٩| وأحيّا مرة

696 59 261
                                    





تفاعلوا تفاعلوا تفاعلوا
أبهرونييي~

_____



الصمت...
كان الصمتُ هنا غريبًا ولا يُطاق ، ثقيل وأشبه بأننا نخطوا على طينٍ كالعجين ، نقفُ في أماكننا وننتظرُ ما يكسرُ هذا السكون ، ما ينزعنا من فوهةِ هذا الصمت ، ننتظرُ ملقاطًا أو حبلًا ؟
ننتظرُ خُلاصةَ هذا الانتظار..

كان حضورُ نيفاليوس غير منطقيًا في ظل هذه الظروف ، بدونا أنا وعمتي مترقبيّن لمَا سيقولهُ ، لمَا سينطقه

منذ أن دخل ، رحبّنا به جيدًا ، كان يتحاورُ هو وعمتي بحفاوة ، أو لنقل كانت دفةُ الحديث من جهتها ، سألتهُ كثيرًا واختصارُ إجاباتهِ وتّرني ... كان واضحًا أمرُ قدومهُ ...
أو بالأصحِ واضحًا لي أنا تحديدًا ...
كنتُ أعلمُ بأنهُ هنا لأجله ...
لأجل آسترو الذي لم يظهر للآن منذ أن دخلنا من عملِ البستان بعد العاصفة

انتظرناه رغم الصمت ورغم أننا لم نحتجه

رغم أن بقاءَ نيفاليوس لهذا الحدّ وعدم سؤاله عن آسترو غريبًا ، إلا أن هذا السكونَ كان واضحًا بأنهُ انتظار

أردتُ التحررَ من هنا ، لم يُرحني البقاء ...
لا أعلم ، لكنّ هذا الصمت لم تُريحني نهايته

هناك في داخلي شيءٌ يقولُ أنني سأحملُ على ظهري شيئًا ثقيلًا حالما يُكسر الصمت

سأتقيّد ، وأقادُ وأقودُ لشيءٍ يُشبهُ الهلاك...

مُقَّدمِ حربٍ يتواجدُ في غير موقعه؟ ، كان واضحًا أن الأمرَ أكبرُ من زيارةٍ عائلية...

توترت ، وضاقت أنفاسي ، شابكتُ بأصابعي بوتيرةٍ متكررة وأنا أفكر ...

إن كان نيفاليوس هنا... فهو هنا لأجلِ الإشاعةِ التي خرجت عن آسترو
جنرالٌ اتُهم اخوهُ الجُنديّ بالخيانة ، لا شكّ أنهُ أمرٌ كبير ، أنا أعلم ، ولا سيما أن مسيرة عائلتنا حافلة

وأن يخرج أحدٌ عن إطارِ المثاليةِ كان جرمًا بالتأكيد

جرمًا لن يُنجي أحدًا البتة

ولكن لا أحدَ في هذا المنزلِ يعلمُ بحقيقةِ الأمرِ إلاي ...
حتى آسترو لا يعرفُ هذه المصيبة.





" أين هو آسترو؟ "

وأخيرًا ، قد نطقَ بسؤاله الذي كنتُ انتظره ...

" للتو عدنا من الحقل بعد التوضيب ، لذلك لا بد أنهُ لا يزال يستحم "

بجعٌ وغَسقْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن