١٩|بِمُقّلٍ كالوتَد

683 40 65
                                    


تفاعلوا واستمتعوا <٤






...








في هذه الليلةِ الطويلةِ وسط الصمت الطويل والخوف ...
تذكرتُ شيئًا مؤلمًا نام في خُمدي كجُرحٍ جديدٍ ، كذنبٍ ناعمٍ ...

كلسعةِ صقيع ، نَمت رويدًا رويدًا وسطَ صمتها فيني ، واستيقظت وسطَ نوم الجميع

لم يكُن هناك أحد ، الشجرُ والليلُ الذي بدأ يندمجُ مناديًا السَحَرَ الأزرق ، الثلجُ والأنفُس

فقط أنا ، أنا من بقي ، واستقيظ معي الجُرح في غفلة

استغلّ كُل الأوجاع المتراكمة ، والأنفاسَ الضائعة ، وعيوني التي باتت ميتة ونام على رموشي بحميمية

تركتني الظلالُ السودُ ...

و وسطَ العدم ...

تقوس ظهرُ قلبي ... حالما ومضت دموعهُ في ذهني ، وتشكلت ملامحهُ في السماء ، عيونهُ الحزينات... عيونهُ فقط من تجعلُني قاتلًا ولو لم أقتل بيدي ، كنتُ أحملُ كُل نظراتهِ التي زرعت نفسها في شظايا روحي ...

فقط حتى لا أنسى أنني آثم

صراخهُ علي في ذاك اليوم ، لازال يتردد في خيالي ، لازال كُل شيءٍ كأنهُ يحدثُ الآن ، لازالَ كُل شيءٍ باقٍ

لمسةُ يده لازلت على رسغي ، صوتهُ الغاضب ، كلماتُه...
ضرباتهُ المقهورةُ على صدري ، غضبهُ المُرتعش ، غضبُ الغروبِ المُمتد ، حتى وهو صامتٌ كان ينهش.

ماعرفتهُ متهورًا أو مُتسرعًا ...
لكنهُ كان يفعلُ كُل ذلك معي

يتصرفُ سريعًا ، يتهور ، يُغيُّر من هدوئه ، يخرجُ عن نظاميته ، يسلكُ طُرقًا وعرة ، وحينها لا يستطيعُ أحدٌ إيقافه

عنيد ، شديدُ البأس ، قويٌّ وتخيفُ هذه القوةَ روحي

إن كنتُ أسودًا وحالكًا ... فهو أحمرٌ ، ياقوتيٌّ ومغناطيسٌ للهلاك ، يقتاتُ على بعضه ، غروبٌ غاضب ، لا يقيهِ إلا الهرب ، لايعدلُهُ زمنٌ ولا طَقس ، لا حُزنٌ ولا موت

إن أراد الرحيل سيرحل دون الإلتفات ...

ولأنني ليل ... حالكٌ وأسود ، وخيوطي مربوطةٌ بخيوطه ، حالما ينام ، سأتبعهُ في الخفاء ، لن يوقفني إلا وعيهُ ، لن يوقفني شيء ، فقط سأظلُ أتبعه

ولطالما تشعبت في أفكاري ؛ فكرةً

لو إختفى الليل ... هل لن يذوقَ الغروبَ الراحة؟
هل سيظلُ الغروبُ غاضبًا متيقظًا ولن يذوقَ طعمَ السلام والنوم؟

بجعٌ وغَسقْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن