الفصل الخامس(الجزء٢)

14.9K 431 6
                                    

الفصل الخامس من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني

شعرت يارا بالإرتباك عندما رأت نظراته المتوحشة
نحوها...رغم انه لم يحدثها منذ خروجها من الحمام
إلا أنه لم يبعد عينيه عنها... تحدث اخيرا ليأكد
شكها أن هناك مصيبة ما في الطريق :
-إمتى طلبتي الحاجات دي ".

قرأت يارا إسم المحل بتمعن قبل إن تجيبه :
-مش فاكرة.. نسيت".

جلست أمام مرأة تسريحتها لتضع بعض المرطبات
على وجهها...و ما إن إنتهت من فتح إحدى العلب حتى وجدته يقف وراءها و ينظر لها من خلال
المرآة مد يده أمام وجهها لترى يارا علبة
سجائر محطمة من النوع النسائي الفاخر كالتي تدخنها والدتها...

إلتفتت وراءها و هي تعقد حاجبيها بتساؤل
لترى إبتسامته اللئيمة التي لطالما أثارت خوفها
قبل أن يسألها :
-إيه داه؟؟

حولت نظرها مرة أخرى ليده التي تحتوي
على العلبة لتجيبه دون تردد :علبة سجاير...

اومأ برأسه قبل أن يردد بسخرية :
-برافو... شطورة يا حبيبتي.. و بتعمل إيه علبة
الزفت دي في الاكياس اللي إنت طلباها؟؟

-مش عارفة؟؟
لم تتردد في إجابته فهي فعلا نسيت
متى آخر مرة طلبت فيها أغراضا من ذلك
المحل..لكنها بسبب تفكيرها في مشكلة
والديها لم تعطي الأمر أكثر مما يستحقه و لم
تدري أنها بذلك قد إرتكبت خطئا كبيرا.....
فهي بخطئها الغير مقصود هذا جعلت
وحش صالح يستيقظ من جديد بعد أن
وعدها طوال الايام الماضية أنه لن يؤذيها
طالما كانت مطيعة....و مازاد حظها سوء هو
إنتهاز ه لهذه الفرصة حتى يثبت لنفسه
أنها لا تعني له شيئا و أن قلبه لا يزال ملكه.....

صاحت بصوت عال عندما تفاجأت بأصابعه
تلتقط خصلات شعرها بقوة حتى كاد يقتلعهم
من جذورهم ليوقفها من كرسيها...جرها نحو
الفراش ليرميها فوقه بقوة متغافلا عن أمر حملها
بعد أن أعمى الغضب بصيرته...

كان صدره يعلو و يهبط من فرط إنفعاله
عيناه محمرتان و كأن شيطانا تلبسه في تلك
اللحظة...أثنى ركبتيه على الفراش حتى
يستطيع الوصول إليها ليقبض على
شعرها من جديد هاتفا بصوت كفحيح
الافعى أمام وجهها بينما كانت عيناه عبارة عن جمرتين متقدتين :
- أنا هقطعلك شفايفك دول عشان
تحرمي تدخني سجاير و تعصي أوامري
مرة ثانية..

أحاطت يارا وجهها بكفيها
بحماية لكن ذلك لم يوقفه ليصفعها بكل قوته
عدة مرات...زاغت عينيها تشعر بألم حارق
في كافة أنحاء وجهها الذي إمتلأ بالدماء
من نزيف أنفها و شفتيها....

صرخت بأعلى صوتها حتى تنقذ نفسها من
هذا الوحش الذي يبدو أنه مصر على قتلها
- أبوس إيدك كفاية... إبني هيموت...

كلماتها جعلت الغمامة تنقشع من أمام عينيه
ليفيق في تلك اللحظة من جنونه و ينظر تحته
ليجدها متكومة على نفسها تحتضن
بطنها بيديها خوفا من أن تصيبها ضربة
خاطئة...

هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن