تفاعلوا واستمتعوا <٤...
في هذه الليلةِ الطويلةِ وسط الصمت الطويل والخوف ...
تذكرتُ شيئًا مؤلمًا نام في خُمدي كجُرحٍ جديدٍ ، كذنبٍ ناعمٍ ...كلسعةِ صقيع ، نَمت رويدًا رويدًا وسطَ صمتها فيني ، واستيقظت وسطَ نوم الجميع
لم يكُن هناك أحد ، الشجرُ والليلُ الذي بدأ يندمجُ مناديًا السَحَرَ الأزرق ، الثلجُ والأنفُس
فقط أنا ، أنا من بقي ، واستقيظ معي الجُرح في غفلة
استغلّ كُل الأوجاع المتراكمة ، والأنفاسَ الضائعة ، وعيوني التي باتت ميتة ونام على رموشي بحميمية
تركتني الظلالُ السودُ ...
و وسطَ العدم ...
تقوس ظهرُ قلبي ... حالما ومضت دموعهُ في ذهني ، وتشكلت ملامحهُ في السماء ، عيونهُ الحزينات... عيونهُ فقط من تجعلُني قاتلًا ولو لم أقتل بيدي ، كنتُ أحملُ كُل نظراتهِ التي زرعت نفسها في شظايا روحي ...
فقط حتى لا أنسى أنني آثم
صراخهُ علي في ذاك اليوم ، لازال يتردد في خيالي ، لازال كُل شيءٍ كأنهُ يحدثُ الآن ، لازالَ كُل شيءٍ باقٍ
لمسةُ يده لازلت على رسغي ، صوتهُ الغاضب ، كلماتُه...
ضرباتهُ المقهورةُ على صدري ، غضبهُ المُرتعش ، غضبُ الغروبِ المُمتد ، حتى وهو صامتٌ كان ينهش.ماعرفتهُ متهورًا أو مُتسرعًا ...
لكنهُ كان يفعلُ كُل ذلك معييتصرفُ سريعًا ، يتهور ، يُغيُّر من هدوئه ، يخرجُ عن نظاميته ، يسلكُ طُرقًا وعرة ، وحينها لا يستطيعُ أحدٌ إيقافه
عنيد ، شديدُ البأس ، قويٌّ وتخيفُ هذه القوةَ روحي
إن كنتُ أسودًا وحالكًا ... فهو أحمرٌ ، ياقوتيٌّ ومغناطيسٌ للهلاك ، يقتاتُ على بعضه ، غروبٌ غاضب ، لا يقيهِ إلا الهرب ، لايعدلُهُ زمنٌ ولا طَقس ، لا حُزنٌ ولا موت
إن أراد الرحيل سيرحل دون الإلتفات ...
ولأنني ليل ... حالكٌ وأسود ، وخيوطي مربوطةٌ بخيوطه ، حالما ينام ، سأتبعهُ في الخفاء ، لن يوقفني إلا وعيهُ ، لن يوقفني شيء ، فقط سأظلُ أتبعه
ولطالما تشعبت في أفكاري ؛ فكرةً
لو إختفى الليل ... هل لن يذوقَ الغروبَ الراحة؟
هل سيظلُ الغروبُ غاضبًا متيقظًا ولن يذوقَ طعمَ السلام والنوم؟
أنت تقرأ
بجعٌ وغَسقْ
Historical Fictionفكرةُ الوجودِ ربما لم تكُن صعبةً كما كنتَ تقول ليّ دائمًا ، رُبما لو تعلّقتَ بها فقط ؛ لغدت أسهل لتُدرَس ، لتنمو فيكَ كما نمَت فيني على حينِ غرّة لكننا خائفيّنِ من فكرةِ وجودنا ، أحدنا مُتقبِّلٌ والآخرُ ساخِط ، لذلك سنبقى عالقيّن ، ولن ننجوّا أبدًا...