٢ | قلب يملؤه الكره

442 18 22
                                    

سلام ، قبل ما تبدؤوا بالقراءة ، بتمنى منكم التفاعل يكون حلو ، لحد الحين فش أي شي ، و هيدا الشي بخليني معلقة بين البينين ، ما عم أعرف إذا الرواية عاجبتكم أو لاء ، أعطوني رأيكم من البداية لحد الحين ؟! 🤍

صمتٌ داهم الأرجاء ، عصف بالأفكار ، خطط تنفذ و ابتسامات خبيثة ترتسم ، نظرات ثقة ، و قلب مرتعش ، استدارت مقهقهة ، و تكاد ضحكتها تأخذ سبيلاً لقلبه التائه ، أردفت قائلة بثقة :
"اوههه سيد غرايس ، لم أعرف أنك تهتم لهذه الدرجة بالنساء"
تقدمت بعدما لوّحت بالمشرط بين أناملها ، و اقتربت تنبس قرب أذنه :
"أم أنها أنا فقط يا حبيب"
أدار وجهه ناحيتها ، و اصبحت لا تفصل بينهما سوى بعض الإنشات ، أنفاسهما تخالطت ، أردف قولاً :
"عزيزتي يا ذات العيون الليلية ، هل تشكين بمكانتك في قلبي الصغير هذا ؟"
إقترب ليطبع قبلة فوق شفتيها ، إذ أن البسمة الشريرة اخذت مجراها فوق مبسمها ، و المشرط أخذ مكانه فوق عنقه
"لا تجبر حظك إن أردت يا ثور إيطاليا"
"ليس عبثاً أن قلبي نبض لكِ ، يا دائي"
"فلتجتاح قلبك رصاصة تمزقه إرباً ، سترى حينها ما هو الداء فعلاً ، سيد ضفدع"
"لن تكون أكثر ألماً منك ، صدقيني"

قلبت عينيها استهزاءًا و يأساً ، قبلة طفيفة طبعت فوق شفاهها
"لا تقلبي عينيكي عزيزتي"
"يا لك من مقرف ، لا تجرؤ مرة أخرى إن أردت أن تبقى بك روح ، أو ستزين الدماء شفتيك المثيرة للشفقة"
ابتعدت تمسح فمها مشمئزة ، معاودة أدراجها تخرج مستقيمة من الغرفة ، مضيفة لكلامها :
"أشكر حظك الذي حالفك أنك في مستشفى ، ولا تمثل دور المهووس ، إنها أكثر الأدوار المثيرة للشفقة ، و ليس من السهل أن تملي على غيرك ما يرضي غرورك ، و قصتنا لم تنتهي هنا غرايس كامورا"
"كما تريدين سيدة أودري كاسانو"

بعد مدة ، مع رمي الإطراء و الغزل الرخيص ، مر وقته ، و دنا وقت خروجه ، و كإشراف أخير على حالته ، اتت بهالتها المهيمنة و الطاغية ، تقوم بفحصه و النظر ألى تقاريره ، منغمسة في عملها ، بينما هو غارقٌ بملامحها ، عيونها السوداء ، رموشها الطويلة و المكدسة ، حواجبها الكثيفة تجعل من عينيها لوحة حتّى ليوناردو داڤنشي عجز عن رسمها لمدى روعتها ، فلو أمسك الفنان ريشته ليرسم تحفة كعينيها لانحنت بين يديه لأجلها ، شفتاها الممتلئة و الكرزية ،بشرتها الحنطية و وجنتيها ذات اللون الوردي الخفيف ، و نمشها الخافت متناثر وسط وجهها ، شعرها الأسود المتموج كمشاهدة بحر في منتصف الليل ، إنها بديعة الخالق في أرضه ، عيناه رغم كثرة النساء التي مرت من امامها لم ترى إنسانةً ببهائها و رقتها ، يحسبها متكاملة مثالية كأنما فيها انطوى العالم الأكبر ، بينما هي لم تنظر له سوى كضفدع مقرف لم ترى في وجهه سوى القذارة ، ربما بسبب تصرفاته التي لم تهواها و لم تدل غير على تصرفات شاب طائش لا يققه لشيء في الدنيا ، ما يهمه سوى رغباته كأنما العالم خلق لتلبية رغباته و طيشه فقط .
"حسناً ، أخيراً سأتمكن من إراحة رأسي في مساحتي التي لن تطفل عليها مجدداً ، و أقسم إن رأيتك هنا سأجعلك تخرج منها و بوجهك إلى قبرك ، أعذر من أنذر ، أما إن كنت تريد التطفل على أعمالي كما فعلتَ سابقاً ، فالرصاصة لن تصيب قدمك فقط ، إنما ستجعل دماءك يملأ الجدران و لن أتردد أن أغسل ثيابي من آثارك المقززة"
"كأنني أموت لأراكِ كل يوم"
"هه ما تفعله يدل على كلامك الصحيح سيد غرايس حقاً"
"لو لم تتدخلي في شؤوني سابقاً لما تقدمت مقترباً نحوك سيدة كاسانو ، و إضافة من أنتِ لتملي علي ما يجب أن أفعله ، أنا غرايس كامورا ، لم يكن و لن يكون من يحسب نفسه قادراً على رمي كلامه عليّ ، لكن على كل حال أتشكر تلك الصفقة التي جعلتني ألتقي بفاتنة مثلك"
"إن لم تكن يدي قد وضعت فوق الأمر مسبقاً لما اقتربت من حثالة كأشكالكم ، ليست رؤيتكم من هواياتي ولا من مزاجي ، ولسوء الحظ ، حظي للأسف ، فإنه لا يجلب لحياتي سوى المجانين المعتوهين كأمثالك"
"لكنني المعتوه الخاص بكِ ، لا تنكري هذا على الأقل"
"بأحلامك يا ذات الأوهام الوردية"

قبلة و رصاصةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن