في مكان أول مرة نروحُه
على جزيرة شاسعة بها فيلا جميلة كلاسيك باللون الأبيض الهادئ يُحاوطها الزُجاج من جميع الأركان، ويجعلها كاشفة لما يحدثُ في الخارج ونرى منها المياة التى تلتف حولها ببراعة الخالق، وأيضًا تُحاوطها أشجار الفواكة المُختلفة من جميع الاتجاهات، وهي ملك للإمبراطور وحدُه ويُطلق عليها اسم «بنت الإمبراطور»، حيثُ كان يقف الإمبراطور بطوله الشاهق أمام المياه التى تصطدم بأرجُله بفعل الأمواج الهادئة ونسمات الهواء الباردة التى تُنعش القلب من جديد، وهو ينظُر للأمام بشرود بعدما وصلت له رسالة نصية كانت تحتوي على «حقك وصل يا إمبراطور،كُله تمام يا بوص» ابتسم الإمبراطور بهدوء لنسمات الهواء التى تُداعب وجهُه، ليغلق الهاتف الذى وضعُه في جيب بنطاله من جديد، وهو يتذكر ما حدث معهُم قبل شهر من اليوم..
Flash back
عندما كانت المشفى يملأها صوت صُراخُه على طفلتُه الصغيرة ومعشُوقته وزوجته كان صوت صرخات جميع أفراد العائلة تصُم الأذن، حتى اخترق مسامع الجميع صوت جهاز القلب الخاص بكيان، وهو ينبُض من جديد رفع الجميع أعينهم في ذلك الوقت وهُم ينظرون لما يحدُث بعدم استيعاب ليسحبهُم طونى للخارج وهو يُهتف بسعادة وأمل:
«ماذا يحدُث بحق الله، يبدو أنها تُحارب من أجل البقاء على قيد الحياة»
هتف الطبيب عاصي الذى ابتسم بسعادة لمقاومة هذه الصغيرة البريئة:
«الكُل برة، علشان التعقيم، يلا»
انسحب الجميع للخارج بواسطة المُمرضين، ما عدا محمد الذى ظل يعود للخلف ودموعه تتسابق على وجنتيه وهو يُهتف بعدم تصديق:
«كيان فاقت، أنت سمعتني يارب صح؟ سمعت قلبي المكسور ومحبيتش تكسرني صح؟ شُكرًا يارب شُكرًا، يا كريم يارب، يا لطيف يارب، الحمدلله الحمدلله»
كان يتحدث محمد وهو ينظُر إلى جسد كيان الذى أصبح في حالة جيدة قليلًا، بينما ربت طوني على كتف صديقُه وهو ينظُر إلى عاصي وبعض المُمرضين الذين يفحصون كيان للاطمئنان على مُؤشراتها الحيوية، وهل حدث شيء لها نتيجة وقوف قلبها لدقائق؟ في هذه الحالة التى تُسمى في مجالهُم الطبي ب «Mayo Cilnic»، وهي حالة تحدُث في بعض الأحيان عند تعرض المريض لانهيار حاد أو فُقدان وعي، أو إجراء عملية خطيرة، وهذا حدث مع كيان بسبب إصابتها بجانب قلبها، ولكن أصبح أكثر من رائع الآن وبعد أقل من أسبوع سيتم شفاءها بالتأكيد، هذا ما أخبرهم به كُل من طوني وعاصي، واستمرت الحياة لمُدة أسبوع في المُستشفى، مع سعادة بالغة من الجميع لسلامة ابنتهُم، وأيضًا عرض محمد اصطحاب كيان في رحلة ما، فى يوم خُروجهم من المُستشفى بعدما أخبرهم أنه سيُغلق هاتفه حتى العودة، ولن يفتحُه إلا يوم محاكمة مُراد السيوفي وبالطبع اليوم هو نفسُه، وأيضًا رفض أحمد أن يتذكر أحد من أفراد العائلة هذا اليوم المشؤوم بالنسبة له، وعدم الحديث حول موعد رجوع محمد، لأن هذا سيجعلهُم يتحدثون حول ما حدث وهذا سيجعلهُم يعودون إلى نفس النُقطة السوداء حول اليوم نفسُه، اليوم نفسُه الذى كان سيخسر ابنته للأبد لولا كرم الله عليهُم
أنت تقرأ
عِشق منذُ الصِغر"بنت الإمبراطور" الجُزء الأول
Humorدائمًا كانت هي أكثر الأشياء رغبةً بالنسبة لهُ، كانت قادرة على إنعاش قلبُه بوجودها وابتسامتُها الجميلة ، كانت دائمًا وأبدًا شيء مُقدس بالنسبة لهُ ، أما بالنسبه لَها كان هو أكثر الأشياء البغيضة التي تُعكر صفاءُها وتقلِّب مزاجُها رأسًا على عقب، فهَل سي...