تفاعلوا واستعدوا<٤...
بين الظلام الشديد ، ظلامٌ لا يحملُ بقايا قَمر ، لا يحملُ ضوءَ العُمر
ظلامٌ شديدٌ كأفكارِ هذه الليلة ، كحدسي الذي يعُضُ لحمةَ قلبي أجيجًا بالهاجسبهاجسِ الخَطر
استقمتُ ببطءٍ من فِراشي ، وحملتُ معطفي بكامل الصمت والخفة ، وسِرتُ أزررُ بعضًا من أزراري بصعوبةٍ وبكفٍ واحد ؛ علّي أحبسُ الخوفَ الذي فاضَت رائحتهُ من صدري
تجاوزتُ الأجسادَ النائمةَ وتحسستُ بكفيّ سكينيّ الصغير الأحمرَ بجيبي
وبهدوءٍ فتحتُ الخيمةَ التي لم يسكُب ما خلفها أيُ ضوء
انتهت الحربُ وخُففت الحراسةُ ونَعِم الجميعُ بالراحة إلّانا... نحنُ الاثنين.
لاحت أمامي ظُلمةُ الليلةِ الشديدةِ إلا من المشاعلِ التي أحاطت بحدود المُعسكرات ، وضُربَ وجهي بنسيمٍ مُشتاق ، تلهّف وأحتضنَ تقاسيمي كشيءٍ للتو وجدني
وأنا وبلا رصانة ، شعرتُ باضطرابٍ ينمو فيني...
هذه النسماتُ الباردة ، بدت كالحجرِ الذي رُميّ على سطحِ روحي وزعزع سكونها...
لطالما آمنتُ بالهاجِس ، حينما يمُسُ صفوتي لذعة ، يذوبُ ثباتي وصبىً فقدتهُ ، واشمُ رائحةَ المشيبِ في قلبي
لا ... لم يكُن هذا الظلامُ مُطَمْئنًا كظلامٍ أعرفهُ .
بل كان هدوءًا يسبقُ العاصفة
أدركتُ حينها بأنني ربما لا أعودُ كاملًا إن لم أجده
إن حدث شيءٌ الليلة ، قد كتبهُ الربُّ لنا ، وكنّا مدركيه ، ربما لو أسرعتُ الآن ووجدته ؛ لن يضيعَ مني أقلًا...
لن يذوبَ من بيني ويبتلعهُ ظلامٌ آخر
ظلامٌ لا يعرفُ مُداراته
أنت تقرأ
بجعٌ وغَسقْ
Historyczneفكرةُ الوجودِ ربما لم تكُن صعبةً كما كنتَ تقول ليّ دائمًا ، رُبما لو تعلّقتَ بها فقط ؛ لغدت أسهل لتُدرَس ، لتنمو فيكَ كما نمَت فيني على حينِ غرّة لكننا خائفيّنِ من فكرةِ وجودنا ، أحدنا مُتقبِّلٌ والآخرُ ساخِط ، لذلك سنبقى عالقيّن ، ولن ننجوّا أبدًا...