٢٣|أدركتُكَ فيني لحنًا

251 32 186
                                    



تفاعلوا واستمتعوا <٤













...

تقدمتُ جالسًا بخفةٍ وسط أعينهم ، ولم أرفع بصريّ لإيِّ منهم ، حدقتُ بالعاجِ البنيّ للطاولةِ المصقولةِ أمامي بثباتٍ

" لُنكمل إذًا "

ومضَ صوتُ نيفاليوس بنبرةٍ باردةٍ وحازمةٍ وكأنهُ لم يتحدث قبل قليلٍ لي بصوتٍ متراخٍ

وسُرعان ما انخرطت أحاديثهم الحامية ، حدقتُ بهم طويلًا ، محاولًا اكتنازَ الفُرص ، وفهمَ ما يريدونه ، بل فهمَ محتوى هذا الإجتماعِ السريّ

كانوا خمسة ، وأنا سادسهم

كان المكانُ معزولًا ، والحراسةُ مشددة ، بدا موقعًا محبوكًا عن أي أعينٍ وأيِّ تدخلاتٍ من جهاتٍ أخرى

كانت أحاديثهم مرتاحة ، دون قيودٍ في المكانةِ بينهم أو غيرها

العديدُ منهم قادة ، بل كبارًا في الدولة ، نيفاليوس من بينهم لم يكن أدنى حتى ، بل جميعهم على نفس الخط ، وأنا خارجَ الوضع كليًا

لم أعرف لمَ قد حُشرتُ وسطَهم

لكنني رويدًا رويدًا بدأت أفهمُ الأمرَ تدريجيًا.

" إذًا ، يا لواءَ لوداري ، كيفَ جرى التفتيش؟ "

نطقَ أحدُ الرجال ، بدا كبيرًا في العُمرِ ومألوفًا جدًا ، ملتحيٍ وذو شعرٍ أشقرٍ و جسدٍ مفتول

حدقتُ بهِ طويلًا ، وألتفتُ للواء هنا والمقصود

بدا رجلًا ثريًا ، وبعمرِ نيفاليوس ، وأظنهُ قريبٌ للعائلةِ الحاكمةِ من مرتبتهِ هذه...

" لقد أجريتُ التفتيشَ بأمرٍ من وليِّ العهد ، مما يظهرُ لكم جميعًا حساسيةَ الأمر
رغم أن جنازةَ كاكو قد أقيمت لكنها لم تسِر ، أمر الملكُ بإيقافِ كُل شيءٍ حتى يتسنى لنا اكتشافُ أمر الأوراقِ ومصدرها "

حدقتُ بهِ طويلًا ، وابتلعتُ رَمقي بخوفٍ شديد ، ماذا حدثَ لقضيةِ مقتله...

بجعٌ وغَسقْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن