١ | لقاء بعد آخر

649 21 17
                                    


الحياة بنفسها ذات وجهين ، فلم لا يمكن للإنسان أن يستغلها و يعيش حياته حياتين و عمره مرتين ..
إن كان بإمكاننا إختيار من نكون ، ذات وجه أو وجهين ، أن تحتوي قلوبنا الخير أو الشر فبإمكنها إذاً أن تحتوي كليهما ، فالحياة ذات لونين .. أبيض و أسود ، البياض داخل السواد و السواد داخل البياض ، كالخير مع الشر و الشر مع الخير
خلف رداء الظلم رحمة و خلف ستار القوة انكسار ..
هل يجب إذا أن نظهر كلا الجانبين منا ، أم نعيشهم في الخفاء الظاهر ؟

"هل أنتم بشر حتى ؟ ، هل تتركونه حدّ الموت من أجل قذارتكم و شجعكم بالمال أيها اللعينون ؟ "

"طبيبة كايسي ، هذه شروط المستشفى ليس بيدنا حيلة ، و إن كنتِ ذات قلب مرهف بحب الخير لهذه الدرجة ، فتفضلي و ادفعي الأقساط بنفسك ، لا داعي لرمي الكلام و أنتِ لست بحجمه "

"جهزوا غرفة العمليات فوراً ، سأقوم بها بنفسي ، و اللعنة عليكم و على مشفاكم القذر ، يا مستنقع الجحيم"

"ههه ، هل تكذبين على نفسك و تصدقين أنك يمكنك القيام بالعملية في هذا المستنقع و الأموال غير متوفرة!!"

"لا تقلق ، المال سيغمرك من رأسك الفارغ لأسفل قدميك"

تقدمت و الشرارة تطلق من عينيها و بإبتسامة مثيرة ، سألت بسخرية
"كم المبلغ ؟ أهو ألف دولار ، أم عشرة آلاف دولار ، أم مليون دولار ؟ ، لا تقلق سيأتيك إتصال بأن الأقساط تم تسديدها سيد جيمس"
أضافت مستديرة :
"الآن افعلوا ما قلت و جهزوا الغرفة حالاً ، و لا داعي لإطالة النقاش ، فحياة المريض أغلى من تراهاتكم"

بعد ساعات من إنتظار أهل المريض أمام غرفة العمليات ، خرجت مطمئنةً :
"لا تقلقي آنسة كلوي ، ستكون الأمور بخير ،كانت حالته حرجة بسبب التأخر الذي حصل و لكن لا يسعني القول الّا أن تعلّق أباك بكِ قد إنتشله من تحت أردام الموت و قد اخذه الى النور مجدداً "

"حقاً هل هذا يعني ان ابي بخير ، و قد عادت بسمته تنير حياتي ؟"
"لا تقلقي ، فشمسك لن تغيب "
"حقاً لا أدري كيف أشكرك ، كل الفضل يعود لكِ ، لن أكذب إن قلتُ أنه لا ينقصكِ سوى الجناحان ، و الأموال سوف اعيدها لك في اقرب وقت إن شاء الله"

ببسمة بريئة ، و بيد حنونو ربتت على كتفها مشيرة أنه لا داعي للشكر ، فهذا واجب كل طبيب أدّى القسم من كل قلبه و لا تغريه قذارات هذا العالم .

في مكتبها المطمئن للروح ، و ببسمة لا تفارق وجهها المشرق ، استلقت على الكنبة تستريح ، تسترسل أيام كانت تملؤها الحياة ، و شمسها التي لم تكن تغيب إلا أن ...

صوتٌ ملهث قتطع خلوتها و شرودها

"طبيبة كايسي ، القسم باء ، طلبوا مني أن أناديكي خصيصاً ، رجل مصاب في خاصرته ، نتيجة طلق ناري طائش حسب ما قالوا"

قبلة و رصاصةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن