تفاعلوا واستمتعوا <٤...
صمتٌ طويلٌ باتَ يرّنُّ بمعمعةٍ فيني... صمتٌ طويلٌ... أسودٌ هائج ، بظلالٍ حمراءَ واهية... دامية ، كأنها صراخ ...
صراخٌ ولدَ لكيّ لا يخبو...ولا صوت ... لا صوت هنا يعُينُ هذه الوحشةَ اللئيمةَ
مَن كشّرت بأنيابها عليّ ، خدّشت هذه الروحَ الظلماءَ ... السوداءَ ، التي ظنت أنها قد اعتادت طعم القروح ، من اعتادت حرّ المذاقِ وتعاطيهِ حتى يبرُدَ ... يتراكملكن لا
بغفلة ... تسلل من بين جُنُباتها ... من بينها صمتٌ مرعبٌ لا تألفهُ أي روح ، أيُّ وعيٍّ وباطِنصمتٌ طويلٌ طويلٌ ، لا صدىً يتردد في مداه
ما معنى بأن يولدَ جَرحٌ يِشبه العدم؟
لم أعُد أعلم ، متى أصلًا علِمت ، كنتُ هكذا ضائعًا دائمًا ، دائمًا.
شعرتُ بصدري ثقيلٌ جدًا ، ويدايّ الشِدادَ باتوا ثقالًا ضدي ، وشعرتُ بالخدر في أقدامي
وخواءٌ مهيب... لا يسعفهُ جوعُ إبهامي الذي إلتهَم الزنادِ بكثرة ، بقوة ، حتى خَفّت شدةُ الزنادِ وأعلن إنسحابه
رميتُ السلاح بقوةٍ على هذا الجسدِ الضعيف الذي مات بهذه السرعة ، تاركًا إيايَ بهذا السخَط ، بهذا الغَضبِ الذي بدا غريبًا وصامتًا ولم يتخِّم
وإن لم أفعل... سيقتاتُ علي
لا أعرفُ متى ، لكن كُل شيءٍ تحوّل للأحمر
الثلجُ بالأسفل ، والظلام ، وارتدادُ بُخار أنفاسي
وللحظة تذكرت شيئًا في غير موضعه...
طوال هذا العُمر ... تمسكت بين معمعةِ هذه الروحِ بخيطِ حقيقةٍ لا يُدركها أيُّ إنسيٍّ جاهل
بأن هذه الحياةُ هشّة ... هشّةٌ بقدرٍ كبيرٍ لن يحتملَهُ عاقلٌ ولا فاقدُ عَقل
أنت تقرأ
بجعٌ وغَسقْ
Historical Fictionفكرةُ الوجودِ ربما لم تكُن صعبةً كما كنتَ تقول ليّ دائمًا ، رُبما لو تعلّقتَ بها فقط ؛ لغدت أسهل لتُدرَس ، لتنمو فيكَ كما نمَت فيني على حينِ غرّة لكننا خائفيّنِ من فكرةِ وجودنا ، أحدنا مُتقبِّلٌ والآخرُ ساخِط ، لذلك سنبقى عالقيّن ، ولن ننجوّا أبدًا...