الفصل الثامن و الثلاثون (الاخير)

24K 464 98
                                    

الفصل الثامن و الثلاثون و الاخير  من رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني

{سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم}
{لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير}

صوت صراخ عال دوى داخل الفيلا
تلاه بكاء هستيري جعل ريان و سليم
يفزعان من نومها و يحتضنا بعضهما برعب
عندما شاهدا والدتهما تنتفض من  مكانها
و تغادر الفراش و هي تنظر حولها و تتفقد
نفسها بطريقة غريبة و هي لا تكف عن الصراخ
و البكاء و جذب شعرها ....
- مات.... انا قتلته... ماااات المسدس فين كان
هنا.... لا مش هنا....هناك....

توسعت عيناها بقوة تحدق في  يديها و تتفقدهما
ثم هرعت خارج الجناح تماما في ذلك
المكان الذي شهد مقتله في حلمها...
رفعت يديها لتجذب خصلات شعرها بقوة
و هي لا زالت تنظر حولها و كأنها فقدت عقلها...

كانت تلهث بقوة و تبكي بينما تتمتم دون
إنقطاع : أنا قتلته...مااات...

كانت تتفحص باب الجناح من الخارج
و جسدها يرتجف بأكمله عندما سمعت
صوت صالح فجأة من وراءها يصيح
بلهفة :
- مالك في إيه؟ إنت كويسة.... الاولاد كويسين...

إلتفتت نحوه بنظرات تشبه خاصتي
طفلة صغيرة وجدت والدها بعد أن ضاعت
في الزحام في بلد لا تعرفه...نطقت إسمه
بهمس من بين شفتيها قبل او تندفع
نحوه تتفحصه هو الاخر بطريقة جعلته
يرمقها بصدمة...
كانت يديها  تجوبان صدره العاري و كأنها
تبحث عن شيئ ما...و همس خافت يخرج من
بين شفتيها لم يستطع تمييز سوى كلمة "الحمد لله"...

تحدث حتى يسألها من جديد بعد أن
شعر بالقلق على الطفلين :
-يارا الولاد فين؟؟

أمسكها من ذراعيها و هزها بغير عنف حتى
يجعلها تفوق مما تفعله لكنها لازالت تهمهم
بكلمات غير مفهومة و هي تحدق فيه
بعيون باكية..
جذبها من ذراعها بعد أن يئس من جعلها
تعود إلى واقعها و إندفع داخل الجناح
باحثا عن الطفلين...
وجدهما في طرف السرير يحتضنان
بعضهما و هما يبكيان... أو بالأحرى كان
ريان هو من يبكي بينما سليم يهدأه..

ترك صالح يارا ثم ركض نحو أطفاله يتفحصهما
و هو يهتف بقلق :
-حبايبي إنتوا كويسين... في إيه؟ إيه اللي حصل
قولولي ماما بتصرخ  ليه ".

إنكمش ريان على نفسه و جذب الغطاء
حوله بخوف بينما إرتمى سليم بين ذراعي
والده ليخبره ببراءة :
-مش عارف يا بابي احنا كنا نايمين
بس صحينا عشان كانت بتصرخ... بابي
ريان خاف أوي و عمل بيبي على نفسه".

نظر صالح بحنان نحو ريان الذي
إختفى تحت الغطاء من شدة إحراجه
و خوفه ليحتضن صالح سليم و يقبله
عدة مرات حتى يطمئنه فالصغير
كان مرعوبا و جسده يرتجف و رغم
ذلك كان يتظاهر بأنه ليس خائف حتى
يهدأ شقيقه....
وضعه على الأرض ثم سار نحو ريان
ليزيح الغطاء من فوقه و يحمله هو الاخر
و يغادر الجناح بعد أن اخذ له بعض
الملابس النظيفة له...

🎉 لقد انتهيت من قراءة هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) 🎉
هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن