الثاني عشر

551 30 3
                                    

الفصل الثاني عشر

❈-❈-❈
"الحياة مواقف، والمواقف لا تُنسى ...
قد ينسى الإنسان أيامه الصعبة ...
لكن لن ينسى من هوّنها عليه، واحتضن قلبه فيها ...
لتكن لهم لمسة حانية في أيّامهم الصعبة."
❈-❈-❈
في" مشغل الإنسانية"
أثناء خروج مارية من المشغل سمعت صوت شهقات تعجبت و سارت فى اتجاه الصوت انصدمت حين وجدت هبه تجلس بوضع القرفصاء على الأرض اردفت قائله:  هبه مالك؟!
رفعت هبه وجهها تنظر بحزن الى مارية انتصب واقفة قائلة:  مفيش حاجة  يا آنسة مارية
ابتسمت لها مارية قائلة بحب:  احنا قولنا ايه، مش احنا اخوات و اصحاب مالك بس مين اللى عمل فيك كده
اردفت قائلة و دموعها تنهمر على وجنتيها بغزارة:
_اصلا محمد ابنى وحشني قولت اروح اشوفه وياريت ما روحت
تعجب مارية قائلة:  ليه بتقولي كده الولد حصل  له حاجة؟!
اجابت هبه بقهره:  اول ما روحت الشقة اللي كنت جيبها من ورث اهلى و اللي كنت ممكن أبعها  علشان ما ادخلش السجن وقولت ستر لي لما ا اطلع، روحت لقيت عماد اتجوز عليى انا كنت عارفه انه طلقني قولت وماله يمكن لما اطلع من السجن يرجعني روحت لقيته اتجوز لا ومش بس كده الست اللي متجوزها لقيتها معذبه محمد ابنى، حرقه وشه كله ولما طلبت اخده ضربوني وطاردوني من شقتي
ظلت تبكى بشده تهمس بحسرة وكسرة قائلة:  اه يا ابنى يا حبيبي يا ابنى....
حزنت مارية و اردفت قائلة وهى ترتب على ضهرها بحنان:  اهدي يا هبه و إن شاء الله ابنك هيرجع في حضك في أقرب وقت.
لمعت عيون هبه بالسعادة اردفت قائلة بلهفه:  بجد بتكلمي بجد و النبي ابنى هيرجع ليا تأنى
ابتسمت لها مارية  واردفت قائله:  إن شاء الله يا حبيتى في اقرب وقت محمد هيكون في حضنك يلا بقا امسحي دموعك وروحي شوفي شغلك علشان الطليبة تتسلم فى ميعادها
مسحت هبه دموعها و أردفت قائله بفرحة:  حاضر عن اذنك
كادت ان تذهب مارية وجدت رجل يظهر عليه الاحترام كبير في السن لحد ما   يدلف الى المكان يحمل بيده حقيبة  قائلا: السلام عليكم  فين الست منال
جاءت له منال قائلة:  و عليكم السلام اهلا وسهلا  يا استاذ محمود اتفضل..
أردف محمود قائلا:  اهلا بك يا ست منال اتفضلى
قال هذا  و قام  فتح الحقيبة و اخرج مبلغ من النقود ذات الفئه الكبيرة
تعجبت  مارية ومنه ونظروا لى منال بعينها بمعنى من هذا؟!
أردفت منال قائلة:  ده استاذ محمود يا بنتى من ساعة من المشغل فتح و
فتح وكل شهر يجي يديني مبلغ كبيرة مساعدة هنا للبنات بس غصب عنى نسيت اقولك حقك عليى
ابتسمت مارية قائله:  ولا يهمك يا طنط مفيش مشكله باب الخير مفتاح للجميع
نظرت الى ذألك الشخص قائله:  احنا متشكرين على مساعدة حضرتك معانا وربنا يجعله في ميزان حسناتك
اردف السيد محمود قائلا باحترام:  العفو يا هانم، بس انا مش صاحب الفلوس انا بس بوصل الأمانة من صاحبها لهنا.
تعجبت مارية قائلة:  و ياترى مين صاحبها؟!
أجاب محمود:  للأسف مش مطلوب منى اقول مين مطلوب اوصل الفلوس هنا كل اول شهر وبس  بعد أذنك..
ابتسمت مترية :  اتفضل و ياريت تشكر لنا الشخص صاحب الفلوس
أومأ لها براسه بكل احترام وخرج
بينما أردفت منة قائله:  يا تري مين الشخص اللى بيساعدك يا مارية،،  المبلغ كبير اوي و زى ماما بتقول كل شهر على كده
اردفت مارية قائلة:  معرفش على العموم كتر خيره وربنا يزيده كل اللي بيعمل خير بيلاقيه   فى حياته و يلا بنا علشان انا متأخرّة جدا
أرفت منه قائله:  متأخرة على ايه، انتِ مش قولت لى فى الطريق إنك مش راجعه الجريدة ، اما رايحه فين بقا؟!
ابتسمت مارية باتساع قائله  بفرحه: عند وهج
أردفت منه: وهج!!! وتتطلع مين وهج دى كمان
تنهدت مارية قائلة:  تعالي بس نخرج و انا هقولك على كل حاجة
و بالفعل خرجت مارية وخلفها منة متجه الى السيارة..
وقفوا أمامها و اخذت نفسا طولا وقصت ل منه كل شئ منذ دلوف اميرة فيلا القيصر الى دلوفها هى الأخري....
أتسعت منه قائله  بذهول:  يا بنت المحظوظة منك لها؟!
لكزتها مارية من ذراعيها قائلة:  أتلمي  يا بت
اردفت منه قائلة: قدراتي يا قاسية تخبى عليى أنك دخلتي فيلا القيصر يا جاحده، المهم شكله ايه القيصر حلو يا بت ولا وحش قولي اخلصِ علشان اكرش عليه
غضبت مارية من حديث منه عند ذكر أرسلان اردفت قائلة: عادي يعنى شخص عادي ويلا بنا علشان انا أتاخرت ولازم اغير هدومي...
اردفت منه قائلة:  طيب عرفتي توصلي لحاجه عنه
لوت مارية شفتيها قائلة. للأسف لا إنسان غامض و الصراحة انا انشغلت ب وهج لدرجه إني نسيت إنى داخله الفيلا علشان اعمل عنه حوار صحفي.. و يلا بقا و بعدين اكمل لك..
قالت هذا واستقلت سيارتها وبجانبها منة لتذهب الى منزلها لتقوم بتغير ملابسها وتذهب الى فيلا القيصر..
❈-❈-❈
عند اميرة...
بداخل مشفى الدكتور محمد
بعد ان اخذت عينه من دماء سميحه و طلبت فحصها كانت النتيجة صدمة بنسبه لهاف نتيجة الفحص تأكد   بانها تتناول هذا العقاقير منذ اكثر من سنة اى منذ لحظة أصابتها عزمت امرها بأنها سوف تخبر نوح و بالفعل طلبت من الدكتور محمد الاتصال به ومقابلته في المشفى للأهمية..
اثناء دلوف نوح الى مكتب الدكتور محمد وجد أميرة تسير مع شخص تبتسم له برقة يبدوا بينهم الانسجام شعر بغضب و غيرة تنهد بضيق اكثر عندما كانت تقترب منه ليبتسم لها ذألك الشخص قائلا: 
_دكتورة أميرة أنا هكون فى المعمل لو احتجتي اي حاجه
ابتسم له أميرة قائلة:  شكرا يا دكتور سعد
تركها سعد وذهب، كل هذا أمام نوح الذي يقف كان يشاهد  كل هذا،  صك على  أسنانه بعنف نظر لها بضيق مثل دلف الى غرفة الدكتور محمد و هى خلفه مباشرة
ابتسم محمد وقام بترحيب بنوح قائلا:  نورت يا نوح يا ابنى اتفضل اقعد، لك وحشه والله
عاد نوح يسيطر على نفسه و اردف قائلا:  شكرا يا دكتور محمد، خير حضرتك طلبت تشوفني هنا ليه؟!
نظر الى اميرة قائله:  اتفضلى اقعدى يا دكتورة أميرة
جلست أميرة على المقعد المقابل ل نوح الذي كان ينظر إليها بغضب و غيره من مجرد رؤيتها مع ذألك الشخص
أردف نوح قائلا بهدوء:  خير يا دكتور محمد حضرتك طلبت تشوفني ليه؟!
اردف محمد قائلا:  الكلام اللي هتسمعه ممكن يكون صدمه بنسبة لك يا نوح، ولازم تتحكم فى أعصابك وبلاش تسريع قبل اى خطوة من فضلك
بدا القلق على وجه نوح، ليكمل الدكتور محمد حديثه وهو يوجه نظر ه الى أميرة قائله:  من الأفضل يا دكتورة اميرة تقولي أنتِ ل نوح كل حاجة
نظر نوح نظرات حارقة ارتبكت من نظراته لها اغمضت عينيها واخذت نفسا طولا فتحت عينيها ببطء و نظرة بقوة ل نوح الذي كان يتابع ادق تفاصيل وجهها قصت له أميرة منذ رؤيتها تلك الحبوب الواقعة على الأرض وشرحت له ماهو نوع هذه العقاقير  وتأثيرها  على صحة سميحه هانم كما قصت له نتيجة التحليل الخاص بعينه الدماء و اخبرته بانها تأخذ هذه العقاقير اكثر من سنة
جحظت عيون نوح عند استماع حديث اميرة انتفض قلبه برعب ايعقل ما قولته، كان صامت لا يقدر على الحديث فقط شارد الذهن ظل يفكر من يكون من مصلحته عدم شفاء سميحه؟! ايعقل ان يكون عمه هاشم ام أرسلان ام ماهي وقف عند التفكير فى والده هل يعقل انه هو من فعل كل هذا؟! شرد فى حديثه عندما صرخ عليه عندما علم بانه جلب طبيبه لتعالج سميحه..
اغمض عينيه بحزن على ما وصل إليه
نظرت إليها أميرة ولأول مرة تشفق عليه عندما وجدته مسكور حزين شعرت بوخيزات في قلبها لم تعرف سببها
اردف نوح قائلا بألم:  و الحل ايه لحالة أمي؟!
اردفت اميرة قائلة بهدوء:  احنا هنكثف معاها كورس العلاج الطبيعي و طبعا مع  أدوية تنشيط العضلات و ربنا يسهل بس اهم حاجة لازم المتابعة و ان الحبوب دي   ما توصلش لها تانى
نظرت الى ساعتها و اكملت:  دلوقتي لازم استأذن علشان ميعاد الجلسة بتاعت سميحة هانم عن اذنكم!
قالت هذا و انتصبت واقفة وسارت تخرج من الباب
بينما كان ينظر نوح في اثرها ابتسم الدكتور محمد قائلا:  بنت حلال الدكتورة اميرة دي، ربنا يوعديها بابن الحلال اللي يعوضها عن اللي شفته
نظر له نوح  بغضب وصك على اسنانه و اردف قائلا:  استأذن انا كمان يا دكتور وشكر ا على مساعدة حضرتك
أبتسم له محمد قائلا:  مفيش شكرا بنا يا نوح ده واجبنا نحو اي مريض  و انت ناسي إنى دكتور العائلة من زمان المهم ناوي علي ايه
نظر له نوح بكسرة قائلا:  مش عارف انا مش مستوعب لحد دلوقتي  كلامكم  ومش مصدق اللي حصل، مين من مصلحته يعمل كده في ماما سميحة؟!
  تنهد و أكمل:  انا لازم امشي علشان أكون جنبها بعد اذنك؟!
قال هذا و أنتصب واقفا و سار تجاه الباب شارد الذهن حزين يشعر بوخيزات في قلبه؟!
❈-❈-❈
امام المشفى
اثناء خروج اميرة  لتعبر الطريق الاخر لكي تذهب الى سيارتها كانت توجد سيارة تسير بسرعة كبيرة او بمعنى تريد ان تصطدم بها راي نوح هذا اثناء خروجه هو الاخر و بسرعة البرق هرول إليها قائلا بخوف:  أميرة خلى بالك
قال هذا  و هرو ل إليها و خطفها كالخطاف  يحاوط خصرها يضمها إليها داخل أحضانه أما هى دفنت وجهها بداخل حنايا صدره.. شعر برجفة جسدها رفع يده ورتب على ضهرها بحنان شديد قائلا:  أهدي مفيش حاجة أنت كويسة..
تعجبت أميرة من صوت نوح الدافئ لأول مره تشعر بهذا الدفء الغريب رغم أنها كانت مكتوب كتابها على رامي و قام بحتضنها الانها شعرت ببردة تسري فى جسدها، من هذه الضمة ولكن  لماذا شعرت بكل هذا الدفء وهى داخل أحضان نوح؟!
شعرت بالخجل وابتعدت عنه تنظر الى عينيها تقابلت العيون كان لغة مشتركة بينهم كلا منهم يحمل الكثير و الكثير من الكلمات و الألم حاولت السيطرة على نفسها و اردفت قائلة بصوت ضعيف:  شكرا
أغمض عينيها واخذ نفسا طولا حتى يهدى من ثورة مشاعره و فتح ببطء شديد قائلا: أنت كويسة حصل لك حاجة
أجابته وهى تتهرب من نظرات عينيه قائلة:  اه كويسة الحمدلله.. بعد اذنك
قالت هذا و فرت من أمامه تهرب، رغم كل هذا ابتسم نوح في اثرها ولكنه نظر بغضب و شر فى اتجاه تلك السيارة التي لم يلحق بها؟!

القيصر للكاتبه (نهى عادل) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن