٩ | صراع داخلي

155 2 8
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 🤍
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

_____________________

"عذاب الضمير"
شعور يتقمص الروح ، تشعر بالإنختناق ، كأن العالم بأكمله جلس على صدرك ، تحاول الهروب بعيداً لتُبعد هذا الشعور عنك فيأتيك حتى في أحلامك ليزيد صراعك مع نفسك ، لا مهرب ، لا ملجأ ، ولا حتى بقاء و ثبات .. لا يمكنك فعل شيء لإزاحة هذه الصخرة التي لازمتك ..

توقف عندي الزمان في لحظة انجرفت فيها وراء مشاعري ، لا أنكر .. أريد أن أظل عالقة فيها طوال عمري ، يداه التي تحاوط خصري تشعرني كأنني أعانق السماء ، كأن الشمس التقت بالقمر أخيراً و احتوته بين يديها ..
توقفت الموسيقى و لم أشعر سوى بتصفيق الجمع ، تراجعت خطوتان للوراء أنظر للحشد الشي يناظرنا .. نظرت له و هو يقف أمامي و يبتسم لي ، كأنه يقول لقد حصلت على جنتي الآن ، نظرت لأبي و أمي ، جوي ، إميلي و إيڤان ..
ماثيو الذي يقف بجانب جوي التي تبتسم و الفرح يتطاير من عينيها ، إنه ينظر لي بصدمة ، هل فعلتُ خطأ بحقه ؟ أشعر و كأنني خذلته ..
"آسفة"
استدرت بمكاني و أخذت أركض للخارج ، اصوات تناديني من ورائي
"أودري"
"ابنتي"
"أودري انتظري"
لم أستمع و أكملت سيري ، فتحت باب السيارة و عدت أدراجي للمنزل ، لمنزل غرايس

أقفلت باب الغرفة ، و تسمرت في مكاني ، أدوّر عيوني في أرجاءها ، أنظر للأغراض التي اشتراها لي غرايس بالأمس ، للفستان المعلق ، أشعر بنفسي أختنق
"اللعنة"
طرفت و انسابت دمعة من عيوني ، كانت بداية انهياري .. اخذت أرمي كل ما هو أمامي أرضاً
"اللعنة عليك يا غرايس ، اللعنة علي أنا أيضاً ، تباً لقلبي المغفل ، تباً لعقلي الذي لم يفكر للحظة قبل أن أخطو تلك الخطوة"
أخذت أبكي و أبكي ، نظرت لمرآتي ، لامستها بأناملي
"انا من قبلته ، أنااا"
أخدت أمسح شفتاي بقوة ، مرة بعد أخرى حتى أحسست بها و الدم يتدفق منها
"اللعنة علي"
هويت أرضاً أعاتب نفسي ، رفعت قدماي و احتويتهم بيداي
"لماذا هو يا إلهي ، قلبي يؤلمني لا أستطيع ، لا أستطيع أن أختاره ، لا أستطيع خيانة نفسي ، خيانة أخي و أهلي"
شهقة تلي الأخرى و أنفاس متقطعة ، نظراته لي حينها تريني مدى الأسف و الخيبة التي كللته بها
"أنتِ غبية يا اودري ، غبية"
أخدت أضرب رأسي بيدي ، و الدموع لا تتوقف ، لا أستطيع إيقافها ، لا أستطيع أن أتنفس ، حتى نَفَسي أشعر بأنه خائن ، ربما تشعرون بأنه سخيف لكنه ليس كذلك بالنسبة لي ، فأنا إنسانة لم تقع و لم تؤمن بالحب يوماً ، و عندما فعَلَت أحَبَّت المستحيل ..
"أودري ، افتحي الباب"
طرقات عديدة و لم استجب لها
"أودري ، أتسمعينني !! افتحي هذا الباب اللعين"
أنفاسي تتقطع ، تجاهلت طرقاته و صراخه ، إنني لا أقوى على الرد أصلاً
"ماذا يحصل يا غرايس"
"ريان ساعدني لخلع الباب"
"ماذا يحصل"
"اصمت يا ريان ، فقط ساعدني"
دفعة بعد اخرى ، نجحوا بفتح الباب
نظروا للغرفة المشتتة ، كل ما فيها زَيَّن أرضها
"أودري"
"زوجة أخي"
أسرع غرايس نحوي و حاول انتشالي
"ابتعد"
"أودري ، ماذا حصل لك"
"ابت .. ابتعد عني"
بأنفاس متقطعة لفظتها
"أين بخاخك اللعين هذا ؟ أين وضعتيه"
"ابحث عنه ، سأجلب آخر من عند أمي"
"أسرع يا ريان"
اخذ يلف حول نفسه ، يبحث بالأدراج ، هنا و هناك ، و أنا غارقة في دموعي أحاول إلتقاط نفس
"لا ي... لا يوجد ، انها فا فارغة"
"ماذا ؟ تباً !! ، أودري خذي نفساً عميقاً ، هيا افعلي مثلي"
أخذ يشهق و يزفر ، يضع يده خدي يحاول تهدأتي
"هيا رجاءً ساعديني"
"أخي ها هو"
أخذه بسرعة من يده
"اودري ، استنشقيه هيا"
"بني ، ماذا يحصل"
"مصابة بنوبة ربو"
أردف ريان يطمئن أمه
"مرة أخرى هيا"
أخذت استنشق البخاخ مرة اخرى ، احبس انفاسي و اخرجها ، مرة بعد أخرى ، احسست بقلبي يهدأ و انفاسي عادت ، لطنني لا أقوى على الوقوف
"هل أنتِ بخير ؟"
"لا تقربني"
"ابنتي ، هل أنتِ بخير"
مسحت نتاليا على رأسي تطمئن علي
"ابتعدوا قليلاً عنها ، دعوها تتنفس قليلاً"
فتحت النافذة و ابعدت البرادي ، عادت ادراجها نحوي
"تعالي يا ابنتي ، اجلسي على السرير"
ساعدتني على الوقوف و اخرت بيدي نحو السرير ..
"هيا فلترتاحي قليلاً ، سأعود إليكي بعد قليل"
"شكراً"
"لا شكر على واجب يا صغيرتي"
ابتسمت لي و خرجت
"اخي انا في الأسفل ان احتجت لشيء"
"لا بأس يا ريان ، شكراً لك"
كنت قد سكنتُ قليلاً ، ليس بي طاقة للإلتفاف حتى ..
"أودري ، ماذا حصل لك ؟"
"رجاءً يا غرايس ، لا تقترب مني"
"حبيبتي ، رجاءً ، حدثيني ، حسناً إنني أعرف أنك لم تسامحني و لن تفعلي ، لكن رجاءً اعطيني فرصة ، سأجعلك تسامحيني ، رجاءً"
أخذ بيدي بين يديه ، شمها و قبلها
"أريد الذهاب إلى منزل أهلي"
"رجاءً يا أودري"
نبس بخفوت من بين شفتاه و أحسست بقطرة على يدي
"لا تبكي رجاءً"
"أودري ، أنا حقاً آسف"
"آسفة"
نطقت بهذه الكلمة و بدأت بالبكاء
"رجاءً أخرج"
"أودري"
"أخرج فقط يا غرايس"
استقمت من استلقائي ، مسحت دموعي
"لا تقلق أنا بخير"
ابتسمت و ربت على يده ، طبع قبلة على جبيني و دموعه تتسرب من زرقاوتيه و ابتعد خارجاً من الغرفة ..

قبلة و رصاصةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن