الذي قاتل "راي" سابقًا في الحمّام يأتيني راكضًا ثائرًا كأنه جاموس ،بسرعة رجعتُ لغرفتي و أوصدتُ الباب...

ولكنه ظل يرفس الباب بقوة يحاول كسره، يصرخ ويقول:

-أيها الوغد الواشي سأجعلك تدفع ثمن تحذيرك لذلك القزم وإن عنى ذلك إقصاءنا نحن الإثنين

اتجهتُ صوب الخزانة ووضعت لتيد الباب، استلقيتُ على سريري وبدأتُ أحادث نفسي

-آآآآخ بربري مجنون عند بابي يحاول سحقي وإن لم أصل لقاعة المحاضرات قبل عشرين دقيقة سأقصى من أول يوم ولا أزال متعبًا ، ربما في الحقيقة سأخلد للنوم وسحقًا لهذه الكلية....(لا يزال صوت الضرب على الباب والشتائم تعلو)

لكن لحظة لا زلتُ أريد قياس المسافة بيني وبين "كايتو ليبروس" هو الوحيد الذي ربما فارق على الآخرين حتى "إيرلين" لاعب الشطرنج من الأمس لم يكن ذلك التحدي الكبير أعلم أني لو واجهته مائة مرة سأفوز مائة مرة.... لستُ أغتر بنفسي لكنها الحقيقة على الأرجح لستُ أستنقص منه لكنّ لا يمكن للقط أن يهزم أَسَدًا مهما اشتد ساعده...

بدأت براغي الباب تُخلع بالفعل ، لذا قمتُ من مكاني قائلا حان الوقتُ ليتحرك الصيّاد

رأيتُ الساعة قد تبقى عشر دقائق لدي ، ذهبتُ للشرفة تمعنتُ في الطريق والمسافة بين شقتي والقاعة لذا إن ذهبتُ ركضًا دون أن أتوقف سيأخذ مني الأمر ست دقائق و ثلاث و عشرين ثانية.

كُسِر الباب ودخل الإفريقي إلى غرفتي لكنه وجدها فارغة والشرفة مفتوحة والبطانية معقودة مع الستار مربوطة بقضيب معدني في الشرفة نازلاً للأسفل فانطلق بسرعة للشرفة ليتبعني ويلحقني..

وما إن بلغ الشرفة إلا وأوصدتها خلفه، فتفاجئ بوجودي في الغرفة فقد ظن أني استعملت الستار والبطانية للنزول والذهاب للقاعة ولم يضع حساب أني كنت مختبئا تحت السرير.مكان كلاسيكي جدًا للاختباء لكن يمكن للمظاهر خداع الثائرين أمثاله فأسوأ القرارات التي يقررها الإنسان يتخذها وهو غاضب

على كل حال اِنطلقتُ ركضًا نحو القاعة ووصلتُ في الموعد بالتحديد دخلتُ واتخذتُ مقعدًا من المكان الأقرب باب الخروج.

أحد الإداريين في هذه الكلية مسك الميكروفون وقال

-نعتذر انتظروا قليلًا فقد وردنا بلاغ بأن أحد الطلبة تعرض لكسور إثر سقوطه من شرفة معينة

الأحمق لقد ظن حقًا أني سأترك له سبيلًا للعبور في الواقع الستار والبطانية معًا طولهما ثلاث أمتار و سبع وعشرون سنتيمترًا.. أي بطول طابق واحد شاقوليًا تقريبًا إنما المنظر من الباب إلى الشرفة لا يظهر لك الطول الحقيقي للستار و البطانية وفي النهاية السقوط من طابقين سيُحدث لك كسورًا حتى وإن كنتَ إفريقيًا معتادًا على البيئة القاسية...

مدرسة النخبة New Century ج1: التلاعب ضد العبقرية ضد القوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن