٣|آتٍ من خَلفِ الأُفق

817 82 51
                                    




لن تُرمَمَ الأحزان
ولن يذوبَ النسيان
خالدينَ حتى نفنى
بين عظميّنِ ومرسى
ريشٌ ،جناحيّنِ مكبّلينِ
قدرٌ مربوطٌ بمعصمينّ
لا تحليقَ في الأفقِ
ولا عيشَ بين الشفق
شفقٌ مِن غسَق
وثباتٌ حتى الرسقْ
ربما غدًا
ربما ليس مدىً
نرتدي ريشًا
ونَفيقُ جيشًا
بلحمٍ وعَظمٍ
لوطنٍ ولِدَمٍ
فِراخُ نَعيمٍ
ستطيرُ أخيرًا في النسيم
وتحملُ أمانيّ الحنين
على ظُهورها دون الونينْ

ردَدتُها ، بفمٍ ثقيلٍ ، وقلبٍ كسولٍ ، نحيفٍ ، قد تقيأ كُل ذكرياته
أغنيةُ البجعِ ... بُدوتُ كمجنونٍ أرَدِدُها لأشعرَ بالبقاء ، لكن الأفواهَ التي كانت تغنيها قد تقلّصت ، فقط فمي ولساني من بقى ، وحيدًا يُرددها ككذبةٍ حمراءَ من الخطايا

لم أعُد ضمنَ قطيعِ البجع ، أصبحتُ بجعًا من العظامِ ، بروحٍ وجلدٍ مِن الرماد

ولم تَعُد أغنيةُ البجعِ الحنونةُ تَحمِلُني على ظهرها ، بِتُ أحملها أنا على ظهري ، بثقلها وثقل الأفواهِ التي كانت ترددها

أتأملُ هذا الوجه على سطح البحيرةِ المُتجمدة ، الذي قد خِيطَ من البؤس ، لم أعُد حيويًا ، شعري وعينايَ البندقيةِ كانت هي بهجتي ..أتذكرُ أمي وأبي فيهما ، أما الآن فلا...

فأنا أُلوثُ ما أطأهُ ... وليس بقصدٍ مني

حدقتُ بالسماءِ التي أوشكَت على الغروب ، منذ أن أنهيتُ الحديثَ مع عمتي وأنا أشعرُ بالتشتت ...

أعني ... لا أعرفُ كيف أتصرف ، هذا الضياعُ فيني ، وصراعُ وجهتيّنِ بداخلي ...

لا أعرفُ ماذا أفعل

إعتدتُ أن أشعرَ دائمًا بالفراغ ، لا وجهة ، لا أمنياتَ ولا آمال ، كنتُ أكُل وأشربُ وأنامُ بعسرٍ

هكذا أنا ، لا أهدافَ ولا آمال ، الفراغُ فقط ، فقط الفراغُ ما يغرقني
كائنٌ بلا دفاعاتٍ ولا حتى أفكارٍ مُروّضة ، هدفٌ سهلٌ للمشاعر ...

كنتُ ضحيتها المُسليّة ، ليتني أقاتلُها كما أُقاتلُ الأعداء ، ولو أن يديّ حينها ترتجف برَوعٍ وبلوعةٍ

بجعٌ وغَسقْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن