ثَانِي عَشَر

586 98 27
                                    

أفكاري تؤلمني...

ساعات الليل المتأخره تُرهقني دائماً
افكر في الكثير من الأشياء وفي اللاشيء في نفس الوقت

هنا استلقي في فراشي والأفكار تجوب رأسي، أفكار لا متناهية، أفكار مُبعثرة

افكر بالغد اللذي من الممكن إنني لست فيه وافكر بالماضي الذي جئت منه

هناك تساؤلات كثيرة عما سيحدث فيما بعد...

هل سأبقى انا انا؟ أم سيغيرني الزمان ؟
هل سأزداد سوءاً وبعد؟
هل سأكره البشرية للأبد ؟
أهناك انسان يفكر بعمق مثلي؟
هل توجد روحاً تشبه روحي؟
هل سأنسى من أحب يوماً؟
هل سأصبح شيء ما قبل أن أذهب إلى السماء ؟
هل توجد نهاية لهذه الحياه؟

لقد كنت أعلم ذلك اليوم ..

يوم بداية النهاية ..

بداية الموت
بداية الشعور بكل ذاك الفتور الذي يُصيب القلب بعد عدة صدمات متوالية

هل تعرفون ذاك الشعور..؟

أن تعرف يوماً كيف تنسلخ عن الواقع لفترة من الزمن وكيف أن كل ما كنت تعتقده مُزدهراً يذبل فجأة

الجلوس لساعات بين أربعة جدران تشعر بنفسك في اللامكان ، عيناك ترتكزان على نقطة ما تُعيد تكرار الذكريات كأنها فلم سينمائي لا ينفك..ينتهي حتى يُعاد مجدداً

متى بدأت حقاً في عزل نفسي عن الجميع ؟

لا أعرف..

متى أصبحت نافذة هذه الزنزانة هي عيني الوحيدة التي تُطل على الحياة

متى بدأت تلك الحالة العميقة من اللامبالاة في السيطرة علي والتشعب في خلايا جسدي؟

متى جف الدم في نبضي وبدأ قلبي في ضخ الجليد حتى ما عادت المشاعر في داخلي قادرة على القتال ، حتى أغلقت مجرى دمعي وحرمتني حق البكاء ؟؟

ولما قد أريد البكاء ؟

لا أعرف..كل ما في الأمر أن كتلة بحجم الكون تحبس أنفاسي ومهما طال نفسي ومهما قصر لا أستطيع الخلاص منها

كل ما في الأمر أن الصمت يتمكن مني وحُب الانعزل يسيطر على فكري يدفعني لجانب أسود مخيف أراه كالجنة أمام كل شيء

أحاول جلب كل الأشياء السعيدة لكن سداً من فولاذ يمنعها ، أركض لاهثاً محاولة تحريرها وفي كل مرة ارتطم بقوة واقعاً على الأرض دون جدوى

مَن أَكُون..؟ || باكوغو كاتسوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن